يعتبر الفطر الأسود أو فطر الغشاء المخاطي (بالإنجليزية: Mucormycosis) من أنواع العدوى الخطيرة على الرغم من ندرتها،[١] وفي الحقيقة إن المرضى المصابين بمرض الكورونا يعدون أكثر عُرّضة للإصابة بضعف بجهاز المناعة جرّاء مكافحة الفيروس وبالتالي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود، فما حقيقة ذلك؟[٢]
ما هو الفطر الأسود؟
الفطر الأسود هو عدوى نادرة الحدوث تسببها مجموعة من الفطريات المخاطية، وتعيش في مختلف الأوساط البيئية، وعادةً ما تكون المناطق الأكثر شيوعًا للإصابة بالفطر الأسود هي الجيوب الأنفية والرئتين، إذ تدخل إليهما بعد استنشاق الهواء المحمّل بهذا النوع من الفطريات، كما أنَّ هذه الفطريات من الممكن أن تدخل عبر الجروح، أو الحروق، أو أيّ إصابات أخرى في الجلد.[٣]
ما هي علاقة الفطر الأسود بمرضى كورونا وما مدى الخطورة عليهم؟
إن المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 معرّضون بشكلٍ أكبر للإصابة بالعدوى الفطرية أو البكتيرية على حدٍ سواء، فشأنهم شأن المرضى في وحدة العناية المركّزة من ناحية ضعف المناعة، ولكن في الواقع إن العدوى بالفطر الأسود كانت أقل انتشارًا لدى مرضى كورونا 19 مقارنةً بأشكال العدوى الفطرية الأخرى، ولكن قد تؤدي بعض الأدوية المستخدمة في معالجة حالات كورونا 19 الخطيرة؛ كالجرعات العالية من الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) والتوسيليزوماب (بالإنجليزية: Tocilizumab) إلى زيادة احتمالية إصابة مرضى كورونا بالفطر الأسود المخاطي.[٤]
ما هي عوامل الخطر المتعلقة بالفطر الأسود؟
يجدر بالذكر أنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة معرضون بشكلٍ أكبر للإصابة بالفطر الأسود، ويتضمن ذلك الفئات التالية:[٥]
- مرضى السرطان.
- مرضى فيروس نقص المناعة البشري أو الإيدز.
- مرضى السكري.
- مرضى الاضطرابات الجلدية.
- الأشخاص اللذين خضعوا لجراحات معينة.
ما هي أعراض الإصابة بالفطر الأسود؟
في الحقيقة قد تظل أعراض الإصابة بالفطر الأسود كامنة دون أن تظهر لعدة أيام أو أسبوع لدى الكثير من الأشخاص، كما أن أعراض الإصابة به تختلف تبعًا للمنطقة المصابة به، أو المنطقة الأولية التي تعرَّضت للإصابة، وتتمثل أعراض الإصابة بالفطر الأسود ما يلي:[٦]
- داء الغشاء المخاطي الرئوي: ويتمثل بالإصابة بالحمى، والسعال الذي يكون مصحوب بسائل دموي أو داكن، إلى جانب ضيق التنفس في بعض الأحيان.
- داء الغشاء المخاطي الكلوي: ويتمثل بالإصابة بالحمى إلى جانب آلام الخاصرة.
- داء الغشاء المخاطي المعوي: ويتمثل بألم في البطن أو انتفاخ فيه، وقيء دموي أو داكن في بعض الأحيان.
- داء الغشاء المخاطي الأنفي: ومن أعراضه: الصداع، وانتفاخ الجلد والجيوب الأنفية، إلى جانب ظهور قشرة داكنة في الأنف من العين، ومشاكل في الرؤية، وألم في الوجه إلى جانب انتفاخ في العين.
- داء الغشاء المخاطي الجلدي: يكون في البداية على شكل احمرار وانتفاخ في الجلد، وغالبًا ما يحدث في منطقة تعرَّضت لصدمة جلدية ثم تحولت لقرحة ذات مركز داكن اللون وحواف محددة.
- داء الغشاء المخاطي المنتشر: وتتمثل أعراضه بظهور بعض الأعراض المذكورة سابقًا ثم ينتشر إلى أعضاء ومناطق أخرى من الجسم، ويكون مصحوبًا بالحمى، والصداع، إلى جانب تغيرات في القدرات العقلية.
هل الفطر الأسود معدي؟
الجواب لا، إنَّ الإصابة بالفطر الأسود لا تعد معدية، إذ إن معظم الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه الفطريات لا يصابون بالعدوى.[٥]
هل الفطر الأسود قاتل؟
إنّ إبقاء حالة الفطر الأسود دون علاج قد تتسبب بمضاعفات خطيرة وقد يترتب عليها وفاة المُصاب، ولكن معدل الوفيات الدقيق جرّاء الإصابة به لا يزال غير معروف نظرًا لندرة الإصابة به حول العالم، ووفقاً لموقع (WebMD) فإنّ ما نسبة الوفيات بالفطر الأسود تُقدر بنحو 54% من المُصابين بالفطر الأسود، وفي الواقع إن احتمالية الوفاة بالفطر الأسود تعتمد على الجزء المصاب من الجسم، إذ إنّ تأثيره في الرئة أو الدماغ يعد أكثر خطورةً مقارنةً بتأثيره في الجيوب الأنفية.[١]
كيف يمكن تشخيص مرض الفطر الأسود؟
يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للمريض بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني، ومعرفة مناطق العدوى، والكشف عن الأعراض، وقد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات التالية للتأكد من الإصابة بعدوى الفطر الأسود:[٧]
- اختبار عينة سوائل من الجهاز التنفسي.
- جمع عينات من الأنسجة لإجراء خزعة.
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للجيوب الأنفية، أو الرئتين، أو أجزاء أخرى من الجسم، وذلك اعتمادًا على مكان الإصابة المشتبه بتأثره بهذه العدوى.
كيف يمكن علاج الفطر الأسود؟
يعتبر دواء الأمفوتريسين ب (بالإنجليزية: Amphotericin B) خط العلاج الأول المتبع للسيطرة على الفطر الأسود، وهو عبارة عن مضاد قوي يؤخذ عن طريق الوريد، وقد يستلزم الأمر في بعض الحالات إخضاع المصاب لعملية جراحية لإزالة أكبر قدر ممكن من الفطريات.[٨]
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفطر الأسود؟
في الحقيقة لا توجد طريقة معينة يمكن اتباعها لتجنب استنشاق أبواغ هذا النوع من الفطريات في الجو، ولكن من الممكن تقليل فرصة الإصابة به وبمضاعفاته عن طريق اتباع النصائح والإرشادات التالية:[١]
- تجنب المياه الملوثة، بما في ذلك مياه الفيضانات، أو التواجد في المباني المتضررة بسبب كوارث طبيعية مائية كالأعاصير والفيضانات.
- الابتعاد عن المناطق المُغبرة والمليئة بالأتربة؛ مثل مواقع البناء أو الحفريات، ويُنصح بارتداء قناع للوجه في حال الاضطرار للتواجد في مثل هذه المناطق.
المراجع
- ^ أ ب ت "Mucormycosis: What to Know", WebMD, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "How COVID-19 Surge Is Related to a Black Fungus Outbreak", health line, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "Mucormycosis", CDC, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "Fungal Diseases and COVID-19", cdc, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "COVID-19 increases black fungus infection risk in India", medical news today, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "What are mucormycosis symptoms and signs?", medicine net, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "Black Fungus Infection - Mucormycosis Disease: Causes, Symptoms, Diagnosis and Treatment", pace hospital, Retrieved 23/6/2021. Edited.
- ↑ "COVID-19 and Black Fungus: 10 Things You Need to Know", every day health, Retrieved 23/6/2021. Edited.
