يُعدّ مرض الطّاعون (بالإنجليزية: Plague)، من الأمراض التاريخية التي ظهرت منذ القدم، وقد عُرِف بالموت الأسود، فقد تسبَّبَ هذا المرض بالقضاء على حضاراتٍ كاملة في الماضي، إلاّ أنّ أعداد الإصابات بالطّاعون قد تراجعت في وقتنا الحاضر؛ وذلك نتيجةً لتحّسن الظروف المعيشية، وتطور العديد من العلاجات الحديثة في علاجه، مثل استخدام المضادات الحيويّة.[١]

أعراض الطاعون الرئوي

يؤثر الطّاعون الرئوي في الرئتين بشكلٍ مباشر، لذلك قد تنشأ أعراض الطاعون الرئوي بشكلٍ سريع بعد يومٍ واحد من الإصابة بالبكتيريا، وتتضمّن هذه الأعراض والعلامات ما يأتي:[٢][١]

  • حدوث مشكلات في التنفّس.
  • الشّعور بألم في الصدر.
  • الكحّة.
  • الحمّى.
  • الصّداع.
  • الإحساس بالضّعف العام وإرهاق الجسم.
  • خروج الدم مع البلغم.


أسباب الطاعون الرئوي

يصاب الأشخاص بمرض الطاعون الرئوي نتيجةً لتعرّضهم إلى لدغات البراغيث المحتوية على بكتيريا اليرسينيا الطاعونية (بالإنجليزية: Yersinia pestis)، إذ تنتقل هذه البكتيريا المسببة لمرض الطّاعون إلى الأشخاص عن طريق إحدى الطّرق التالية:

  • البراغيث التي تغذّت مُسبقًا على الحيوانات المصابة بالبكتيريا؛ مثل: الجرذان، والفئران، والسناجب، والأرانب، وكلاب المراعي، والسناجب البرّية، وفئران الحقول.[٣]
  • ملامسة دم الحيوان المُصاب بالعدوى لجرح موجود على جلد الشخص، فقد تتعرّض الكلاب والقطط المنزلية للإصابة بمرض الطاعون عند تغذيتها على لحوم القوارض المصابة بالمرض أو المتعرّضة للدغات البراغيث.[٣]
  • استنشاق الشخص السليم للرذاذ المتطاير من سعال شخصٍ أو حيوانٍ مصابٍ بمرض الطّاعون.[٣]
  • عدم علاج الشخص المصاب بالطاعون الدبلي أو الطاعون الإنتاني.[٣]


من هم الأشخاص الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالطاعون الرئوي؟

قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بمرض الطاعون، مثل منطقة السّكن؛ إذ ينتشر الطاعون بكثرة في المناطق الرّيفية وشبه الريفية المكتظّة بالسكان، أو التي تعاني من سوء خدمات الصرف الصحي، وكثرة وجود القوارض، كما يزداد خطر تعرّض الإصابة بالمرض في الحالات التالية:[٤]

  • مقدمو الرّعاية الصّحية للمُصاب بالطاعون الرئوي.
  • العاملون في مجال رعاية الحيوانات.
  • المرضى الذين يعانون من الطاعون الدبلي.
  • موظفو المختبرات الطبية.


تشخيص الطاعون الرئوي

تُشخّص الأنواع المختلفة من الطاعون عن طريق التحقق من وجود البكتيريا في الجسم، إذ يُجري الطبيب صورةً للصدر بالأشعَّة السِّينية للتحقق من وجود هذه البكتيريا، وفيما يلي أشهر الطّرق لتشخيص الطاعون الرئوي:[٤]

  • زرع وفحص عينات الدَّم أو البلغم.
  • تحليل الأجسام المضادّة.
  • إجراء تحليل تفاعل البلمرة التسلسلي (بالإنجليزية: Polymerase Chain Reaction)، وذلك بهدف تحرّي وجود البكتيريا أو مادتها الوراثية.


علاج الطاعون الرئوي

لا بدّ من مراجعة الطّبيب على الفور عند التّواجد في منطقةٍ ينتشر فيها الطّاعون أو في حالة ظهور الأعراض، والذي سيقوم بالفحوصات والإجراءات اللازمة للتأكّد من وجود عدوى الطاعون، وفي معظم الحالات يتمّ البدء بالعلاج قبل ظهور نتائج الفحص والأعراض عند التّواجد بالقرب من أحد الأشخاص المُصابين بالمرض،[٥] وفي حالة الإصابة بالعدوى سيُعالَج المريض في المستشفى، وفيما يأتي أنواع المضادّات الحيوية المُستخدمة للعلاج:[٦]

  • الجنتاميسين (Gentamicin).
  • دوكسيسيكلين (Doxycycline).
  • سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
  • ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).
  • موكسيفلوكساسين (Moxifloxacin).
  • كلورامفينيكول (Chloramphenicol).


الوقاية من الطاعون الرئوي

تشمتل التّدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض على إبلاغ الناس عند وجود الطاعون الذي ينتقل من الحيوانات في بيئتهم، وتوعيتهم بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضدّ لدغات البراغيث وضرورة عدم التّعامل إطلاقًا مع جثث الحيوانات، وبشكلٍ عام، ينبغي أن يتم نُصَح الناس بتجنّب التلامس المباشر مع سوائل الجسم والأنسجة المُصابة للحيوانات، ويجب اتباع الاحتياطات التالية لتفادي الإصابة بالمرض منها:[٧]

  • عزل الأشخاص المُصابين بالطاعون الرئوي، وجمع المواد التي استخدمها الشخص المصاب وتعقيمها أو التخلّص منها.
  • التطهير والتعقيم، يُوصَى بغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، أو بفرك اليدين بمطهّرٍ كحولي.
  • تطهير المساحات الكبيرة باستخدام 10% من الكلور المخفف.


هل يتوفر لقاح للوقاية من الطاعون؟

لا. حاليًا لا يوجد لقاح لمرض الطاعون الرئوي، لكن يجري العمل على تطوير لقاحات.[٨]


هل الطاعون الرئوي معدٍ؟

نعم. يُشار إلى الطاعون الرئوي بما يسمّى الطّاعون ذات الرئة، والذي يؤثر في الرئتين بشكلٍ مباشر، وهو أقلّ أنواع الطاعون انتشارًا ولكنه أكثرها خطورة؛ فمن الممكن أن ينتقل من شخصٍ إلى آخر عن طريق قطرات السّعال، وقد يتسبب هذا الطاعون بالوفاة في الحالات التي يتأخر فيها تلقّي العلاج أو يُشخّص فيها المُصاب تشخيصًا خاطئًا.[١]


هل يختلف الطاعون الرئوي عن الالتهاب الرئوي؟

نعم. يختلف كلا نوعي العدوى من حيث العلامات، فقد تتمثّل أولى علامات الطاعون الرئوي بالحمّى والصّداع والضّعف الجسدي، مع تطوّرٍ سريعٍ للالتهاب الرئوي خلال 2-4 أيام، الذي يتمثّل بضيقٍ في التنفس وألمٍ في الصّدر وسعال بلغمٍ مصحوبٍ بالدم، وفي بعض الحالات إن لم يتمّ تلقِ العلاج المُناسب، سينتهي الالتهاب الرئوي بفشل رئوي.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Plague", who, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  2. "Pneumonic Plague", sciencedirect, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Facts about Pneumonic Plague", emergency., Retrieved 13/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Pneumonic plague", infectiousdiseaseadvisor, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  5. "Pneumonic Plague", doh, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  6. "Plague", mayoclinic, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  7. "Plague", who, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  8. "Frequently Asked Questions", cdc, Retrieved 14/7/2021. Edited.