الرّغامى
تُعرف الرّغامى أو القصبة الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Trachea - Windpipe) بأنّها أنبوب يربط بين الحنجرة والشّعب الهوائية، تعمل على تمرير الهواء من وإلى الرئتين أثناء التنفس، ويبلغ طول أنبوب الرغامى حوالي 4 بوصات وبقطر يقلّ عن بوصة واحدة لدى معظم النّاس، حيث يتكوّن الأنبوب من 20 حلقة غضروفيّة متينة، فيما يتكوّن الجزء الخلفي لكل حلقة من نسيج عضليّ وضام. تقع الرّغامى أمام المريء، وتُغلّف بغشاء مخاطيّ، إذ تقوم الخلايا الكأسيّة (بالإنجليزية: Goblet Cells) الموجودة في الغشاء بإفراز المخاط، كما تغلّفها هياكل تشبه الشّعر تُسّمى الأهداب. تُقسم الرغامى إلى أنبوبين أصغر منها حجمًا، بحيث يتّصل كلّ أنبوب بالرّئة، وتتسع الرّغامى وتطول قليلًا مع كلّ شهيق ومن ثمّ تعود إلى حجمها الطّبيعي بعد خروج الهواء أثناء الزّفير.[١][٢]
ما هي أمراض الرّغامى وما أعراضها؟
مثل باقي أجزاء الجهاز التّنفسي، قد تتعرّض الرّغامى لاستنشاق بعض المواد أثناء التّنفس والتي قد تلحق الضّرر بأنسجتها، كما قد تتعرّض الرّغامى للعدوى والأمراض ممّا يضعف هيكلها أو يعيق وظيفتها، وتتضمّن أمراض الرّغامى ما يلي:[٣]
تضيّق الرّغامى - Tracheal Stenosis
يسبّب تضيّق الرّغامى صعوبة في تمرير إلى الهواء إلى الرّئتين ممّا يؤدي إلى مشاكل في التّنفس، وقد يُستخدم في حالات التّضيّق الشّديدة أنبوب فغر الرّغامى لمساعدة المصاب على التنفس، ويحدث تضيّق الرّغامى نتيجة لعدة أسباب أشهرها الالتهاب والنّدب النّاجمة عن إدخال أنبوب التّنفس في الرّغامى أثناء الجراحة أو عند استخدام أنبوب التنفس الصّناعي، كما توجد أسباب أخرى لتضيّق الرّغامى ومنها، اضطرابات المناعة الذّاتية مثل الداء النشواني أو الساركويد الرّئوي، الإصابة الخارجيّة كالرّضوض في الصّدر أو الحلق، الأمراض المعدية كالسّل، العلاج الإشعاعي، الحروق الحرارية أو الإصابات الكاوية، والأورام التي تضغط على الرّغامى، ولا تظهر دومًا أعراض على المصاب، لكن أحيانا يعاني البعض من:[٤]
- الصّفير.
- السّعال الذي قد يكون أحيانًا مصحوبًا بالدّم.
- صعوبة في التّنفس.
- ازرقاق لون الجلد أو الغشاء المخاطي للأنف أو الفم.
- تكرار الإصابة بالتهاب رئويّ أو عدوى في الجهاز التّنفسي العلويّ.
- صوت التّنفس عالي النّبرة.
تليّن الرّغامى - Tracheomalacia
هي حالة نادرة يحدث فيها انهيار الرّغامى على نفسها عند التّنفس أو السّعال، وغالبًا ما يؤدّي الاستخدام المطوّل لأنبوب التّنفس إلى تليّن الغضروف وضعف جدار الرّغامى، كما قد يحدث نتيجة الالتهاب المزمن والسّعال في حالات أمراض الانسداد الرئوية المزمنة، الإصابة في الصّدر أو الحلق، الأورام في الرّغامى، العلاج الإشعاعي، أو استنشاق مواد مهيّجة، وقد يؤثر تليّن الرّغامى أيضًا في المواليد الجدد الذين يعانون من عيب خلقيّ في الغضروف الرّغامي، وتنطوي أعراض تليّن الرّغامى على:[٣][٤]
- صعوبة التنفس.
- الصرير.
- صوت خشخشة في الصّدر.
- ازرقاق الجلد.
- بحة في الصّوت.
- صعوبة في بلع الطّعام.
- التهابات الجهاز التنفسي المتكررة.
التهاب الرّغامى - Tracheitis
يُعرف التهاب الرّغامى بأنّه عدوى بكتيريّة تنتج في معظم الحالات عن بكتيريا المكوّرات العنقودية الذّهبيّة (بالإنجليزيّة: Staphylococcus Aureus)، والتي غالبًا ما تحدث عقب الإصابة بعدوى المجاري التّنفسيّة الفيروسية، وتُصيب الأطفال عادة نتيجة صغر حجم الرغامى لديهم ممّا يسهل انسدادها بفعل التّورم، وتظهر الأعراض التّالية على المصابين مثل:[٥]
- سعال عميق مشابه لذلك المرافق لحالات الاختناق.
- صعوبة في التّنفس.
- ارتفاع في الحرارة.
- صوت التّنفّس عالي النّبرة.
النّاسور الرّغامي المريئي - Tracheoesophageal Fistula
هو ممرّ غير طبيعيّ ينشأ بين الرّغامى والمريء، ممّا يؤدّي إلى دخول الطّعام بعد ابتلاعه إلى الرّغامى ومنها إلى الرّئتين، ويحدث غالبًا نتيجة وجود عيب خلقي يسبّب عدم اكتمال تكوين المريء فيما يُعرف برتق المريء، كما قد يحدث في حالات نادرة نتيجة السرطان أو الإصابة الخارجية، ويعاني المُصاب من الأعراض التّالية:[٣]
- الاختناق.
- التقيّؤ.
- ازرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين.
- التهاب الرّئة الشّفطي (بالإنجليزية: Aspiration Pneumonia).
سرطان الرّغامى - Tracheal Cancer
يُعدّ سرطان الرّغامى نادر الحدوث، وينطوي على نوعين رئيسيّين هما، سرطان الخلايا الحرشفيّة الموجودة في الرّغامى وهو النّوع الأكثر شيوعًا ويرتبط عادة بالتّدخين، وأما النّوع الثاني فهو سرطان الغدد الليمفاوية والذي ينشأ في الأنسجة الغدّية، وقد يعاني المُصاب من الأعراض التالية:[٦]
- ضيق التّنفس.
- السعال والذي قد يكون مصحوبًا بالدّم.
- الصّفير أو خشخشة الصّدر.
- بحة في الصّوت.
- صعوبة في البلع.
- حمّى مع قشعريرة.
- تكرار الإصابة بالعدوى التّنفسية.
تشخيص أمراض الرّغامى
يحتاج الطّبيب إلى إجراء أحد الفحوصات التالية لتشخيص أمراض الرّغامى، مثل:[٤]
- تنظير القصبات (بالإنجليزية: Bronchoscopy)، وهو إجراء يستخدم أنبوبًا مضيئًا يتيح للطّبيب رؤية ما بداخل الرّغامى والقصبات الهوائية، ويمكّنه من الحصول على تشخيص دقيق لمشاكل الرّغامى وأخذ قياسات لطول الممر التّنفسي غير الطّبيعي.
- تصوير الصّدر بالأشعّة السّينية (بالإنجليزية: Chest X-Ray) والأشعّة المقطعيّة (بالإنجليزية: CT Scan)، والتي تمكّن من أخذ صور لأعماق الصّدر من زوايا مختلفة، إذ تبيّن تفاصيل الرّغامى وإن كان فيها تضيّق أو تلين، كما قد يساعد حقن الصّبغة الملونة في الكشف عن تفاصيل الأوعية الدّموية أيضًا.
- تصوير الصّدر المقطعيّ المحوسب ثلاثيّ الأبعاد (بالإنجليزية: Dynamic 3D Chest CT-Scans)، يتيح هذا النوع تصويرًا أكثر تفصيلًا للمناطق المتضيقة من الرّغامى، وهو إجراء غير تداخلي إذ يُجرى مع الشّهيق والزّفير.
- فحص وظائف الرّئة (بالإنجليزية: Pulmonary Function Tests)، ويُجرى لفحص وظائف وقوّة الرّئتين، وذلك بجعل المريض ينفخ الهواء بقوة داخل أنبوب، ومن ثمّ تقيس آلة تُدعى مقياس التنفّس حجم الهواء الذي يستطيع الاحتفاظ به داخل الرّئتين، والسّرعة التي يخرج بها الهواء (الزفير)، وبمقارنة النّتائج بالقيم الطبيعية يتمّ تحديد ما إذ كان هناك انسدادًا في المجرى التنفسي.
علاج أمراض الرّغامى
يمكن اتباع الأساليب التالية لعلاج أمراض الرغامى مثل:[١]
- فغر الرغامى: (بالإنجليزية: Tracheostomy)، وتُستخدم للأشخاص الذين يحتاجون إلى التّنفس الصّناعي لفترة طويلة، إذ يُجرى ثقب صغير في الجهة الأمامية من الرّغامى من خلال شقّ في العنق.
- توسيع الرّغامى: (بالإنجليزية: Tracheal Dilation)، خلال تنظير القصبات الهوائيّة، يمكن نفخ بالون في الرّغامى لتوسعتها، ومن ثمّ يُمكن المتابعة للحلقات الأكبر حجمًا من أجل توسعة الرغامى كاملة.
- العلاج بالليزر: ويُستخدم فيه أشعة اللّيزر ذات الطّاقة العالية للقضاء على الانسدادات الموجودة في الرّغامى مثل الأورام.
- دعامة الرغامى: (بالإنجليزية: Tracheal Stenting)، بعد إجراء توسعة للرّغامى والتخلّص من الانسداد فيها، يمكن استخدام دعامة مصنوعة من السليكون أو المعدن للحفاظ على الرّغامى مفتوحة.
- جراحة الرّغامى: وتُعدّ أفضل طريقة لإزالة الأورام التي تسبّب انسدادًا في الرّغامى، كما قد تُفيد في تصحيح عيوب النّاسور الرّغامي المريئي.
- العلاج بالتّبريد: (بالإنجليزية: Cryotherapy)، ويُستخدم للقضاء على أورام الرّغامى من خلال أداة تبريد أثناء تنظير القصبات.
المراجع
- ^ أ ب Matthew Hoffman, "picture-of-the-trachea", webmd, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (27/3/2020), "Trachea: Everything you need to know", .medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Lynne Eldridge, "The Anatomy of the Trachea ", verywellhealth., Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "tracheal-disease", uofmhealth, Retrieved 22/5/2021. Edited.
- ↑ "Tracheitis", medlineplus, Retrieved 22/5/2021. Edited.
- ↑ "tracheal-cancer", macmillan, Retrieved 22/5/2021. Edited.