يعاني حوالي شخص واحد بين 1500 شخص من بروز في القفص الصدري، وهو تشوه خلقي يكون موجودًا في أغلب الأحيان منذ الولادة، ويتسبب هذا التشوه بتغير في مظهر الشخص عند البلوغ،[١] تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على دلالات هذه الحالة.
القفص الصدري البارز قد يكون دلالة على مرض تنفسي
يُطلق على حالة بروز القفص الصدري اسم الصدر الجؤجؤي (بالإنجليزية: Pectus carinatum)، أو صدر الحمام، وهي حالة تحدث نتيجةً عيب خلقي ناتج عن عدم تشكل الغضروف، وعظام القص، والأضلاع بشكل صحيح، مما يؤدي إلى بروز الصدر إلى الخارج بشكل غير طبيعي، وفي الحقيقة يعد اكتشاف هذا العيب في مرحلة الطفولة أمرًا صعبًا، حيث يبدأ بالظهور بشكل واضح في سن البلوغ الذي يعد مرحلة النمو السريع والتطور، وبالرغم من عدم تسبب هذا العيب الخلقي بأعراض جسدية أخرى، إلا أنه يؤثر بشكل كبير في المظهر، كما يساهم أيضًا بإصابة بعض الأشخاص ببعض المشكلات المتعلقة بالجهاز التنفسي، مثل: إصابة الجهاز التنفسي بعدوى متكررة، وزيادة صلابة جدار الصدر مع انخفاض قدرة الرئة على التمدد والاتساع.[١][٢]
أسباب بروز القفص الصدري
لا يزال السبب الرئيسي الكامن وراء الإصابة ببروز القفص الصدري غير واضح، ولكن يُعتقد أنه قد يكون مرتبطاً ببعض الاضطرابات الوراثية النادرة، بما في ذلك متلازمة مارفان، ومتلازمة نونان، ومتلازمة داون، وعلى الرغم من إمكانية ملاحظة انتشار هذه الحالة في بعض العائلات، إلا أنه من غير الممكن الجزم بكونها حالة وراثية، حيث يُعتقد أنها حالة ناجمة عن نمو النسيج المسؤول عن ربط عظام الصدر بالأضلاع أكثر من الحد الطبيعي، أو نمو أجزاء من العظم نفسه أكثر من الحد الطبيعي، كما من الممكن أن تحدث هذه الحالة نتيجةً لإجراء عملية القلب المفتوح.[٣][٤]
أعراض بروز القفص الصدري
على الرغم من أن حالة بروز القفص الصدر تولد مع الطفل، إلا أنه من غير الممكن ملاحظة ظهور بعض الأعراض قبل بلوغ الطفل سن 11 عامًا، وفي ما يلي ذكر لأهم هذه الأعراض:[٤]
- الشعور بضيق في التنفس، خاصة أثناء القيام بالمجهود.
- سرعة نبضات القلب.
- الشعور بالتعب.
- الشعور بألم في الصدر.
- الإصابة بالربو، أو الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بشكل متكرر.
قد يكون بروز القفص الصدري في بعض الحالات على هيئة تشوه مختلط، بحيث يظهر القفص الصدري بشكل غير متماثل، أي يكون نصفه بارزًا إلى الداخل، والنصف الآخر بارزًا إلى الخارج.
تشخيص بروز القفص الصدري
يعتمد الطبيب عند تشخيص بروز القفص الصدري على تقييم الفحص الجسدي للشخص، وتقييم تاريخه التاريخ الطبي، كما أنه قد يلجأ إلى إجراء عدة اختبارات أخرى، وفي ما يلي نذكر أبرزها:[٤]
- فحوصات التصوير: حيث يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية للتحقق من شدة الحالة، كما قد يطلب التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
- مخطط كهربية القلب: لمراقبة كيفية عمل القلب.
- اختبارات وظائف الرئة: لفحص الرئتين.
- الاختبارات الجينية: وذلك للبحث عن المتلازمات التي من الممكن أن تتسبب ببروز الصدر.
علاج بروز القفص الصدري
يعدّ علاج بروز القفص الصدري من العلاجات التجميلية بشكل أساسي، إذ يعتمد على تحسين المظهر الخارجي للمريض، ونتيجةً لذلك، فإن العلاج التجميلي لبروز القفص الصدري غالبًا ما يكون أكثر فعالية لدى كل من الأطفال أو المراهقين، بالإضافة إلى ذلك يجدر التنبيه إلى ضرورة معالجة الأعراض بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أعراض وآثار جانبية، والتقليل من المضاعفات الجانبية التي يعانون منها،[٥] وفيما يأتي تفصيلٌ لكيفية علاج حالات بروز القفص الصدري:
علاج الحالات البسيطة والمتوسطة
يعتمد علاج الحالات البسيطة والمتوسطة من حالات بروز القفص الصدري على تقويم العظام عن طريق وضع دعامة التقويم، وهي عبارة عن دعامة مخصصة تناسب الجزء الخارجي من الصدر، وتستخدم للضغط على المنطقة المتأثرة من القفص الصدري، ما يتسبب بتسطح المنطقة مع مرور الوقت، وتستخدم هذه الدعامة عادةً للأطفال منذ ملاحظة حالة بروز القفص الصدري وحتى سن البلوغ، حيث يرتدي الطفل هذه الدعامة لمدة 8 ساعات على الأقل يوميًا، ويستمر على ذلك لعدة أشهر وفقًا لتعليمات الطبيب المعالج.[٥]
علاج الحالات الشديدة
يلجأ الأطباء غالبًا في الحالات الشديدة لاستخدام العلاج الجراحي المتمثل في إجراء عملية رافيتش (بالإنجليزية: Ravitch procedure) لبروز القفص الصدري، حيث يعدّ العلاج الجراحي الخيار الأخير بعد تجربة دعامة الصدر وعدم الاستجابة أو التحسن بعد استخدامها، كما يلجأ الأطباء أيضًا إلى استخدام الجراحة للأشخاص الذين تجاوزوا سن البلوغ، زيمكن إجراء هذه العملية من خلال إجراء شق عبر الصدر، وإزالة الغضروف الذي يسبب بروز القفص الصدري، ثم يتم بعد ذلك إعادة وضع عظام القص بالوضع الطبيعي والسليم، وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى إدخال شريط صغير أسفل القص للمحافظة عليه في الموضع المطلوب.[٥][٦]
العناية المنزلية لبروز القفص الصدري
نذكر في ما يأتي بعض النصائح التي يجدر عليك اتباعها عند وضع الدعامة لعلاج برزو القفص الصدري:[٧]
- تأكد من عدم وجود احتكاك، أو طفح جلدي، أو جروح، أو تقرحات في الجلد الذي يقع أسفل الدعامة على الصدر البارز عند إزالة جهاز الدعامة كل يوم، مع التنويه إلى أنه من الطبيعي ملاحظة احمرار المنطقة.
- اغسل الجلد أسفل الدعامة يومياً وجففه بشكل جيد لتجنب تراكم العرق والرطوبة أسفل جهاز التقويم.
- احرص على التفريق بين شعور الطفل بالألم أثناء ارتدائه لجهاز التقويم، والشعور بضغط طفيف والذي يعد أمرًا طبيعيًا ومتوقعاً، واحرص على مراجعة الطبيب المختص إذا لاحظت استمرار شعور الطفل بألم أثناء ارتدائه لجهاز التقويم.
أسئلة شائعة
فيما يأتي سنطرح أبرز الأسئلة الشائعة حول علاج حالات بروز القفص الصدري، والإجابات المناسبة عنها:
هل سيؤدي ارتداء جهاز التقويم إلى تفاقم الربو ؟
بشكل عام لا يؤثر ارتداء جهاز التقويم في حالات الإصابة بمرض الربو، ولكن في بعض الحالات قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في التنفس عند تعرضهم لنوبة الربو أثناء استخدام جهاز تقويم الصدر، ففي هذه الحالة ينصح الأهل بإزالة جهاز التقويم، وتجنب إعادة وضعه للطفل حتى يتعافى تمامًا من نوبة الربو.[٤]
هل سيبدو الصدر طبيعيًا تمامًا بعد العلاج؟
في الحقيقة أظهرت معظم حالات علاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من بروز القفص الصدري نجاحًا واضحًا، سواءً الذين اعتمدوا على جهاز تقويم الصدر، أو الذين خضعوا للعلاج الجراحي، حيث ساهم العلاج بتحسن مظهر الصدر بشكل كبير، إلا أنه من الممكن أن يحتاج الغضروف من 4 إلى 6 أسابيع حتى يتجدد بشكل كلي، وحتى تثبت عظام القص في مكانها ويستعيد الصدر شكله الطبيعي بعد الخضوع للعلاج الجراحي.[٤][٦]
المراجع
- ^ أ ب ت "What is Pectus Carinatum?", londonorthotics, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ↑ "Pectus Carinatum (Pigeon Chest)", uchicagomedicine, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ↑ "Pectus carinatum (pigeon chest)", blf, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Chest Wall Disorder: Pectus Carinatum", kidshealth, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What is pectus carinatum and can it be treated?", medicalnewstoday, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Ravitch Procedure", chop, Retrieved 29/6/2021. Edited.
- ↑ "Pectus carinatum (pigeon chest)", rch, Retrieved 29/6/2021. Edited.