يعرف الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، على أنّه عدوى تصيب الرئة تؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli) في الرئتين، مما يؤدي إلى امتلائها بالسوائل أو الصديد، ولكن ما هي أسباب الالتهاب الرئوي؟ هذا ما ستتم مناقشته في هذا المقال.[١]


أسباب الالتهاب الرئوي

توجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، وبالرغم من ذلك، لا يستطيع الأطباء دائمًا معرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة به، ونذكر من أبرز الأسباب ما يلي:[٢]

  • العدوى البكتيرية: تعتبر عدوى بكتيريا العقدية الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus pneumoniae)، من أكثر الأسباب البكتيرية شيوعاً التي تؤدي إلى إصابة البالغين بالالتهاب الرئوي، إذ يمكنها أن تسبب الالتهاب الرئوي بشكلٍ مباشر أو بعد إصابة الشخص بالزكام أو الإنفلونزا، ومن الجدير بالذكر أن الالتهاب الرئوي البكتيري يصيب منطقة واحدة من الرئة في العادة.[٣][٤]
  • العدوى الفيروسية: يعتبر الفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory syncytial) واختصاراً (RSV)، من أكثر الأسباب شيوعاً لإصابة الأطفال دون عمر السنة بالالتهاب الرئوي الفيروسي، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بفيروسات تؤثر في الجهاز التنفسي، مثل: فيروس الإنفلونزا وفيروس الزكام، ومن الجدير بالذكر أنّ الالتهاب الرئوي الفيروسي يكون عادةً ذو شدة خفيفة، ويتحسن من تلقاء نفسه في غضون أسبوع إلى 3 أسابيع.[٣]
  • العدوى الفطرية: يمكن لأنواع عديدة من الفطريات أن تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، مثل: المستخفيات (بالإنجليزية: Cryptococcus)، والنَّوسجة (بالإنجليزية: Histoplasma)، والكوسيديودس (بالإنجليزية: Coccidioides)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأنواع لا تُسبّب المرض في العادة، ولكنها قد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى بعض الأشخاص، خاصّةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.[٣][٤]


عوامل خطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي

يمكن لأي شخص أن يصاب بالالتهاب الرئوي. وبالرغم من ذلك، فإنّ الفئات التالية تعد هي الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي:[٥]

  • البالغون، الذين تتراوح أعمارهم 65 سنة وما فوق.[٥]
  • الأطفال، ما دون السنتين من العمر.[٥]
  • الأشخاص المدخنون.[٥]
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، إما بسبب مرض مثل إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، أو السرطان، أو بسبب تناول الأدوية التي تثبط وظيفة جهاز المناعة.[٤]
  • الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل: الربو، أو أمراض القلب، أو مرض السكري، أو فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia)، أو أمراض الرئة المزمنة التي تشمل التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis) ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).[٤]
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البلع أو السعال، والتي قد تحدث بعد إصابتهم بالسكتة الدماغية أو إصابات الدماغ الأخرى.[٤]
  • المرضى داخل وحدة العناية المركزة في المستشفى، خاصةً الذين يستخدمون جهاز التنفس الصناعي.[٤]
  • المرضى الذين يعانون من سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition).[٤]


أنواع الالتهاب الرئوي حسب مكان حدوث العدوى

توجد أنواع مختلفة للالتهاب الرئوي، ويتم تصنيفها في العادة وفقاً لمكان حدوث العدوى، وتشمل أنواعه المختلفة ما يلي:[٢][٦]

  • الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع: (بالإنجليزية: Community-acquired pneumonia)، ويحدث هذا النوع عندما يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي من البيئة المُحيطة به وليس أثناء تواجده في المستشفى.
  • الالتهاب الرئوي المرتبط بالرعاية الصحية:(بالإنجليزية: Healthcare-associated pneumonia)، يحدث هذا النوع عندما يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي أثناء التواجد أو بعد مغادرة أحد مرفق للرعاية الصحية، والتي تشمل: المستشفيات، أو مساكن الرعاية الدائمة، أو مراكز غسيل الكلى.
  • الالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي: (بالإنجليزية: Ventilator-associated pneumonia)،‏ إذ يحدث هذا النوع عندما يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي بعد استخدام جهاز التنفس الصناعي؛ وهو عبارة عن جهاز يدعم التنفس، ومن الجدير بالذكر أن البكتيريا والفيروسات التي تُسبّب الالتهاب الرئوي في المجتمع تختلف عن تلك الموجودة في أماكن الرعاية الصحية والمستشفيات.
  • الالتهاب الرئوي الاستنشاقي: (يلإنجليزية: Aspiration pneumonia)، والذي يحدث عند دخول الطعام، أو الشراب، أو القيء، أو اللعاب إلى الرئتين، حيثُ تزداد احتمالية الإصابة بهذا النوع عندما يكون الشخص مُصاباً بمشكلة تؤثر في رد الفعل البلعومي الطبيعي لديه، مثل: إصابة الدماغ، أو وجود مشاكل في البلع، أو الإفراط في تعاطي الكحول أو المخدرات.


هل الالتهاب الرئوي معدٍ؟

توجد أنواع معينة من الالتهاب الرئوي يمكن أن تكون مُعدية، وقد تنتقل من شخصٍ لآخر، فعلى سبيل المثال، يُعتبر الالتهاب الرئوي الذي تسببه البكتيريا أو الفيروسات معدياً، إذ ينتقل من شخص لآخر عن طريق استنشاق مُسببّات المرض، وبالرغم من ذلك، ليس كل من يتعرض لمسببات المرض يكون عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي، ومن ناحيةٍ أخرى يعتبر الالتهاب الرئوي الناجم عن الفطريات غير مُعدٍ، لأن الفطريات لا تنتقل من شخصٍ لآخر، بل تنتقل من مكان تواجدها في التربة للإنسان عن طريق الاستنشاق.[٧]


كيف ينتقل الالتهاب الرئوي من شخصٍ لآخر؟

يمُكن أن تنتقل الميكروبات التي تُسبب الالتهاب الرئوي من شخصٍ لآخر عندما يتم استنشاقها، إذ تتواجد كميات صغيرة من الميكروبات في أنف وحلق المريض، وقد تنتقل من شخصٍ لآخر بالطرق التالية:[٨]

  • عند السّعال والعُطاس، تخرج قطرات صغيرة من اللعاب الذي يحتوي على الجراثيم في الهواء، والتي يُمكن استنشاقها من قبل شخص آخر.
  • عندما يلمس المريض سطح ما وتنقل الميكروبات إليه، ثم يقوم شخص آخر بلمس نفس السطح، ثم يلمس فمه أو أنفه.


الوقاية من الالتهاب الرئوي

يمكن الوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي عن طريق اتباع الخطوات التالية:[٣][٩]

  • عدم مخالطة مرضى الالتهاب الرئوي، لأن ذلك سيزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
  • أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي (بالإنجليزية: Flu vaccine)، إذ قد يُصاب الشخص بالالتهاب الرئوي كأحد مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا.
  • أخذ لقاح ضد الجرثومة العقدية الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal vaccine)، الذي يمنع الالتهاب الرئوي الذي تسببه جرثومة العقدية الرئوية.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية، عن طريق غسل اليدين بشكلٍ متكرر بالماء والصابون أو استخدام معقم الأيدي المحتوي على الكحول.
  • تجنب التدخين ومحاولة الإقلاع عنه، لأن التدخين يعمل على تدمير الرئتين مما يزيد من صعوبة دفاع الجسم عن نفسه ضد الجراثيم والأمراض.
  • اتباع نمط حياة صحي للحفاظ على صحة جهاز المناعة، عن طريق تناول الغذاء المتوازن المحتوي على الفواكه والخضروات، وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، والحصول على قسط كافي من النوم.
  • تنظيف الأسطح التي يتم لمسها بكثرة.
  • استخدام منديل ورقي عند السعال أو العطاس.
  • العناية الجيدة بالحالات الصحية، مثل: الربو، أو داء السكري، أو أمراض القلب.


هل يوجد لقاح للالتهاب الرئوي؟

لا يوجد لقاح لجميع أنواع الالتهاب الرئوي، لكن يوجد لقاحان ضد جرثومة العقدية الرئوية التي تسبب الالتهاب الرئوي، وعادةً ما يوصي الأطباء بإعطاء اللقاح للأطفال دون عمر 5 سنوات، والأشخاص الذين لديهم خطر مرتفع للإصابة بالالتهاب الرئوي.[٣]


المراجع

  1. "Pneumonia Symptoms and Diagnosis", www.lung.org, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Causes of Pneumonia", www.cdc.gov, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "pneumonia", www.familydoctor.org, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Pneumonia", www.medicinenet.com, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Pneumonia", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  6. "Pneumonia", www.mayoclinic.org, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  7. "Pneumonia", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  8. " Is pneumonia contagious?", www.nhs.uk, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  9. "Pneumonia Can Be Prevented—Vaccines Can Help", www.cdc.gov, Retrieved 28/5/2021. Edited.