ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension) أو فرط ضغط الدم الرئوي هو أحد المشاكل الصحية النادرة التي تتمثل بارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية (الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى الرئتين) نتيجة تضيقها، وهذا قد يسبب إجهاد القلب، وربّما توسعه وتضخّمه، ولاحقًا قد يضعف القلب، فلا يقوى على ضخ كميات كافية من الدم للرئتين، لذلك يعد التشخيص المبكر من الأمور بالغة الأهمية، إذ يحدد الطبيب السبب الرئيسي للمشكلة ثمّ يضع الخطّة العلاجية، والتي تختلف من مريض إلى آخر،[١] فما هي الخيارات العلاجية لارتفاع ضغط الدم الرئوي؟ ومتى يحتاج المريض لإجراء جراحة؟

علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي

في الحقيقة لا يوجد علاج لارتفاع ضغط الدم الرئوي، ولكن هناك بعض العلاجات التي تساعد على التخفيف من تضيق الشرايين الرئوية، وبالتالي الوقاية من تفاقم الحالة وحدوث المضاعفات،[٢] ويجب الإشارة إلى أنّ تحديد العلاج المناسب يعتمد على سبب حدوث ارتفاع الضغط الرئوي، فعلاج الاضطراب الرئيس المُسبِّب من شأنه تحسين حالة المريض، فعلى سبيل المثال تساعد الأدوية المميعة للدم على تحسين الحالة إذا كان المسبب الأساسي هو حدوث جلطات دموية في الرئتين، بينما يساعد رفع مستوى الأكسجين على التخفيف من ارتفاع ضغط الدم الرئوي في حال كان هناك مرض ما في الرئة،[٣] ومن المتوقع أن يغير الطبيب بالعلاجات بناءً على مدى استجابة المريض للأدوية الموصوفة،[٢] وتتعدد العلاجات المتاحة بين اتباع نمط حياة صحي، وتناول الأدوية، والمراقبة الدورية عند الطبيب، بالإضافة إلى إجراء جراحة عند الضرورة، [٤] ويمكن تفصيل الخيارات العلاجية المتاحة وفق التالي:


الأدوية

فيما يلي أهم الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج ارتفاع الضغط الرئوي:

  • موسعات الأوعية الدموية (البروستانويد): تساعد هذه الأدوية على توسيع الأوعية الدموية المتضيقة، ممّا يحسِّن من تدفق الدم فيها، ومنها:[٥][٦]
  • إيبوبروستينول (Epoprostenol) من أسمائه التجارية: ®Flolan و®Veletri، الذي يعطى عن طريق قسطرة في الوريد، عبر مضخة صغيرة تُوضع على الحزام أو الكتف.
  • إيلوبروست (Iloprost)، ومن أسمائه التجارية: ®Ventavis، والذي يُؤخَذ عبر جهاز استنشاق.
  • تربروستنل (Treprostinil)، ومن أسمائه التجارية: ®Tyvaso، ويمكن أخذ بعض أنواعه عن طريق الحقن بالوريد، أو الاستنشاق، أو على شكل حبوب بالفم.
  • سيلدينافيل وتادالافيل: تساعد هذه الأدوية أيضًا على توسيع الشرايين الرئوية، ممّا يساعد على تخفيف الضغط فيها، ومن الأمثلة عليها:
  • سيلدينافيل (Sildenafil) من أسمائه التّجارية: ®Revatio.
  • تادالافيل (Tadalafil) من أسمائه التجارية: ®Adcirca.




من الشائع استخدام أدوية سيلدينافيل (®Viagra)، وتادالافيل (®Cialis) لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجال، إلا أنّهم يُستخدمون أيضًا لتوسعة الشرايين الرئزية، وعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي.



[٥]


  • حاصرات قنوات الكالسيوم: (بالإنجليزية: Calcium Channel Blockers) تساعد هذه الأدوية على استرخاء العضلات في جدران الأوعية الدموية، وتوسعتها، كما تحسِّن من كفاءة عمل القلب، لكن على الرقم من تحسُّن حالة بعض المرضى أثناء استخدام هذه الأدوية، إلا أنّ العديد من المرضى لم تتحسن حالتهم،[٧] ومن الأمثلة عليهم:[٥]
  • أميلوديبين (Amlodipine)، ومن أسمائة التجارية: ®Norvasc.
  • ديلِتيازيم (Diltiazem)، ومن أسمائة التجارية: ®Cardizem.
  • منبهات غوانيلات سيكلاز (sGC): تساعد هذه الأدوية أيضًا على استرخاء الأوعية الدموية، وتزيد من تدفقالدم عبر الأوعية الدموية في الرئة، ومن أمثلتها: ريوكيغوت (Riociguat) من أسمائه التجارية: ®Adempas.[٨][٥]
  • مضادات مستقبلات الإندوثيلين: (بالإنجليزية: Endothelin receptor antagonists) وتعمل هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية وتوسّيعها، كما أنّها قد تزيد من مستويات الطاقة وتخفِّف من أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٥]
  • أمبريسنتان (Ambrisentan) من أسمائه التجارية ®Volibris.
  • ماكيتنتان (Macitentan) من أسمائه التجارية: ®Opsumit.
  • بوسنتان (Bosentan) من أسمائه التجارية: ®Tracleer.




عليكَ بعمل فحص للكبد شهريًا، إذا كنت تأخذ أحد أدوية مضادات مستقبلات الإندوثيلين، إذ إنها قد تؤثر في عمل الكبد.



[٥]

  • مدرّات البول: تساهم هذه الأدوية في التخلص من السوائل الزائدة من الجسم، إذ يوصي الطبيب باستخدام مدرات البول لعلاج أي احتباس سوائل أو تورم ناجم عن ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٩]
  • فوروسيميد (Furosemide) من أسمائه التجارية: ®Lasix.
  • السبيرونولاكتون (Spironolactone) من أسمائه التجارية: ®Aldactone.
  • الأميلورايد (Amiloride) من أسمائه التجارية: ®Midamor.
  • الأدوية المضادة للتخثر: تقلل هذه الأدوية من فرص حدوث تجلط الدم، إذ يزيد الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي من خطر حدوث تجلطت دموية في الأوردة، ومن هذه الأدوية الوارفارين (Warfarin).[٩]
  • ديجوكسين: (Digoxin) تكمن أهمية الديجوكسين في قدرته على تعزيز قوة ضربات القلب، ويعدّ مفيدًا في حال كان المسبب لارتفاع ضغط الدم الرئوي هو الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، أو قصور القلب، ومن أسماء الديجوكسين التجارية: ®Lanoxin.[١٠]


العلاج بالأكسجين

يساعد العلاج بالأكسجين على زيادة كمية الأكسجين في الدم في حال انخفاضه،[٤] ويُعطى للمريض عن طريق قناع أو أنبوب يوضع مباشرة تحت الأنف، وقد يوصي الطبيب بوضعه فقط أثناء النوم، أو أثناء ممارسة التمارين، كما قد يوصي بوضعه طوال الوقت في بعض الحالات.[٨]


العلاجات الجراحية

تشمل العمليات الجراحية المساعدة على علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي الآتي:

  • استئصال باطنة الشريان الرئوي: (بالإنجليزية: Pulmonary endarterectomy) وهي إجراء جراحي يساعد على التخلص من التجلطات الدموية المتواجدة في الشرايين الرئوية، ويعد مفيدًا في حال الإصابة بارتفاع مزمن في ضغط الدم الرئوة بعد التعرض لإصابة بجلطة دموية فيها.[١١][١٢]
  • رأب الوعاء الرئوي بالبالون: (بالإنجليزية: Balloon pulmonary angioplasty) وهي تقنية علاجية جديدة تساعد على استعادة تدفق الدم إلى الرئة، وإزالة أي انسداد في الأوعية الدموية الواصلة للرئتين، عن طريق توجيه بالون صغير إلى هذه الأوعية الدموية، ثمّ تضخيمه داخلها لبضع ثوان، ممّا يساعد على دفع أي جلطة داخلها نحو جدران الشريان، وبالتالي توسيع مركز الشريان، ويُلجأ لهذا الخيار العلاجي عندما تكون عملية اسئتصال باطنة الشريان الرئوي غير مناسبة.[١٢]
  • فغر الحاجز الأذيني: (بالإنجليزية: Atrial septostomy) وفيه يُحدِث الطبيب ثقبًا في القلب لربط حجرتي القلب العلوية، الأمر الذي يساعد على التخفيف من الضغط على الجهة اليمنى من القلب، وهي الجهة المسؤولة عن ضخ الدم إلى الرئتين، وهذا من شأنّه التخفيف من الأعراض المرافقة لارتفاع ضغط الدم الرئوي، إلا أنّه لا يعالجه بشكل نهائي.[١٣][٥]
  • عمليات زرع الرئة والقلب: قد يوصي الأطباء أحيانًا بهذه الجراحة خاصة للأشخاص صغار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي دون وجود سبب واضح.[٥]


متى يحتاج المريض لإجراء جراحة؟

  • قد يحتاج المريض بارتفاع ضغط الدم الرئوي الخضوع للجراحة في حال لم تساعد الأدوية على التخفيف من الأعراض وتحسين حالة المريض، إذ تعد الإجراءات الجراحية الخيار العلاجي الأخير.[١٠]

نصائح عملية للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي

هناك بعض الإرشادات التي تساعدك على اتباع نمط حياة صحي والتخفيف من أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، منها:[١٤]

  • توقف عن التدخين: وفي حال الحاجة إلى مساعدة في ذلك يمكنك استشارة طبيبك ليوصيك بما يناسب حالتك من برامج أو أدوية مساعدة.
  • اتبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا مناسبًا: ويكون ذلك من خلال الإكثار من الفواكه والخضراوات المتنوعة، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، بالإضافة إلى الدواجن، والأسماك، والحليب قليل أو الخالي من الدسم، كما يجب الحرص على الحد من تناول الدهون، والأطعمة المحتوية على الكوليسترول، والصوديوم، والسكر.
  • حافظ على وزن صحي وتابع أي زيادة مفاجئة في وزنك: من المستحسن متابعة الوزن باستخدام سجل يومي للانتباه في حال زيادة الوزن السريعة، وهذا قد يكون من العلامات الدالة على تفاقم حالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • حافظ على نشاطك: يمكنك ممارسة بعض التمارين الرياضية مثل المشي، لكن تجنب الإجهاد أو رفع الأوزان الثقيلة، واسترح كلما تطلب الأمر ذلك، ويُنصَح بأن تستشر طبيبك عن المقدار المناسب من الرياضة والنشاط.[١٥]
  • تجنب الجلوس في حوض الاستحمام الساخن أو الساونا لفترات طويلة: فهذا قد يتسبب بخفض ضغط الدم،[١٥]
  • قلِّل من خروجك أثناء الجو الحار: فهو أيضًا قد يسبب انخفاض ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بنوبات الإغماء، أو مضاعفات أكثر خطورة.[٢]
  • كن حذرًا عند السفر بالطائرة أو الذهاب للأماكن المرتفعة: فقد يتطلب هذا أكسجين إضافي.[١٥]
  • احصل على الدعم الاجتماعي: للحد من التوتر والقلق، وذلك بالتحدث مع أفراد عائلتك أو أصدقاؤك، أو مع الأشخاص الآخرين المصابين، فقد يساعدك ذلك على التعايش والتأقلم مع ارتفاع ضغط الدم الرئوي.[١٥]
  • احرص على حصولك على التطعيم واللقاحات الضرورية: وخاصة المطاعيم المضادة للإنفلونزا والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى التطعيمات الأخرى المناسبة التي يوصيك بها الطبيب، وهذا الإجراء ضروري للوقاية من الإصابة بأي أمراض معدية قد تكون سببًا في تطور وتفاقم ارتفاع ضغط الدم الرئوي.[١٦]
  • اتبع تعليمات الطبيب بدقة قبل البدء بتناول أي دواء: سواء كانت أدوية موصوفة طبية أو لا تحتاج إلى وصفة طبية، للتأكّد أنّها آمنة في حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي.[١٧]
  • تحدّثي إلى الطبيب في حال كنت تفكرين في الحمل: فقد تحدث بعض المخاطر في الحمل والولادة في حال كانت المرأة مصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي،[١٧] كما عليكِ تجنب تناول حبوب منع الحمل، إذ إنها قد قد تزيد من سوء الحالة، وتزيد من فرص حدوث تجلط في الدم، الأمر الذي يعيق تدفق الدم في الأوعية الدموية، لذا استشيري طبيبك حول الطريقة الأفضل لمنع الحمل.[٢]
  • احرص على الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب: وفي هذه المواعيد يمكنك سؤال الطبيب عن أيّة مخاوف أو أسئلة بشأن ارتفاع ضغط الدم الرئوي، كما يمكنك إخباره عن وجود أي أعراض أو آثار جانبية ناجمة عن الادوية التي تتناولها.[٥]

المراجع

  1. ↑ "Pulmonary Hypertension (PH)", my.clevelandclinic, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Living with Pulmonary Hypertension:", narayanahealth, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  3. ↑ "Pulmonary Hypertension", familydoctor, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Pulmonary Hypertension (PH)", my.clevelandclinic, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Pulmonary hypertension", Mayo Clinic, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  6. ↑ "Which medications in the drug class Parenteral Prostanoids are used in the treatment of Idiopathic Pulmonary Arterial Hypertension?", Medscape, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  7. ↑ "Pulmonary Hypertension", cincinnatichildrens, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Pulmonary Hypertension Treatment Options"، templehealth، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Pulmonary hypertension", nhsinform, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Treatments for Pulmonary Arterial Hypertension", webmd, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  11. ↑ "Chronic Thromboembolic Pulmonary Hypertension", webmd, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Pulmonary hypertension", nhs, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  13. ↑ "Pulmonary Hypertension Treatments", nm, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  14. ↑ "Pulmonary Hypertension - High Blood Pressure in the Heart-to-Lung System", heart, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث "Pulmonary Hypertension Research Paper", samplenursingpapers, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  16. ↑ "Treatments for Pulmonary Hypertension", verywellhealth, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  17. ^ أ ب "Primary Pulmonary Hypertension (PPH)", .urmc.rochester, Retrieved 22/6/2021. Edited.