التهاب القصبات الهوائية
التهاب القصبات الهوائية أو التهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis) عبارة عن التهاب يصيب بطانة أنابيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء من وإلى الرئتين، مما يؤدي إلى إفراز مخاط سميك يمكن أن يتغير لونه بمرور الوقت، ويمكن أن يكون هذا الالتهاب حادًا أو مزمنًا.[١]
أنواع التهاب القصبات الهوائية
في الحقيقة هناك نوعان لالتهاب القصبات الهوائية، وهما كالتالي:[٢]
- التهاب القصبات الهوائية المزمن: يكون الالتهاب المزمن بسبب عدوى أو مرض في الجهاز التنفسي العلوي، أو بسبب التعرُّض للمواد المهيجة في الهواء، أو دخان التبغ، وينتج عنه سعال منتج للبلغم يستمر لفترة زمنية طويلة قد تصل لمدة 3 أشهر من العام لمدة عامين متتاليين على الأقل، وكما قد ينتج عنه أيضًا مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- التهاب القصبات الهوائية الحاد: يعدُّ النوع الأكثر شيوعًا، وتتسبب عدوى فيروسية في حدوثه، وقد يتفاقم الالتهاب بسبب التدخين، ويستمر لفترات زمنية قصيرة قد تصل لمدة 10-14 يومًا، ويمكن أن يستمر ظهور الأعراض لثلاثة أسابيع.
أعراض التهاب القصبات الهوائية
نظرًا لأن التهاب القصبات الهوائية ينتج غالبًا غن الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، فإنه يبدأ بأعراض مثل التهاب الحلق وسيلان الأنف، وكما قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:[٣][٤]
- الإعياء.
- السعال الذي قد ينتج عند الكثير من المخاط.
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف.
- القشعريرة.
- الضعف العام.
- الصداع.
- ضيق في الصدر، خاصة مع ممارسة النشاط البدني.
- صوت صفير أو صرير أثناء التنفُّس.
أسباب التهاب القصبات الهوائية
يحدث التهاب القصبات الهوائية الحاد في العادة بسبب الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يحدث بسبب البكتيريا، أمّا بالنسبة لالتهاب القصبات الهوائية المزمن، فتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يأتي:[٥]
- تدخين السجائر، أو استنشاق الدخان السلبي لفترات زمنية طويلة.
- استنشاق الهواء الملوّث، أو الأبخرة الكيميائية أو الغبار.
تشخيص التهاب القصبات الهوائية
قد يصعب التمييز خلال الأيام الأولى من المرض بين أعراض التهاب القصبات الهوائية وأعراض نزلات البرد، ولكن يستخدم الطبيب السماعة للاستماع إلى الرئتين عن كثب أثناء التنفس في الفحص البدني،[٦] ويمكن أن يطلب الطبيب أيضًا الاختبارات الآتية إذا كان يشتبه بالإصابة بعدوى أخرى، مثل التهاب الرئوي أو الربو:[٣]
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: وذلك لفحص أنابيب الشعب الهوائية والرئتين لاستبعاد الالتهاب الرئوي.
- تحليل البلغم: للمساعدة في تحديد نوع العدوى، وشدته، ونوع المضاد الحيوي المناسب في حال كانت بكتيرية.
- اختبار وظائف الرئة: أو يعرف بقياس التنفس (بالإنجليزية: Spirometry) للتحقق من الإصابة بالربو، أو انتفاخ الرئة، ويُجرى هذا الاختبار من خلال النفخ في جهاز لقياس كمية الهواء التي يمكن أن تحتفظ بها الرئتين بالإضافة إلى مدى السرعة التي يمكن بها تحريك الهواء داخل وخارج الرئتين.
علاج التهاب القصبات الهوائية
تختفي أعراض التهاب القصبات الهوائية الحاد في العادة من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين، أما إن كان سبب العدوى بكتيريا، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية، كما قد يوصي باستخدام جهاز الاستنشاق في حال المعاناة من الربو أو الحساسية، ولتخفيف الأعراض يمكن اتباع النصائح المنزلية التالية:[٥][٧]
- شرب الكثير من الماء، حيث أن شرب 8-12 كوباً يوميًّا يساعد على تليين المخاط وجعل السعال أسهل، وكما أنه يقي من الإصابة بالجفاف.
- الحصول على الكثير من الراحة.
- استخدام المرطبات أو البخار، كما أن الاستحمام بالماء الساخن قد يساعد في تخفيف المخاط أيضًا.
- تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية، مثل الأسبرين، أو الأيبوبروفين، أو النابروكسين، مع تجنُّب إعطاء الأسبرين للأطفال، وكما يمكن استخدام الباراسيتامول لعلاج كل من الألم والحمى.
- تناول أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية مثل دواء الغايفينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin).
وأمّا بالنسبة لالتهاب القصبات الهوائية المزمن؛ يمكن علاجه من خلال ما يأتي:[٤]
- لقاحات ضد الإنفلونزا والالتهاب الرئوي: وذلك لأن الأشخاص المصابين بالتهاب القصبات الهوائية المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة من هذه الأمراض.
- العلاج بالأكسجين: خاصة إن كان التهاب القصبات الهوائية يسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
- إعادة التأهيل الرئوي: وهو برنامج يحسّن من نفسية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل التنفس المزمنة، وقد يشمل البرنامج:
- التدريب على إدارة المرض.
- الإرشاد النفسي.
- الاستشارات الغذائية.
- زراعة الرئة: وهي الحل الأخير للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة لا تتحسن بالأدوية.
نصائح للوقاية من التهاب القصبات الهوائية
يمكن الوقاية من التهاب القصبات الهوائية من خلال تقليل خطر الإصابة بالزكام والإنفلونزا، وفيما يأتي بعض العادات التي يمكنك اتباعها للبقاء بصحة جيدة ومنع العدوى:[٣]
- غسل اليدين جيدًّا بانتظام.
- تجنُّب الاتصال الوثيق مع المصابين بأمراض تنفسية.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً.
- الامتناع عن التدخين، وتجنُّب التعرُّض للتدخين السلبي.
- الابتعاد عن كل ما قد يهيّج الأنف والحلق، بما في ذلك، الغبار، والعفن، ووبر الحيوانات الأليفة، وأبخرة المواد الكيميائية كمنتجات التنظيف أو الطلاء، وغيرها.
- اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم؛ للحفاظ على قوة جهاز المناعة.
أسئلة شائعة عن التهاب القصبات الهوائية
ما الفرق بين التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الرئوي؟
يعدُّ الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) من الحالات الصحية الخطيرة التي تنتج إمّا بسبب عدوى بكتيرية، أو فيروسية، ويمكن حدوثها أيضًا بعد الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية، ويؤثر على الحويصلات الهوائية أو الأكياس الهوائية في الرئتين، ويُصاب به عادةً كبار السن، والأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف، وبالرغم أن أعراضه تشبه إلى حدٍّ كبير أعراض التهاب القصبات الهوائية، إلا أن بعض الأعراض تكون أسوأ بكثير، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يكون مهددًا للحياة في بعض الفئات.[٨][٢]
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصبات الهوائية؟
قد يصيب التهاب القصبات الهوائية الحاد الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه يعد أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار دون سن الخامسة، وكما أنه أكثر شيوعًا في فصل الشتاء، بحيث يتطور غالبًا بعد نزلات البرد، أو التهاب الحلق، أو الإنفلونزا،[٩] وأمّا بالنسبة لالتهاب القصبات الهوائية المزمن، فهو أكثر شيوعًا لدى الأشخاص البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.[٧]
هل التهاب القصبات الهوائية معديًّا؟
يمكن أن يكون التهاب القصبات الهوائية الناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية معديًّا، حيث إن العدوى قد تنتقل من شخص إلى آخر من خلال الرذاذ عند السعال،[١٠] ولكن من غير المحتمل أن يكون التهاب القصبات الهوائية المزمن معديًّا؛ وذلك لأنه ينتج في العادة عن تهيُّج طويل الأمد للمسالك الهوائية.[٢]
ما هي مدة العدوى في حال المعاناة من التهاب القصبات الهوائية الحاد؟
يكون التهاب القصبات الهوائية الناتج عن فيروس معديًّا لبضعة أيام وربما لمدة أسبوع،[١١] أمّا بالنسبة للالتهاب الناتج عن بكتيريا، فعادةً ما تتوقف العدوى بعد 24 ساعة من تناول المضادات الحيوية.[٢]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يمكن علاج معظم حالات التهاب القصبات الهوائية بسهولة كما ذكرنا سابقًا، وقد لا يكون هناك داعي لمراجعة الطبيب إلّا إن كانت الأعراض شديدة وغير عادية، مثل:[٩]
- السعال الشديد، أو الذي يستمر لأكثر من 3 أسابيع.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، لأكثر من 3 أيام.
- السعال الذي يصاحبه مخاط ملطّخ بالدم.
- وجود أمراض صحية مزمنة، بما في ذلك الربو أو قصور القلب.
المراجع
- ↑ is an inflammation of,be either acute or chronic. "Bronchitis", mayoclinic, 11/4/2017, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bronchitis", my.clevelandclinic, 12/8/2019, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Bronchitis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, 24/11/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Chronic Bronchitis", medlineplus, 3/1/2017, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bronchitis", webmd, 2/4/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Bronchitis", mayoclinic, 11/4/2017, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bronchitis", nhs, 7/8/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Is it bronchitis or pneumonia?", medicalnewstoday, 7/1/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bronchitis", nhsinform, 15/1/2021, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Symptoms and treatment of bronchitis", medicalnewstoday, 8/11/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Is Bronchitis Contagious?", webmd, 3/5/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.