يُعرَف العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) بأنه مجموعة من الأدوية التي تُحفّز الجهاز المناعي للمُصاب بالسرطان لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية، ويمكن استخدام العلاج المناعي بمفرده أو إلى جانب العلاجات الأُخرى، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للعلاج المناعي لسرطان الرئة، سواء أكان بمفرده أو بالاشتراك مع العلاجات السرطانية التقليدية أن يساعد على تحسين النتائج بشكل ملحوظ للمصابين الذين يكافحون سرطان الرئة.[١][٢]

أنواع العلاج المناعي لسرطان الرئة

هناك 4 أنواع من العلاج المناعي يتم استخدامها أو اختبارها لعلاج المصابين بسرطان الرئة، وفيما يلي توضيحًا لها:

  • مثبطات نقاط التفتيش: (بالإنجليزية: Checkpoint inhibitors)، عادةً ما يكون لجهاز المناعة ضوابط ونقاط محددة تُقيّده وتمنعه من أن يهاجم الخلايا الطبيعية السليمة ويقضي عليها، ونظرًا لأن الأورام السرطانية تُنتج بروتينات تسمى "PD-L1" هدفها تثبيط نقاط التفتيش هذه وإبطاء عمل جهاز المناعة، فإن مثبطات نقاط التفتيش تعمل على إعادة تشغيلها استجابةً لجهاز المناعة ليتمكن من محاربة السرطان مرة أخرى،[٣] وتشمل مثبطات نقاط التفتيش الشائعة المستخدمة لعلاج سرطان الرئة ما يلي:[٤]
  • بيمبروليزوماب (Keytruda).
  • نيفولوماب (Opdivo)، يستخدم أحيانًا إلى جانب دواء مناعي آخر يسمى إيبيليموماب (Yervoy).
  • أتيزوليزوماب (Tecentriq).
  • دورفالوماب (Imfinzi).
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: (بالإنجليزية: Monoclonal antibodies)، تنتج أجسامنا طبيعيًا أجسامًا مضادة لمحاربة المواد الغريبة ومُسببات الأمراض، وتعمل هذه الأدوية التي صنعها الإنسان على قتل الخلايا السرطانية والتصدي لها تمامًا كالأجسام المضادة الطبيعية.[٣]
  • اللقاحات: تساعد اللقاحات على منع المرض أو علاجه، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد إلى الآن لقاحات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء "FDA" لعلاج سرطان الرئة أو الوقاية منه، ولكن الدراسات والأبحاث لا تزال قائمة لاختبار بعضها.[٣]
  • العلاج بالخلايا المُتبناة: (بالإنجليزية: Adoptive cell therapy)، خلال هذا العلاج يزيل الطبيب الخلايا التائية (بالإنجليزية: T-cells) ويعالجها بمواد كيميائية مقاومة للسرطان، وبعد أن تتكاثر هذه الخلايا في المختبر يتم إعادتها إلى الجسم لتقوم بتدمير الخلايا السرطانية، علمًا أن هذا العلاج لا يزال قيد الدراسة.[٣]


آلية عمل العلاج المناعي

يستجيب جهاز المناعة للخلايا الغريبة التي تنمو في الجسم ويتواصل معها عن طريق الروابط بين الجزيئات الموجودة على سطح الخلايا المناعية، كالخلايا الليمفاوية التائية المعروفة باسم الخلايا التائية، والخلايا الغريبة كالخلايا السرطانية، وقد وجدت الخلايا السرطانية طُرقًا لتتمكن خلالها من خداع جهاز المناعة لمنعه من تدميرها والقضاء عليها، وتتمثل إحدى هذه الطرق بقيام بعض الخلايا السرطانية بإنتاج بروتين يسمى "PD-L1" يرتبط بمستقبل على الخلايا التائية يسمى "PD-1"، والذي بدوره يرسل رسالة إلى الخلية التائية بعدم مهاجمة الخلية السرطانية، ويعمل مستقبل "PD-1" كالفرامل التي تمنع الجهاز المناعي من قتل الخلية السرطانية، أما أدوية العلاج المناعي لسرطان الرئة المعتمدة حاليًا من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" فإنها تعمل على تعطيل التفاعل بين بروتين "PD-L1" الذي تنتجه الخلايا السرطانية، ومستقبلات "PD-1" الموجودة على الخلايا التائية، وعندما ينقطع هذا الاتصال تكون الخلايا التائية أكثر قدرة على التعرّف على الخلايا السرطانية والاستجابة لها وبالتالي قتلها.[٥]


المُرشحون لتلقي العلاج المناعي لسرطان الرئة

يُستخدم العلاج المناعي لعلاج المصابين بسرطان الرئة في المرحلة الثالثة أو الرابعة، وقد يكون المصابون الذين يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة المتقدمة (بالإنجليزية: Advanced non-small cell lung cancer)، أو سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (بالإنجليزية: Small cell lung cancer) أكثر المصابين المرشحين والمؤهلين لتقلي هذا العلاج من غيرهم.[٤]


كيف أعلم إذا كُنت مرشحًا لأخذ هذا العِلاج؟

إذا كنتَ مصابًا بأحد أمراض المناعة الذاتية، كمرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، أو التهاب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroiditis)، أو مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، أو التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، فقد لا يكون العلاج المناعي آمنًا لك، كما سيرغب طبيبك أيضًا في التأكد من كون أي عدوى نشطة أو مزمنة تعاني منها تحت السيطرة قبل البدء بهذا النوع من العلاج.[٦]


كيف يُعطى العلاج المناعي؟

تُعطى العلاجات المناعية عن طريق الإمداد الوريدي بذراع المصاب، وبدلاً من ذلك يمكن إعطاؤه من خلال أنبوب بلاستيكي طويل في وريد في الصدر، ويُعرف هذا باسم "Port-a-cath" أو "Power-port"، ويختلف تواتر العلاج اعتمادًا على نوع العلاج المناعي المستخدم، فعلى سبيل المثال يُعطى دواء نيفولوماب (Nivolumab) كل أسبوعين، بينما يُعطى بيمبروليزوماب (Pembrolizumab) كل ثلاثة أسابيع، وعادةً ما تستغرق كل جلسة علاج حوالي 90 دقيقة.[٧]


الآثار الجانبية للعلاج المناعي

يعاني المصابين من آثار جانبية أقل في العلاج المناعي مقارنةً بالعلاج الكيميائي، إلا أن الآثار الجانبية للعلاج المناعي يمكن أن تكون خطيرة، كما أن العديد من الآثار الجانبية للعلاج المناعي عبارة عن تفاعلات جلدية مشابهة لرد فعل تحسسي، ولكن هناك أيضًا أعراض أخرى تتطلب رعاية طبية فورية،[٨] وتختلف الآثار الجانبية لأدوية العلاج المناعي عن تلك التي يسببها العلاج الكيميائي أو العلاج الموجه (بالإنجليزية: Targeted therapy)، ويمكن أن يسبب العلاج المناعي التهابًا في أي عضو من أعضاء الجسم، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مختلفة اعتمادًا على الجزء الملتهب من الجسم، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:[٩]

  • الإعياء.
  • الطفح الجلدي.
  • ألم المفاصل.
  • الإسهال.




يعاني معظم المصابين الذي تلقوا العلاج المناعي لسرطان الرئة من آثار جانبية خفيفة يمكن علاجها بسهولة، وعادةً ما تتحسن وتختفي، أما إذا ظهرت على المصاب أي أعراض جديدة، أو ازدادت أعراضه سوءًا، وتركت دون علاج، فإنها يمكن أن تصبح خطيرة.




الاستعدادات اللازمة قبل تلقي العلاج

قد يُجري الطبيب اختبار المؤشرات الحيوية (بالإنجليزية: Biomarker test) قبل وصف العلاج المناعي للمصاب بالسرطان، ويقيس هذا الاختبار احتمالية الاستجابة للعلاج المناعي؛ إذ إن بعض الأورام لا تُعبّر عن بروتينات "PD-L1"، وفي هذه الحالة من المحتمل أن تكون الأدوية المستخدمة غير فعّالة.[١٠]



نظرًا لعدم قدرة هذا الاختبار على التنبؤ المثالي والجيد بمدى استجابة المصاب للعلاج، فقد لا يستخدمه بعض الأطباء.



فعالية العلاج المناعي

تختلف استجابة المصابين الذي يتلقون العلاج المناعي من حالةٍ لأخرى، فبعضهم يتمتع باستجابة جيدة للعلاج، بينما لا يكون لدى البعض الآخر الاستجابة الإيجابية ذاتها، وللأسف لا يستطيع أي شخص أن يتنبأ بكيفية استجابة الجسم لأي علاج، ويمكن أن يؤدي تناول العلاج المناعي بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات سرطانية أخرى، كالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي إلى تحسين النتائج بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بسرطان الرئة، كما يمكن أن يُوفر العلاج المناعي فوائد طويلة المدى لأنه بدلاً من مهاجمة السرطان فقط أثناء العلاج في جسم الشخص، فإنه يُعلّم الجسم أن يحارب السرطان، وبالتالي يُمكّنه من تذكّر ذلك بمجرد انتهاء العلاج.[٥][١٠]

اقرأ أيضاً: طرق تخفيف آلام سرطان الرئة وأهم النصائح.

المراجع

  1. "Treatment -Lung cancer", nhs, 15/8/2019, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  2. Matthew Hellmann (1/11/2020), "Immunotherapy for Lung Cancer", Cancer Research Institute , Retrieved 12/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Michael W. Smith (3/1/2020), "Types of Immunotherapy for Lung Cancer", webmd, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب BRUCE GERSHENHORN (31/3/2021), "Immunotherapy for lung cancer: Unleashing the power of the immune system", Cancer Treatment Centers of America, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Lung Cancer Immunotherapy", American Lung Association, 11/6/2020, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  6. Michael W. Smith (3/1/2020), "Is Immunotherapy Right for Me?", webmd, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  7. "Immunotherapy", Roy Castle Lung Cancer Foundation, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  8. Jyoti Patel (8/11/2016), "9 Things to Know About Immunotherapy and Lung Cancer", American Society of Clinical Oncology, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  9. "Immunotherapy for lung cancer", Cancer Council NSW, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب Rachel Nall (14/6/2021), "Immunotherapy for non-small cell lung cancer", medicalnewstoday, Retrieved 14/7/2021. Edited.