في الحقيقة لا يعد تشخيص داء انقطاع النفس الانسدادي النومي سهلاً؛ بل يحتاج إلى إجراء عدّة فُحوصات خاصّة، ولا يقتصِر الأمر على إخبار الطّبيب فقط بحالة انقطاع النفس عدّة مرات أثناء النوم.[١]
تشخيص انقطاع النفس الانسدادي النومي
لا يمكن تشخيص انقطاع النفس الانسدادي النومي بصورة دقيقة إلا بإجراء فحوصات اختبار النوم أو دراسة النوم؛ إذ يمكن أن تُجرى مثل تلك الفحوصات في مختبر مخصص يُسمى مختبر النوم، وغالبًا خلال فترة المساء، حيث تُراقَب عملية التنفس ووظائف الجسم المختلفة خلال فترة النوم، لكن أوّلًا وقَبل البدء بأي فحص سيفحَص الطّبيب الجُزء الخلفي من الحلق والفمّ والأنف بحثًا عن أي تشوّهات أو لحميّات، كما قد يقيس مُحيط العُنق والخَصر ويفحَص ضغط الدّم،[٢][٣] أمّا بالنسبة للفحوصات المطلوب إجراؤها للكشف عن انقطاع النفس الانسدادي النومي وتشخيصه بدقة فهي تتضمن التالي:[٣]
- اختبار النوم المتعدد: (Nocturnal polysomnography) خلال إجراء هذا الاختبار، يتم توصيل الشخص بجهاز لمراقبة نشاط القلب والرئة والدماغ، كما يتم مراقبة أنماط التنفس، وحركات الساق والذراع، ومستويات الأكسجين في الدم، بواسطة ذلك الجهاز خلال فترة النوم.
- اختبارات النوم المنزلية: (Home sleep tests) وهي اختبارات يمكن إجراءها من المنزل بواسطة بعض الأدوات المخصصة التي يزود بها الطبيب الشخص المراد إجراء الفحص له؛ حيث يمكن من خلال تلك الأدوات قياس معدل نبض القلب، ومستويات الأكسجين في الدم، وأنماط التنفس أيضًا، والجدير بالذكر أن المعدات المنزلية لا تكشف عن جميع حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي، لذلك يوصي الطبيب بضرورة إجراء اختبار النوم المتعدد في حال كانت نتائج فحوصات المنزل طبيعية.
في حال ظهور نتائج غير طبيعية لأي من الفحصين؛ فعندئذٍ يوصي الطبيب باستخدام بعض العلاجات دون الحاجة لإجراء المزيد من الفحوصات.
تفاصيل حول إجراء اختبارات النوم
التحضيرات والتجهيزات التي تسبُق اختبار النوم
يتطلب إجراء اختبار دراسة النوم القيام ببعض الإجراءات التجهيزية قبل موعده؛ وهي تتضمن التالي:[٤]
- الامتناع عن شرب أي شيء به كافيين أو كحول خلال اليوم السابق ليوم إجراء الفحص.
- الحرص على جلب ملابس مريحة لارتدائها أثناء إجراء الفحص، بيجامة قطنية مثلًا، ويمكن أيضًا إحضار كتاب أو مجلة للقراءة.
- إحضار وِسادة مُريحة، ويفضل إحضار وسادته التي ينام عليها عادة.
- استشارة الطّبيب بخصوص الحاجة للتوقف عن تناول أي دواء قبل إجراء الاختبار، ولا يجب التّوقف عن أخذ أي نوع من الأدوية التي تُؤخذ عادةً ما لم يوصي الطّبيب بذلك.
كيفيّة إجراء اختبار النوم
خلال إجراء اختبار النوم يتم وصل أقطاب كهربائية سطحية على الوجه وفروة الرأس، إذ تقوم تلك الأقطاب بدورها بإرسال الإشارات الكهربائية المولدّة بفعل نشاط الدماغ والعضلات إلى أداة قياس متخصصة ومن ثم تسجيلها رقميًا، ويتم وضع بعض الأربطة حول البطن والصدر لقياس عملية التنفس أيضًا، وذلك إلى جانب جهاز صغير يوضع على الإبهام يُستخدم لقياس مستويات الأكسجين في الدم،[٤] وبفعل المستشعرات الحسية الموجودة في جهاز الفحص؛ يتم تسجيل المؤشرات والمعلومات التالية خلال فترة إجراء الاختبار:[٥]
- مستويات الأكسجين في الدم.
- معدل نبض القلب.
- موجات الدماغ.
- حركة العين.
- الجهد المبذول أثناء عملية التنفس.
- نشاط العضلات.
- مدى جودة تدفق الهواء من وإلى الرئتين وعبر الأنف والفم خلال عملية التنفس.
- عدد مرات توقف التنفس (انقطاع النفس) لمدة عشر ثوان على الأقل أو عدد مرات الشعور بانسداد النفس الجزئي (ضعف التنفس) لمدة عشر ثوان على الأقل.
آلية الوصول لتشخيص انقطاع النفس الانسدادي النومي
لا يُمكن اعتماد التّشخيص الصّحيح إلا بوضوح نتائج الفحص؛ فإن لم تكن نتائج الاختبارات التي تم إجراؤها واضحة بما فيه الكفاية فقد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات أو تجربة العلاج بجهاز (CPAP) المعروف باسم ضغط مجرى الهواء الإيجابي؛ وهو جهاز صغير يزود الشخص بمجرى هواء مستمر لضمان حصوله على الأوكسجين أثناء نومه، بحيث إن نجحت التجربة باستخدام ذلك الجهاز بالمساعدة على تخفيف الأعراض الموجودة فغالبًا سيتم تشخيص المريض بداء انقطاع النفس الانسدادي النومي، ولعلّ تحديد مستوى حدّة المرض يُعتبر من أهم خطوات التشخيص لما له من دور في تحديد العلاج المناسب؛ إذ يمكن تقسيم انقطاع النفس الانسدادي النومي إلى ثلاثة مستويات تختلف في شدّتها وهي الخفيف، المتوسط، والشّديد، وذلك اعتمادًا على عدد مرات توقف التنفس أثناء فترة النوم ووجود الأعراض خلال اليوم.[٦]
علامات انقطاع النفس الانسدادي النومي
عادةً ما يتم ملاحظة الأعراض والعلامات الأولى لانقطاع النفس الانسدادي النومي من الأشخاص الذين يُشاركون المُصاب مكان النوم وليس المُصاب ذاته (أي الأشخاص الذين ينامون مع المُصاب في نفس الغُرفة) وتُعتبر العلامات والأعراض التالية الأكثر شيوعًا لانقطاع النفس الانسدادي النومي:[١]
- صوت الشخير أثناء النوم.
- النعاس أثناء اليوم (النّهار) أو الوهن العام.
- التعرق الليلي.
- عدم الراحة والانزعاج أثناء النوم مع الاستيقاظ أكثر من مرة.
- الاستيقاظ المفاجئ أثناء النوم نتيجة الشعور بالاختناق أو اللهاث.
- جفاف الفم أو التهاب الحلق بعد الاستيقاظ.
- اضطرابات المزاج المُختلفة.
- صداع الرأس.
- مشاكل الإدراك كصعوبة التركيز أو النسيان أو التهيج المفرط.
- تراجُع الرّغبة الجنسية.
- تكرار الحاجة للتبول أثناء الليل.
المراجع
- ^ أ ب "Sleep Apnea", my.clevelandclinic, 3/3/2020, Retrieved 12/9/2021. Edited.
- ↑ "Getting a Sleep Apnea Diagnosis", sleepapnea, Retrieved 12/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Sleep apnea", mayoclinic, 28/7/2020, Retrieved 12/9/2021. Edited.
- ^ أ ب Carol DerSarkissian, MD o (7/3/2020), "Sleep Apnea Tests and Diagnosis", webmd, Retrieved 12/9/2021. Edited.
- ↑ Katherine Lee (28/3/2018), "How Doctors Diagnose Sleep Apnea — and What to Expect at a Sleep Study", everydayhealth, Retrieved 12/9/2021. Edited.
- ↑ "Obstructive sleep apnoea (OSA)", blf, 30/3/2019, Retrieved 12/9/2021. Edited.