ما هي الوذمة الرئوية؟
تُعرف الوذمة الرئوية (Pulmonary Edema) أو الاستسقاء الرئوي بأنها حالة طبية تحدث عند تراكم السوائل في الرئتين؛ الأمر الذي ينتج عنه صعوبة في التنفس، ففي الوضع الطبيعي عند الشهيق، فإنّ الرئة تمتلئ بالهواء، ولكن المصابين بالوذمة الرئوية، فإنّ الرئة لديهم تمتلئ بالسوائل بدلًا من الهواء، وبناءً على ذلك، لا يمكن للأكسجين الموجود في الهواء أن يصل من الرئتين إلى الدم، حيث تكون هناك حاجة إليه.[١]
أعراض الوذمة الرئوية
تُسبب الوذمة الرئوية الحادة صعوبات كبيرة في التنفس، ويمكن أن تظهر دون سابق إنذار، وتُعد حالة طارئة تهدد الحياة، وتتطلب عناية طبية فورية،[٢] وتنقسم أعراض الوذمة الرئوية وفقًا لنوعها كالآتي:
الوذمة الرئوية الحادة
بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في التنفس، يُمكن أن تشير الأعراض التالية إلى حدوث وذمة رئوية حادة:[١][٢]
- سعال مصحوب ببلغم وردي اللون ورغوي في الغالب.
- تعرق شديد.
- قلق وأرق.
- شعور بالدوار.
- شحوب الجلد.
- صوت صفير في الصدر.
- زيادة سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- ألم في الصدر.
الوذمة الرئوية المزمنة
إذا كانت الوذمة الرئوية مزمنة، فعادةً ما تكون الأعراض أقل حدة، وتتضمن:[١][٢]
- صعوبة في التنفس عند الاستلقاء بشكل مسطح.
- تورم أو انتفاخ في القدمين أو الساقين.
- زيادة سريعة في الوزن؛ بسبب تراكم السوائل الزائدة في الرئة.
- نوبات من ضيق التنفس المفاجئ الشديد في الليل.
- الشعور بالتعب.
- زيادة ضيق التنفس مع النشاط البدني.
الوذمة الرئوية الناتجة عن المرتفعات
يمكن أن تحدث الوذمة الرئوية عند البالغين والأطفال الذين يسافرون أو يمارسون الرياضة في المرتفعات العالية، وتتشابه أعراض هذه الحالة مع تلك التي تحدث مع الوذمة الرئوية الحادة، ويمكن أن تشمل:[٣]
- الصداع.
- ألم في الصدر.
- ضعف عام في الجسم.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- انخفاض قدرة الشخص على ممارسة الرياضة كالسابق.
- ضيق في التنفس مع النشاط، والذي يتطور مع الوقت ليحدث أثناء الراحة أيضًا.
- سعال جاف في بادئ الأمر، والذي يتحول مع تطور الحالة إلى سعال مصحوب ببلغم رغوي يظهر باللون الوردي، أو قد يُرافقه بعض الدم.
ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الوذمة الرئوية الناجمة عن المرتفعات تتفاقم في فترة الليل.[٣]
أسباب الوذمة الرئوية
غالبًا ما تحدث الوذمة الرئوية لأسباب تتعلق بالقلب مثل الإصابة بقصور القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)، والذي قد يحدث لأسباب مختلفة، نذكر منها:[٤]
- التعرض لنوبة قلبية، أو أي مرض في القلب يؤدي إلى ضعف أو تصلب عضلة القلب.
- تضيق صمامات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم المفاجئ والشديد.
كما قد تحدث الوذمة الرئوية أيضًا لأسباب أخرى غير مُرتبطة بالقلب، نذكر منها:[٤][٥]
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- التسلق لارتفاعات عالية.
- المعاناة من الفشل الكلوي.
- تضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى الكليتين.
- تلف الرئة الناجم عن استنشاق الغازات السامة أو نتيجة تعرضها للعدوى الشديدة.
- التعرض لصدمة شديدة.
- حوادث الغرق.
طرق تشخيص الوذمة الرئوية
تُعد الوذمة الرئوية حالة طبية طارئة تستدعي التشخيص السريع من قبل الطبيب لتحديد طريقة العلاج المُناسبة، إذ يقوم الطبيب بتشخيص الوذمة الرئوية بالاعتماد على الأعراض الظاهرة على المريض والفحص الجسدي له، والذي يتضمن:[٣][٥]
- استخدام سماعة الطبيب لفحص الرئتين بحثًا عن أعراض تدل على احتمالية حدوث وذمة رئوية، مثل:
- زيادة في معدل ضربات القلب.
- سرعة التنفس.
- صوت قرقعة أو خشخشة في الرئة.
- أصوات غير طبيعية في القلب.
- البحث عن علامات على جسد المريض تُشير إلى حدوث وذمة رئوية، ومنها:
- تراكم السوائل حول الرقبة.
- تورم الساقين والبطن.
- شحوب البشرة أو ازرقاق بعض المناطق.
- برودة الجلد ورطوبته.
زيادة على ذلك قد يتضمن تشخيص الوذمة الرئوية استخدام الطبيب لعدد من الاختبارات والإجراءات، والتي منها:[٣][٥]
- فحص الدم الشامل واختبارات الدم الأخرى.
- مخطط صدى القلب.
- مخطط كهربية القلب.
- الموجات فوق الصوتية للرئتين.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية.
- قسطرة القلب وتصوير الأوعية التاجية.
- اختبار غازات الدم الشرياني.
طرق علاج الوذمة الرئوية
في البداية يتم تحديد السبب الرئيسي، وبناءً على ذلك يقوم الطبيب بتحديد العلاج المُناسب للوذمة الرئوية، والتي قد تتضمن:[٦][٧]
- تزويد المريض بالأكسجين، والحفاظ عليه بوضعية مستقيمة.
- استخدام بعض العلاجات الدوائية، مثل:
- مدرات البول الوريدية؛ لتصريف السوائل الزائدة من الجسم.
- أدوية النترات؛ لتقليل ضغط الدم وبالتالي الضغط داخل القلب.
- أدوية التقلص العضلي؛ والتي تحسِّن من قدرة القلب على ضخ الدم والحفاظ على معدل ضغط الدم.[٣]
- المورفين؛ للتخفيف من ضيق النفس والقلق.[٣]
أما بالنسبة لعلاج الوذمة الرئوية الناجمة عن المرتفعات، فيُعد العلاج بالأكسجين هو العلاج الأولي في العادة، بالإضافة إلى الآتي:[٣]
- الانتقال إلى منطقة أقل ارتفاعًا.
- الراحة والتوقف عن ممارسة الرياضة أو بذل مجهود جسدي.
هل يُمكن الوقاية من الوذمة الرئوية؟
لا يوجد طريقة معينة ومحددة في الوقاية الكاملة من الإصابة بالوذمة الرئوية، ولكن يُمكن لبعض الإرشادات وتغييرات نمط الحياة أن تُساعد على تقليل خطر الإصابة بالوذمة الرئوية من خلال الحفاظ على صحة القلب، ومنها:[٥][٧]
- تلقي اللقاحات، مثل:
- لقاح الالتهاب الرئوي.
- لقاح الأنفلونزا.
- الاستمرار في تناول مدرات البول بعد نوبة الوذمة الرئوية لمنع تكرارها.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول طعام صحي، وإضافة الحبوب الكاملة، والخضار، والفواكه للنظام الغذائي.
- الحفاظ على وزن مثالي صحي.
- تقليل كمية الملح التي يتم تناولها.
أما بالنسبة للوذمة الرئوية الناجمة عن الصعود إلى المرتفعات العالية، فمن الممكن الوقاية من هذا النوع عن طريق الصعود التدريجي، وتجنب بذل مجهود زائد أثناء الصعود إلى ارتفاعات أعلى، بالإضافة إلى إمكانية استشارة الطبيب لوصف بعض أنواع الأدوية التي يتم تناولها قبل السفر إلى المرتفعات لتقليل خطر الإصابة بالوذمة الرئوية.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "Pulmonary Edema", webmd, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What is pulmonary edema?", medicalnewstoday, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Pulmonary edema", mayoclinic, Retrieved 5/9/2023. Edited.
- ^ أ ب "Pulmonary Edema", pennmedicine, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Is Pulmonary Edema?", healthline, Retrieved 5/9/2023. Edited.
- ↑ "What Is Pulmonary Edema?", verywellhealth, Retrieved 5/9/2023. Edited.
- ^ أ ب "Pulmonary Edema: Symptoms, Diagnosis, Prevention", everydayhealth, Retrieved 5/9/2023. Edited.