ارتفاع ضغط الدم الرئوي هُو من الحالات النادرة التي من المُمكن أن تُصيب الأشخاص من مُختلَف الأعمار، ولكنه يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبيّة أو رئويّة.[١]


ارتفاع ضغط الدم الرئوي

يُعرَف ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension) بأنّه المصطلح الذي يصف ارتفاع ضغط الدم في الشرايين المُتّجهة إلى الرئتين، وذلك نتيجةً لتضيق تلك الشرايين وتصلبها؛ مما يجعل القلب يعمل بجهٍد أكبر لغايات دفع الدم نحو الرئتين؛ وهذا بدوره سيُضعِف القلب ويجعله غير قادر على أداء عمله بكفاءة مع مرور الوقت،[٢] وللتمييز بين مصطلحي ضغط الدم الشرياني وضغط الدم الرئوي يمكن أن نقول أنّ ضغط الدم الشرياني ما هو إلا تعبير يصف قوة اندفاع الدم عبر الأوعية الدموية التي تُغذّي أجزاء الجسم المختلفة، بينما ضغط الدم الرئوي هو ضغط الدم المتدفق عبر الأوعية الدموية التي تضخ الدّم في الرئتين.[٣]


أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي

تتميز أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي بالتطور التدريجي؛ إذ تزداد الأعراض سوءًا مع تفاقم المرض وتطوره بصورة تدريجية؛ فيمكن للمُصاب ألّا يلاحظ وجود أي أعراض على مدى أشهر أو بضع سنين من وقت بداية المرض،[٤] وتتضمّن أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي ما يلي:

  • ازرقاق لون الشفاه أو الجلد.[٤]
  • الشعور بضيق أو ألم في الصدر.[٤]
  •  الوهن العام.[٥]
  • السّعال الجاف أو السّعال المصحوب بالدّم.[٥]
  • الضعف الجسدي.[٥]
  • تورم الكاحلين أو الساقين نتيجةً لتراكم السوائل في الجسم.[٥]
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.[٥]
  • الغثيان والتقيؤ.[٥]
  • بحة في الصوت.[٥]
  • صوت يشبه الصفير أثناء التنفس (الأزيز).[٥]
  • ضيق التنفس أثناء ممارسة التمارين الرياضية فقط في المراحل الابتدائية من المرض ثم احتمالية وجوده حتى أثناء الراحة مع تقدم المرض نحو الأسوأ.[٥]


أسباب ارتفاع ضغط الدم الرئوي

تتعدد الأسباب التي قد يُعزى لها حُدوث ارتفاع في ضغط الدم الرئوي وتتضمن التالي:[٦]

  • المشاكل الجينية.
  • بعض الأمراض القلبية.
  • الجلطات الدموية الرئوية.
  • أمراض القلب الخلقية.
  • أمراض الرئة، مثل التليف الرئوي، وداء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease) ومرض انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Sleep apnea).
  • أمراض الكبد.
  • الفشل الكلوي المُزمن.
  • تصلب الجلد (بالإنجليزية: Scleroderma).
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV.


عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم الرئوي

يزداد خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي مع التقدم بالعمر؛ وبالرغم من إمكانية حدوثه في أي مرحلة عمرية؛ لكن غالبًا ما يتم تشخيص المرض في فترة العُمر التي تتراوح بين 30 - 60 عامًا،[٥] وتتعدد عوامل خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي لتتضمن التالي:[٤]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • السُّمنة.
  • الأمراض المتعلقة بالجلطات الدموية أو وجود تاريخ عائلي للجلطات الدموية الرئوية.
  • الأمراض الجينية.
  • السكن في مناطق مرتفعة.
  • استخدام بعض أدوية التنحيف.
  • استخدام بعض أدوية الاكتئاب والقلق مثل مُثبطّات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).


تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي

نظرًا لتشابه أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي مع أعراض أمراض أُخرى كأمراض القلب والرئة، قد يستغرق الطبيب بعض الوقت لتشخيص المرض بصورة دقيقة؛ وسيحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي للمريض بشكل كامل وإجراء فحص سريري ثم القيام ببعض الفحوصات الأُخرى كفحص تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram) الذي يساعد على قياس ضغط الدم في الشرايين الرئوية وتحديد السبب وراء ارتفاع ضغط الدم الرئوي إن أمكن ذلك، وإلّا سيتم اللجوء لإجراء بعض الفحوصات الطبية الأُخرى.[١][٧]


علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي

بالرغم من عدم وجود علاج جذري للشفاء من ارتفاع ضغط الدم الرئوي؛ إلا أنّه تتوفر العديد من العلاجات التي تُساعد على التحكم بأعراض المرض وإبطاء معدل تطوره نحو الأسوأ،[٤] وفيما يلي سنذكر خيارات العلاج المتاحة لارتفاع ضغط الدم الرئوي بما فيها تغيير أسلوب الحياة والنظام الغذائي والتدخل الجراحي أيضًا:[٨]


أسلوب الحياة

قد تُساعد النصائح التالية المُتعلقة بأسلوب الحياة على التحكم بأعراض مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي:

  • التوقف عن التدخين.[٣]
  • اتّباع نظام غذائي صحي وغني بالمصادر الغذائية اللازمة كالفواكه، الخضار، الحبوب الكاملة، بالإضافة للحوم الخالية من الدهون، والسمك، والدواجن، والحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم، مع الحرص على أن يكون النظام الغذائي قليل الدّهنيات، والكوليسترول، والسكريات، والصوديوم.[٣]
  • الالتزام بأداء التمارين الرياضية بصورة مستمرة كالمشي وتجنب الإجهاد أو رفع الأوزان الثقيلة.[٣]
  • تجنب الاستحمام لفترات طويلة من الوقت أو الذهاب للساونا أو الحمامات الساخنة.[٣]
  • الابتعاد عن كل ما يُسبب القلق أو التوتر.[٣]
  • الحرص على قياس الوزن بشكلٍ دوريّ؛ فقد يُشير ارتفاع الوزن إلى تراكم السوائل في الجسم وهذا قد يفاقم أعراض المرض سوءًا.[٩]


العلاجات الطّبية والأدوية

من المُمكن استخدام الأوكسجين ضمن طُرق العلاج لتعويض انخفاضه في الدم، وإضافة لذلك تتوفر العديد من أصناف الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي ومنها:[٨]

  • مُضادات التخثر: كالوارفرين صوديوم (بالإنجليزيّة: Warfarin sodium) مثل (Coumadin®)، التي تُستخدم لتقليل احتمالية تكوّن الخثرات الدموية بالتالي تسهيل حركة الدم عبر الأوعية الدموية.
  • مُدرّات البول: كالفيوروسيميد (بالإنجليزيّة: Furosemide) المعروف باسمه التجاري لازيكس (Lasix®)، إذ يُستخدم لتقليل تورّم الأطراف وتحسين عملية التنفس.
  •  البوتاسيوم: يُستخدَم لتعويض نقصان البوتاسيوم الذي يمكن أن ينتج عن زيادة التبول عند استخدام مُدرّات البول.
  • الأدوية المُؤثّرة في التقلص العضلي: (بالإنجليزية: Inotropic agents) كالديجوكسين (Digoxin)، الذي يعمل على تحسين قدرة القلب على ضخ الدم.
  • موسّعات الأوعية الدموية: (بالإنجليزية: Vasodilators) والتي تُساعد بدورها على خفض ضغط الدم الرئوي وتحسين قدرة القلب على ضخ الدم خاصةً الجزء الأيمن منه.
  • مُثبّطات الالإندوثيلين: مثل البوسينتان (Bosentan)، والأمبريسينتان (Ambrisentan)، والماسيتينتان (Macitentan)، التي تعمل على تثبيط عمل الإندوثيلين (بالإنجليزية: Endothelin) المسؤول عن تضيق الأوعية الدموية الرئوية.
  • أدوية أُخرى:
  • أدوية الإيلوبروست (Epoprostenol)، أو تريبروبتينيل صوديوم (Treprostinil sodium)، تعمل على توسيع الشرايين الرئوية والمساعدة على منع تكوّن الخثرات الدموية.
  • أدوية السيلدينافيل (Sildenafil)، أو تادالافيل (Tadalafil)، تُساعد على ارتخاء العضلات الملساء في الرئة بالتالي تمدّد الأوعية الدموية الرئوية.


التدخل الجراحي

قد يتم إجراء زراعة للقلب أو الرئة أو كلاهما، أو إجراء عملية استئصال للخثرة الوريدية الرئوية كحل نهائي لعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي.[٩]


الوقاية من ارتفاع ضغط الدّم الرئوي

على الرغم من عدم سُهولة تجنب حدوث ارتفاع ضغط الدم الرئوي في جميع الحالات؛ إلا أنه من الإمكان تقليل خطر الإصابة به باتّباع أسلوب حياة صحي والالتزام بعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب التاجية، أو أمراض الكبد المُزمنة، أو الأمراض الرئوية المُزمنة الناتجة عن التدخين إن وُجدت.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب "Pulmonary hypertension", nhs, 23/1/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  2. "Pulmonary Hypertension", medlineplus, 20/10/2016, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Pulmonary Hypertension - High Blood Pressure in the Heart-to-Lung System", heart, 29/10/2016, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Pulmonary hypertension", mayoclinic, 20/3/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Pulmonary Hypertension", nhlbi, 8/4/2017, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  6. "Pulmonary hypertension", healthdirect, 28/11/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  7. Richard N. Fogoros (12/8/2020), "An Overview of Pulmonary Hypertension", verywellhealth, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Pulmonary Hypertension (PH)", my.clevelandclinic, 21/11/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Pulmonary Hypertension", svhhearthealth, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  10. "Pulmonary Hypertension", cdc, 3/12/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.