تُعد حساسية الأنف، أو ما يُسمى بحمى القش (بالإنجليزية: Allergic Rhinitis - Hay Fever)، رد فعل تحسسي شديد يحدث في الجسم بسبب التعرض لمادة معينة في البيئة المحيطة، وعادةً تظهر أعراض حساسية الأنف في فترة أواخر الصيف، أو أوائل الخريف، ويُمكن تصنيف حساسية الأنف لنوعين رئيسين، الأول وهو الموسمي والذي يحدث في أوقات معينة من السنة، أما الثاني فهو الدائم، الذي يحدث طوال العام.[١]

طرق علاج حساسية الأنف

يهدف علاج حساسية الأنف إلى التخفيف من أعراض المرض،[٢] ويمكن تلخيص علاج حساسية الأنف بثلاثة أمور أساسية، وتتضمن ما يلي:[٣]


تجنّب مسببات الحساسية

يُعد تجنّب مسببات الحساسية الخطوة الأولى المهمة لعلاج حساسية الأنف، ويمكن اتباع مجموعة من الإجراءات لتجنب الحساسية ومنها ما يلي:[٤]

  • البقاء في المنزل قدر الإمكان خلال فترة نشر النباتات حبوب اللقاح.
  • ارتداء النظارات عند الخروج للتقليل من فرصة دخول حبوب اللقاح إلى العينين.
  • تجنّب تعليق الملابس في الخارج بعد غسلها، حتى لا تعلق فيها حبوب اللقاح.
  • تجنّب فرك العينين.
  • إغلاق النوافذ في السيارة والمنزل، والتأكد من نظافة وحدة تكييف الهواء قبل استخدامها.
  • غسل فراش وأغطية غرف النوم بشكل متكرر باستخدام الماء الساخن.
  • تنظيف أرضيات المنزل بقطعة قماش رطبة، عوضا عن نفض الغبار الجاف أو الكنس.
  • غسل اليدين والملابس جيدًا بعد الانتهاء من ملامسة الحيوانات الأليفة.
  • إبعاد الحيوانات الأليفة الموجودة في المنزل عن غرف النوم.
  • تهوية المنزل على نحو مستمر لخفض رطوبة المنزل، ومنع تكون العفن.


تنظيف الممرات الأنفية

يُمكن الحفاظ على الأنف خاليًا من المواد التي يمكن أن تهيج الأغشية المخاطية وتسبب الحساسية، عن طريق غسل وتنظيف الممرات الأنفية بانتظام باستخدام محلول ملحي، ويمكن اتباع التعليمات التالية لكيفية تنظيف الممرات الأنفية باستخدام المحلول الملحي:[٥]

  • الوقوف أمام المغسلة، وسكب كمية قليلة من المحلول في كف اليد.
  • يُستنشق الماء من إحدى فتحات الأنف في كل مرة.
  • تًكرر الخطوات حتى يشعر الشخص براحة في الأنف.
  • يمكن أن يتسلل القليل من المحلول الملحي إلى الحلق، إذ يعتبر محلول غير ضار، ولكن يجب محاولة التخلص من أكبر قدر ممكن منه.


الأدوية

العلاجات الدوائية لا تًعالج حساسية الأنف، وإنما تُستخدم للسيطرة على أعراض المرض، وفي حال عدم تحسن الأعراض بعد أسبوعين من البدء باستخدام الأدوية، يُفضل استشارة الطبيب،[٦] ومن العلاجات الدوائية المستخدمة لعلاج أعراض حساسية الأنف ما يأتي:

  • الأدوية المضادة للهيستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines)، تتوافر هذه الأدوية على شكل أقراص، أو شراب، أو بخاخات الأنف، أو قطرات العين، وتعمل بشكل أساسي للتقليل من العطاس، والحكة، وتهيج العينين، عن طريق منع الهيستامين من التأثير على الجسم، والهيستامين مادة كيميائية يُنتجها الجسم عند التعرض لمسببات الحساسية والتي تتسبب في ظهور الأعراض، وتتميز هذه الأدوية بمرونة الاستخدام، إذ تُستخدم في حال وجود الأعراض، ويُمكن التوقف عن استخدامها مباشرة عند زوال الأعراض، إلّا أنها تتضمن وجود بعض الأعراض الجانبية كالشعور بالنعاس.[٦][٧]
  • مزيلات الاحتقان: (بالإنجليزية: Decongestant)، تتوافر هذه الأدوية على شكل أقراص، أو بخاخات الأنف، أو قطرات للأنف، وتعمل بشكل أساسي على التخفيف من الاحتقان المسبب لانسداد الأنف،[٨] ومن الجدير بالذكر، أن بخاخات الأنف من مزيلات الاحتقان لا يجب استخدامها لمدة تتجاوز الثلاثة أيام،[٩] لأنها من الممكن أن تُسبب مشاكل أخرى في الأنف على المدى البعيد، أما أقراص مزيلات الاحتقان، فيجب استخدامها بشكل حذر، لأنها تُسبب العديد من الآثار الجانبية، كالرعشة، أو صعوبة النوم، أو القلق، أو ارتفاع ضغط الدم، وبناء على ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدّم، عليهم تجنّب تناول أقراص مزيلات الاحتقان.[٧]
  • بخاخات الكورتيزون: (بالإنجليزية: Nasal Corticosteroids)، تُعد بخاخات الكورتيزون من أكثر أنواع العلاجات فعالية لحساسية الأنف، وهي من أكثر الأدوية أمانًا للاستخدام عند الأطفال والبالغين،[٩] وعادة ما توصف من قبل الطبيب عند الإصابة بأعراض حساسية الأنف بشكل متكرر، أو في حالات وجود انسداد في الأنف، أو السلائل الأنفية (بالإنجليزية: Nasal polyp)، إذ تعمل بشكل أساسي على التقليل من الالتهاب والتورم،[٦] وفي العادة يحتاج المريض لأسبوع واحد تقريبًا للشعور بالتحسن.[١٠]
  • أقراص الكورتيزون: (بالإنجليزية: Oral Corticosteroids)، تُستخدم هذه الأدوية إذا كان الشخص يُعاني من أعراض شديدة تحتاج إلى تدخل سريع لتخفيفها، وفي العادة تُستخدم لمدة ما بين 5 - 10 أيام،[٦] فالاستخدام الطويل من الممكن أن يُسبب العديد من الأعراض الجانبية، كإعتام عدسة العين، وضعف العضلات، وهشاشة العظام.[١٠]
  • مثبطات اللوكوتراين: (بالإنجليزية: Leukotriene Inhibitors)، إذ تعمل على منع اللوكوترايينات من العمل، وهي موادًا كيميائية يُفرزها الجسم استجابة لمسببات الحساسية، وتُساهم في ظهور أعراض حساسية الأنف.[٩]
  • كرومولين الصوديوم: (بالإنجليزية: Cromolyn Sodium)، وهو بخاخ للأنف يمنع إطلاق المواد الكيميائية التي تُسبب أعراض الحساسية، كالهيستامين واللوكوترين، يُعطى أربع مرات يوميًا، ويتميز بقلة آثاره الجانبية.[٨]
  • قطرات العيون: تُستخدم قطرات العيون للتقليل من الحكة والتورم في العينين الناتج عن حساسية الأنف، وفي العادة تستخدم مع أدوية أخرى لعلاج حساسية الأنف.[١٠]


العلاج المناعي

يُستخدم العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy)، في حال عدم القدرة على تجنّب التعرض لحبوب اللقاح، أو في الحالات التي يصعب فيها السيطرة على الأعراض،[٩] أو في الحالات التي لا يحصل المصاب على الراحة التامة بعد استخدام الأدوية، ويُعد العلاج المناعي علاج طويل الأمد، يُساعد في منع أو تقليل شدة رد فعل الجسم التحسسي،[٨] ويتضمن العلاج المناعي إدخال مسببات الحساسية إلى الجسم على نحو تدريجي لتقليل حساسية جهاز المناعة تجاهها، وفي الغالب تُحقن مسببات الحساسية تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، على فترات متتالية أسبوعيًا مع الاستمرار برفع الجرعة قليلاً في كل مرة، أو عن طريق إعطاء المصاب أقراص تحتوي على مسببات الحساسية، والتي توضع تحت اللسان.[٦]


ماذا يحدث إذا تُركت حساسية الأنف دون علاج؟

عندما تُترك حساسية الأنف دون علاج، تُصبح حساسية الأنف مزمنة، ومن الممكن أن تؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[١١]

  • انسداد والتهاب الأنف المزمن، إذ من الممكن أن يُسبب مضاعفات أكثر خطورة في الشعب الهوائية مع مرور الوقت.
  • التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو المزمن.
  • التهاب الأذن.
  • انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Sleep Apnea).
  • إصابة الجهاز التنفسي العلوي بالعدوى.
  • مشاكل في الأسنان، والتي تحدث نتيجة للتنفس من الفم.
  • خلل في النفير أو قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian Tube).


المراجع

  1. ↑ "Allergic Rhinitis", nationwidechildrens, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  2. ↑ "Allergic rhinitis", Allergy, Asthma & Clinical Immunology, 2011, Issue 3, Folder 7, Page 4. Edited.
  3. ↑ Javed Sheikh (26/12/2018), "Allergic Rhinitis", emedicine.medscape, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  4. ↑ "Allergic Rhinitis", acaai, 17/6/2020, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  5. ↑ cleaning your nasal passages,sachets bought from a pharmacy. "Treatment -Allergic rhinitis", nhs, 29/4/2019, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Allergic rhinitis", nhsinform, 22/12/2020, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Allergic Rhinitis (Hay Fever)", allergy, 1/4/2019, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Rhinitis (Nasal Allergies)", aafa, 1/10/2015, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Allergic rhinitis", medlineplus, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Joseph Nordqvist (20/6/2017), "Everything you need to know about hay fever", medicalnewstoday, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  11. ↑ left untreated, allergic rhinitis,Otitis media, or ear infection "Allergic Rhinitis: Complications and Treatment", reverehealth, Retrieved 22/5/2021. Edited.