التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال
التهاب القصبات الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis) هو التهاب وتهيُّج الأنسجة المبطِّنة للقصبات الهوائية، وهي اثنين من مجاري التنفُّس الكبيرة التي تحمل الهواء من وإلى الرئتين،[١] وغالبًا ما يصيب التهاب القصبات الهوائية الأطفال بعد الإصابة بنزلة البرد أو الإنفلونزا،[٢] فيُسبِّب الالتهاب احمرار هذه الأنسجة، وانتفاخها، وتهيجها، ممّا يؤدي إلى إفرازها للكثير من المخاط، وزيادة صعوبة مرور الهواء عبرها، بالإضافة إلى إصابة الطفل بالسعال،[١] ولالتهاب القصبات الهوائية عدة أنواع، ما هي؟ وما هي أعراضه، وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
ما هي أنواع التهاب القصبات الهوائية؟
تقسم التهابات القصبات الهوائية إلى نوعين، وهما كما يلي:[٣][١]
- التهاب القصبات الهوائية الحاد: وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب القصبات الهوائية لدى الأطفال، فيحدث الالتهاب فجأةً، ويسبب أعراضًا شديدة، ولكنه لا يدوم طويلًا؛ إذ إنّه يستمر عادةً من بضعة أيام إلى حوالي 10 أيام، ويصاحبه سعال قد يستمر لعدة أسابيع بعد انتهاء العدوى وعلاجها، وتجدر الإشارة إلى أنّه غالبًا ما ينتج عن عدوى فيروسية، ويحدث بعد الإصابة بنزلات البرد أو غيرها من عدوى الجهاز التنفسي.
- التهاب القصبات الهوائية المزمن: ويعد هذا نادر الحدوث عند الأطفال، فهو غالبًا ما يُصيب البالغين، ويُسبِّب التهاب مستمر لأشهر أو حتى سنوات في القصبات الهوائية، وينتج غالبًا عن تعرّض الطفل لدخان سجائر الآخرين، وقد تكون أعراضه شديدة أو خفيفة.[١][٣]
أعراض التهاب القصبات الهوائية عند الطفل
يعد السعال الرطب، أي السعال الذي يخرج معه المخاط، والمستمر لعدة أسابيع، من أكثر أعراض التهاب القصبات الهوائية شيوعًا،[٤] وتجدر الإشارة إلى أنّه في البداية قد يكون السعال جاف غير مصحوب بخروج المخاط،[١] أما الأعراض الأخرى فيمكن بيانها كالآتي:[٤]
- صداع خفيف.
- حمى خفيفة.
- التهاب الحلق وألم فيه.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- التعب.
- آلام الجسم.
- الصفير عند التنفس.
- ضيق التنفس.
تستمر أعراض التهاب القصبات الهوائية في الغالب من 7-14 يوماً، ما عدا السعال الذي قد يستمر لحوالي 3-4 أسابيع.
ما الذي يسبب التهاب القصبات الهوائية عند الطفل؟
يحدث التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية في الغالبية العظمى من الحالات،[٣] فتنتشر العدوى الفيروسية المُسبِّبة لنزلة البرد أو الإنفلونزا إلى القصبات الهوائية، مُسبِّبة التهاباها،[٢] ويجب الإشارة إلى أنّه في بعض الأحيان قد ينتج التهاب القصبات الهوائية عن الإصابة بعدوى بكتيرية،[٣] أو نتيجة التعرُّض للمواد المُسبِّبة للتحسُّس كالغبار ودخان السجائر.[٢]
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية لدى الأطفال؟
تزداد فرصة الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية في حال إصابة الطفل الإصابة بأي من الآتي:[٣]
- الحساسية.
- الربو.
- تضخم اللوزتين أو لحميّة الأنف.
- التعرّض للمهيجات مثل: الغبار، والأبخرة، والهواء الملوث.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- ضعف الجهاز المناعي.[٢]
- الارتداد المريئي (عودة الحمض والطعام من المعدة نحو المريء).[٦]
- عيش الطفل مع أشخاص مدخنين، أو بالقرب من المصانع، أو تواجده بأماكن تكثُّر فيها الملوثات الجوية.[٢]
هل التهاب القصبات الهوائية معدي من طفل لآخر؟
نعم، يعد التهاب القصبات الهوائية غالبًا معدي، فقد ينتقل من طفل إلى آخر، فهو كما تبيَّن ينتج عن الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، وتستمر فترة العدوى عادةً من بضعة أيام إلى أسبوع، أو حتى 24 ساعة بعد بدء أخذ المضادات الحيوية في حال العدوى البكتيرية،[٧] فتنتقل العدوى عن طريق الهواء عند سعال الطفل المُصاب، أو عطاسه، أو ضحكه.[٨]
يجب الإشارة إلى أنّ التهاب القصبات الهوائية المزمن لا يعد من الأمراض المعديّة في معظم الحالات.[٧]
ما هي المضاعفات المحتملة لالتهاب القصبات الهوائية عند الطفل؟
لا تحدث أي مضاعفات نتيجة إصابة الطفل بالتهاب القصبات الهوائية في غالب الحالات، إذ إنّ التهاب القصبات الهوائية يتحسن دون أي مشاكل عادةً، ولكن هناك بعض الحالات القليلة التي قد يزداد فيها خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.[٥]
تشخيص التهاب القصبات الهوائية عند الطفل
يبدأ الطبيب تشخيص القصبات الهوائية عادةً بسؤال الأهل أو الطفل عن الأعراض، والاستماع إلى صوت تنفُّس الطفل، فغالبًا ما يصاحب التهاب القصبات الهوائية خروج صوت صفير، كما يسأل الطبيب عن أية أمراض أخرى يعاني منها الطفل كالربو أو التحسُّس، أو عما إذا كان أحد أفراد أسرة الطفل يدخن داخل المنزل،[٨] ومن ثم يقوم الطبيب بالفحص البدني باستخدام سماعة الطبيب والاستماع إلى صوت تنفُّس الطفل ورئتيه،[٦] وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص واستثناء بعض الأمراض الأخرى المُسبِّبة لأعراض مشابهة،[٥] ونذكر من هذه الفحوصات:[٨]
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: (Chest X-ray) وذلك للتحقُّق من سلامة الرئتين ووجود أي احتقان فيها.
- اختبار البلغم: يساعد هذه الفحص على تحديد نوع الجرثومة المُسبِّبة للعدوى،[٥] والكشف عن أي علامات تشير إلى إصابة الطفل بالتحسُّس،[٦] بالإضافة إلى التحقق من إصابة الطفل بمشاكل صحية أخرى مثل السُّعالُ الدّيكي (بالإنجليزية: Whooping Cough)، وهو أحد الأمراض المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي، وتتميز بسعال شديد، يتبعه صوتًا حادًّا من التنفس يشبه صوت صياح الديك.[٩][٨]
- اختبار وظائف الرئة: للتحقق من إصابة الطفل بالربو، ويكون باستخدام جهاز يعرف باسم مقياس التنفس (بالإنجليزيّة: Spirometer).[٨]
- قياس التأكسج النبضي: (بالإنجليزية: Pulse oximetry) وهو جهاز صغير كالملقط يُوضَع على إصبع الطفل،[٥] ويُستخدَم لقياس كمية الأكسجين في الدم، نظرًا لأن بعض الأطفال المصابين بالتهاب القصبات الهوائية قد يعانون من نقص الأكسجين وازرقاق لون الجسم.[٨]
علاج التهاب القصبات الهوائية عند الطفل
لا يتطلب التهاب القصبات الهوائية الفيروسي أي علاج طبي عادةً، لكن قد تساعد العلاجات المنزلية على التخفيف من الأعراض لدى طفلك، وفي حال التهاب القصبات البكتيري قد يقوم الطبيب بإعطاء المضادات الحيوية له،[١٠] ويمكن تفصيل العلاج والتدابير المنزلية المساعدة على التخفيف من الأعراض كالآتي:
- شجع طفلك على شرب كميات كافية من الماء والسوائل: أي حوالي 8-10 أكواب من الماء يوميًا.[٨][١٠]
- احرص على حصول طفلك على قسط كافي من الراحة: بأن ينام لساعات كافية،[١٠] وتجنَّب إرساله للمدرسة أو الحضانة خلال إصابته.[١١]
- قم بما يلزم للحد من تعرض طفلك لأي مواد مُسبِّبة للحساسية له قدر الإمكان: كإبعاد الحيوانات الأليفة، أو إبعاده عن الأشخاص المدخنين.[١٠][٢]
- احرص على رفع مستوى رأس طفلك بالوسائد أثناء نومه: لتسهيل التنفُّس.[٢]
- استخدم جهاز للترطيب داخل الغرفة التي يتواجد بها طفلك.[٢]
- استشر طبيبك حول استخدام قطرات الأنف المالحة لطفلك: للتخفيف من الاحتقان لديه.[٢]
- قم بإعطاء طفلك العسل إن كان يتجاوز عمره العام: للتخفيف من السعال.[٤]
- اتبع توصيات الطبيب فيما يتعلق بالعلاجات الدوائية: يجب الإشارة إلى أنّه يُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أي من هذه الأدوية، ونذكر منها:[١٠]
- أدوية للسعال، فقد يوصي الطبيب بإعطائها للأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين.
- موسع القصبات الهوائية أو أدوية أخرى لعلاج الربو، وتُعطى هذه على شكل بخاخات أو عبر أجهزة الاستنشاق (Nebulizer machines) لتوسيع القصبات الهوائية وإرخائها، ممّا يساعد على التخفيف من ضيق التنُّفس.
- مسكنات الألم وخافضات الحرارة، مثل: أيبوبروفين (Ibuprofen)، ومن أسمائه التجارية: ®Advil، أو الباراسيتامول (Paracetamol) ومن أسمائه التجارية: ®Tylenol®، Panadol.
- المضادات الحيوية في حال الإصابة بالعدوى البكتيرية، مثل الأموكسيسيللين (Amoxicillin)، ومن أسمائه التجارية: ®Amoxil، وعادةً يوصي الطبيب بإعطائه مرتين يوميًا مع الطعام، ويمكن خلط الدواء السائل مع الطعام أو العصير، ويجدر التنويه إلى أنّه على الرغم من أن الأعراض تبدأ بالتحسُّن خلال 3 أيام من بدء أخذ المضاد الحيوي غالبًا، لكن من المهم أن تحرص على إعطاء طفلك الدواء لكامل الفترة التي أوصى بها الطبيب، لمنع حدوث مقاومة البكتيريا أو استمرار العدوى.[١١]
تحذر منظمة الغذاء والدواء (FDA) من إعطاء أي أدوية للسعال أو الرشح للأطفال الذين لم يتجاوزوا السنتين من عمرهم، حتى وإن كانت لا تتطلب أي وصفة طبية، كما وتحذِّر من إعطاء الأطفال ما دون سن 18 عاماً أي أدوية للسعال تحتوي في تركبيتها على الكودين (Codeine) أو الهيدروكودون (Hydrocodone).
الوقاية من التهاب الشعب الهوائية عند الطفل
هناك بعض الإجراءات التي يمكنك اتباعها لحماية طفلك من الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية، ومنها ما يلي:[١٣]
- تأكّد من غسل طفلك ليديه بالماء الدافئ والصابون باستمرار، وعلّمه ذلك.
- احرص على تعليم طفلك ضرورة أن يبعد يديه عن وجهه قدر الإمكان.
- احرص على تعليم طفلك أن السعال أو العطاس يجب أن يكون في منديل ورقي أو داخل الكوع.
- أبعد طفلك عن الأماكن التي يكثر فيها التدخين.[٦]
- احرص على تطعيم طفلك مطعوم الإنفلونزا سنويًا، فكما تبيّن سابقًا تحدث العديد من حالات التهاب القصبات بعد الإصابة بالرشح أو الإنفلونزا.[٦]
دواعي مراجعة الطبيب
لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- خروج دم مع السعال.[١٤]
- استمرار السعال وعدم تحسُّنه لأكثر من أسبوعين.[١٥]
- خروج مخاط متغير اللون مع السعال.[١٤]
- السعال الذي يبقي الطفل مستيقظًا ويمنعه من النوم.[١٤]
- ارتفاع في درجة حرارة الطفل.[١٤]
- تعرض الطفل لنوبات متكررة من التهاب القصبات الهوائية الحاد.[١٤]
- وجود صوت أزيز أو صفير عند التنفس.[١٥]
- ضيق في التنفس، ويتطلب هذا مراجعة الطوارئ على الفور إن كان شديدًا.[١٥]
- شحوب لون الطفل أو ازرقاقه، وهذا يتطلب مراجعة الطوارئ فورًا.[١٥]
- وجود صعوبة في إيقاظ الطفل، وهذا يتطلب مراجعة الطوارئ فورًا.[١٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Bronchitis"، kidshealth، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Bronchitis In Children: Causes, Symptoms And Remedies"، momjunction، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Pediatric Bronchitis", childrens, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What to Do When Your Child Has Bronchitis"، everydayhealth، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Acute Bronchitis in Children"، stanfordchildrens، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Bronchitis"، Mayo Clinic، 11/4/2017، اطّلع عليه بتاريخ 6/6/2021. Edited.
- ^ أ ب bronchitis can be contagious,long-term irritation of airways. "Bronchitis"، Cleveland Clinic Centennial، اطّلع عليه بتاريخ 6/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Bronchitis in Babies: Causes, Symptoms, Risks & Treatments"، parenting.firstcry.، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Whooping cough", mayoclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Bronchitis", wakehealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "How to Recognize Bronchitis in Kids and How It’s Treated"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. Edited.
- ↑ "When to Give Kids Medicine for Coughs and Colds", FDA, 27/11/2018, Retrieved 6/6/2021. Edited.
- ↑
- ^ أ ب ت ث ج "How Do You Know If Your Child Has Bronchitis?", medicinenet, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Bronchitis", raisingchildren, Retrieved 22/5/2021. Edited.