إذا تراكَم البلغم بشكلٍ مفرط في الممرات الهوائية بسبب كثافة إنتاجه، قد يستدعي الأمر إعطاء بعض الأدوية لتسهيل التّخلص منه، إذ سيُصاحبه وجود بعض الأعراض كاحتقان الأنف، وسيلانه، والتهاب الحلق،[١] ولكن ما مدى تأثير هذه الأدوية على صحّة الرُّضّع؟ وهل هي ضارّة؟
هل مُذيبات البلغم آمنة للرُّضّع؟
لا، إذ على الرغم من الاستخدام الواسع لمذيبات البلغم، والمتوفرة بشكل أساسي بدون وصفة طبية، فإنّه يحظر إعطاءها للرضع، وذلك لعدم وجود ما يُشير إلى أمانها لدى تلك الفئة، بما فيها الأمبروكسول (Ambroxol)، والبرومكسين (Bromexine)، إضافة إلى أسيتيل سيستئين (Acetylcysteine) وغيرها من الأدوية المذيبة للبلغم،[٢] وبشكل عام، فإن إدارة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) لا توصي بإعطاء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها (OTC) بهدَف عِلاج أعراض البرد والسّعال للأطفال ممن تقل أعمارهم عن السنتين،[٣] ومن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف هذه الأدوية في بعض الحالات للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنتين بعد التقييم الدقيق لحالة الرضيع الصحية، إن كان يرى أن فوائد استخدامها تطغى على مخاطرها، ولكن يجدر التنبيه بضرورة مراقبة الرضيع ومتابعته.[٤]
لماذا تُعتبر غير آمنة؟
لأنّه عادةً ما تتسبب أدوية (OTC) ببعض الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة على الأطفال، وبالتالي فإن المخاطر المحتملة تفوق الفوائد التي يُمكن تحصيلها من هذه الأدوية،[٥] وقد ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في بيان لها، ينص على ظهور بعض الآثار الجانبية الخطيرة عند استخدام أدوية السعال والبرد، مثل: التشنجات، وزيادة في معدل ضربات القلب، وانخفاض في مستوى الوعي، وحدوث الوفاة.[٦]
انتبه: يجدر الانتباه إلى ضرورة استشارة طبيب الأطفال المختص قبل إعطاء الأطفال الأدوية التي تعالج البرد، أو السعال، أو تلك التي تصرف دون الحاجة لوصفة طبية، خاصةً إن كان عمر الطفل صغيرًا جدًّا.
أدوية السعال التي لا يُوصى باستخدامها للرضع والأطفال
تقسم الأدوية التي لا يُنصح باستخدامها للأطفال تحت عمر السنتين إلى أربع فئات، وهي:[٧]
- مُقشع البلغم (Cough expectorants)، مثل: جوافينيسين (Guaifenesin).
- مُثبطات السعال (Cough suppressants)، مثل: ديكستروميتورفان (Dextromethorphan, DM).
- مُزيلات الاحتقان (Decongestants)، مثل: السودوايفيدرين (Pseudoephedrin) وفينيليفرين (Phenylephrine).
- بعض أنواع مضادات الهيستامين (Antihistamines)، مثل: برومفينيرامين (Brompheniramine)، وماليت كلورفينيرامين (Chlorpheniramine maleate)، وديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، مثل: بينادريل (Benadryl).
هل من الضّروري إعطاء أدوية لعلاج البَرد عِند الرُّضع والأطفال؟
لا، إذ لا يتضمّن العلاج الأساسيّ إعطاء الأدوية، وإنّما باستخدام الطرق البسيطة والعِلاجات المنزليّة المناسبة للتخفيف من أعراض البرد، أو السعال لدى الأطفال، ويكمن ذلك باللجوء إلى إبقاء جسم الطفل رطبًا من خلال تقديم السّوائل الكافية له على مدار اليوم مثلًا.[٧]
طُرق آمنة للتّخلص من البلغم عند الرضع
من الطّبيعي أن يكون هُناك سُعالًا عندما يُعاني الطّفل من تراكُم البلغم، وذلك لأنّ السّعال يلعب دورًا هامًا في مساعدة الجسم على التخلص من البلغم المتواجد في الممرات الهوائيّة، ويُساهم كذلك في حماية الرئتين، ولكن لا يقتصر التّخلص من البلغم على الاعتماد فقط على السّعال، وإنّما هُناك طُرق طبيعيّة وبسيطة وآمنة تُساهم في التّخلص من البلغم المُتراكِم، وفيما يأتي توضيح لذلك:[٣]
استخدام قطرات أو بخاخات المحلول الملحي
يُمكن لقطرات أو بخاخات المحلول الملحي (Saline drops or sprays) أن تُساعد على التخفيف من المُخاط والبلغم، وتليين الممرات والجيوب الأنفية كذلك، وبشكل عام، فإن قطرات أو بخاخات المحلول الملحي تحتوي على الماء المالح فقط، ولا يوجد بها أي دواء يُذكر، وتُعتبر هذه القطرات ذات فائدة في المساعدة على تنظيف أنف الأطفال الرُّضّع كونَهم لا يستطيعون النّفث من أُنوفِهم.[٧]
وضع وسائد إضافيّة تحت رأس الرّضيع
يهدف إبقاء رأس الطفل مرتفعًا عند النوم إلى المساعدة في منع تجمّع البلغم في منطقة مؤخرة الحلق.[٧]
استخدام أجهزة الترطيب
تُساعد الرطوبة الموجودة في الجو على تسهيل عملية التنفس، لذا يُنصح باستخدام أجهزة ترطيب جو الغُرفة في غرفة نوم الطفل ليلًا، وتُعتبر أجهزة الترطيب التي تُنتج الضباب أكثر أمانًا من تلك التي تُنتج البخار.
ماذا إن كان هُناك حُمّى إلى جانب البلغم؟
عادةً ما تُصاحب الحمى الطفيفة بعض نزلات البرد والسعال، لذا في حال كان الطفل أو الرضيع يُعاني من الحمى، فيجب اتباع ما يأتي:[٨]
عُمر الطّفل | التّصرف المُناسب |
الأطفال أقل من شهر واحد | مُراجعة الطّبيب فورًا. |
الأطفال أقل من 3 شهور | مُراجعة الطّبيب فورًا. |
الأطفال من عمر 3 - 6 أشهر | بعد استشارة الطّبيب، يُعطى الطفل دواء الباراسيتامول (Paracetamol) كل 4 - 6 ساعات بحسب الحاجة لذلك، ويجدر الانتباه لضرورة اتباع الإرشادات الخاصة بتناول الدواء بدقة، واستخدام الحقنة الخاصة لتناول الدواء، والابتعاد عن استخدام الملاعق المنزلية. |
الأطفال بعمر 6 أشهر أو أكبر من ذلك | بعد استشارة الطّبيب، يُعطى الباراسيتامول كل 4 - 6 ساعات، أو يُمكن استخدام الإيبوبروفين (Ibuprofen) كل 6 - 8 ساعات، ويجدر التنويه هنا إلى عدم إعطاء كلٍ من الدوائين في الوقت نفسه. |
تذكّر: يُفضّل الاتّصال بالطّبيب واستشارته حول إمكانيّة إعطاء هذه الأدوية للطّفل.
دواعي مُراجعة الطّبيب
في الواقع من الأفضل أن يُراجَع طبيب الأطفال بانتظام لإجراء الفحوصات الدورية، وإن كانت معاناة الطفل من البلغم ناتجة عن وجود احتقان بسيط، أو انسداد في الأنف، فغالبًا ما يكون التحسن تلقائيًا، أما إن كان الطفل مصابًا بالاحتقان الشديد فذلك سيكون مدعاةً لمراجعة الطبيب المختص، بالإضافة لوجود بعض الحالات التي يُعاني فيها الطفل من ظهور الأعراض التالية:[٩]
- وجود مخاط أخضر، أو بني، أو أحمر (الذي يدل على وجود الدم في المخاط).
- التقيؤ.
- قلة الشّهية.
- ارتفاع في درجة الحرارة لتصل ما يُقارِب 38 درجة مئوية أو أعلى من ذلك.
المراجع
- ↑ Melissa Conrad Stoppler, "What Is Mucus?", medicinenet, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ "Safety and efficacy of mucolytics in paediatric age", moh-it.pure.elsevier, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "When to Give Kids Medicine for Coughs and Colds", fda, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ "Infant Deaths Associated with Cough and Cold Medications --- Two States, 2005", cdc, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ "Coughs: Meds or Home Remedies?", seattlechildrens, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ Miranda Hitti, "FDA: No Cold, Cough Medicines for Babies", webmd, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Can Kids Take Cough & Cold Medicine?", medicinenet, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ "Cough Remedies for Babies and Toddlers", webmd, Retrieved 7/9/2021. Edited.
- ↑ Noreen Iftikhar (25/5/2021), "How to Suction Mucus Out of Your Baby’s Throat", healthline, Retrieved 13/8/2021. Edited.