يعد كل من لون، وكمية، وقوام البلغم من الأمور التي من الممكّن من خلالها الاستدلال على صحة رئتي الشخص، ووجود مشاكل صحيّة لديه،[١] فلماذا يكون البلغم أبيضًا في بعض الحالات؟ وإلام يشير ذلك؟


ما هو البلغم الأبيض؟

إنّ البلغم الأبيض هو سائل مخاطي أبيض اللون يشبه الهلام يخرجه الشخص عند السعال، وقد يكون هذا طبيعيًّا عند حدوثه بين الحين والآخر، ولكن في حال خروج الكثير من البلغم الأبيض، فإن هذا قد يشير إلى الإصابة بمشاكل صحية مرتبطة بالجهاز التنفسي، كحدوث الالتهابات، أو ازدياد أعراض الربو سوءًا، أو احتقان الأنف، ففي الحالات الطبيعية يكون البلغم صافيًا لا لون له، لكن في حال حدوث الاحتقان، والإصابة بالالتهابات، وتورُّم الأنسجة،[٢][٣] ينتج الجسم كمية أكبر من المخاط، وتتباطأ حركة المخاط عبر الجهاز التنفسي، فيصبح أكثر سمكًا وبياضًا، كما يصعُب انتقال كامل الكمية الزائدة من الأنف إلى البلعوم والجهاز الهضمي كما في الأحوال الطبيعية، وبدلًا من ذلك يقوم الشخص بالسعال لإخراجها، فيظهر المخاط أبيض اللون.[٣][٤]


ما هي أسباب ظهور البلغم الأبيض؟

كما أسلفنا الذكر يحدث البلغم الأبيض نتيجة بعض الأسباب والمشاكل الصحية، ومنها ما يلي:[٥]

  • الربو: والربو مرض مُسبِّب لالتهاب الشعب الهوائية داخل الرئتين، وتجدر الإشارة إلى أنّ خروج كميات كبيرة من البلغم، قد يُسبِّب زيادة الأعراض سوءًا لدى الشخص، إذ إنهّا قد تُسبِّب انسداد الممرات الهوائية، ممّا يزيد من صعوبة التنفُّس.
  • عدوى الجهاز التنفسي العلوي: من أمثلتها نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الجيوب الأنفية، والتي غالبًا ما تنتج عن العدوى بالفيروسات، وتبدأ الأعراض بالظهور بعد 10-12 ساعة من الإصابة بالفيروس عادةً، ومن هذه الأعراض السعال الذي ينتج عنه مخاطًا أبيض، وأحيانًا قد يكون أخضر إلى أصفر اللون.[٥][٤]
  • التهاب القصبات الهوائية: وهو تعرّض القصبات الهوائية (الأنابيب التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين) للالتهاب،[٥] وينشأ الالتهاب عند تعرض مجرى الهواء للفيروسات، أو المواد المهيجِّة والمُسبِّبة للتحسُّس لدى الشخص، أو نتيجة التدخين، ويرافقها بعض الأعراض مثل خروج البلغم الأبيض، الذي قد يتحول لاحقًا إلى الأخضر أو الأصفر، نتيجة مقاومة الجهاز المناعي للعدوى، فتُسبِّب المواد التي ينتجها الجهاز المناعي تغيُّر لون المخاط.[٤][٣]



يعتقد العديد أن تحوّل لون المخاط إلى اللون الأخضر يستدعي استخدام المضادات الحيوية للعلاج، وهذا غير صحيح، فتحول لون المخاط للون الأخضر يشير إلى وجود عدوى، وأن الجهاز المناعي قد بدأ بمقاومتها، إذ ينتج الجهاز المناعي أثناء ذلك العديد من البروتينات خضراء اللون، إلا أنّه في معظم الحالات تكون عدوى فيروسية، ولا تفيد المضادات الحيوية في علاجها، إذ تُستخدَم المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية فقط، ويجدر التنويه إلى أنّ استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب في حال عدم الحاجة لها أمر مضرّ، وقد يؤدي إلى تكون بكتيريا مقاومة لهذه المضادات.


  • مرض الانسداد الرئوي المزمن: (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease)، واختصارًا (COPD) وهو مجموعة من الأمراض المُسبِّبة لانسداد المجاري التنفسيّة وصعوبة التنفُّس، ويعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة به،[٦] وتتطور أعراض الانسداد الرئوي المزمن تدريجيًا مع مرور الوقت، ومن أهمها البلغم الذي يتصف بأنه أكثر سمكًا من الطبيعي، ويكون أبيضًا، أو رغويًّا.[٧]
  • التدخين: إذ قد يُسبِّب التدخين خروج البلغم الأبيض لعدة أسابيع متتالية، نتيجة تسببه بالتهاب الشعب الهوائية، وجفافها، وتورمها، فيستجيب الجسم بإفراز المزيد من المخاط لترطيب الحنجرة، وكمحاول للتخلُّص من السموم الناجمة عن التدخين.[٤]
  • الأحبال الصّوتية المرهقة: يُنتج الجسم المزيد من البلغم والمخاط لتليين الحلق عند الإفراط في استخدام الأحبال الصوتية، كما هو الحال عند الصراخ لفترات طويلة.[٤]
  • الحساسية: تؤدي مسبّبات الحساسية إلى تهيج الغشاء المخاطي وتجويف الأنف، ونتيجة لذلك يستجيب الجسم بإفراز المزيد من المخاط.[٤]
  • حرقة المعدة: تُسبِّب هذه ارتجاع الحمض من المعدة إلى الأعلى، ممّا يُسبِّب تهيّج الأنسجة، فيستجيب الجسم بإنتاج المزيد من المخاط.[٤]
  • تناول الأطعمة الحارة.[٤]
  • حصوات اللوزتين: (بالإنجليزية: Tonsil stones) وهي حالة مرضية تشير إلى تجمّع مزيج من البكتيريا وجزيئات الطعام في الفراغات الموجودة في اللوزتين، ومن الممكن أن تتفاقم لتسبب جفاف الحلق والتهابه، فينتج الجسم المزيد من البلغم.[٤]


كيف يكون علاج البلغم الأبيض؟

يُعالج البلغم الأبيض بشكل أساسي عن طريق إدراك سبب ظهوره، ومن ثم علاج المُسبِّب، فالحد من التعرُّض للغبار والدخان وغيرها من المواد المُسبِّبة لزيادة إنتاج المخاط في الجسم يساهم في التخلُّص من البلغم الأبيض،[٨] ويمكن تفصيل العلاجات كالآتي:


نصائح وعلاجات منزلية

يوجد العديد من العلاجات التي يمكنك تجريبها في المنزل للمساعدة على التخلُّص من البلغم، ومنها ما يلي:[٩]

  • تجنب التدخين بكافة أنواعه.
  • تناول ملعقة صغيرة من العسل: إذ يساعد العسل على تهدئة السعال بشكل مؤقت، وهنا يقتضي الانتباه إلى ضرورة تجنب إعطاء العسل لطفلك الذي يبلغ عمره أقل من سنة.
  • أكثر من شرب الماء والسوائل، وقلِّل من شرب المشروبات المُسبِّبة للجفاف: مثل القهوة، وبعض أنواع الشاي، والكحول.[١٠]
  • استخدم مرطب في البيت: تكمن أهمية المرطب في الحفاظ على الرطوبة في المكان، ممّا يقلِّل من جفاف الحلق والممرات الأنفية لديك، وهذا يساهم في تقليل إنتاج البلغم.[١٠]
  • تحقَّق من فلاتر أنظمة التبريد والتدفئة وخلوها من الغبار: من الممكن أن تخزن هذه الفلاتر الغبار والمهيجات الأخرى الموجودة في الهواء، وتحقَّق من أنها تعمل بكفاءة جيدة للتخلُّص من مثل هذه المهيجات.[١٠]
  • قم بالغرغرة باستخدام مزيج من الملح والماء الدافئ: إذ يمكن إضافة 0.5 ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الدافئ، فيساعد هذا المزيج على تخفيف البلغم والمخاط الموجود في مؤخرة الحلق.[١١]
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام: مثل المشي السريع، أو ركوب الدراجات، أو الركض، مع الانتباه إلى عدم ممارستك لها بشدة، فالتعب قد يزيد الوضع سوءًا.[١٢]
  • استنشق أبخرة الزيوت العطرية: قد تساهم الزيوت العطرية في التخفيف من التهاب الجيوب الأنفية ونزلات البرد، الأمر الذي يخفف من إنتاج البلغم.[١٢]
  • قم بأخذ حمام ماء ساخن: يساعد البخار الناجم عن الحمام الساخن على زيادة سهولة التخلُّص من البلغم.[١٣]
  • تجنب النفث بقوة من أنفك: يسبّب القيام بذلك تهيج الأنسجة وإنتاج المزيد من المخاط.[١٣]
  • اتبع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات: لاحتواء هذه الأطعمة على مضادات الأكسدة التي تساهم في تعزيز جهاز المناعة لديك.[١٣]
  • تجنب الأطعمة المُسبِّبة للحموضة والحرقة لديك.[١٣]
  • ضع كمادات دافئة ومبللة على الوجه: فهذا قد يساعدك على تخفيف الاحتقان، ويساهم في ترطيب أنفك وفمك.[١٣]

أدوية وعلاجات طبية

من الممكن تناول الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، ومنها ما يلي:

  • بخاخ محلول ملحي للأنف: فلهذا البخاخ دور في ترطيب الجيوب الأنفية وأنسجة الأنف وتنظيفها، ويمكن الحصول عليه دون وصفة طبية.[١٠]
  • منتجات التدليك البخاري: (بالإنجليزية: Vapor rubs) ويمكن أن تحصل على هذه المنتجات من الصيدليات دون وصفة طبية، مثل: ®VapoRub®، Vicks، إذ تحتوي هذه على الكافور، وزيت الأوكالبتوس، والمنثول، وتدليك الصدر بها يسمح بوصول أبخرتها إلى الأنف والفم، وهذا يساعد على التخفيف من الاحتقان والبلغم.[١٢]
  • المقشّعات: مثل: جوافينيسين: (Guaifenesin)، من أسمائه التجارية: ®Mucinex و ®Robitussin، فتساعد هذه على التقليل من سماكة المخاط، وزيادة سهولة إخراجه.[١٣][١٤]
  • مضادات السعال: لكن يجب الحذر عند استخدامها، فتُستخدَم تحت إشراف الطبيب بهدف تهدئة السعال الشديد، فالسعال هو طريقة الجسم في التخلُّص من المخاط، ومن الأمثلة عليها: ديكستروميثورفان (Dextromethorphan)، ومن أسمائه التجارية: ®Sedofan.[١٣][١٥]
  • مزيلات الاحتقان: تساهم في فتح الممرات الهوائية عن طريق تضييق الأوعية الدموية، وبالتالي يستطيع الهواء المرور بسهولة، فيبدأ البلغم بالجفاف، ومن أشهرها سودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine), من أسمائه التجارية: ®Sudafed، والفينيليفرين (Phenylephrine) ومن أسمائه التجارية ®Sudafed PE، ويفضل تناول هذه الأدوية في الصباح، مع الانتباه إلى أنها من الأدوية التي قد تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وارتفاعًا في معدل ضربات القلب،[١٢] كما يجب الانتباه إلى عدم استخدام البخاخات الأنفية التي تحتوي على مزيلات الاحتقان لأكثر من 3 أيام، فقد يتسبّب ذلك بزيادة الاحتقان سوءًا، ومن أمثلتها: ®Otrivin، الذي يحتوي على المادة الفعالة زيلوميتازولين (Xylometazoline).[١٣][١٦]
  • مضادات الهستامين والبخاخات الأنفية التي تحتوي على الكورتيزون: وتُؤخَذ هذه تحت إشراف الطبيب لعلاج تحسُّس الأنف، المُسبِّب لإنتاج البلغم.[١٧]


هل يجب بصق البلغم؟

يفضل بصق البلغم بدلًا من ابتلاعه، وفي الحقيقة غالبًا ما يحاول الجسم فعل هذا، إذا إنّه عند ارتفاع البلغم من الرئتين إلى الحلق يحاول الجسم التخلص منه.[١٨]


دواعي مراجعة الطبيب

لا يعدّ البلغم من الأمور الخطيرة، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب، ومنها نذكر التالي:[١٩]

  • استمرار السعال لعدة أسابيع.
  • الإصابة بالحمى أو ضيق التنفس.
  • وجود دم في البلغم.
  • ظهوةر بلغم أصفر مخضر.
  • تغير لون البلغم إلى الأسود أو البني.[١٣]
  • الشعور بالتعب الشديد.[١٣]
  • فقدان الوزن.[١٣]
  • خروج صوت صفير عند التنفس.[٤]


المراجع

  1. "Signs and symptoms of chest infections", .wsh.nhs, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  2. "Phlegm, mucus and asthma", asthma, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What does green, yellow, or brown phlegm mean?", medicalnewstoday, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "White mucus causes, treatment, and home remedies"، belmarrahealth، اطّلع عليه بتاريخ 26/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Coughing up white mucus: When to see a doctor", medicalnewstoday, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  6. "What is COPD?", cdc, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  7. "Symptoms of COPD", mylungsmylife, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  8. "What Causes the Amount of Sputum to Increase?", verywellhealth, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  9. "Mucus in Your Chest: Why It Can Happen", webmd, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Mucus and Phlegm: What to Do If You Have Too Much", health.clevelandclinic., Retrieved 26/5/2021. Edited.
  11. "What causes mucus in the chest?", medicalnewstoday, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث "How to Get Rid of Phlegm and Mucus in Your Chest", medicinenet, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "20 ways to clear phlegm and mucus", netdoctor, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  14. Kaci Durbin (28/1/2021), is an expectorant.,cold, infections, or allergies. "Guaifenesin", Drugs.com, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  15. "Antitussives", Drugs.com, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  16. "Otrivin Nasal", WebMD, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  17. Jonathan Parsons (22/12/2017), "What does the color of phlegm mean?", OSUWMC, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  18. "Home remedies for phlegm and mucus", medicalnewstoday, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  19. "Mucus in Your Chest: Why It Can Happen", webmd, Retrieved 26/5/2021. Edited.