تحليل مياه الرّئة
يُعرف تحليل مياه الرّئة أو تحليل السائل الجنبي (بالإنجليزية: Pleural fluid analysis) بأنه اختبار يهدف إلى فحص عينة من السائل الذي تم جمعه من الحيّز الجنبي (بالإنجليزية: Pleural space)، ويشغل هذا الحيز المنطقة الواقعة بين بطانة الجزء الخارجي من الرئتين وجدار الصدر، وعندما يتجمع السائل في الحيز الجنبي فإنه يُسبب حالة طبية يُطلق عليها اسم الانصباب الجنبي (بالإنجليزية: Pleural effusion).[١]
متى يُطلب تحليل مياه الرّئة؟
قد يُطلب تحليل السائل الجنبي عندما يشتبه الطّبيب في الإصابة بالانصباب الجنبي أو التهاب الجنب (بالإنجليزية: Pleuritis)؛ وذلك بعد التأكد من إجراء تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest X-ray)، وقد يُطلب ذلك عندما تظهر أيًا من العلامات والأعراض التالية:[٢]
- ألم في الصدر يتفاقم مع التنفس العميق.
- السعال.
- صعوبة في التنفس، أو ضيق في التنفس.
- الحمى والقشعريرة.
- التعب والإعياء.
كما قد يستعين الطبيب بتحليل السائل الجنبي للبحث عن:[٣]
- الخلايا السرطانية الخبيثة.
- أنواع أخرى من الخلايا كخلايا الدم.
- مستويات الجلوكوز، والبروتين، والمواد الكيميائية الأخرى.
- البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، والجراثيم الأخرى التي يمكن أن تسبب العدوى.
- الالتهابات.
الاستعداد قبل تحليل مياه الرّئة
في الواقع لا يتطلب تحليل السائل الجنبي أي تحضيرات أو استعدادات خاصة قبل إجرائه، ومن الجدير بالذكر أنه تُستخدم الموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية، أو الأشعة السينية للصدر قبل التحليل وبعده، وأثناء هذا الإجراء يُطلَب من الشّخص الخاضع للفحص ألّا يسعُل، أو يتنفّس بعمق، أو يتحرك لتجنّب إصابة الرئة، مع ضرورة إخبار الطّبيب عن كافّة الأدوية التي تُؤخذ عادةً مثل المُميّعات.[١]
كيف يتم إجراء تحليل مياه الرّئة؟
لإجراء تحليل السائل الجنبي يستخدم الطبيب إجراءً يُعرف ببزل الصدر (بالإنجليزية: Thoracentesis)؛ وذلك لسحب عينة من السائل الجنبي لفحصها،[٣] وعادةً ما يبقى الشخص مُستيقظًا أثناء بزل الصدر، وفيما يلي توضيحًا لخطوات إجراء التحليل:[٤]
- يطلب الطبيب من الشخص أن يجلس بوضعيّة خاصّة تُسهِّل على الطبيب إدخال الإبرة في الحيز الجنبي لسحب العيّنة.
- يطلب الطبيب من الشخص أن يحبس أنفاسه أثناء الإجراء، وعادةً ما يُسبب ذلك للبعض رغبتهم في السعال بحيث يتم تصريف السائل وإعادة تمدد الرئة، لذا من المهم جدًا أن يُحافظ الشخص على ثباته قدر الإمكان طوال الإجراء؛ لتجنّب أي ضرر يُمكن أن يلحق بالرئتين.
- إذا كان هناك الكثير من السوائل التي يجب سحبها من الحيّز الجنبي، فقد يقوم الطبيب بتوصيل أنبوب بالإبرة للمساعدة على التصريف.
نتائج تحليل مياه الرّئة
يمكن أن تُظهر النّتائج ما إذا كان الشّخص مُصابًا بنوع من الانصباب الجنبي كالارتشاحي أو النضحي، وغالبًا ما ينتج الانصباب الجنبي الارتشاحي (بالإنجليزية: Transudate pleural effusion) نتيجةً لقصور القلب أو تليّف الكبد، بينما قد يكون الانصباب النضحي (بالإنجليزية: Exudate pleural effusion) ناتجًا عن الإصابة بعدد من الأمراض والحالات المختلفة، وبمجرد تحديد نوع الانصباب الجنبي من المرجح أن يطلب الطّبيب إجراء المزيد من الاختبارات للحصول على تشخيص محدد، ويمكن التحدّث مع الطّبيب في حال كانت هُناك عدّة تساؤّلات حول نتائج الفحص.[٥]
هل هناك أي مخاطر محتملة لتحليل مياه الرّئة؟
كغيره من الاختبارات يمكن أن يتسبب تحليل السائل الجنبي في ظهور عدد من المخاطر والمضاعفات التي تختلف من حالةٍ لأخرى، من أهمها:[١]
- انهيار الرئة أو ما يُعرف باسترواح الصدر (بالإنجليزية: Pneumothorax).
- فقدان الدم بشكل مفرط.
- إعادة تراكم السوائل.
- العدوى.
- الوذمة الرئوية( بالإنجليزية: Pulmonary edema).
- الضائقة التنفسية (بالإنجليزية: Respiratory distress).
- سعال لا يزول.
المضاعفات الخطيرة لتحليل السائل الجنبي غير شائعة.
هل يمكن أن يزول الانصباب الجنبي من تلقاء نفسه؟
نعم، فإذا تراكمت كمية قليلة من السوائل في الحيز الجنبي، فقد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج.[٢]
هل الانصباب الجنبي حالة طبية خطيرة؟
تعتمد خطورة الانصباب الجنبي على السبب الرئيسي لحدوثه، وما إذا كان التنفس متأثرًا به أم لا، وما إذا كان يمكن علاجه بشكل فعّال، وتشمل أسباب الانصباب الجنبي التي يمكن علاجها أو السيطرة عليها بشكل فعّال العدوى الفيروسية، أو الالتهاب الرئوي، أو قصور في القلب، وهناك عاملان يجب أخذهما بعين الاعتبار وهما علاج المشاكل المصاحبة للحالة، وعلاج السبب الكامن وراء الانصباب الجنبي.[٦]
التعافي من بزل الصدر
عادةً ما يُغادر معظم الأشخاص الذين خضعوا لبزل الصدر المستشفى في نفس يوم الإجراء؛ وذلك بعد أن يُوضح لهم الطبيب الإرشادات المتعلقة بكيفية العناية بموقع الحقن في المنزل، وإذا لزم الأمر يمكنهم تناول دواء الباراسيتامول (Paracetamol) لتسكين أي ألم، ولا يحتاج الأشخاص في الغالب إلى التخدير من أجل بزل الصدر، ومع ذلك إذا تلقى الشخص تخديرًا فيجب أن يكون معه مُرافِق ليوصله إلى منزله بعد الإجراء، ويختلف وقت التعافي من شخصٍ لآخر؛ إذ يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص الذي أُصيبوا بمضاعفات فترة أطول للتعافي.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت "Pleural fluid analysis", ucsfhealth, 23/10/2017, Retrieved 10/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pleural Fluid Testing", labtestsonline, 11/8/2020, Retrieved 10/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pleural fluid analysis", medlineplus, 2/7/2021, Retrieved 10/7/2021. Edited.
- ↑ Hana Ames (18/5/2020), "Thoracentesis: Uses, procedure, and recovery", medicalnewstoday, Retrieved 10/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pleural Fluid Analysis", medlineplus, 31/7/2020, Retrieved 10/7/2021. Edited.
- ↑ "Pleural Effusion Causes, Signs & Treatment", clevelandclinic, 18/12/2018, Retrieved 10/7/2021. Edited.