الأعراض من أهمّ الأمور التي تجعل الطّبيب يشتبه بالإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، واختصارًا "COPD"،[١] ولكن ما هي طُرق التّشخيص المُناسبة؟

تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن

لتشخيص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يشمل التهاب الشعب الهوائية المزمن (بالإنجليزية: Chronic bronchitis) وانتفاخ الرئة (بالإنجليزية: Emphysema)، سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض التي يُعاني منها المُصاب، والتعرّف على التّاريخ الطّبي كاملًا، كما سيطلب إجراء عدّة فُحوصات، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[١]


الاختبار البدني

يساعد الاختبار البدني (بالإنجليزية: Physical exam) على تشخيص الحالة، ويتضمن كلًا من:[٢]

  • الاستماع إلى الرئتين والقلب بواسطة السّماعات الطّبيّة.
  • فحص ضغط الدم والنبض.
  • فحص الأنف والحنجرة.
  • فحص القدمين والكاحلين بحثًا عن وُجود أي تورّم.


قياس التنفس

للحصول على تشخيص دقيق يجب أن يُجري الطبيب اختبار بسيط يُدعى قياس التنفس (بالإنجليزية: Spirometry)، ويتضمن ذلك النفخ بقوة في آلة تقيس الكمية الإجمالية للهواء الذي يمكنك زفيره، وذلك ما يُعرَف بسعة الرئتين (بالإنجليزية: Lung capacity)، إضافةً إلى قياس السرعة التي يمكنك بها تفريغ الرّئتين، ويُطلق عليه حجم الزفير القسري في ثانية واحدة (بالإنجليزية: Forced Expiratory Volume in One Second) واختصارًا "FEV1"، ويمكن للأشخاص الأصحاء تفريغ ما لا يقل عن p من الهواء الموجود بالرئة في الثانية الأولى من النفخة القوية.[٣]


الأشعة السينية للصدر

تساعد الأشعة السينية للصدر (بالإنجليزية: Chest X-ray) الطبيب على معرفة ما إذا كان هناك ضرر في الرئتين، ويمكن أن تُظهر أيضًا انتفاخ الرئة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُعدّ تصوير الصدر بالأشعة السينية إجراءً كافيًا لتشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، فقياس التنفس هو الاختبار الموصى به للتشخيص.[٤]


اختبار التأكسج (قياس أكسجين الدم)

يقيس اختبار قياس التأكسج (بالإنجليزية: Oximetry) غير المؤلم كمية الأكسجين الموجودة في الدم، وهو ما يُعرف بتشبّع الأكسجين (بالإنجليزية: Oxygen saturation)، ويُجرى الاختبار من خلال تثبيت مسبار بإصبع الشّخص الخاضع للفحص لقياس ومراقبة تشبع الأكسجين في الدّم، ولا يُعدّ هذا المقياس وحده كافيًا أيضًا لتشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكنه يمكن أن يكون أحد الاختبارات التي تُساعِد على التّشخيص.[٤]


تحليل غازات الدم

يقيس تحليل غازات الدم الشرياني (بالإنجليزية: Arterial blood gas analysis)، كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجودة في الدم، ويمكن أن تكون النسبة المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون في الدم علامةً على ضعف عمل الرئتين بسبب الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.[٥]


فحص الصدر بالأشعة المقطعية

يساعد فحص الصدر بالأشعة المقطعية (بالإنجليزية: Chest CT scan) على إنشاء صورة للصّدر، وعلى الرغم من احتوائه على تفاصيل أكثر من تصوير الصدر بالأشعة السينية، إلا أن هذا الاختبار غير مؤلم أيضًا، ولإجرائه ستُحقن صبغة في وريد الذّراع للحصول على صور أوضح، ثم يُطلَب الاستلقاء على طاولة تتحرك داخل ماسح التصوير المقطعي المحوسب على شكل نفق، وثناء تحرك الماسح الضوئي سيبدأ الجهاز بالتقاط الصور، ويستغرق الفحص كاملًا حوالي 30 دقيقة.[٦]


اختبار نقص ألفا -1 أنتيتريبسين

يكشف هذا الاختبار عن بروتين متواجد في الرئتين والدم وهو ألفا -1 أنتيتريبسين (بالإنجليزية: Alpha-1 antitrypsin)، واختصارًا "AAT"، ويساعد هذا البروتين على حماية الرئتين من خطر الإصابة بأمراض متعددة منها مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن بعض الأشخاص لا يُصنّعون ما يكفي من هذا البروتين نتيجةً لطفرة جينية موروثة، لذا فإن الأشخاص الذين يفتقرون إلى بروتين ألفا -1 أنتيتريبسين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة في وقت مُبكر عن المعتاد، وذلك حوالي 30 - 40 عامًا من العمر.[٦]


اختبارات إضافية

في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة لإجراء المزيد من الاختبارات لتأكيد التشخيص، أو لتحديد مدى خطورة مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما تساعد هذه الاختبارات الطبيب على وضع خطة العلاج الأنسب للحالة، وقد تشمل:[٧]

  • مخطط كهربية القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا "ECG"، اختبار يقيس النشاط الكهربائي للقلب.
  • مخطط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، يستعين هذا الاختبار بالموجات فوق الصوتية لفحص القلب.
  • اختبار ذروة التدفق: (بالإنجليزية: Peak flow test)، اختبار تنفس يقيس السرعة التي يمكن بها إخراج الهواء من الرئتين، مما قد يساعد على استبعاد الإصابة بالربو.
  • عينة من البلغم: يمكن أن يساعد اختبار عينة البلغم على التحقق من علامات الإصابة بالتهاب في الصدر.


التّمييز بين مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو

إذا كانت نتيجة اختبار قياس التنفس غير طبيعية، فقد يُشير ذلك إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو، وقد يطلب الطبيب عندها استخدام موسع قصبي لتحسين تدفق الهواء قبل تجربة الاختبار مرة أخرى، فإذا لم يساعد موسع القصبات على تحسين نتيجة الاختبار، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بدلًا من الربو.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "COPD Symptoms and Diagnosis", American Lung Association, 5/3/2021, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  2. "Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD)", clevelandclinic, 18/5/2020, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  3. "COPD (chronic obstructive pulmonary disease)", blf, 1/9/2019, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD)", Canadian Lung Association, 20/11/2019, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  5. "Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD)", Radiological Society of North America, 20/3/2019, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Melinda Ratini (26/4/2021), "How Do I Know If I Have COPD?", webmd, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  7. "Diagnosis -Chronic obstructive pulmonary disease (COPD)", nhs, 20/9/2019, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  8. Deborah Leader (2/6/2021), "How Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD) Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 11/7/2021. Edited.