الالتهاب الرئوي عند الأطفال

الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) هو أحد أنواع العدوى المؤثرة في أحد رئتي الطفل أو كليهما، ومن الممكن أن تصيب الأطفال بعد إصابتهم بالبرد أو الإنفلونزا،[١] ورغم أنّها قد تصيب الأشخاص ضمن أي فئة عمرية إلّا أنّها تصيب الأطفال بشكل أكثر شيوعًا، خاصةً الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات؛ نظرًا لعدم اكتمال تطور جهاز المناعة لديهم بشكل كامل،[٢][٣] ويسبِّب الالتهاب الرئوي امتلاء الأكياس والحويصلات الهوائية في الرئتين بالصديد والسوائل الأخرى، ممّا يعيق وصول الأوكسجين إلى مجرى الدم بسهولة، ويسبِّب الأعراض المختلفة للالتهاب.[٤]


أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال

تشمل الأعراض الشائعة للالتهاب الرئوي عند الأطفال ما يلي:[٥]

  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • الصداع.
  • السعال بصوت مرتفع.
  • الإصابة بحمى قد تكون طفيفة، أو مرتفعة مصحوبة بقشعريرة وتعرق.
  • تنفس الطفل بشكل سريع، مع فتح فتحتي الأنف، وتحرك عضلات الصدر بين الضلوع بشكل ملحوظ.
  • خروج صوت صفير.
  • الشعور بألم حاد، أو وخز في الصدر، ويزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو عند السعال.
  • انخفاض طاقة الطفل، وشعوره بالضيق وعدم الراحة.
  • التقيّؤ.
  • فقدان الشهية.
  • تهيُّج الطفل.[٦]
  • ألم في البطن.[٦]
  • ازرقاق الشفتين والأظافر بسبب نقص الأكسجين في الدم وهذا يكون في حالات العدوى الأكثر شدة.[٥]
  • تراجع الحالة الإدراكية أو الارتباك، وصعوبة لفت نظر الطفل أو إثارته، ويكون ذلك أيضًا في الحالات الشديدة من العدوى.[٥]


أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يُصاب الطفل بالالتهاب الرئوي بسبب الإصابة بأحد الجراثيم، مثل: الفيروسات، أو البكتيريا، أو الفطريات، أو الطفيليات،[٧] وفي الحقيقة إنّ الفيروسات هي المسؤولة عن معظم حالات الالتهاب الرئوي عند الأطفال،[٤] وتكون عادةً بسبب الفيروسات نفسها التي تسبب البرد، والإنفلونزا، وغيرها من عدوى الجهاز التنفسي، مثل: الفيروسات الغدانية (بالإنجليزية: Adenovirus)، والفيروسات الأنفية، وفيروسات الإنفلونزا،[٧] إذ تنتقل هذه الفيروسات إلى الرئة من الأنف والحلق مسبِّبة حدوث الالتهاب فيها.[٤]




تبدأ أعراض الالتهاب الرئوي البكتيري فجأة عدةً، في حين تحدث الأعراض الناتجة عن الالتهاب الفيروسي بشكل أكثر تدرجًا، كما تكون عادةً أخف من تلك الناتجة عن العدوى البكتيرية.



[٤]


عوامل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال

تزداد فرصة الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الطفل في الحالات التالية:[٣][٨]

  • الإصابة بمشكلة صحية مستمرة مزمنة، مثل الربو.
  • الإصابة بمشاكل في الرئتين أو الشعب الهوائية.
  • الإصابة بضعف الجهاز المناعي مثل في حالات الإصابة بالسرطان، أو الأطفال الذين يأخذون أدوية تضعف المناعة.
  • التعرض لدخان سجائر الآخرين، خاصة في الأطفال الذين لم يتجاوزوا عمر السنة.
  • الأطفال الأصغر عمرًا.
  • الأطفال الذين لم يتلقوا أي من مطاعيمهم بعد.
  • الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التغذية والرضاعة.
  • الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى.


هل الالتهاب الرئوي معدي؟

نعم، إذ تنتشر الفيروسات والبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي عن طريق العطس، أو السعال، أو ملامسة الأسطح الملوثة بهذه الكائنات، كما يحدث عند مشاركة الأدوات المختلفة مع الشخص المُصاب.[٧][٩]


تشخيص الالتهاب الرئوي

يبدأ الطبيب بفحص بدني للطفل، ومن الممكن أن يوصي بإجراء الفحوصات التالية:[١٠]

  • الأشعة السينية الصدر: (بالإنجليزية: X-ray) يساعد هذا الفحص على إنتاج صور للرئتين داخل الجسم.
  • فحوصات الدم: تفيد فحوصات تعداد الدم في البحث عن أي علامات للعدوى، فمثلًا يحدد فحص غازات الدم الشرياني كمية ثاني أكسيد الكربون والأكسجين في الدم.
  • فحص زراعة البلغم: يساعد هذا الفحص على معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من عدوى، ويتم إجراؤه من خلال البلغم الذي يخرجه الطفل أثناء السعال، ونظرًا لصعوبة الحصول على عينات من البلغم من الأطفال، فإن زراعة البلغم لا تعد من الإجراءات الروتينية، وإنما يطلبها الطبيب في بعض الحالات.
  • قياس التأكسج: (Pulse oximeter) وهو يقيس كمية الأكسجين في الدم من خلال أداة صغيرة مخصصة لذلك.
  • فحص الصدر بالأشعة المقطعية: (بالإنجليزية: CT scan) يُنتج هذا الفحص صورًا لهيكل الصدر، ويجرى عادةً في الحالات الشديدة.
  • تنظير القصبات: (بالإنجليزية: Bronchoscopy) يعد من الفحوصات النادر اللجوء إليها، ويساعد على فحص الممرات الهوائية الرئتين.
  • زراعة السائل الجنبي: (بالإنجليزية: Pleural fluid culture)‏ ويعني الحصول على عينة من السائل الجنبي، وهو السائل الموجود بين الرئتين وجدار الصدر، ومن ثم فحصه في المختبر، فقد يسبب الالتهاب الرئوي تجمع السائل الجنبي في هذه المنطقة، كما قد يكون هذا السائل مصابًا بذات البكتيريا المُسبِّبة لالتهاب الرئة.


علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يمكن توضيح علاج الالتهاب الرئوي وفق التالي:


الأدوية

يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على السبب الرئيسي للإصابة به؛ فإذا كان السبب هو العدوى الفيروسية، لا يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاجه، ويزول عادةً من تلقاء نفسه، أمّا إذا كانت الإصابة بسبب البكتيريا؛ فعادة ما يُعطى الطفل مضادات حيوية مناسبة، لتتحسن الأعراض في غضون 12-36 ساعة، وهنا يقتضي الانتباه إلى ضرورة تناول الطفل المضاد الحيوي للمدة الكاملة التي يوصيها الطبيب، واتباع التعليمات بدقة، لتجنب عودة العدوى.[١١]


كما قد يوصي الطبيب بإعطاء الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة للطفل، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، من أسمائه التجارية: ®Panadol، أو الأيبوبروفين (Ibuprofen)، من أسمائه التجارية: ®Advil، واستشر الطبيب أو الصيدلي لمعرفة الجرعات وطريقة الاستخدام.[١]



يجدر الانتباه إلى أنه يجب تجنب إعطاء الطفل دواء الأيبوبروفين إذا كان عمره أقل من 6 أشهر إلا بتوجيه من الطبيب، هذا بالإضافة إلى تجنب أدوية السعال التي تؤخذ دون وصفة طبية للأطفال الأقل من 4 سنوات، والأسبرين لأي شخص أقل من 18 عامًا، فقد يؤدي نادرًا إلى الإصابة بمتلازمة راي التي تسبب تضرُّر في أنسجة الدماغ والكبد.



[١٢]


الرعاية المنزلية

يمكنك الاعتناء بطفلك المصاب بالالتهاب الرئوي من خلال التالي:[١]

  • تأكد من حصوله على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
  • احرص على تقديم السوائل له بكثرة، يمكنك منحه كميات صغيرة من السوائل ليشربها بانتظام، وإذا كان طفلك لا يزال يستخدم الحفاضات، فانتبهي إذا قلّ عدد الحفاضات المبتلة عن المعتاد، ففي حال ذلك عليكِ مراجعة الطبيب.
  • احرص على حماية طفلك من دخان السجائر، وبالتالي تجنب التدخين قربه، ولا تسمح للآخرين بذلك.
  • قم بقياس درجة حرارة طفلك مرة واحدة على الأقل كل صباح، وكل مساء.[١٢]
  • احرص على وضع مرطب الهواء بالرذاذ البارد في غرفة طفلك.[١٢]
  • ارفع مستوى رأس طفلك أثناء النوم باستخدام الوسائد.[١٢]


متى يحتاج الطفل إلى العلاج داخل المستشفى؟

من الممكن أن يحتاج الطفل إلى العلاج في المستشفى في الحالات التالية:[١٣]

  • تسبب الالتهاب الرئوي بارتفاع في درجة الحرارة أو مشاكل في التنفس بشكل مستمر دون تحسنها.
  • الحاجة إلى علاج بالأكسجين.
  • الإصابة بعدوى في الرئة وانتشارها إلى مجرى الدم.
  • الإصابة بمرض مزمن يؤثر في جهاز المناعة.
  • تقيؤ الطفل بكثرة؛ لدرجة أنه غير قادر على تناول الدواء عن طريق الفم.
  • استمرار الإصابة بالالتهاب الرئوي دون تحسُن او لمدى طويلة.
  • الإصابة بالسعال الديكي.


التعافي من الالتهاب الرئوي

يتعافى الطفل عادةً في غضون يومين بعد تناوله المضادات الحيوية المناسبة، إذا كان الالتهاب الرئوي ناجمًا عن الإصابة ببكتيريا، وقد يستغرق التعافي وقتًا أطول إذا كان السبب فيروسيًّا، وبعد التعافي من بعض الأعراض مثل الحمى، قد يستمر السعال لمدة تصل إلى 3 أسابيع كحدّ أقصى، ولكن لا يشكّل السعال مصدرًا للقلق إذا كان الطفل يتحسن من الأعراض الأخرى.[١٤]


الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال

لوقاية طفلك من الإصابة بالالتهاب الرئوي عليك بالتالي:

  • علم طفلك أن يغسل يديه في كثير من الأحيان، وخاصة في الأوقات التالية:[٥]
  • قبل تناول الطعام.
  • بعد نفث الأنف.
  • بعد الذهاب إلى الحمام.
  • بعد اللعب مع الأصدقاء.
  • بعد الاتصال بأشخاص مرضى.
  • احرص على إعطاء طفلك التطعيمات اللازمة ضد عدوى المكورات الرئوية التي تعد أحد أسباب الالتهاب الرئوي، إذ يجب تلقي الأطفال تطعيم يسمى المكورات الرئوية المتقارن أو PCV13 بدءًا من عمر شهرين، ويكون المطعوم هذا على شكل سلسلة من الجرعات في عمر 2، و4، و6، و12، و15 شهر، ولا بد من التحدث إلى الطبيب في حال عدم تلقي الطفل الجرعات الأولى في الوقت الموصى به.[١٥]


دواعي مراجعة الطبيب

لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١١]

  • وجود صعوبة في التنفس لدى الطفل، أو أن الطفل يتنفس بسرعة أكبر من المعتاد.
  • تغير لون أظافر الطفل أو شفاهه، فقد تبدو زرقاء أورمادية.
  • إصابة الطفل بالحمى التي تزيد الحرارة فيها عن 38.9 درجة مئوية، وكان عمره أكبر من 6 أشهر.
  • إصابة الطفل بالحمى، بحرارة أعلى من 38 درجة مئوية، وكان عمره أقل من 6 أشهر.
  • استمرار الحمى لأكثر من بضعة أيام بعد تناول المضادات الحيوية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Pneumonia in children", blf, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  2. "Pneumonia in children", blf, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Pneumonia in Children", cedars-sinai, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Pneumonia", kidshealth, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Pneumonia in children - community acquired", medlineplus, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Pneumonia"، rch.، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Pneumonia in Children"، childrenscolorado، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. Edited.
  8. "Pneumonia", KidsHealth NZ, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  9. is swelling (inflammation) of,viruses, which are both contagious. "Is pneumonia contagious?", NHS, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  10. "Pneumonia in Children", urmc.rochester, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Pneumonia", nationwidechildrens, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث "Pneumonia in Children", drugs, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  13. "Pneumonia", kidshealth, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  14. "Pneumonia", raisingchildren, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  15. "Pneumonia", healthychildren, Retrieved 9/7/2021. Edited.