يؤثر الحمل في مختلف أعضاء الجسم تقريبًا، بما في ذلك عظام القفص الصدري والحجاب الحاجز لدى بعض الأمهات، وذلك نتيجة تمدد الرحم وضغطه على منطقة الصدر، إذ قد تشعر بعض الحوامل بألم مستمر في الحجاب الحاجز، أي في أسفل القفص الصدري،[١] فما هو ألم الحجاب الحاجز عند الحامل؟ وما هي أسبابه؟
ألم الحجاب الحاجز عند الحامل
قد تشعر الحامل بألم في منطقة الصدر ومنطقة الحجاب الحاجز الواقعة أسفل القفص الصدري، فالحجاب الحاجز هو أحد العضلات الرئيسية المسؤولة عن التنفُّس، والتي تفصل التجويف الصدري عن التجويف البطني،[٢] يُوصَف هذا الألم بأنّه الشعور وكأنّ أضلاع القفص الصدري متباعدة، فتشعر الحامل بالألم في صدرها خاصةً عند لمسه، أو عند الجلوس، أو عندما تنحني إلى الأمام، أو تتنفس بعمق، أو تضحك، أو تعطس، وتتفاوت حدة هذا الألم، فبعض الحوامل يشعرن بألم خفيف، بينما تعاني البعض من ألم غير محتمل، وعلى العموم، فإنّ هذا الألم يزول تلقائيًا بعد الولادة، ولا يسبب أي ضرر للجنين أو للحامل.[٣]
أعراض ألم الحجاب الحاجز عند الحامل
يمكن بيان كيف تشعر المرأة بألم الحجاب الحاجز خلال الحمل على النحو الآتي:[٤]
- ألم أسفل الثديين ويمتد إلى موضع الجنين والرحم.
- ضيق التنفُّس.
- ألم ممتد إلى الكتفين، نتيجة وجود العديد من الأعصاب المرتبطة بالحجاب الحاجز والكتفين معًا.
- عسر الهضم.
متى يحدث ألم الحجاب الحاجز عند الحامل؟
في معظم الحالات تبدأ الحامل بالشعور بهذا الألم في الأسبوع 26 من الحمل، أي في الشهر السادس، إلا أنّ بعض الحوامل قد تشعر به قبل ذلك.[٤]
ما الذي يسبب ألم الحجاب الحاجز أثناء الحمل؟
يوجد بعض الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى شعور الحامل بألم الحجاب الحاجز، وتكون كما يلي:[١]
- ازدياد حجم الرحم: فمع التقدم في الحمل وازدياد حجم الرحم، وحجم الثديين كذلك، يتعرض الحجاب الحاجز للضغط من عدة اتجاه، الأمر الذي يُسبِّب الألم.
- هرمونات الحمل: تتسبب هرمونات الحمل بتمدد أضلاع القفص الصدري أحيانًا، وهذا قد يكون من شأنه إحداث الألم في تلك المنطقة، وهذه الهرمونات تسبب إرخاء المفاصل أيضًا.
- الالتهابات: قد ترتخي الغضاريف المتصلة بأضلاع القفص الصدري خلال الحمل، الأمر الذي يُسبِّب التهاب المنطقة هناك والشعور بالألم.
- التعرض لركلات الجنين: من الممكن أن يركل الجنين نحو منطقة الصدر ركلة قوية تتسبب بشعور الحامل بالألم في هذه المنطقة،[١] وتجدر الإشارة أن لوضعية الجنين دور في هذا، إذ إن الجنين بحلول نهاية الثلث الثاني من الحمل يكون مقلوبًا، أي أن قدماه نحو صدر الأم، ورأسه باتجاه المهبل، وأي حركة من ذراعه وساقه قد تتوجه بركلة نحو الحجاب الحاجز للأم محدثة بذلك آلامًا تحت الثدي مباشرة.[٤]
- الحمل بعدة توائم: يشغل التوأم مساحة إضافية تضع ضغطًا أكبر على الحجاب الحاجز.[٥]
- ازدياد وزن الحامل: عند اكتساب الحامل الكثير من الوزن أثناء حملها فإن هذا قد يعرّضها للمزيد من المشكلات الصحية، بما فيها ألم الحجاب الحاجز وضيق التنفس، وغيرها.[٥]
- التعرض للتوتر: تعاني العديد من الحوامل من القلق والتوتر، وهذا قد يجعلهن أكثر عرضة للشعور بألم الحجاب الحاجز.[٤]
- الإصابة بالمشاكل الهضمية: مثل حموضة المعدة، أو الارتجاع الحمضي، أو عسر الهضم، وتنتج هذه عن ضغط الرحم والجنين على المعدة،[٦] كما قد يتسبَّب إصابة الحامل بالإمساك بشعورها بألم في أعلى البطن في منطقة الحجاب الحاجز.[٧]
- الإصابة بألم الرباط المستدير: (بالإنجليزية: Round ligament pain) يسبب الحمل تمدد الأربطة المستديرة التي تدعم وتثبت الرحم أثناء الحمل، والرباط المستدير هو الرباط السميك الذي يصل الرحم بمنطقة الحوض،[٨] وهذا قد يُسبِّب شعور الحامل بالألم في منطقة الحوض، والظهر، وأضلاع القفص الصدري.[٧]
- الإصابة بالتهاب المسالك البولية: قد يتسبب التهاب المسالك البولية بألم في منطقة الحجاب الحاجز، فضلًا عن تسبُّبه بالشعور بألم وحرقة عند التبول، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وظهور دم في البول، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا يستدعي مراجعة الطبيب.[٩]
- الإصابة بحصى المرارة: إذ يُسبِّب هذا الشعور بألم في الأضلاع والجزء العلوي الأيمن من البطن، وفي الحقيقة يزداد خطر الإصابة بحصى المرارة خلال الحمل، نتيجة تباطؤ عمل الجهاز الهضمي والمرارة خلال الحمل، بالإضافة إلى زيادة مستويات هرمون الإستروجين المُسبِّب لارتفاع مستويات الكوليسترول.[١٠]
- الإصابة بما قبل تسمم الحمل: (بالإنجليزية: Preeclampsia)،[٧] وهي أحد مضاعفات للحمل، وتسبب ارتفاع ضغط الدم، وتضرُّر بعض أعضاء الجسم، مثل الكبد أو الكلى، بالإضافة إلى الشعور بالألم في الأضلاع والجزء العلوي من البطن، خاصةً في الجانب الأيمن منه.[١١]
تشخيص ألم الحجاب الحاجز
يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض، وموعد الولادة، كما سيجري فحصًا بدنيًا عامًا، ويقيس ضغط الدم، ويجري فحصًا للجنين، لتحديد سبب الألم.[٤]
ما الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الألم؟
يساهم الجلوس لفترات طويلة في إجهاد القفص الصدري، وبالتالي مفاقمة الألم.[٤]
كيفية التعامل مع ألم الحجاب الحاجز عند الحامل
يمكن تفصيل كيفية التعامل مع ألم الحجاب الحاجز على النحو الآتي:
نصائح لاتباعها في المنزل
هناك بعض الإرشادات التي قد يساعدك اتباعها على التعامل مع ألم الحجاب الحاجز خلال فترة حملك، وتكون كما يلي:[٧]
- مارسي التمارين الرياضية بتمهل وبانتظام: وخاصة تمارين التمدد، أو التمارين التالية:
- استخدامي كرة التمرين لشد عضلات الظهر والصدر.
- مارسي تمارين اليوجا والبيلاتس التي تساعد على تعزيز مرونة العضلات، وتحسين وضعيتها وقوتها.[١٢]
- مارسي تمارين التنفس العميق أثناء النهار وقبل النوم.[١٢]
- اجلسي واثني جسمك إلى الجانب، مع الابتعاد عن الجانب المؤلم، ومن ثم ارفعي ذراعك من الجانب المؤلم فوق الرأس، وبعدها اثبتي على هذه الوضعية لعدة دقائق، مع التنفس بعمق.[٦]
لا تجهدي نفسك أثناء التمارين، وعليكِ أنّ تتوقفي عند الشعور بالتعب، فممارسة التمارين الرياضية الشديدة وبشكل مفرِّط قد يؤدي إلى الشعور بالألم وضيق التنفُّس.
- تجنبي الجلوس لفترات طويلة: إذ يوصي الأطباء بالحركة وأخذ استراحات قصيرة، وممارسة تمارين التمدد كل 45 دقيقة من الجلوس.[٣][٤]
- استخدمي الوسائد أو الكمادات دافئة: لتسكين الألم أثناء الحمل، ويجب الحرص أن لا تكون ساخنة جدًّا،[٧] كما قد يساعدك أخذ حمام ماء ساخن على التخفيف من الألم.[١]
- ارتدِ ملابس فضفاضة: ينصح بأن ترتدي فساتين الحمل والقمصان الطويلة، وتجنبي ارتداء الملابس الضيقة التي قد تضع ضغطًا على الحجاب الحاجز، فتفاقم الألم،[١] كما يفضل أن ترتدي حمالة صدر مناسبة ومريحة.[٦]
- دلكي منطقة الحجاب الحاجز: يساعد التدليك على تخفيف إجهاد العضلات، لذلك من الممكن أن تطلبي من زوجك أن يساعدك على تدليك جانبيك ومنطقة الحجاب الحاجز.[٣]
- انحني للخلف: يتسبب الانحناء إلى الأمام بازدياد الألم، لذلك من الممكن أن تساعدك وضعية الانحناء إلى الخلف بين فترة وأخرى على تخفيف الضغط عن الحجاب الحاجز،[٣] وبالطبع لا غنى عن الوضعية المناسبة في الجلوس، إذ يجب أن تجلسي باستقامة ورأسك مرفوع، وكتفيك للخلف، للتخفيف من ألم الرقبة وأعلى الظهر، وللحد من فرصة الإصابة بألم الحجاب الحاجز.[٦]
- ارفعي ذراعيك فوق رأسك: فهذا يساعد على توفير مساحة أكبر للرئتين، ممّا يخفِّف من الضغط عنها.[٥]
- استخدمي وسائد للدعم عند الجلوس أو الاستلقاء، أو النوم: للتخفيف من الضغط على عضلات الحجاب الحاجز.[٣]
- ارتدِ رباط داعم للبطن: يساعد هذا الرباط على إعادة توزيع الوزن حول البطن، لتخفيف الضغط عنه، ممّا يساعد على التخفيف من ألم وشد الحجاب الحاجز، فضلًا عن دور هذا الرباط في التخفيف من ألم الرباط المستدير.[١]
العلاج الطبي لألم الحجاب الحاجز
يعتمد علاج ألم الحجاب الحاجز على المسبب له، ويمكن تفصيل ذلك كالآتي:[٧]
- تناول أدوية مسكنات الألم: ويُنصَح باستشارة الطبيب دائمًا قبل أخذها.
- تناول المضادات الحيوية لعلاج العدوى: في حال كان التهاب المسالك البولية هو المسؤول عن الألم، ويجدر التنويه إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب، حول الجرعة وطريقة الاستخدام.
- إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة بعد الولادة: في حال كانت حصى المرارة هي المسببة للألم.
دواعي مراجعة الطبيب
عادة يزول ضيق التنفس أو الألم عند تغيير الوضعية والاستراحة، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب، ومنها التالي:[٥]
- السعال مع ضيق في التنفس.
- ازدياد ضيق التنفس سوءًا.
- صعوبة التنفس والتحدث.
- تسارع نبضات القلب.
- الشعور بألم في الصدر.
- الشعور بالدوار أو عدم الاتزان.
- الإصابة بالحمى.
- التورم المصحوب مع ضيق التنفس.
- صدور صوت صفير أثناء التنفس.
- تغير لون الشفاه، أو أصابع اليدين، أو أصابع القدمين إلى الأزرق.
- الصداع، وظهور نقاط في مجال الرؤية.[٦]
- النزيف من المهبل، خصوصًا في الأسابيع 12 الأولى من الحمل.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "How to Relieve Rib Pain During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ↑ Jayne Leonard (29/5/2018), "What can cause pain in the diaphragm area?", MedicalNewsToday, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Rib Pain During Pregnancy: What You Can Do About It", momjunction, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Rib Pain During Pregnancy – All You Need to Know"، parenting.firstcry.، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Shortness of Breath and Rib Pain in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Sore ribs in pregnancy", hse, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "What to know about rib pain during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ↑ "Round Ligament Pain During Pregnancy", webmd, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "A Guide to Gallstones During Pregnancy", abingtonhealth, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ↑ "Preeclampsia", mayoclinic, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Sore ribs in pregnancy", hse, Retrieved 13/6/2021. Edited.