تعد جائحة الإنفلونزا الإسبانيَّة، أو ما تُعرف أيضًا بإنفلونزا 1918، من أشدِّ الأوبئة التي عرفها تاريخ البشريَّة، حيث انتشرت في مختلف دول العالم وتسبَّبت بموت العديد من النّاس، في هذا المقال سنتعرَّف على هذه الجائحة، وطريقة انتقالها بين الأفراد، وكيف تعامل معها النّاس والمجتمع؟[١]



الإنفلونزا الإسبانيَّة

الإنفلونزا الإسبانيَّة (بالإنجليزيَّة: Spanish flu)، جائحةٌ حدثت ما بين عامي 1918-1919، وذلك بسبب انتشار فايروس أ أو ما يعرف بفيروس H1N1، حيث اجتاح العديد من الدّول، كما نتج عنها معدّل وفيات يقدّر ما بين 20 إلى 50 مليون إنسان حول العالم، ويعود سبب ذلك للعدوى التي انتشرت بين النّاس مسبِّبة مضاعفات في الرِّئة، وما يميّز الإنفلونزا الإسبانيَّة أيضًا، أنَّها استطاعت وبشكل سريع جدًّا أن تتسبَّب في موت الأشخاص الأصحّاء، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ فترة حضانة الفايروس كانت قصيرة جدًّا مع معدّلات إصابات عالية.[١][٢]


أعراض الإنفلونزا الإسبانيَّة

تظهر أعراض الإنفلونزا الإسبانيّة بشكلٍ مفاجئٍ وحادٍّ على الشَّخص المصاب، ومن تلك الأعراض:[١]

  • حمَّى شديدة.
  • إرهاق.
  • ظهور لون الجلد باللون الأزرق، بسبب انخفاض نسبة الأكسجين في الدَّم.
  • ألم في الرَّأس.
  • سعال يرافقه دم.
  • نزيفٌ في الأنف.


من أين بدأت الإنفلونزا الإسبانيَّة؟

وفقًا لدراسة أجريت عام 2004 في Journal of Translational Medicine، تبيَّن أنَّ هناك عدَّة فرضيَّات في ما يخصُّ ظهور الإنفلونزا الإسبانيَّة، وتبعًا لعلماء الأوبئة تشير إحدى هذه الادعاءات إلى أنَّ الجائحة بدأت من قارّة آسيا تحديدًا من الصّين، ففي ذلك الوقت كان قد تفشَّى فيها مرض رئويّ خطير، ومن بعدها بدأت بالانتشار إلى بلدان أخرى مثل الولايات المتَّحدة وفرنسا، وذلك من قبل العاملين القادمين من الصّين أو الفيتنام.


لماذا سُمّيت بالإنفلونزا الإسبانيَّة؟

كانت إسبانيا من أوائل البلدان التي أُعلن فيها انتشار إنفلونزا 1918 بشكلٍ كبير؛ فإنَّ بعض المؤرّخين يشيرون إلى أنَّ ظروف انتشار الحرب مع الظُّروف المناخيَّة الصّعبة، من جفاف وبيئة غير نظيفة، قد قلّلت المناعة لديهم مما أدَّى إلى سرعة انتشار الوباء والتّسبُّب في زيادة حالات الوفيّات، إلى جانب ذلك عدم وجود رقابة صحفيّة على ما يُنشر في الصّحف آنذاك لذلك كثُر الحديث عن إسبانيا وانتشار الحالات فيها.[٣]


إلى متى استمرَّت الإنفلونزا الإسبانية؟

استمرّت الإنفلونزا الإسبانية لعامين تقريبًا حيث توزّعت على ثلاثة موجاتٍ، اختلف فيما بينها بقوّة انتشار الفيروس وزيادة الإصابات، بالإضافة لذلك فقد حدثت الموجات بأوقات مختلفةٍ حول العالم.[٤]


ما هو سبب جائحة الإنفلونزا الإسبانية؟

تُعتبر جائحة 1918 أخطر جائحة حدثت في العصر الحديث، ويعود سبب حدوثها إلى انتشار فيروس H1N1 الذي يحتوي على جيناتٍ خاصّة بالطيور، أما بالنسبة للعوامل الّتي أدت إلى زيادة انتشاره، فتعود إلى الفترة التي انتشر خلالها أي بعد الحرب، والتي تمثّلت بسوء الرّعاية الصحية، والازدحام في المعسكرات، وسوء التغذية.[٥][٦]


كم عدد المصابين والوفيّات بالإنفلونزا الإسبانية؟

أُصيب حوالي ثلث سكّان العالم بالإنفلونزا الإسبانية، أي ما يقارب ال 500 مليون إنسان، حيث وصل عدد الوفيّات إلى حوالي 50 مليون إنسان على الأقلّ، منهم 675,000 في الولايات المتحدّة الأمريكيّة فقط.[٦]


من هم الفئّة الأكثر تأثّرًا بجائحة الإنفلونزا الإسبانية؟

سبَّبت الإنفلونزا الإسبانيَّة ضررًا ومشاكل لمختلف الفئات العمريَّة، وقد كان الشّباب اللّذين تتراوح أعمارهم ما بين 20-40 عامًا هم الأعلى خطورة، بينما زادت أعداد الوفيّات لدى الأطفال ممّن هم أقل من 5 أعوام، والكبار ممّن هم فوق ال 65 عامًا.[٧]


كيف كانت الإنفلونزا الإسبانيَّة تنتقل بين الناس؟

كانت تنتقل عدوى الإنفلونزا الإسبانية من خلال التَّعرُّض للرَّذاذ المحمّل بالهواء، عن طريق تواصل الناس مع بعضهم وجهًا لوجه، ولذلك كان النَّاس يحمون جهازهم التَّنفُّسيّ بتغطية الأنف والفم كحاجز منعًا من التقارب، ولكن كان لظروف البيئة الصعبة، والحرب، والاكتظاظ بين النّاس سببًا لانتقالها بشكل سريع جدًا.[٧]


كيف تمّ علاج جائحة الإنفلونزا الإسبانية؟

قتلت الإنفلونزا الإسبانية عددا كبيرًا من النّاس، وذلك بسبب عدم توافر الرّعاية الطبيَّة اللّازمة بشكل جيد، ومع عدم وجود المضادات الحيوية آنذاك فإنَّ السبب في موت الملايين من النّاس، يكمن في حدوث مضاعفات في الرئة والجهاز التنفّسي، ولذلك فقد كانوا يتّبعون برنامجًا يعتمد على تخفيف الأعراض فقط، مثل تخفيف الصداع، والحمى، والإرهاق، ومن العلاجات الّتي استعملت:[٨][٩]

  • الأَسْبِرِين أو حمض الساليسيليك.
  • اٍبينفرين لمنع حدوث العدوى البكتيرية الثانوية.
  • العلاج بالأوكسجين، لعلاج انخفاض مستوى الأكسجين في الدَّم، وذلك بواسطة حقنه تحت الجلد، أو تزويده من خلال قناع للوجه.


ماذا حدث لسلالة فيروس H1N1؟

كما ذكرنا سابقًا، فقد أصاب فيروس H1N1 العديد من النّاس وتسبب في وفاة الملايين، وبسبب انتشاره حول العالم فقد طوَّر جسم الإنسان مناعة طبيعيَّة ضدّه، وفي المقابل ومع تعديل وتطوّر الفيروس أيضًا، ظهرت نسخٌ جديدة معدّلةٌ منه ما بين عامي 1919-1920، حيث كانت أقل فتكًا وانتشارًا، حيث يصعب تمييزها عن الإنفلونزا الموسميّة.[١٠]

اقرأ أيضاً: ما هي إنفلونزا الخنازير (H1N1) وما أعراضها

المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Influenza Pandemic of 1918–1919", gilderlehrman, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  2. "Medical Definition of Spanish flu", medicinenet, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  3. "Spanish flu: The deadliest pandemic in history", livescience, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  4. "How Long Did the Flu Pandemic of 1918 Last?", britannica, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  5. "The “Greatest Pandemic in History” Was 100 Years Ago – But Many of Us Still Get the Basic Facts Wrong", healthline, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "1918 Pandemic (H1N1 virus)", cdc, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "How Are the Spanish Flu and COVID-19 Alike? Here's What Doctors Say", health, 6/7/2021. Edited.
  8. "The Medical and Scientific Conceptions of Influenza", stanford, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  9. "How Are the Spanish Flu and COVID-19 Alike? Here's What Doctors Say", health, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  10. "Why the 1918 Flu Pandemic Never Really Ended", history, Retrieved 6/7/2021. Edited.