تُعدّ إنفلونزا الخنازير (بالإنجليزية: Swine influenza) مرضًا ناتجًا عن عدوى فيروسية يُسببها فيروس الإنفلونزا من النوع "A"، ويُصيب هذا الفيروس الجهاز التنفسي للخنازير ويتسبب في تفشي المرض بينهم، وفي الواقع سُجّلت بعض الإصابات البشرية للذين تعاملوا مُباشرةً مع الخنازير، أو خالطوا أحد المُصابين بالمرض.[١]
ما هي إنفلونزا الخنازير (H1N1)؟
تُعرف إنفلونزا الخنازير "H1N1" بأنها الاسم الشائع للفيروس الذي كان مسؤولاً عن تفشي وانتشار الإنفلونزا العالمية، والتي اعتبرت وباء أو جائحة في الفترة من 2009 - 2010، وهي نوع من الإنفلونزا الموسمية التي أُدرجت اليوم ضمن قائمة لقاح الإنفلونزا السنوي.[٢]
هل ما زالت إنفلونزا الخنازير موجودة؟
بعد أن تم الإبلاغ عن الإصابة بإنفلونزا الخنازير عام 2009 لأول مرة في المكسيك، بدأت الأعداد بالتزايد بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم، وأعلنت آنذاك منظمة الصحة العالمية "WHO" عن جائحة إنفلونزا الخنازير في حزيران 2009، واستمرت أعداد الحالات في التزايد إلى تشرين الأول 2009 ثم بدأت بعدها بالانخفاض، وبحلول تشرين الثاني 2010 بلغ عدد الوفيات بإنفلونزا الخنازير حوالي 15921 شخصًا في جميع أنحاء العالم، وانخفضت الأعداد بعد ذلك بشكل رئيسي بسبب اللقاح، وفي العاشر من آب 2010 أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة.[٣]
ما هي أعراض وعلامات إنفلونزا الخنازير؟
تُعدّ أعراض وعلامات إنفلونزا الخنازير مُشابهة تمامًا لتلك التي تُرافق الأنواع الأخرى من الإنفلونزا الشائعة، وعادةً ما تكون خفيفة وتختفي في غضون أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالفيروس،[٢] وتشمل هذه الأعراض:
- السعال.[٤]
- الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة.[٤]
- التهاب الحلق. [٤]
- انسداد أو سيلان الأنف.[٤]
- آلام الجسم.[٤]
- صداع الرأس.[٤]
- القشعريرة.[٤]
- الإعياء والتعب.[٤]
- العيون الدامعة أو المحمرّة.[٥]
- الإسهال.[٥]
- القيء والغثيان.[٥]
ملاحظة: كما هو الحال مع جميع أنواع الإنفلونزا، قد يكون بعض الأشخاص أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بمشاكل خطيرة، خاصةً أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية.
ما هو سبب ظهور إنفلونزا الخنازير (H1N1)؟
تحدث الإصابة بإنفلونزا الخنازير بشكل أساسي نتيجة تلقّي عدوى من سلالة "H1N1" التّابعة لفيروس الإنفلونزا، وهو نوع من فيروسات الإنفلونزا "A"، كما أنه أحد سلالات فيروس الإنفلونزا العديدة التي يمكن أن تُسبب الإنفلونزا الموسمية، ومن الجدير بالذكر أنه تم العثور على أشكال سابقة من فيروس "H1N1" في الخنازير، ومع مرور الوقت تغيّر أو تحوّر الفيروس وأصاب البشر، ويُعدّ فيروس "H1N1" فيروسًا جديدًا تم اكتشافه لأول مرة في البشر في عام 2009، ثم انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، وهو الآن أحد فيروسات الإنفلونزا العادية وأحد الفيروسات الثلاثة التي يشملها لقاح الإنفلونزا الموسمية.[٥][٦]
كيف ينتقل إنفلونزا الخنازير؟
لا يمكن أن ينتقل فيروس الإصابة بإنفلونزا الخنازير "H1N1" من تناول لحم الخنزير، أو أي طعام آخر، أو شرب الماء، أو السباحة في حمامات السباحة، أو إستخدام أحواض الاستحمام الساخنة، أو حمامات البخار، بينما يمكن أن ينتقل أي فيروس إنفلونزا من شخص لآخر في الحالات التالية:[٦]
- أن يسعل شخص مُصاب بالإنفلونزا أو يعطس في الهواء ويستنشقه الآخرون، أو عند لمس مخاط الشخص المصاب اثناء رعايته.
- أن يلمس شخص مقبض الباب أو المكتب أو الكمبيوتر أو أي شيء آخر يحمل فيروس الإنفلونزا عليه، ثم يلمس فمه أو عينيه أو أنفه.
كيف يمكن تشخيص إنفلونزا الخنازير؟
لتشخيص إنفلونزا الخنازير يقوم الطبيب بإجراء مسحة لداخل الأنف وتحديدًا حول مؤخرة الحلق، وإرسال هذه المسحة للمُختبر من أجل فحصها، إلا أن هذا الاختبار ليس شائعًا أو واسع الانتشار مثل اختبارات الإنفلونزا العادية، لذا فإن الأشخاص الوحيدين الذين يحتاجون بالفعل إلى الخضوع للاختبار هم أولئك المقيمين في المستشفى، أو المعرضون لخطر كبير للإصابة بمشاكل تهدد الحياة من إنفلونزا الخنازير.[٤]
كيف يمكن علاج إنفلونزا الخنازير؟
يهدف علاج المصابين بالإنفلونزا بما في ذلك إنفلونزا الخنازير "H1N1" إلى تخفيف الأعراض والعلامات المصاحبة لها، وقد تكون الرعاية الطّبية مثل شرب السوائل، وتناول مسكنات الألم لتخفيف الحمى والصّداع والراحة مفيدة، وفي حالات الإصابة بمرض تنفسي مزمن فقد يصف الطّبيب أدوية إضافية للمساعدة على تخفيف الأعراض، وتوصف الأدوية المضادة للفيروسات أحيانًا خلال اليوم الأول أو الثاني من ظهور الأعراض، والتي يمكنها أن تُقلل من شدة الأعراض وربما من خطر حدوث مضاعفات، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" على أربعة أدوية كعلاج لإنفلونزا الخنازير، علمًا أن فيروسات الإنفلونزا يمكن أن تطوّر مقاومة لهذه الأدوية، وتشمل:[٧]
- أوسيلتاميفير: (بالإنجليزية: Oseltamivir)، يُباع تجاريًا باسم تاميفلو (Tamiflu).
- زاناميفير: (بالإنجليزية: Zanamivir)، يُباع تجاريًا باسم ريلينزا (Relenza).
- بيراميفير: (بالإنجليزية: Peramivir)، يُباع تجاريًا باسم رابيفاب (Rapivab).
- بالوكسافير: (بالإنجليزية: Baloxavir)، يُباع تجاريًا باسم زوفلوزا (Xofluza).
كما يمكن أن تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، وأدوية البرد والإنفلونزا على تخفيف الآلام والحمى.[٤]
لتقليل احتمالية تطوير مقاومة الفيروسات لهذه الأدوية، والمحافظة على إمدادات هذه الأدوية لمن هم في أمس الحاجة إليها، يحتفظ الأطباء بمضادات الفيروسات للأشخاص المعرضين لخطر كبير من المضاعفات، وأولئك الذين هم على اتصال وثيق مع الأشخاص المعرضين لخطر كبير من حدوث مضاعفات.
طرق إدارة أعراض إنفلونزا الخنازير
تتضمن خطوات إدارة أعراض إنفلونزا الخنازير، والحدّ من انتشار العدوى وتفشيها ما يلي:[٨]
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- إدارة الإجهاد.
- الإكثار من شرب السوائل.
- اتّباع نظام غذائي صحي.
- تجنّب الاقتراب من شخص تظهر عليه أعراض الإنفلونزا.
- عدم ملامسة الأسطح التي قد يكون الفيروس موجودًا عليها.
- بقاء المُصاب بالمرض في المنزل، وتجنّب الاختلاط مع الآخرين إلى أن تختفي الأعراض.
كيف يمكن الوقاية من إنفلونزا الخنازير؟
إذا كان الشخص مُصابًا بالإنفلونزا فيمكن للنصائح التالية أن تساعد على منع انتشار العدوى:[٨]
- الحدّ من التواصل مع الآخرين.
- تجنّب الذهاب إلى العمل أو المدرسة أثناء ظهور الأعراض.
- تغطية الفم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، وإذا لم يكن هناك منديل ورقي في متناول اليد فيمكن تغطية الفم والأنف باليد أو الذراع الملتوية.
- وضع المنديل المستعمل في سلة المهملات.
- غسل اليدين والوجه بانتظام.
- المحافظة على نظافة جميع الأسطح المحيطة.
- الالتزام بجميع تعليمات الأطباء.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، والذي يوفّر الحماية من أنواع مختلفة من الإنفلونزا.
متى يتوجب على المُصاب زيارة الطبيب؟
ليس من الضروري زيارة الطبيب إذا كانت صحة المُصاب جيدة وظهرت عليه أعراض الإنفلونزا الشائعة، بينما يتوجب الاتصال بالطبيب إذا كانت المُصابة حامل، أو في حالات المُعاناة من مرض مزمن كالربو، أو انتفاخ الرئة، أو السكري، أو أمراض القلب؛ لأنها هذه الحالات قد تزيد من فرصة حدوث مضاعفات الإنفلونزا، وإذا كان هناك أعراض طارئة للإنفلونزا فيجب الحصول على رعاية طبية على الفور، وبالنسبة للبالغين يمكن أن تشمل الأعراض الطارئة ما يلي:[٥]
- صعوبة أو ضيق في التنفس.
- ألم الصدر.
- دوخة مستمرة.
- النوبات.
- تفاقم الحالات الطّبية الأساسية.
- ضعف شديد أو ألم عضلي.
بينما تشمل الأعراض الطارئة عند الأطفال ما يلي:[٥]
- صعوبة في التنفس.
- ميلان لون الشفاه إلى الأزرق.
- ألم الصدر.
- الجفاف.
- آلام عضلية شديدة.
- النوبات.
- تفاقم الحالات الطّبية الأساسية.
المراجع
- ↑ "Key Facts about Swine Influenza (Swine Flu)", Centers for Disease Control and Prevention, 23/4/2009, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Swine flu (H1N1)", nhs, 2/9/2019, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ↑ Ananya Mandal (15/1/2021), "Causes of Swine Flu", news-medical, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Carol DerSarkissian (12/5/2021), "H1N1 Flu Virus (Swine Flu)", WebMD, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "H1N1 flu (swine flu)", mayoclinic, 24/2/2021, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "H1N1 influenza (Swine flu)", Mount Sinai, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ↑ "H1N1 flu (swine flu)", mayoclinic, 24/2/2021, Retrieved 30/6/2021. Edited.
- ^ أ ب Yvette Brazier (11/3/2020), "Everything you need to know about swine flu", medicalnewstoday, Retrieved 30/6/2021. Edited.