ما هو الخانوق؟

يُعرَف الخانوق (بالإنجليزيّة: Croup)، بأنّه حدوث تهيّج في الممرات الهوائية العلوية مّما يؤدي إلى انتفاخها، وهذا الانتفاخ يجعل مجرى الهواء خصوصًا في منطقة الأوتار الصّوتية أضيق، الأمر الذي يترتّب عليه صعوبة في التنفس،[١] وتتميّز هذه الحالة بالسّعال النّباحي (بالإنجليزية: Barking cough) والخشن، بالإضافة إلى صدور صفيرٍ عالي النبرة أو صريرٍ عند التنفس، وغالباً ما يكون الأطفال هم أكثر عُرضةً للإصابة بهذا المرض، خاصّةً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، كما أنّه يمكن أن يؤثر في الأطفال الأكبر سنًا.[٢]

ما هي أنواع الخانوق؟

يوجد نوعان من الخانوق هما؛ الخانوق الفيروسيّ (بالإنجليزيّة: Viral croup)، والخانوق التشنّجي (بالإنجليزيّة: Spasmodic croup)،[١] وفيما يلي بيان لكل منهما بشيء من التفصيل:

  • الخانوق التشنّجي: عادةً ما يؤثر في الأطفال المصابين بنزلة برد خفيفة، ويميل هذا النوع من الخانوق إلى التطوّر بشكلٍ مُفاجئ، حيثُ يبدأ بأعراض تتمثّل بالسعال النباحي الذي يكون في العادة ليلاً، ولا يُصاحِبه عادةً ارتفاعٌ في درجة الحرارة، كما أنّه يتميز بحدوث نوباتٍ متكررة من السعال.[٣]
  • الخانوق الفيروسي: يُعدّ حالةٌ شائعة عند الأطفال، وهو عبارة عن مرضٍ حادّ يؤثر في مجرى الهواء العلوي، ويتمثّل بالسعال النباحي، والصرير عند الشّهيق، وبحّة الصوت، بالإضافة لأعراض الجهاز التنفسي العلوي.[٤]


ما هي أعراض الخانوق؟

يُمكن أن يصاب الطفل بالخانوق في أيّ وقتٍ من السنة، إلّا أنّه من المرجّح حدوثه في أواخر فصل الخريف أو بداية فصل الشتاء، وذلك نظرًا لانتشار العديد من الفيروسات في هذا الوقت من العام، مثل: نزلات البرد والإنفلونزا، وعادةً ما يعاني بعض الأطفال بدايةً من أعراضٍ شبيهة بأعراض نزلات البرد لبضعة أيام، مثل: التهاب الحلق، وسيلان الأنف، والسعال، والحمّى، يليها ظهور الأعراض الخاصّة بالخانوق،[٥] والتي تتضمّن ما يلي:[٦]

  • سعال نُباحي يتميّز بأنّه عالي النبرة، وعادةً ما يتفاقم سوءًا عند البكاء، والسُّعال، والقلق، والانفعال.
  • الحُمّى.
  • خشونة الصوت.
  • صوت تنفس مزعج.


ما هي أسباب وعوامل خطر الخانوق؟

تُعدّ العدوى الفيروسيّة أحد أكثر الأسباب شيوعًا للخانوق،[١] ولكن يُمكن أن يحدث أيضًا نتيجة عوامل أخرى ومنها:[٧][١]

  • العدوى البكتيرية.
  • حساسية الطعام.
  • ارتداد الحمض المعدي.
  • الجنس، إذ أنّه أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنةً بالإناث.
  • استنشاق الطفل لجزيئاتٍ دقيقة، مثل: بودرة الأطفال، أو الطّحين.


كيفية انتشار الخانوق

يُمكن أن ينتشر الخانوق عن طريق أحد الطُّرُق التالية:[٨]

  • الرذاذ المنبعث من المُصاب أثناء عطاسه، أو سعاله.
  • الاتصال المباشر والوثيق مع شخصٍ مُصاب.
  • الاتصال غير المباشر، وذلك من خلال لمس الأدوات الملوّثة بالفيروس، مثل الألعاب، والأواني، والأكواب، أو أيّ أشياء أخرى.


تشخيص الخانوق

عادةً ما يتمّ تشخيص الخانوق من قِبَل طبيب بأخذ التاريخ الصحي، بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني للطفل،[٧] ويتضمّن الفحص البدني ما يلي:[٦]

  • مراقبة تنفُّس الطفل.
  • الاستماع إلى صوت صدره بواسطة السمّاعة الطبية.
  • فحص الحلق.

في بعض الأحيان، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى مثل: تحاليل الدم أو تصوير الأشعة السينية للرقبة أو الصدر، وذلك لاستبعاد أيّ أمراضٍ أخرى محتمَلة.[٧]


هل تتشابه أعراض الخانوق مع مشكلات أخرى الطفل؟

نعم. إذ إنّه عادةً ما يكون الخانوق أقلّ شيوعًا عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 6 أشهر، أو الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، لذلك قد يكون هناك سبب آخر للأعراض الظّاهرة عليهم، وفي هذه الحالة يُنصَح باصطحاب الطفل إلى طبيب أطفال أو اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لفحصه.[٩]


علاج الخانوق

بشكلٍ عام يعتمد علاج الخانوق عادةً على شدة الأعراض، وفيما يلي بيان لطُرق علاج الخانوق:

التدابير المنزلية

يُمكن علاج الحالات البسيطة من الخانوق في المنزل، خاصّةً في حال كان الطفل لا يُعاني من مشاكل في التنفس أو صوت تنفس مزعج عندما يبكي، وتتضمّن التدابير المنزلية التي يُمكن أن تُساعد في التخفيف من الأعراض ما يلي:[١٠]

  • مُحاولة تهدئة الطفل: فالسّعال الخانق والتنفس المزعج قد يُخيف الأطفال، مما يزيد الوضع سوءًا.
  • تقديم السوائل للطفل بشكلٍ متكرر: إلاّ في حال كان الطفل يعاني من صعوبةٍ في البلع.
  • إعطاء الطفل مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، وذلك بعد استشارة الطبيب.
  • استخدام جهاز الترطيب الهوائي: يمكن لبعض الآباء استخدام جهاز ترطيب الهواء في غرف أطفالهم، ولكن بشكلٍ عام لا يُوصي الأطباء بهذه الأجهزة لأنه لا يوجد دليل على أن الهواء الرطب يساعد في حالات الخانوق، ولكن في حال استخدامه ينبغي التأكد من اتباع تعليمات الاستخدام عن كثب والتأكد من أن الغرفة جيدة التهوية.


العلاجات الدوائية

يتضمن العلاج الدوائي الذي يتم صرفه من قِبل الطبيب ما يلي:

  • دواء الكورتيزون عن طريق الفم: (Corticosteroid)، الذي يخفف من الالتهاب والانتفاخ في المجاري التنفسي.[١١]
  • بخاخ الأدرينالين: (بالإنجليزية: Nebulised adrenalin)، والذي يُعطَى للطفل في المستشفى في الحالات الشّديدة من الخانوق، لتخفيف انتفاخ القصبة الهوائية حتى تعمل أدوية الكورتيزون بفعالية.[١٠]


كم تستمر فترة الإصابة بالخانوق؟

عادةً ما تكون الأعراض أسوأ وأكثر حدّة في الأيام القليلة الأولى من المرض، وقد يستمرّ الصرير لبضعة أيام فقط، بينما قد يستمرّ السعال لمدةٍ تصل إلى قرابة الأسبوع.[٩]


الوقاية من الخانوق

ينتشر الخانوق بطريقةٍ مشابهة لنزلات البرد، لذلك قد يَصعُب الوقاية منه، وبالرغم من ذلك يوجد العديد من النصائح التي قد تُساعد على منع الإصابة به نذكرها فيما يلي:[١٢]

  • النظافة الجيدة، مثل: غسل اليدين بانتظام وتنظيف الأسطح، فهي من أهم الأمور التي يُمكن أن تساهم في الوقاية من الخانوق.
  • إعطاء المطاعيم الروتينية للطفل، والتي تحميه من بعض أنواع العدوى التي يمكن أن تسبب الخانوق، ومن الأمثلة عليها:
  • لقاح MMR، والذي يُساعد في الحماية من الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
  • لقاح DTaP / IPV / Hib، للحماية من الدفتيريا، والتيتانوس، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، ولقاح المستدمية النزلية من النوع ب.


هل يجب على الطفل المصاب بالخانوق البقاء في المنزل؟

نعم. وذلك لأن مرض الخانوق من الأمراض المعدية، لذلك ينبغي إبقاء الطفل في البيت وعدم إرساله إلى المدرسة أو الحضانة.[٢]


دواعي مراجعة الطبيب

ينبغي عدم محاولة علاج الطفل في المنزل في حال استمرّت الأعراض لديه لأكثر من 3 إلى 5 أيام أو إذا ازدادت سوءًا،[١٣] كما ينبغي مراجعة الطبيب على الفور في الحالات التالية:[١٣][١١]

  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • صدور صوتٍ صاخبٍ وعالي النبرة عند قيامه بالشّهيق.
  • صعوبة في التنفس.
  • صعوبة في البلع أو سيلان اللعاب.
  • ظهور علامات سرعة الانفعال أو الشّعور بالانزعاج والضّيق.
  • تحوّل لون الطفل إلى اللون الشاحب أو الأزرق.
  • ظهور علامات الجفاف، إذ يُمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض عدد مرات التبول، أو قلّة عدد الحفاضات المبلّلة.
  • انسحاب عظمة الصدر إلى الخلف مباشرة عند التنفس.
  • ظهور علامات التّعب الشديد أو النعاس أو مواجهة صعوبة في إيقاظ الطفل.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What Is Croup? What Causes It?", webmd, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Croup", rch, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  3. croup is a type,come back again (recur). "Croup", kidshealth, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  4. "Viral Croup: Current Diagnosis and Treatment", mayoclinicproceedings, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  5. "Croup", nhsinform, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Croup", mayoclinic, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Croup in Children", cedars-sinai, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  8. "Is Croup Contagious?", medicinenet, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Croup", kidshealth, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Croup", betterhealth, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Croup", healthdirect, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  12. "Croup", nhsinform, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "What's the Treatment for Croup?", webmd, Retrieved 2/7/2021. Edited.