تعد الكحة الديكية أحد أنواع السعال التي يشكو منها بعض الأشخاص، فما هي الكحة الديكية؟[١]

ما هي الكحة الديكية؟

الكحة الديكية (Whooping cough)، المعروفة أيضًا بالشاهوق (Pertussis)، هي إحدى حالات العدوى الشديدة التي تؤثر في الجهاز التنفسي،[١] ويمكن أن تصيب الأشخاص من جميع الأعمار،[٢] إلّا أنّها غالباً ما تُصيب الأطفال الذين لم يتلقّوا المطعوم الذي يقي من هذا المرض، أو المراهقين والبالغين الذين بدأت مناعتهم تتراجع لسبب أو عامل ما.[١]


أعراض السعال الديكي

عادةً ما تظهر بعض الأعراض المميزة للسعال الديكي في بداية المرض، وقد تتطور أعراض أخرى فيما بعد، ومن خلال الآتي سيتم توضيح ذلك:


الأعراض المُبكرة

تتشابه أعراض السعال الديكي التي تظهر في البداية مع أعراض نزلات البرد، وذلك كما يلي:[٣]

  • حمى منخفضة أي أقل من 38.9 درجة مئوية.
  • سعال خفيف.
  • عطاس.
  • سيلان الأنف.
  • إسهال.


الأعراض التي تظهر بعد مرور الوقت

تظهر الأعراض الأخرى عادةً بعد 7-10 أيام،[٤] بحيثُ تكون هذه الأعراض أقل شدة في البالغين والمراهقين مقارنةً بالأطفال الصغار والرضّع، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:[٥]

  • نوبة سعال شديدة؛ إذ يُمكن أن تستمر لدقيقتين، وقد يتعرض بعض المرضى للتقيؤ أو الإغماء بعد نوبة السعال.[٥][٤]
  • إصدار صوت يشبه نعيق الديك أثناء السعال، نظراً لأن المريض في نهاية نوبة السعال يلهث بحثاً عن الهواء.[٤]
  • ازرقاق وجه الطفل أثناء نوبة السعال.[٤]
  • عدم سعال الطفل أبدًا في بعض الحالات بل إنه يكافح من أجل التنفس، أو قد يتوقف عن التنفس بشكلٍ مؤقت.[٥]




عادةً ما تكون فترة الحضانة أي الفترة بين الإصابة وظهور أعراضعدوى السعال الديكي من 7-10 أيام، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 21 يومًا.



[٦]


ما هي أسباب السعال الديكي؟

تُعد البكتيريا المعروفة بالبورديتيلة الشاهوقيّة (Bordetella pertussis) أبرز مسببات السعال الديكي، إذ تلتصق هذه البكتيريا بالأهداب الصغيرة التي تشبه الشعر والموجودة في بطانة الأنف والحلق من الداخل، مما يتسبب بانتفاخ وتلف المجاري التنفسية.[٧]


ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسعال الديكي؟

كما ذكرنا سابقاً قد تصيب عدوى السعال الديكي أي شخص من أي عمرٍ كان، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسعال الديكي، ومنها ما يأتي:[٨]

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر والذين لم يتلقوا كافة جرعات اللقاح.
  • الأشخاص الذين يعيشون في نفس المنزل مع شخص مصاب بالسعال الديكي.
  • الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعة معززة من لقاح السعال الديكي خلال آخر عشر سنوات الماضية.


كيف تنتقل عدوى السعال الديكي من شخص إلى آخر؟

يُمكن أن تنتقل عدوى السعال الديكي من شخصٍ لآخر عن طريق السعال أو العطس، أو عند قضاء الكثير من الوقت بالقرب من شخص مُصاب، أمّا بالنسبة للأطفال فقد تنتقل العدوى لهم من قِبل الأشقاء الأكبر سنًا أو الوالدين أو مقدمي الرعاية الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة.[٩]


متى يمكن أن يبدأ المصاب بالسعال الديكي بنقل العدوى؟

يمكن لأي شخص مصاب أن ينقل عدوى السعال الديكي للآخرين بمجرد ظهور أعراض عليه تشبه أعراض نزلة البرد، وقد يبقى المصاب ناقلًا للعدوى لمدة تصل إلى 3 أسابيع بعد بدء السعال، بينما إذا تم علاج الشخص المصاب بمضاد حيوي مناسب، فلن يتمكن المريض من نقل العدوى بعد 5 أيام كاملة من العلاج.[١٠]


كيف يتم تشخيص السعال الديكي؟

عادةً ما يتم تشخيص السعال الديكي من قبل الطبيب المختص اعتمادًا على الأعراض الشائعة لعدوى السعال الديكي، وقد تتطلب بعض الحالات إجراء فحص للتأكيد التشخيص،[١١] حيث إنّه خلال المراحل المبكرة من الإصابة قد يصعب تشخيص السعال الديكي نظرًا لأن الأعراض قد تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى،[١٢] وفيما يلي بيان لأبرز الفحوصات:[١٢]

  • فحص عينة من الأنف أو الحلق: يتمثّل هذا الفحص بأخذ مسحة أو عينة من قِبل الطبيب من المنطقة التي يلتقي فيها الأنف والحلق، ومن ثم يتم فحص العينة مخبرياً للتحقق من وجود بكتيريا السعال الديكي.
  • تحليل الدم: يُعد هذا الاختبار عام وليس خاصًا بالسعال الديكي، ويتم من خلال سحب عينة من الدم وإرسالها إلى المختبر للتحقق من عدد خلايا الدم البيضاء، حيثُ يشير ارتفاع عددها في العادة إلى وجود عدوى أو التهاب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: (Chest X-ray)، وذلك للتحقق من وجود التهاب أو سوائل في الرئتين، والتي تُعد أحد مُضاعفات السعال الديكي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.



ظهور النتيجة سلبية للفحص لا تعني عدم الإصابة بعدوى السعال الديكي، نظرًا لأنَّ السعال قد يستمر لعدة أسابيع بعد التعافي واختفاء البكتيريا المسببة للعدوى.



[١١]


كيف يتم علاج السعال الديكي؟

يتم علاج عدوى الكحة الديكية باستخدام المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب، حيث يجدر البدء بتناول العلاج بأقرب وقت ممكن وذلك للحد من انتشار العدوى للآخرين ولتحقيق التعافي خلال أقصر مدة ممكنة، وفي الواقع يُمكن أن يستمر السعال لعدة أسابيع بعد العلاج،[١٣] ويجدر التنويه إلى أنّه يجب الاستمرار بتناول الدواء بشكلٍ كامل خلال المدة التي تم تحديدها من قبل الطبيب حتى وإن شعر المصاب بالتحسن.[١٤]


كيف يمكن الوقاية من عدوى السعال الديكي؟

يمكن اتباع بعض النصائح والتدابير لتقليل خطر الإصابة بعدوى السعال الديكي، ومن أبرز ما يمكن القيام به لحماية النفس والآخرين من عدوى السعال الديكي الآتي:[٧]

  • تلقي جميع جرعات مطعوم السعال الديكي؛ ومنها المطعوم الثلاثي (DTaP) المتوفر على شكل حقن والذي يتميز بكونه آمن للغاية،[٣] إذ يحتاج الطفل من عمر الشهرين إلى 6 سنوات إلى خمس جرعات من المطعوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ مفعول هذا اللقاح عادةً ما يتلاشى مع مرور الوقت، نظراً لذلك من المهم الحصول على جرعة معززة.[١٥]
  • غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.[٧]
  • تغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس.[٧]
  • قد يتم صرف المضادات الحيوية من قبل الطبيب المختص لجميع أفراد الأسرة المعرضين للعدوى؛ وذلك لحمايتهم من عدوى السعال الديكي.[٧]


هل يمكن الإصابة بعدوى السعال الديكي مرة أخرى؟

الإجابة نعم، قد يصاب الشخص مجددًا بعدوى السعال الديكي، حيث إنّ تلقي المطاعيم والإصابات السابقة لعدوى السعال الديكي لا تُشكّل مناعة تجاه هذه العدوى لدى المصاب لمدى الحياة، إذ تنخفض مناعة الجسم ضد عدوى السعال الديكي بعد حوالي 5 سنوات من آخر جرعة مطعوم السعال الديكي، لذلك قد يحتاج الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون والبالغون إلى جرعات مطعوم إضافية كما ذكرنا سابقاً وذلك لتعزيز مناعتهم ضد عدوى السعال الديكي.[١٦]


متى يتوجب مراجعة الطبيب؟

من أبرز الحالات التي ترافق نوبة الكحة الطويلة والتي يتوجب فيها مراجعة الطبيب الآتي:[١]

  • التقيؤ.
  • توهج أو ازرقاق وجه المصاب.
  • صعوبة في التنفس.
  • توقف التنفس بشكل ملحوظ.
  • ظهور صوت ديكي أثناء الاستنشاق.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Whooping cough"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021. Edited.
  2. ↑ "Pertussis (Whooping Cough)", chop, Retrieved 18/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Whooping Cough", webmd, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Whooping cough: What you should know", medicalnewstoday, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Whooping Cough (Pertussis)", healthlinkbc, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  6. ↑ "Whooping Cough (Pertussis)", kidshealth, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "pertussis in adults", verywellhealth, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  8. ↑ "whooping cough pertussis", health, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  9. ↑ "Causes and Transmission", cdc, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  10. ↑ "Pertussis or Whooping Cough Fact Sheet", health.ny, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Whooping Cough", patient, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Whooping cough", mayoclinic, Retrieved 18/10/2021. Edited.
  13. ↑ "Frequently Asked Questions About Whooping Cough", doh.wa, Retrieved 4/10/2021. Edited.
  14. ↑ "Whooping cough", nhs, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  15. ↑ "Pertussis (whooping cough): prevention", canada, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  16. ↑ "Whooping Cough (Pertussis)", nyc, Retrieved 3/10/2021. Edited.