ما هو التدرن الرئوي؟
التدرن الرئوي أو ما يعرف بالسلّ (بالإنجليزية: Tuberculosis) هو أحد أنواع العدوى البكتيرية التي تصيب الرئتين بشكل أساسي، وممّا يزيد من خطورة الإصابة بالتدرن الرئوي هو أنّ العديد من أنواع البكتيريا المُسبِّبة له مقاومة للعديد من المضادات الحيوية المُستخدمة للعلاج، وهذا يحتم على المريض تناول العديد من الأدوية ولعدة شهور للتخلص من العدوى، وتجنب حدوث مقاومة المضادات الحيوية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه البكتيريا قد تؤثر في أي جزء من الجسم، كالبطن، والغدد، والعظام، والجهاز العصبي.[١][٢]
ما هي أعراض التدرن الرئوي؟
يرتبط التدرن الرئوي بظهور العديد من الأعراض، وتشمل التالي:[٣]
- السعال الشديد، وقد يستمر لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
- سعال مصحوب بخروج دم أو مخاط.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- الضعف والتعب العام.
- الحمّى.
- التعرّق الليلي.
- ظهور انتفاخات في العنق.[١]
- ألم في الصدر خصوصًا عند التنفُّس أو السعال.[٢]
ما هي أسباب التدرن الرئوي؟
يصاب الشخص بالتدرن الرئوي عند تعرضه لبكتيريا تُعرف علمياً باسم المتفطّرة السليّة أو عصية كوخ (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، وتنتقل العدوى من الأشخاص المصابين بالسل للأشخاص الآخرين عن طريق الهواء، فعندما يسعل المريض، أو يعطس، أو يبصق تخرج البكتيريا المُسبِّبة للسل إلى الهواء، واستنشاق القليل من هذه البكتيريا من قبل الأشخاص الآخرين يُسبِّب الإصابة،[٤] ولحسن الحظ فإنّه على الرغم من استمرار العلاج عادةً لمدة طويلة، إلى أنّه بعد تلقي العلاج المناسب لحوالي أسبوعين يصبح الأشخاص المُصابين غير معديين، فلا ينتقل المرض منهم للآخرين.[٥]
عوامل خطر للإصابة بالتدرن الرئوي
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتدرن الرئوي لدى بعض الأشخاص، ونذكر من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة الآتي:[٦]
- المهاجرين واللاجئين.
- المسافرون إلى المناطق التي يشيع بها الإصابة بالسل، مثل: آسيا، أو أفريقيا، أو روسيا، أو أوروبا الشرقية، أو أمريكيا اللاتينية، أو الأشخاص الذين يعيشون بتلك المناطق.[٧]
- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق سكنية مزدحمة أو في دور الرعاية.[٦]
- الأشخاص الذين يعملون في القطاع الصحي، نظرًا لوجود اتصال مباشر مع المرضى المصابين.[٦]
- الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مُصاب بالتدرن الرئوي.[٨]
- المدخنين، إذ يساهم التدخين في زيادة احتمالية الإصابة بالسل، كما يزيد من خطورته في حال الإصابة به.[٨]
- المدمنون على الكحول.[٦]
- الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، مثل الأشخاص المصابين بأي من الآتي:[٨]
- عدوى فيروس العوز المناعي البشري، أي الإيدز.
- السكري.
- أمراض الكلى الشديدة.
- بعض أنواع السرطان.
- تلقي العلاج الكيماوي وغيره من أنواع العلاجات للأورام السرطانية.
- تناول الأدوية بعض الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء.
- تناوُل بعض الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية.
- سوء التغذية أو انخفاض وزن الجسم.
- التقدم في العمر، أو صغر السن.
ما هي أنواع التدرن الرئوي؟
هناك أكثر من نوع من التدرن الرئوي يمكن بيانها كالآتي:[٩]
- التدرّن الرئوي الكامن: وهو ما يحدث عند دخول البكتيريا المسببة للتدرن الرئوي إلى الجسم، فيحاول الجهاز المناعي التخلُّص منها، لكنه لا يقوى على قتلها والتخلُّص منها بشكل نهائي، إلا أنّه يتمكّن من إبقائها خاملة غير نشطة، ويمنع انتشارها إلى أنحاء الجسم المختلفة، فلا تظهر أية أعراض على الشخص، كما أنّ الشخص لا يكون معديًا للآخرين في هذه الحالة، لكن يجب الإشارة إلى أنّه من الممكن تطور السل الكامن إلى النوع النشط، خاصةً في حال أُصيب الجهاز المناعي بالضعف،[٩] لذا لا بد من تلقي العلاج المناسب له.[٢]
- التدرّن الرئوي النشط: وهو ما يحدث عندما يتعرض الجهاز المناعي لبعض المشاكل التي تجعله غير قادر على مقاومة البكتيريا المسببة للتدرن الرئوي عند دخولها إلى الجسم، فلا يتمكن من قتل البكتيريا أو احتوائها، وهذا يترتب عليه تسبُّبها بالضرر في الرئتين وغيره من أنحاء الجسم، وعندها تبدأ الأعراض بالظهور،[٩] وفي هذه الحالة قد يتسبَّب الشخص المُصاب بنقل العدوى للآخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّ التدرن الرئوي النشط قد يحدث بعد أسابيع أو حتى سنوات من التعرُّض للبكتيريا المُسبِّبة للسل.[٢]
كيف يمكن تشخيص التدرن الرئوي؟
يبدأ الطبيب التشخيص عادةً عن طريق الفحص البدني، والتحقُّق من وجود أي انتفاخات في الجسم والعقد الليمفاوية، كما يستمع إلى أصوات التنفس من الرئتين باستخدام سماعة الطبيب، وبعدها قد يوصي الطبيب بإجراء أي من لآتي:[١٠]
- اختبار الجلد: يسمى أيضًا باختبار ﺍﻟﺳﻠﻳﻥ ﺍﻟﺟﻠﺩﻱ (بالإنجليزية: Mantoux tuberculin skin test) أو اختبار مانتو، وهي الطريقة هي الأكثر شيوعًا لتشخيص التدرن الرئوي، وينطوي هذا الفحص على حقن كمية صغيرة من سائل في جلد الساعد، للتحقق من وجود أي انتفاخ أو تورم في الساعد بعد 2-3 أيام، فوجود انتفاخ قد يشير إلى إصابة الشخص بالتدرن الرئوي، ولكنه لا يعني حتمية النتيجة، وفي الحقيقة قد يوصي الطبيب بإجراء الفحص أكثر من مرة لاحتمالية ظهور نتائج خاطئة سلبية (أي ظهور نتائج تشير إلى عدم الإصابة بالعدوى، على الرغم من إصابة الشخص فعليًا بها)، خاصًة في حال إجراء الفحص في وقت مبكِّر جدًا بعد الإصابة.[١١][١٠]
في حال تلقّى الشخص اللقاح المضاد للتدرن الرئوي سابقًا، قد يظهر فحص السلين الجلدي نتائج إيجابية خاطئة، أي نتائج تشير إلى إصابة الشخص بالتدرن الرئوي، على الرغم من عدم إصابته فعليًا بها.
- فحص الدم: من هذه الفحوصات اختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما (بالإنجليزية: Interferon gamma release assay test)، وهو اختبار يجري فيه خلط بروتينات البكتيريا المُسبِّبة للتدرن الرئوي مع كمية صغيرة من دم الشخص، لمتابعة الاستجابة التي تحصل حينها.[١١]
لا يمكن لاختبارات الجلد فحص الدم تحديد نوع التدرن الرئوي، فيما إذا كان خاملًا أو نشطًا.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: يساعد هذا على التحقق من وجود أي تغيرات غير طبيعية في الرئتين، ويستخدم لتحديد نوع التدرن الرئوي.[١١]
- فحص مسحة العصِيّات المقاومة للحمض: (بالإنجليزية: Acid- Fast Bacilli smear)، يساعد على الكشف عن البكتيريا المسؤولة عن التدرن الرئوي، وتحديد نوعه باستخدام البلغم والمخاط الذي ينجم عن السعال.[١١]
- الخزعة: في بعض الحالات يشتبه الطبيب بإصابة الشخص بالتدرن الرئوي في مناطق أخرى غير الحلق والرئتين، وفي حال كهذه يسحب عينة صغيرة من أنسجة أو سوائل المنطقة المشتبه بها، للتحقق من وجود العدوى.[١٢]
- فحص الزراعة: ينطوي هذا الفحص على أخذ عينة من البلغم أو الأنسجة، ثمّ تعزيز نمو البكتيريا الموجودة هناك، فيساعد ذلك على تحديد نوع المضادات الحيوية المناسبة التي يمكنها القضاء على البكتيريا، والتي تكون البكتيريا غير مقاومة لها، وفي الحقيقة يستغرق هذا الفحص عادة وقتًا طويلًا قد يصل إلى 8 أسابيع للحصول على نتائج واضحة، نظرًا لبطء نمو البكتيريا في عينة الزراعة.[١٢]
ما هي مدة علاج التدرن الرئوي؟
تتراوح مدة علاج التدرن الرئوي النشط ما بين 6-9 أشهر، أما التدرن الرئوي الكامن تختلف مدة العلاج من شخص لآخر، فقد تمتد لحوالي 12 أسبوعًا فقط بأخذ المضاد الحيوي مرة واحدة أسبوعيًا، أو لمدة 9 أشهر بأخذ المضاد الحيوي مرة واحدة يوميًا، وفي حال الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قد يستمر العلاج لمدة أطول تصل إلى 30 شهرًا، أو يتضمن أخذ عدد أكبر من المضادات الحيوية، وفي الحقيقة تختلف أنواع المضادات الحيوية المستخدمة وفترة استخدامها باختلاف عمر المُصاب، والصحة العامة له، ونوع المضادات الحيوية التي تقاومها البكتيريا.[٥][١١]
يجدر التنويه إلى ضرورة إكمال دورة العلاج كاملة، بغض النظر عن وجود الأعراض أو اختفائها، فإيقاف الأدوية بشكل مفاجئ وأبكر من الوقت الذي أوصى به الطبيب قد يتسبب بإحداث مقاومة من البكتيريا للأدوية، وإصابة الشخص مرة أخرى بالسل، وتكون البكتيريا في هذه الحالة أكثر مقاومة.[١٣]
كيف يمكن علاج التدرن الرئوي؟
معظم الحالات تتطلب استخدام عدة مضادات حيوية، وتجدر الإشارة إلى أن الاكتشاف المبكر لهذه الحالة يساعد على العلاج بصورة أفضل، ويوصي الطبيب عادةً بأخذ نوع واحد أو نوعين من المضادات الحيوية في حال الإصابة بالسل الكامن، أما في حال السل النشط يوصي الطبيب عادةً بأخذ عدة أنواع في آن واحد، خاصة في حال وجود مقاومة من البكتيريا للأدوية،[١٣][١١] ومن أكثر المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج التدرن الرئوي شيوعًا ما يلي:[٧]
- آيزونيازيد (Isoniazid)، من أسمائه التجارية: ®Niazid®، Nydrazid.
- ريفامبين (Rifampin)، من أسمائه التجارية: ®Rifadin.
- بيرازيناميد (Pyrazinamide)، من أسمائه التجارية: ®Zinamide.
- إيثامبوتول (Ethambutol)، من أسمائه التجارية: ®Myambutol.
تتوافر بعض الأدوية التي تحتوي على مجموعة من هذه الأدوية معًا، وذلك لتقليل عدد الحبوب التي يتناولها المُصاب يوميًا، ومن ذلك دواء ®Rifater الذي يحتوي على كل من: آيزونيازيد، وريفامبين، وبيرازيناميد.
من الممكن تناول أدوية أخرى في حال الإصابة بالتدرن الرئوي المقاوم للمضادات الحيوية، ومن ذلك المضادات الحيوية من مجموعة الفلوروكينولون (بالإنجليزية: Fluoroquinolones)، أو المضادات الحيوية التي تُؤخَذ عن طريق الحقن بالوريد مثل: أميكاسين (Amikacin) أو كابريومايسين (Capreomycin)، كما يمكن إضافة بعض المضادات الحيوية الأخرى للعلاج الاعتيادي في حال مقاومة البكتيريا، ومن هذه المضادات الحيوية: لينزوليد (Linezolid)، وبيداكويلين (Bedaquiline).[٨]
لقاح التدرن الرئوي
يُسمى لقاح التدرن الرئوي باسم مطعوم الدرن أو عُصية كالميت غيران (بالإنجليزية: Bacille Calmette-Guerin) واختصارًا BCG، حيث يُستخدم للوقاية من الإصابة بالتدرن الرئوي، بتعزيز المناعة ضد البكتيريا المسؤولة عن المرض، ويُعطى للبالغين والأطفال الذين لم يسبق لهم الإصابة بالتدرن الرئوي سابقًا وكان اختبار السل لديهم سالبًا، كما يعطي للأشخاص اللذين يعيشون مع شخص مصاب بالمرض أو على اتصال وثيق معه، ولكن يجب العلم أنّ هذا اللقاح لا يعالج التدرن الرئوي، ولا يُعطى للأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.[١٥]
المراجع
- ^ أ ب "Tuberculosis (TB)", nhs, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Tuberculosis", mayoclinic, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ↑ "Tuberculosis", medlineplus, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ↑ "Tuberculosis", who, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "All you need to know about tuberculosis (TB)", medicalnewstoday, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Tuberculosis (TB)", betterhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tuberculosis", sparrow, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "middlesexhealth", middlesexhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Tuberculosis (TB)", nhsinform, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tuberculosis", mayoclinic, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Tuberculosis (TB)", webmd, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Know About Tuberculosis", lybrate, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "All you need to know about tuberculosis (TB)", medicalnewstoday, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ↑ "Rifampin, Isoniazid, And Pyrazinamide (Oral Route)", Mayo Clinic, 1/6/2021, Retrieved 9/6/2021. Edited.
- ↑ "BCG vaccine", drugs, Retrieved 22/5/2021. Edited.