يُطلق اسم مرض المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal Disease)، على العدوى التي تسببها البكتيريا المكورة الرئوية أو البكتيريا العقدية الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus Pneumoniae - Pneumococcus)،[١] ومن الجدير بالذكر أن المكورات الرئوية يمكن أن تهاجم أجزاء مختلفة من الجسم ولا تقتصر على الجهاز التنفسي.[٢]

ما هي المكورات الرئوية؟

تُعرف بكتيريا المكورة الرئوية بأنها نوع من أنواع البكتيريا العقدية،[٣] إذ يوجد أكثر من 90 سلالة من المكورات الرئوية، ولكن بعض السلالات تُسبب العدوى أكثر غيرها،[٤] كما أن المكورات الرئوية يُمكن أن تهاجم أجزاءً مختلفة في الجسم، وتُسبب أمراضًا مختلفة، ومن الأمراض التي يمكن أن تسببها ما يلي:[٢]

  • عندما تغزو مجرى الدّم، تُسبب تعفن الدّم (بالإنجليزية: Sepsis).
  • عندما تعزو الرئتين، تُسبب الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).
  • عندما تغزو أغشية الدماغ، تُسبب التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
  • عند تغزو الأذن الوسطى، تُسبب التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis Media).
  • عندما تغزو الجيوب الأنفية، تُسبب التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis).




التهابات الأذن الوسطى والجيوب الأنفية الناتجة عن المكورات الرئوية تكون أقل شدة.




ما أعراض المكورات الرئوية؟

تختلف أعراض عدوى المكورات الرئوية تبعًا لمكان العدوى، وجزء المصاب في الجسم، إذ إن معظم أعراض عدوى المكورات الرئوية تعد خفيفة نسبيًا، إلّا أن في بعض الحالات من الممكن أن تُسبب مشاكل طويلة الأمد،[١] وفيما يأتي توضيحًا لأعراض العدوى تبعًا لمكان الإصابة:


أعراض التهاب الرئتين الناتج عن عدوى المكورات الرئوية

يسبب التهاب الرئتين الناتج عن الإصابة بعدوى المكورات الرئوية مجموعة من العلامات والأعراض، ومنها ما يأتي:[٥]

  • ألم في الصدر.
  • السعال.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • القشعريرة.[٦]
  • مشاكل في التنفس، كالشعور بضيق في التنفس.[٦]


أعراض التهاب السحايا الناتج عن عدوى المكورات الرئوية

تختلف أعراض التهاب السحايا الناتج عن الإصابة بعدوى المكورات الرئوية من شخص إلى آخر، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٥]

  • الحساسية تجاه الضوء.
  • التشوش الذهني.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.[٧]
  • فقدان الشهية.[٧]
  • تيبس الرقبة أو صلابة العنق.[٧]
  • البكاء الشديد عند الأطفال.[٧]
  • النعاس وصعوبة إيقاظ الطفل من النوم.[٧]
  • الصداع.[٥]


أعراض التهاب الأذن الوسطى الناتج عن عدوى المكورات الرئوية

تبدأ عادةً أعراض التهاب الأذن الوسطى الناتج عن الإصابة بعدوى المكورات الرئوية بعد أيام قليلة من الإصابة بنزلة البرد، ومن هذه العلامات والأعراض ما يلي:[٧]

  • ألم في الأذن.
  • انخفاض وفقدان طاقة الجسم.
  • البكاء الشديد والتهيج عند الأطفال.
  • الاستيقاظ من النوم أثناء ساعات الليل.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم عند بعض الأطفال.
  • تجمع السوائل في الأذن الوسطى.[٥]
  • تورم وانتفاخ في طبلة الأذن.[٥]
  • تدفق القيح إلى قناة الأذن، في حال حدوث ثقب في طبلة الأذن.[٥]


أعراض التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن عدوى المكورات الرئوية

يُسبب التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن الإصابة بعدوى المكورات الرئوية مجموعة من العلامات والأعراض، ومنها ما يأتي:[٥]

  • تورم عدة مناطق في الوجه، كمنطقة حول الخدين، والعينين، وجبهة الرأس.
  • ألم في الوجه.[٦]
  • احتقان في الأنف.[٦]
  • خروج مخاط من الأنف باللون الأخضر أو الأصفر.[٦]
  • الصداع.[٦]


أعراض تعفن الدم الناتج عن عدوى المكورات الرئوية

يُسبب تعفن الدم الناتج عن الإصابة بعدوى المكورات الرئوية مجموعة من العلامات والأعراض، ومنها ما يأتي:[٥]

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • القشعريرة.
  • انخفاض في مستوى الوعي واليقظة عند المصاب.
  • الصداع.[٦]
  • ألم في العضلات.[٦]
  • انخفاض حاد ومفاجئ في ضغط الدّم، يسمى بالصدمة (بالإنجليزية: Shock)، وتحدث بسبب تكاثر البكتيريا في الدّم على نحو سريع كبيرة، إذ تُسبب تلفًا في عدة أجزاء من الجسم.[٧]


متى تبدأ أعراض المكورات الرئوية بالظهور من بعد الإصابة؟

يعتمد بدأ ظهور أعراض المكورات الرئوية عند المصابين على فترة حضانة المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Incubation Period)، إذ تختلف من شخص إلى آخر، ولكن على وجه العموم تستغرق من يوم إلى ثلاثة أيام لتبدأ أعراض المرض بالظهور.[٨]


كيف يصاب الأشخاص بالمكورات الرئوية؟

تتواجد المكورات الرئوية بشكل طبيعي في الجهاز التنفسي العلوي عند بعض الأشخاص الأصحاء، خصوصًا في فصل الشتاء وأواخر فصل الربيع، دون أن تسبب أي عدوى،[٩] وبعدها يمكن أن تنتقل إلى الأشخاص الآخرين الموجودين بالقرب من الشخص المصاب أو الناقل للمكورات الرئوية عن طريق السعال أو العطاس، أو من خلال التعرض للعاب، إذ ينتقل عن طريق التقبيل، أو المشاركة في استخدام أدوات الطعام والشراب، أو زجاجات المياه، أو فرش الأسنان، أو الآلات الموسيقية التي تُعزف من خلال الفم.[٧]


ما هي عوامل خطر الإصابة بالمكورات الرئوية؟

وجود بعض العوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدوى المكورات الرئوية، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٤]

  • ضعف في جهاز المناعة الذي يحدث نتيجة لوجود مشاكل صحية، كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus)، أو ما يسمى بمرض الإيدز، والإصابة بمرض السكري.
  • أخذ العلاجات أو الأدوية التي تُضعف الجهاز المناعي، مثل العلاج الكيميائي.
  • الأعمار الصغيرة التي تقل عن العامين أو الأعمار الكبير التي تزيد عن ال 65 عامًا.
  • التدخين أو تناول المشروبات الكحولية.
  • كثرة اختلاط الأطفال في أماكن الرعاية، إذ إنهم أكثر عرضة لمشاركة الأطفال الآخرين بالأدوات والألعاب، والتي يُمكن وضعها في الفم، وبناء على ذلك تقل العدوى إليهم.[٧]



كيف يتم تشخيص المكورات الرئوية؟

تعتمد طريقة تشخيص عدوى المكورات الرئوية على مكان الإصابة، لذا يُجرى الطبيب فحصًا سريريًا للمريض، بالإضافة لطرح مجموعة من الأسئلة لمعرفة تاريخه المرضي للمصاب وتسهيل تشخيصه، وبعدها تُجرى مجموعة من الاختبارات لتأكيد التشخيص،[٣] ومن هذه الاختبارات ما يأتي:[١٠]

  • اختبارات الدّم.
  • الاختبارات التصويرية، كالتصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays)، والتصوير المقطعي (بالإنجليزية: CT Scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging).
  • البزل القطني (بالإنجليزية: Lumbar Puncture).
  • اختبار المستضد في البول (بالإنجليزية: Urinary Antigen Test).


ما هو علاج المكورات الرئوية؟

تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج عدوى المكورات الرئوية، إذ يبدأ العلاج عادةً باستخدام المضاد الحيوي واسع الطيف (بالإنجليزية: Broad-spectrum Antibiotic)، إذ يعمل على ضد مجموعة واسعة من البكتيريا، وبعد ظهور نتائج اختبار حساسية البكتيريا تجاه المضادات الحيوية، يمكن اختيار المضاد الحيوي الأكثر تأثيرًا على البكتيريا المسببة للعدوى.[٢]


هل يمكن الوقاية من المكورات الرئوية؟

يُمكن الوقاية من الإصابة بعدوى المكورات الرئوية من خلال عدد من الإجراءات، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:[٩]

اللقاحات

تُساعد اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccines) المستخدمة ضد عدوى المكورات الرئوية في الحماية من عدد من سلالاتها، ولكن لا تحمي من جميع السلالات، وهذا يعني أنه لا يزال هناك احتمالية لإصابة الشخص بعدوى المكورات الرئوية حتى بعد تلقي المطعوم، [١١] ومن أنواع المطاعيم المستخدمة للوقاية من المكورات الرئوية ما يلي:

  • لقاح المكورات الرئوية المقترن: (بالإنجليزية: Pneumococcal Conjugate Vaccine)، واختصارًا "PCV13"، إذ يوصى بإعطاء هذا اللقاح للفئات الآتية:[٨]
  • جميع الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.
  • البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
  • الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 - 64 عامًا، ويعانون من مشاكل مرضية.
  • لقاح المكورة الرئوية المتعدد السكاريد: (بالإنجليزية: Pneumococcal Polysaccharide Vaccine)، واختصارًا "PPSV23"، إذ يوصى بإعطاء هذا اللقاح للفئات الآتية:[٨]
  • البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
  • الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 - 64 عامًا، ويعانون من مشاكل مرضية.
  • الأشخاص المدخنون ضمن الفئات العمرية ما بين 19 - 64 عامًا.



يُنصح أيضًا بتلقي مطعوم الإنفلونزا سنويًا، لأن الإصابة بالإنفلونزا تزيد من فرصة الإصابة بعدوى المكورات الرئوية.




المضادات الحيوية

يمكن اللجوء لاستخدام المضادات الحيوية كنوع من الوقاية ضد مرض المكورات الرئوية، ومن أهم الفئات التي تنصح بأخذ المضادات الحيوية هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ويعانون من تعطل عمل الطحال، أو إذا كان جسم الطفل لا يحتوي على الطحال، إذ يُعطى الأطفال في هذه الحالات البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، مع ضرورة أخذ اللقاح ضد المكورات الرئوية، إذ يستمر تلقي هؤلاء الأطفال المضادات الحيوية طوال فترة الطفولة، ولغاية الوصول لمرحلة البلوغ.[٩]


هل يمكن الإصابة أكثر من مرة بالمكورات الرئوية؟

إصابة الشخص بعدوى المكورات الرئوية لن تحميه من حدوث الإصابة بالعدوى من جديد في المستقبل، إذ يُمكن للشخص أن يُصاب بعدوى المكورات الرئوية أكثر من مرة في حياته، لذا يوصي مركز السيطرة على الأمراض "Centers for Disease Control and Prevention" بتلقي لقاحات المكورات الرئوية، حتى لو أصيب الشخص بمرض المكورات الرئوية في وقت ماضٍ من حياته.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "About Pneumococcal Disease", cdc, 1/9/2020, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Pneumococcal Disease", nfid, 1/9/2020, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Pneumococcal Infections", medlineplus, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Pneumococcal infections", nhsinform, 26/2/2020, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Yvette Brazier (26/10/2018), "What is pneumococcal disease?", medicalnewstoday, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Pneumococcal disease", betterhealth.vic, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Pneumococcal infections", caringforkids.cps, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Pneumococcal Disease (Streptococcus pneumoniae)", 1.nyc, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت Larry M. Bush, (1/3/2021), "Pneumococcal Infections", msdmanuals, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  10. "Pneumococcal infections", nhsinform, 26/2/2020, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  11. "About Pneumococcal Disease", cdc, 1/9/2020, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  12. "Pneumococcal Disease - Prevention", cdc, 1/9/2020, Retrieved 29/5/2021. Edited.