يُعدّ مرض السل الرئوي من الأمراض المعدية، والذي ينتقل عبر الهواء من شخصٍ لآخر عند العطس أو السعال أو الكلام أو الغناء أو التنفّس بالقرب من أشخاصٍ مُصابين بمرض السلّ،[١] وبالرّغم من عدم وجود طريقةٍ واحدة مؤكدة لمنع انتشار مرض السلّ الرئوي بشكل كامل حتى يومنا هذا، إلا أن هنالك عددًا من الإجراءات التي تساعد على الحدّ من انتشار المرض.[٢]



ما هي طرق الوقاية من مرض السل الرئوي؟

يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل احتمالية الإصابة بمرض السل الرئوي، كتجنّب التّلامس الوثيق مع المرضى، وعلاج المصابين الحاليين بمرضى السل، والحفاظ على أسلوب حياةٍ صحية، بالإضافة إلى أخذ لقاح السلّ (BCG)، [٣] وفيما يأتي توضيحٌ لأبرز هذه الطرق:


التشخيص المبكّر للحالات النّشطة من مرض السل وعلاجها

يعتبر التشخيص للحالات النّشطة من مرض السل، وعلاجها المبكّر أمران بالغا الأهمية للحدّ من انتشار مرض السلّ، إذ يمكن لمريض السلّ نقل العدوى إلى 10-15 شخص على الأقلّ، لكن في حالة التشخيص والعلاج المبكّر، فإن المريض لن ينقل العدوى لغيره من الأشخاص خلال أسبوعين من البدء بتناول الدواء،[٤] والحدّ من انتشار العدوى يتمثّل بنهجين هما:

  • الالتزام بتناول العلاج المناسب، والمتابعة المُنتظمة مع الطبيب.[٥]
  • تجنّب التواصل مع الأشخاص المصابين أو المُحتمَل إصابتهم بمرض السل الرئوي، وفصلهم عن المرضى الآخرين،[٢] وذلك لوقف انتقال عدوى السل من شخصٍ بالغ لآخر، والحفاظ على أسلوب حياةٍ صحية، ويتمثّل ذلك باتّخاذ بعض التدابير والإجراءات الأساسية لمنع انتشار مرض السل الرئوي،[٢] وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الإجراءات الوقائيّة:
  • فتح النوافذ قدر الإمكان لضمان التهوية الجيدة للمنزل.[٤]
  • استخدام المناديل وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السُعال، وعمل ذلك في جميع الأوقات.[٤][٦]
  • التعرّض لأشعة الشمس لفتراتٍ كافية وخلال الأوقات المناسبة لذلك، فضوء الأشعة فوق البنفسجية يقتل بكتيريا مرض السل الرئوي.[٦]
  • استخدام الأقنعة الواقية للحماية من انتقال مرض السل الرئوي عند التواجد في الأماكن المُزدحمة.[٦]
  • عدم زيارة أشخاص آخرين أو دعوتهم للزيارة.[٥]
  • البقاء في المنزل، بعيدًا عن المدرسة أو العمل، أو الأماكن العامة الأخرى.[٥]
  • عدم استخدام وسائل النقل العام خلال فترة الإصابة بالمرض.[٥]


إكمال خطة العلاج وإنهائها بالكامل

يعدّ إكمال خطّة العلاج من أهم الطّرق الممكن اتخاذها للحماية من مرض السل الرئوي، فمن المهم الاستمرارية فيها وعدم التوقف عنها وإكمال الجرعات الدوائية كما يحدّدها الطبيب، فإذا توقف الشخص عن تناول المضادات الحيوية قبل إنهائها أو تخطّى إحدى الجرعات، ستقوم بكتيريا السل بتطوير طفراتٍ جينية تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة وإنتاج سلالات جديدة مقاومة للأدوية، وسيكون من الصّعب علاج مرض السل الرئوي في هذه المرحلة، وسيتطلّب مسارًا أطول للعلاج باستخدام علاجاتٍ مختلفة.[٧]


أخذ لقاح مرض السل الرئوي (BCG)

لقاح مرض السل الرئوي (بالإنجليزية: Bacillus Calmette–Guérin - BCG) هو اللقاح الوحيد المُرخّص والمُوصَى بأخذه للوقاية من الإصابة بمرض السل الرئوي، كما أنه أحد أكثر اللقاحات استخدامًا في جميع أنحاء العالم،[٨] ولا يُعطَى كجزءٍ من جدول التطعيم الروتيني، إنّما يتمّ إعطاؤه للأطفال والرضع عندما يكون لدى الطفل أو الشخص البالغ خطرٌ مُتزايد للإصابة بمرض السل الرئوي، ويُذكَر بأنّ لقاح (BCG) يُعطَى من خلال الحقن في أعلى الذراع، وقد يترك ندبةً صغيرة في موضع الحقن.[٩]


الحفاظ على صحّة الجهاز المناعي

لعلّ من أبرز طرق الوقاية من مرض السل الرئوي هو امتلاك جهاز مناعي قوي، ويجدر بالذّكر أن 60% من الأشخاص الأصحّاء تتخلّص أجسامهم من بكتيريا مرض السل الرئوي السل تمامًا.[٢]


نصائح للوقاية من مرض السل عند السفر

تشتهر بعض المناطق بانتشار مرض السّل الرئوي بشكلٍ أكبر مُقارنةً بغيرها من المناطق، لذلك على المسافر أخذ الحيطة والحذر عند السّفر إليها، بما يشمل ما يلي:[١٠][١١]

  • الاضطلاع على المعلومات الخاصة بتحذيرات السفر أو متطلبات التطعيم.
  • تجنّب الاتصال الوثيق أو لفتراتٍ طويلة مع مرضى السّل الرئوي الذين قد يتواجدون في البيئات المُزدحمة والمُغلَقة.
  • يجدُر بالمُسافرين الذين يعملون في عيادات الأطباء، أو المستشفيات، أو غيرها من مرافق الرّعاية الصحية استشارة خُبراء مكافحة العدوى أو خبراء الصّحة المهنية والإلمام بالإجراءات الإداريّة والبيئيّة التي تُفيد في الوقاية من التعرّض للسّل.
  • استخدام الأدوية الوقائية في الحالات التي تُعدّ ذات خطرٍ مُرتفع للإصابة بمرض السّل الرئوي.
  • الحفاظ على البيئة المعيشية نظيفة.
  • غسل اليدين بشكلٍ جيد وباستمرار.
  • الانفراد باستخدام الأدوات الشخصية من مناشف وكاسات وأواني الطعام وعدم مشاركتها مع الآخرين.[٣]
  • تجنّب التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من مرض السلّ الرئوي بنوعه النشط.[٣]


ما هي مدة انتشار مرض السل الرئوي؟

إذا ظهر مرض السل الرئوي النشط وظهرت الأعراض على الشخص المُصاب؛ مثل السّعال المستمر، أو نزول الدم في السعال، أو مشاكل في التنفس، أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، سيكون المرض عندئذٍ معديًا لمدة أسبوعين على الأقلّ حتى عند تناول الأدوية، بينما بعد عدّة أشهر من الاستمرار في العلاج يكون المرض غير معدٍ على الرغم من وجوده.[١٢]


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب إذا كان هنالك تواصلٌ مباشر مع أحد الأشخاص المصابين بمرض السلّ الرئوي، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض السلّ الرئوي التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:[٣]

  • السّعال المستمرّ لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.
  • آلام الصدر.
  • خروج الدم أو البلغم من الرئتين عند السّعال.
  • أعراضٌ أخرى، وتشمل: فقدان الوزن غير المبرر، أو الضّعف العام أو التعب، أو انعدام الشّهية، أو القشعريرة، أو ارتفاع درجة الحرارة.
  • التعّرق الليلي.


المراجع

  1. "How TB Spreads", www.cdc.gov, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "for a future without tuberculosis", tbalert, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "tuberculosis", kidshealth, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "TB Prevention - Precautions, masks & vaccines", tbfacts, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Jennifer Robinson (16/10/2020), "Tuberculosis Prevention: What to Know", webmd, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "for a future without tuberculosis", tbalert, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  7. "Tuberculosis", mayoclinic, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  8. "TB Prevention - Precautions, masks & vaccines", tbfacts, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  9. "Vaccines", cdc, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  10. Roland (26/11/2016), "Is Tuberculosis Contagious and How Is It Spread?", healthline, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  11. "Travel vaccinations", nhs, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  12. Pat F. Bass (16/10/2009), "Tuberculosis Infection: How Does It Spread?", everydayhealth, Retrieved 5/6/2021. Edited.