فحص الأجسام المضادة لكوفيد-19: التحضير، الوقت الأمثل، ومعنى النتائج

يدل وجود أجسام مضادّة لفيروس كورونا في الدّم على الإصابة السابقة بالفيروس؛ حيث تظهر هذه الأجسام نتيجةً لرد فعل الجهاز المناعي عند الإصابة بالعدوات والتي تتمثّل بتشكيل أجسام مضادّة في الجسم، ولكن يجدر التنويه إلى حقيقة أن وجود هذه الأجسام في الجسم قد لا يقي من الإصابة بالفيروس، وسنتعرف في هذا المقال على معلومات وافية حول هذا الفحص.^[١]

التحضير لفحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19

يجب على الشخص الذي يرغب بإجراء فحص الأجسام المضادّة لفيروس كوفيد 19 بالإضافة إلى مرافقيه، ارتداء قناع الوجه أو الكمامة التي تُغطي الأنف والفم معاً، وعند الوصول سوف يقدم له الطبيب المسؤول كافّة التعليمات التي يلزم اتّباعها، أما بالنسبة لطريقة إجراء الفحص فتتمثّل بسحب عينة دم من المريض وتحليلها، وغالباً ما ستظهر النتيجة خلال يوم إلى يومين تقريباً، كذلك يمكن الاستعانة بعينة الدّم نفسها لإجراء تحاليل أو اختبارات أخرى.^[٢][٣]

وقت إجراء الفحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19

يمكن للشخص إجراء فحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19 إذا أُصيب سابقاً بالفيروس وتعافى بشكل كامل، أو في حالة اعتقاده بأنه قد تعرض لفيروس كورونا أو اتصل بشخص آخر مصاب به خلال فترة سابقة.^[٤]

تفسير نتائج فحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19

فيما يلي توضيح لنتائج إجراء فحص الأجسام المضادّة لفيروس كوفيد 19:^[٥]

النتيجة الإيجابية للأجسام المضادة

في حالة أُصيب الشخص بالفيروس في فترة سابقة لا يمكن تحديدها من قِبل المريض، فستظهر نتيجة فحصه للأجسام المضادّة إيجابيّة، وفي بعض الحالات قد لا يكون المريض قد شعر بأي أعراض تدل على إصابته بالفيروس، ولكن يجدر بالتنويه إلى أن تشكّل الأجسام المضادّة في الجسم وظهور النتيجة الإيجابية لإجراء الفحص لا يمنع من إصابة المريض بالفيروس مرة أخرى، فقد يُصاب ويكون قادراً على نشر المرض بين الأشخاص الآخرين حتّى وإن لم تظهر عليه أي أعراض، ونتيجةً لإمكانية الإصابة بالمرض مرة أخرى، كما يحدث بالأمراض الفيروسية الأخرى كالزكام والإنفلونزا، يجب على الجميع الالتزام باتخاذ إجراءات السلامة والخطوات اللازمة للحماية من الفيروس^[٦][٥]

النتيجة السلبية للأجسام المضادة

في حالة عدم الإصابة بفيروس كوفيد 19، فستظهر نتيجةً فحص الأجسام المضادّة سلبية، ولكن لا يمكن تعميم هذه الحالة، فقد تظهر نتيجة الاختبار سلبية بالرّغم من إصابة الشخص بالفيروس في الوقت الماضي؛ ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض مستوى الأجسام المضادّة في الدّم؛ وبالتالي يتعذّر اكتشافه من قِبل الاختبار، أو في حالة عدم تطوير الجسم للأجسام المضادّة أثناء الإصابة بالفيروس.^[٥]

النتيجة غير الصحيحة للأجسام المضادة

تعدّ النتيجة غير الصحيحة أو غير الواضحة لفحص الأجسام المضادّة مهمة لغايات البحث العلمي، على الرّغم من أنها تدل على أن الفحص لم ينجح، وتعود الأسباب المحتملة لعدم نجاح الفحص إلى كل مما يلي:^[٥]

• حدوث تأخير في إجراء الاختبار بعد أخذ العينة مما سبب لها التلف.
• أخذ عينة قليلة أو غير كافية من الدّم، وبالتالي يصعب تحديد النتيجة.
• وجود خلل في عينة الاختبار.

أسباب إجراء فحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19

يمكن لأي شخص إجراء اختبار الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19، ويمكن تحديد الحاجة لإجراء الفحص عن طريق استشارة الطبيب المختص، وتجدر بنا الإشارة إلى أن هذا الفحص لا يمكنه الكشف عن الإصابة الحالية بفيروس كوفيد 19 فهو يخبر فقط إذا الشخص قد أصيب به في الماضي، وهناك عدة حالات تستلزم إجراء فحص الأجسام المضادة لكوفيد 19، وفي ما يلي ذكر لبعض منها:^[٢][٦]

• إذا سبق أن ظهر على الشخص أعراض تدل على إصابته بفيروس كوفيد 19 ولكنه لم يخضع لاختبار الكشف عن الفيروس.
• إذا كان المريض قد أصيب بفيروس كوفيد 19 في السابق، وعلى وشك إجراء طبي في مستشفى أو عيادة مثل العمليات الجراحية.
• إذا كان الشخص قد أصيب بفيروس كوفيد 19 في السابق، وأراد أن يساعد الآخرين الذين يعانون من حالات حادة من الإصابة به، وذلك من خلال التبرع بالبلازما التي تحتوي على الأجسام المضادة لكوفيد 19.
• إذا اعتقد الطبيب أن الطفل المريض مصاب بمتلازمة الالتهابات المتعددة، حيث إن العديد من الأطفال المصابين بهذه المتلازمة قد أصيبوا في وقت سابق بالفيروس التاجي الذي يسبب تشكل الأجسام المضادة لكوفيد 19، وبالتالي يساعد فحص الأجسام المضادة لكوفيد 19 على تشخيص الإصابة بالمتلازمة.

ما مدى دقة اختبار الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19؟

يعتبر اختبار الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19 حساساً للغاية، إذ أنه يعطي نتيجة إيجابية بنسبة 100% للأشخاص المصابين به بعد 25 يوماً تقريباً من إصابتهم، كما أنه يعطي نتيجة سلبية في أكثر من 99% من الأشخاص الذين لم يسبق لهم وأُصيبوا بالفيروس، وتجدر بنا الإشارة إلى أن معرفة مدى دقة اختبار معين يعتمد على عاملين أساسيين هما الحساسية والنوعية، وتُعرف الحساسية بأنها قدرة الاختبار على التعرّف بشكل صحيح على الأشخاص الذين يمتلكون أجسام مضادة، أما النوعية فتُعرف على أنها قدرة الاختبار على تحديد الأشخاص الذين ليس لديهم أجسام مضادة للفيروس، ولكن نظرًا لأن العدد الإجمالي للأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19 منخفض في المجتمع، فإنه من المحتمل الحصول على نتيجة إيجابية خاطئة، وهو ما ينطبق على جميع اختبارات الأجسام المضادة، حيث إن نتيجة الاختبار ستكون إيجابية عندما في حالة عدم إصابة الشخص بكوفيد 19 من قبل.^[٧]

هل يعني وجود الأجسام المضادة أن الشخص محصن من مرض كوفيد 19؟

أظهرت العديد من الدراسات أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد 19 قد تكون لديهم بنسب ومستويات مختلفة أجسام مضادة خاصة بالفيروس المسبب للمرض، مع أهمية التنويه إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي دراسات كافية قادرة على تفسير استجابة الجسم للأجسام المضادة التي ينتجها الجسم بعد الإصابة بكوفيد 19.^[٨]

أسئلة شائعة

في ما يلي بعض الأسئلة الشائعة لدى الأشخاص حول اختبار الأجسام المضادة وإجابة كل منها:^[٩]

هل سأكون قادرًا على العودة إلى العمل دون إجراء اختبار الأجسام المضادة؟

يجب أن يكون هناك عدة إرشادات وإجراءات متخذة من قِبل صاحب العمل للحد من انتشار مرض كوفيد 19، ويتم تحديد إلزامية إجراء اختبار الأجسام المضادة للأشخاص العائدين للعمل من قبل الحكومة المحلية أو من قبل صاحب العمل نفسه.^[٩]

كيف أعرف حاجتي لإجراء فحص الأجسام المضادّة للفيروس في ظل وجود العديد من فحوصات الأجسام المضادّة؟

تحتاج بعض الاختبارات إلى وصفة طبية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لمناقشة إمكانية الخضوع لأحد اختبارات الأجسام المضادة.^[٩]

أين يمكنني الحصول على اختبار الأجسام المضادة أو اختبار تشخيص الإصابة بالفيروس؟

يجب استشارة الطبيب أو المراكز الصحيّة المحلية لمعرفة المزيد من المعلومات، ولكن بشكل عام تكون اختبارات الأجسام المضادة واختبارات التشخيص متاحة في مرافق الرعاية الصحية المحلية ومراكز الاختبار الخاصة.^[٩]

اقرأ أيضاً: فحوصات فيروس كوفيد-19 والفرق بينها