عادة ما نسمع بالأدوية المضادة للهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) والتي يتم استخدامها لعلاج أعراض الحساسية، ولكن ما هو الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine) وما علاقته بالحساسية، هذا ما سيتم توضحيه خلال هذا المقال.[١]

ما هو الهيستامين؟

يتواجد الهيستامين داخل معظم أنسجة الجسم؛ حيث يتم تخزينه بصورة رئيسية داخل حبيبات أنسجة الخلايا البدينة والتي تعرف أيضًا بالخلايا الصارية (بالإنجليزية: Mast cells)، ويتواجد أيضًا داخل حبيبات خلايا الدم البيضاء القاعدية (بالإنجليزية: Basophils)، ويحدث إطلاق للهيستامين من أماكن تخزينه نتيجة استجابة معينة مُحدثًا العديد من التأثيرات داخل الجسم، ومن أبرز تأثيراته ما يأتي:[٢]

  • تقليص أنسجة العضلات الملساء الموجودة في الرئتين، والرحم، والمعدة.
  • تمديد أو توسيع الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى زيادة النفاذية وانخفاض في ضغط الدم.
  • تحفيز إفراز حمض المعدة في المعدة.
  • زيادة سرعة دقات القلب.
  • العمل كناقل عصبي؛ إذ ينقل الرسائل الكيميائية بين الخلايا العصبية.


ما علاقة الهستامين بالحساسية؟

من المعروف أن الهيستامين يلعب دوراً كوسيط في تفاعلات الحساسية، ولكن لا يقتصر دوره فقط على تفاعلات الحساسية؛ إذ قد يُشارك في العديد من العمليات الطبيعية والمرضية المختلفة، حيث تعتمد الاستجابات المختلفة للهيستامين بما فيها تفاعلات التحسس على نوع مستقبلات الهيستامين الموجودة في الخلايا،[٣] وعادةً ما يخزن الهيستامين الذي يعمل كوسيط للتفاعلات التحسسية في الخلايا البدينة وكريات الدم البيضاء القاعدية، حيث لوحظ خلال دراسة ارتفاع مستويات الهيستامين في البلازما والأنسجة أثناء حدوث الحساسية المفرطة وخلال تجارب حساسية الجلد، والأنف، والممرات الهوائية، حيث يعمل كوسيط لتفاعلات التحسس بواسطة المستقبل H1، ويتم إفراز المخاط بواسطة المستقبل H2.[٤]


يمكن تشبيه عمل الهيستامين داخل الجسم بعمل الحراس الذين يقومون بواجب الحماية؛ وكذلك الأمر بالنسبة للهيستامين، إذ يُعد جزء من جهاز المناعة المسؤول عن حماية الجسم من المؤثرات الخارجية، حيث يقوم الهيستامين بإخراج مُسببات الحساسية من الجسم أو الجلد؛ فعند دخولها للجسم يُحفز الهيستامين الشخص على العطاس بينما عند دخولها عبر الجلد فتظهر الحكة، وقد تحدث الحساسية لدى بعض الأشخاص نتيجة بعض المحفزات الخارجية؛ كحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، والغبار، والتي عادةً لا تُسبب الحساسية لدى الأشخاص العاديين، بينما الأشخاص المصابين بالحساسية فهذه المحفزات تُشكل تهديدا على أجسامهم.[١]


دور مضادات الهيستامين في الأمراض المرتبطة بالخلايا البدينة

تلعب الخلايا البدينة دورًا فعالًا في أمراض الحساسية المختلفة، ومن أبرزها: الحكة الحادة (بالإنجليزية: Acute pruritus)، والتهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Atopic dermatitis)، والربو التحسسي (بالإنجليزية: Allergic asthma)، والتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis)، والتلييف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis)،[٥] ويُعزى امتلاك مضادات الهيستامين أدوار متعددة في الأمراض المرتبطة بالخلايا البدينة وذلك لوجود مستقبلات مختلفة للهيستامين، ويتوفر أنواع مختلفة من مضادات الهيستامين مصنفة كالآتي:[٥]

  • مضادات الهيستامين (H1R): يتم استخدامها لعلاج الأمراض المرتبطة بالخلايا البدينة النشطة، ومن أبرز التركيبات الدوائية لها الآتي:
  • أزاتادين (بالإنجليزية: Azatadine).
  • سيتيريزين (بالإنجليزية: Cetirizine).
  • ميزولاستين (بالإنجليزية: Mizolastine).
  • مضادات الهيستامين (H2R): ويتم استخدامها للتقليل من إفراز حمض المعدة، ومن أبرز التركيبات الدوائية لها الآتي:
  • سيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine).
  • رانيتيدين (بالإنجليزية: Ranitidine).
  • فاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine).
  • نيزاتيدين (بالإنجليزية: Nizatidine).
  • مضادات الهيستامين (H3R): من أبرز التركيبات الدوائية ما يأتي:
  • ثيوبيراميد (بالإنجليزية: Thioperamide).
  • كلوبينبروبيت (بالإنجليزية: Clobenpropit).
  • مضادات الهيستامين (H4R): يتم استخدمها في نطاق واسع عند الإصابة بالالتهابات والحكة.


تُعد مضادات الهيستامين (H1R) العلاج المثالي لأمراض الحساسية المرتبطة بالخلايا البدينة، ومع ذلك قد يكون استخدام مضادات الهيستامين (H4R) ومضادات الهيستامين (H1R) معًا علاجًا فعالًا لأمراض الحساسية المرتبطة بالخلايا البدينة؛ وذلك لأن ارتباط الهيستامين بمستقبلات الهيستامين H4 في الخلايا البدينة يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية والالتهابات بسبب تحفيز إفراز السيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine).[٥]


ما هو تسمم الهستامين وعلاقته بحساسية السمك؟

قد يخلط بعض الناس بين سمية الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine toxicity) وحساسية السمك، وقد يُعزى ذلك بسبب وجود مادة الهستيدين (بالإنجليزية: Histidine) في الأسماك والتي يتم تحويلها إلى هيستامين بواسطة البكتيريا، فعند تناول أسماك تحتوي على كميات مرتفعة من الهيستامين فقد ينتج رد فعل شبيه برد الفعل التحسسي الذي يتم فيه إنتاج الهيستامين عن طريق الخلايا البدينة، لذلك فقد يربط بعض الأشخاص هذا الأمر بحدوث حساسية تجاه تناول الأسماك، ومن الجدير ذكره أنه يوجد بعض أنواع الأسماك التي تزيد من فرصة حدوث التسمم بالهيستامين بالإضافة إلى الأسباب التي تتعلق بالتبريد غير الكافي والأسماك الفاسدة والتي قد تؤدي إلى زيادة نشاط البكتيريا التي تعمل على تحويل الهيستيدين إلى هيستامين، بالإضافة إلى ذلك تزداد فرص حدوث تسمم الهيستامين لدى الأشخاص ذوي المستويات المنخفضة من إنزيم ديامين أوكسيديز (بالإنجليزية: Diamine oxidase)، ومن خلال الآتي سيتم ذكر أبرز أنواع السمك التي تزيد فرص حدوث تسمم الهيستامين:[٦]

  • التونة.
  • الماكريل.
  • اللمبوكة.
  • الأنشوجة.
  • الرنجة.
  • السمك الأزرق.
  • السريولا.
  • المارلين.


المراجع

  1. ^ أ ب "What Are Histamines?", webmd, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  2. "Histamine", britannica, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  3. "Histamine", vivo.colostate, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  4. "The role of histamin in allergies disease", jacionline, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "The Role of Histamine and Histamine Receptors in Mast Cell-Mediated Allergy and Inflammation: The Hunt for New Therapeutic Targets", frontiersin, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  6. "Histamine Toxicity", aaaai, Retrieved 8/7/2021. Edited.