يعد التنبيب الرغامي (بالإنجليزية: Endotracheal intubation) أحد التقنيات التي تتم الاستعانة بها للمساعدة على التنفس في بعض الحالات، وسيتم في هذا المقال التطرق لأبرز المعلومات المتعلقة بالتنبيب الرغامي.[١]

التنبيب الرغامي

التنبيب الرغامي هو إجراء يتمثل بتمرير أنبوب إلى القصبة الهوائية عبر الأنف أو الفم، ويكون الهدف منه الحفاظ على مجرى الهواء لدى الشخص، وبالتالي الحفاظ على سلامة التنفس لديه، ومن الجدير ذكره أنّ هذا الإجراء يعتبر مؤقتاً بحيث يتم لأهداف معينة، وبعد تحقيقها تتم إزالة هذا الأنبوب.[١]


لماذا يتم إجراء التنبيب الرغامي؟

يتم إجراء التنبيب الرغامي للمريض في الحالات التي لا يكون فيها قادراً على التنفس من تلقاء ذاته، أو عندما يكون هناك حاجة للتخدير أو إراحة شخص مريض للغاية، أو بغرض حماية مجرى الهواء التنفسي لدى المريض، ويجرى التنبيب الرغامي في حالاتٍ عدة، نذكر أبرزها على النحو التالي:[٢]

  • خضوع الشخص لجراحة عامة تستلزم التخدير العام: نظراً لأن التخدير العام يتسبب بشلّ حركة عضلات الجسم جميعها؛ بما في ذلك عضلات الحجاب الحاجز، مما يؤثر على القدرة على التنفس بشكلٍ طبيعي، وبالتالي فإن التنبيب الرغامي يُمثل وسيلة لإجراء التنفس الاصطناعي في سبيل دعم عملية التنفس لدى الشخص.
  • ما بعد الخضوع للجراحة: يتم إبقاء التنبيب الرغامي في موضعه متصلاً بجهاز التنفس الصناعي لدعم التنفس لدى الشخص خاصة بعد خضوعه لجراحات الصدر؛ مثل: جراحة سرطان الرئة أو جراحة القلب، بحيث تتم إزالة جهاز التنفس الصناعي في مراحل لاحقة أثناء التعافي.
  • إزالة الأجسام الغريبة: قد يتعرض الشخص أحياناً لدخول جسم غريب إلى مجرى التنفس عن طريق الاستنشاق، وقد يقوم الطبيب بإجراء التنبيب الرغامي بهدف إزالة هذا الجسم الغريب.
  • حماية مجرى الهواء من دخول محتويات المعدة فيه: يجرى التنبيب الرغامي بهدف منع محتويات المعدة من دخول الممرات الهوائية وذلك في الحالات التي يشكو فيها الشخص من الإصابة بسكتة دماغية أو نزيف شديد في الجهاز الهضمي؛ كوجود نزيف في المريء، أو المعدة، أو المنطقة العلوية من الأمعاء، نظراً لأن وصول محتويات المعدة إلى مجرى التنفس واستنشاقها عن طريق الخطأ قد يتسبب بمضاعفات خطيرة؛ مثل ذات الرئة الاستنشاقية (بالإنجليزية: Aspiration pneumonia).
  • الكشف عن مجرى الهواء: يلجأ للتنبيب الرغامي بهدف رؤية مجرى الهواء أو الممرات الهوائية بدقة، ويكون ذلك في حال الاشتباه بوجود خلل في الحنجرة، أو القصبة الهوائية، أو الشعب الهوائية، بما يتضمن الكشف عن وجود ورم أو تشوه خلقي فيها.
  • دعم التنفس: يجرى التنبيب التنفسي بهدف دعم التنفس في الحالات التي يعاني فيها الشخص من صعوبة في التنفس نتيجة الإصابة بحالة معينة؛ مثل: الالتهاب الرئوي، أو الاسترواح الصدري (بالإنجليزية: Pneumothorax)، أو فشل الجهاز التنفسي، أو فشل القلب، أو فقدان الوعي نتيجة التعرض لجرعة زائدة، أو السكتة الدماغية، أو إصابة في الدماغ، أو الحالات التي يعاني فيها الشخص من شلل كامل أو جزئي في الحجاب الحاجز كما يحدث عند الإصابة بحالات عصبية معينة؛ مثل: التصلب الجانبي الضموري (بالإنجليزية: Amyotrophic lateral sclerosis)، أو متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barre syndrome)، أو عند إصابة الصدر بورم أو إصابة قوية.
  • الحاجة إلى المهدئات القوية: كأن يكون الشخص مريضاً جداً بما يستلزم إعطاؤه مهدئات قوية.
  • الأطفال الخدج الذين يعانون من الضائقة التنفسية: فهم لا يستطيعون التنفس من تلقاء ذاتهم.
  • الحاجة إلى تركيز أعلى من الأكسجين: كالحالات التي يحتاج فيها الشخص إلى تراكيز من الأكسجين أعلى من تركيز الأكسجين في هواء الغرفة.


التحضير للتنبيب الرغامي

هناك مجموعة من الإجراءات التحضيرية التي يتم اتباعها عندما يقرر الطبيب بأن حالة الشخص تستلزم التنبيب الرغامي والحاجة للأكسجين، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٣]

  • إبقاء المريض بوضعية صحيحة بحيث تكون وضعية رأسه ورقبته مناسبة لفتح مجرى الهواء.
  • ضبط نسبة الأكسجين في جهاز التنفس الاصطناعي بحيث تكون 100%، إذ إن إجراء التنفس الاصطناعي مع أكسجين بنسبة 100% يلعب دوراً مهماً في إزالة النيتروجين من المرضى الأصحاء، إضافةً إلى أنّ ذلك يساهم في إطالة وقت انقطاع التنفس الآمن في حال حدوث ذلك.
  • تجهيز المعدات اللازمة لهذا الإجراء؛ بما في ذلك أجهزة الشفط، إذ تعد أجهزة الشفط مهمة لإزالة الإفرازات والمواد الأخرى من مجرى الهواء.
  • تحضير الأدوية التي قد تكون ضرورية عند القيام بهذا الإجراء، ومن الأمثلة عليها: المهدئات، ومرخيات العضلات، إلى جانب الأدوية الحالّة للمبهم (بالإنجليزية: Vagolytic) في بعض الحالات، وغالباً ما يتم إعطاء هذه الأدوية للمرضى المتيقظين أو شبه المتيقظين قبل إخضاعهم لتنظير الحنجرة بهدف إجراء التنبيب الرغامي.


كيف يتم إجراء التنبيب الرغامي؟

يستغرق إجراء التنبيب الرغامي نحو 5 دقائق لإتمامه، وبشكلٍ عام يتضمن إجراء التنبيب الرغامي القيام بعدة خطوات، نبينها على النحو التالي:[٤]

  • إمالة الرأس للخلف.
  • إدخال المنظار عبر الفم أو الأنف بهدف فتح مجرى الهواء ورؤية ما داخل الحلق.
  • تمرير أحد طرفي أنبوب التنفس عبر مجرى الهواء باتجاه القصبة الهوائية السفلية. 
  • إزالة المنظار، وتثبيت أنبوب التنفس بطريقة مناسبة.
  • توصيل أنبوب التنفس بأنبوب مرن، يلي ذلك توصيله بجهاز التنفس الصناعي. 
  • يقوم الجهاز بنقل الأكسجين إلى الرئتين وإخراج ثاني أكسيد الكربون منهما.


ماذا يتوقع بعد إجراء التنبيب الرغامي؟

يتم التحقق من مجموعة من الأمور والتثبت من عدم وجود أي مشاكل وذلك بعد إجراء التنبيب الرغامي، ويتضمن ذلك:[٤]

  • استماع الطبيب إلى الرئتين للتأكد من أن الهواء يصل إلى كلاهما.
  • إخضاع الشخص لتصوير الصدر بالأشعة السينية للتأكد من أنّ طرف الأنبوب موجود في موضِعه الصحيح.
  • قياس مستوى الغازات في الدم للتأكد من وصول الأكسجين بنسبة كافية إلى الدم.


قد يحتاج المريض إلى بعض الوقت للاستيقاظ بعد إجراء التنبيب الرغامي، وسيتطلب الأمر إعطاء المريض بعض الأدوية للحفاظ على استرخائه وراحته وبقاء الأنبوب في مكانه،[٥]ومن الجدير ذكره أن مدة بقاء التنبيب الرغامي تعتمد على حالة الشخص والهدف من إخضاع الشخص لهذا الإجراء.[٤]


ما هي المخاطر المترتبة على التنبيب الرغامي؟

قد يترتب على التنبيب الرغامي بعض المخاطر في بعض الحالات، والتي نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • النزيف.
  • العدوى أو الالتهاب.
  • تعرض بعض أجزاء الجسم للصدمة؛ مثل: الحنجرة، أو الغدة الدرقية، أو الحبال الصوتية، أو القصبة الهوائية، أو المريء.
  • تعرض الأجزاء الموجودة في تجويف الصدر لثقب أو تمزق وقد يؤدي ذلك إلى انخماص الرئة.


أسئلة شائعة

هل يستخدم التنبيب الرغامي للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد COVID-19؟

يُعد التنبيب الرغامي هو الطريقة التي تم اعتمادها منذ أوائل شهر نيسان عام 2020م لتوفير دعم التنفس للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد COVID-19، إذ يلعب هذا الإجراء دوراً في دعم التنفس لديهم بما يُمكّن الجسم من البقاء على قيد الحياة أثناء تصدي الجهاز المناعي لهذا الفيروس، مع الأخذ بالاعتبار أنّ إجراء التنبيب الرغامي لا يُعالج الفيروس بحد ذاته ولكنه يدعم التنفس لهؤلاء المرضى.[٧]


هل يمكن إجراء التنبيب الرغامي أثناء استيقاظ الشخص؟

الجواب نعم، ويُذكر أنّ إجراء التنبيب الرغامي أثناء استيقاظ الشخص قد يكون آمناً بصورةٍ أكبر، ويستخدم التخدير الموضعي لتخفيف الألم الناجم عن وضع الأنبوب، بحيث يكون الشخص مسترخياً ومرتاحاً أثناء هذا الإجراء.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "types_of_intubation"، nmsu، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. Edited.
  2. "endotracheal-tube-information", verywellhealth, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  3. "tracheal-intubation", msdmanuals, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Intubation and Mechanical Ventilation", winchesterhospital, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  5. "intubation", healthgrades, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  6. "Endotracheal intubation", medlineplus, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  7. "endotracheal_intubation", medicinenet, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  8. Awake tracheal intubation "Awake tracheal intubation", royalberkshire, Retrieved 22/5/2021. Edited.