قد تؤدي بعض العوامل والتي تُسمّى بالمحفزّات أو المهيجات إلى التسبّب بظهور أعراض الربو،[١] لذا يُعدّ العلم بهذه العوامل والمسببات مُهمًا وضروريًا حتى يتمكّن مريض الربو من تجنّبها أو تقليل التعرض لها، وبالتالي يصبح التعامل مع الربو أكثر سهولة ومرونة، وفي هذا المقال سيتم التطرق لأبرز المهيجات لمرض الربو.[٢]



ما هي أبرز مهيجات مرض الربو؟

يوجد عدة مهيجات ومواد تسبب الحساسية عند التعرض لها من الممكن أن تتسبب بتحفيز ظهور علامات وأعراض الربو، وفي الحقيقة تختلف محفزات الربو من شخصٍ إلى آخر،[٣] ويُمكن تعريف هذه المهيجات أو المحفزات على أنها عامل ما أو نشاط معين يعمل على جعل الربو أكثر سوءًا، وعند مواجهة محفز معين للربو فمن الممكن أن يعمل هذا المحفز على تدهور مفاجئ في أعراض الربو ويطلق على ذلك غالبًا بنوبة الربو، وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه المهيجات:[٤]


عث الغبار

قد يعاني الكثير من المصابين بالربو من حساسية تجاه عث الغبار، وهي عبارة عن كائنات مجهرية تتواجد في غبار المنزل، حيث تختبئ هذه الكائنات على قشور جلد البشر والحيوانات الأليفة، كما أنها تعيش في البيئات الدافئة والرطبة؛ مثل المفروشات، والوسائد، والسجاد، وهي قادرة أيضاً على العيش في أيّ مكان يتواجد فيه الإنسان والحيوانات ذوات الدم الحار.[٥]


دخان السجائر

يعتبر دخان التبغ ضارًا بالصحة للجميع على حدٍ سواء وعلى مريض الربو بشكلٍ خاص، لذا فينصح مريض الربو بالتوقف عن التدخين إن كان مدخنًا، وكذلك عليه تجنّب التعرض للدخان السلبي، وهو الدخان الذي ينتج عن شخص آخر مدخن بحيث يستنشقه الأشخاص المحيطين به، إذ من الممكن أن يؤدي التدخين السلبي إلى نوبة ربو.[٥]


الهواء الملوث

يسبب الهواء الملوث حدوث نوبات الربو بما يتضمن الهواء الملوث بدخان المصانع، أو أبخرة المواد العادمة، أو حتى ملوث بالعطور القوية، أو بخاخات التنظيف والمواد الطاردة للحشرات، بالإضافة إلى مواد أخرى قد تتسبب بتلوث الهواء كالتي تنبعث عن بعض مواد البناء أو من أبخرة المفروشات المنزلية.[٦]


الحيوانات الأليفة

قد تسبب البروتينات الموجودة في قشور جلد الحيوان والمعروفة باسم وبر الحيوانات الأليفة الحساسية، كما قد ينجم عن لعاب الحيوانات الأليفة، أو الجزيئات الدقيقة من ريش الطيور، أو حتى البول الناجم عن هذه الحيوانات الحساسية، أو ظهور أعراض الربو، إذ يمكن أن تتسبب الكثير من الحيوانات الأليفة بظهور أعراض الربو التحسسي؛ ومن الأمثلة على هذه الحيوانات: الكلاب، والقطط، والخيول، والأرانب، والفئران، والطيور، والجربوع، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يعني بالضرورة أن الشخص لديه حساسية تجاه كل ما سبق فقد يكون لديه حساسية تجاه نوع معين وواحد فقط.[٧]


العفن

من الممكن أن يتسبب استنشاق العفن بحدوث نوبة ربو سواء أكان الشخص يعاني من حساسية تجاه العفن أم لا يعاني منها، وينمو العفن الداخلي غالبًا في المناطق الرطبة؛ كالمطابخ، والطوابق السفلية، والحمامات، وفي المناطق التي حدث فيها تسريب للمياه، وفي الواقع هناك أنواع كثيرة من العفن التي يمكن العثور عليها في أيّ مناخ.[٨]


الغذاء وبعض المواد الغذائية المضافة

قد تتسبّب المواد الحافظة الموجودة في بعض الأغذية خاصّة مادة الكبريتيت التي تستخدم بكثرة في تجهيز الأطعمة أو تحضيرها، إلى الإصابة بالربو،[٩] وتشمل الأطعمة والمشروبات المضاف إليها الكبريتيت والمواد الحافظة: الفواكه المجففة، والبطاطس المصنعة، وبعض المشروبات الكحولية.[٣]


الأنشطة البدنية

يُمكن أن تتسبب ممارسة الأنشطة والتمارين البدنية الشاقة بالإصابة بنوبات الربو، إذ قد تؤدي ممارسة مثل هذه التمارين إلى تضييق المسالك الهوائية، ويجدر بالذكر أنه بالغالب تكون التمارين هي المسبب الرئيسي لنوبات الربو،[٩] وعادةً ما يكون الربو الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية مصحوبًا بضيق التنفس أو السعال، أو الشعور بالضيق وعدم الراحة في الصدر، بالإضافة إلى أنه قد يرافق ذلك زيادة في إفراز المخاط، وفي أغلب الحالات تظهر هذه الأعراض أو تزداد سوءًا بعد 5-10 دقائق من البدء بممارسة التمارين، وبالتالي فإنّ ذلك قد لا يؤدي إلى تراجع الأداء خلال ممارسة الرياضة،[١٠] وغالبًا ما تختفي مثل هذه الأعراض خلال 30 إلى 60 دقيقة من بدء ممارسة التمارين، ولكن بالمقابل نسبة كبيرة من المصابين بالربو قد يتعرضون لنوبة أخرى من الربو بعد 6 إلى 10 ساعات من ممارسة التمارين.[٩]


حرقة المعدة

يرتبط الربو ارتباطًا قويًا بالإصابة بحرقة المعدة، إذ يُعاني غالب الأشخاص المصابين بالربو من حرقة المعدة الشديدة والتي تُسمى في بعض الأحيان بمرض الارتجاع المعدي المريئي أو ارتجاع المريء، إذ يحدث ذلك بسبب ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، وبالتالي فإنّ وصول أحماض المعدة إلى الحلق أو مجرى الهواء يؤدي إلى حدوث التهيج والالتهاب والذي قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بنوبة ربو.[٩]


بعض أمراض الجهاز التنفسي

تزداد احتمالية تعرض الأشخاص المصابين بالربو إلى الإصابة بنوبة الربو عند إصابتهم بعدوى ما؛ كالإنفلونزا، والزكام، والتهاب الحلق، والتهاب الشعب الهوائية،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ نزلات البرد هي وراء الإصابة بحوالي 4 من أصل 5 نوبات ربو سيئة وذلك وفقاً للمجلس الوطني لمرض الربو في أستراليا (National Asthma Council Australia).[١١]


الأدوية

من الممكن أن يتسبب تناول بعض الأدوية كالأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزيّة: Nonsteroidal anti inflammatory drugs) الأخرى، إلى الإصابة بنوبات ربو شديدة، ومن الممكن تجنب مثل هذه النوبات من خلال تجنب استخدام هذه الأدوية لدى المرضى الذين لديهم تاريخ سابق من التفاعل مع هذه العوامل، ويجدر بمرضى الربو مراجعة الطبيب لتحقيق الإشراف الطبي الدقيق عند استخدام أدوية حاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta-blocker)، المستخدم في معالجة ضغط الدم وأمراض القلب، والتي تؤخذ عن طريق الفم أو في حال أخذها بشكلٍ موضعي.[١٢]


محفزات أخرى

يوجد عدة محفزات أخرى قد تسبب بالربو، وتتمثل بما يأتي:

  • الآفات: من الممكن أن تسبب بعض الآفات كالصراصير والآفات الأخرى الإصابة بنوبة ربو، حيث يُمكن أن تتواجد غالبًا في أماكن تناول الطعام وأماكن فتات الطعام.[٨]
  • الانفعالات: يؤدي الشعور بمشاعر قوية كالبكاء، أو التوتر، أو الضحك، إلى فرط التنفس أي التنفس بشكلٍ سريعٍ للغاية، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بنوبة ربو.[٨]
  • الروائح النفاذة: كمزيل العرق، والبخور، والعطور.[١٣]
  • الطقس: مثل التغيرات المفاجئة التي قد تحدث عند التعرض لتقلبات درجات الحرارة، أو الرطوبة، أو الرياح، أو العواصف الرعدية، أو الهواء البارد.[١٤]
  • المواد الموجودة في بيئة العمل: كغبار الخشب، والأملاح المعدنية، والمواد الكيميائية.[١١]


نصائح للتعامل مع مهيجات مرض الربو

إنَّ معرفة السبب الكامن وراء الإصابة بمرض الربو قد يُساعد في السيطرة على أعراض الربو؛ وبالتالي تجنب حدوثه، ولتخفيف أعراض الربو يوجد نصائح عدة يمكن لمريض الربو الاستعانة بها، وتتمثل هذه النصائح بما يأتي:[١٤]

  • تنظيف المناطق الرطبة لمنع نمو العفن، ومن الأمثلة هذه المناطق الرطبة المطبخ والحمام.[٣]
  • استخدام مكيف الهواء وذلك خلال موسم حبوب اللقاح، أو الحرص على إغلاق النوافذ جيدًا خلال هذه المواسم.[٣]
  • العمل على إبقاء ديكورات المنزل نظيفة وبعيدة عن الغبار، وذلك من خلال تغليف الوسائد والفرشات بأغطية مقاومة للغبار، وإزالة السجاد وتركيب الأرضيات المشمعة أو الصلبة في جميع أنحاء المنزل، بالإضافة إلى استخدام الستائر القابلة للغسل.[٣]
  • تقليل التعرض لمسببات الحساسية الناجمة عن الحيوانات الأليفة، وذلك من خلال التنظيف بالمكنسة الكهربائية، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن غرفة النوم أو الغرف التي يتم قضاء وقت طويل فيها، كما يُفضّل الاستحمام وتغيير الملابس بعد اللعب مع الحيوانات الأليفة ذات الفراء.[٤]
  • التنظيف باستمرار وبشكلٍ منتظم، حيث يُنصح بغسل الفراش بانتظام وإصلاح أي خلل يتسبب بحدوث تسريب، كذلك يُفضّل التخلص من القمامة وخزنها في الخارج، بالإضافة إلى ذلك يُفضّل التنظيف باستخدام المكنسة الكهربائية ومنظفة الغبار بشكلٍ أسبوعي.[٤]
  • مراجعة الطبيب المختص أو الصيدلاني المسؤول قبل تناول أي دواء وذلك لمعرفة ما إذا كان الدواء مناسبًا للأشخاص المصابين بالربو،[١٥] كذلك يُنصح بعمل خطة للتعامل مع مرض الربو وذلك لتحديد التوقيت الذي يجب فيه تناول الأدوية، أو التوقيت الذي يجب فيه زيادة الجرعة أو تقليلها بناءً على الأعراض التي يواجهها مريض الربو.[٣]
  • الامتناع عن التدخين؛ إذ يقلل الإقلاع عن التدخين بشكلٍ كبير من شدة وتكرار أعراض الربو.[١٤]
  • اتباع نظام غذائي صحي.[١٤]
  • أخذ المطاعيم، كلقاح الإنفلونزا السنوي ولقاح المكورات الرئوية.[١٤]
  • الحرص على المحافظة على الرطوبة المثلى، ففي حال كان مريض الربو يعيش في بيئة رطبة فعليه مراجعة الطبيب وذلك لمعرفة إمكانية استخدام مزيل للرطوبة.[٣]
  • تغطية الأنف والفم في حالة مواجهة الجو البارد، وفي حال تفاقم حالة الربو بسبب الهواء الجاف أو البارد فينصح بارتداء قناع الوجه.[٣]


المراجع

  1. ↑ "Asthma Triggers A-Z", asthma, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  2. ↑ "Common Asthma Triggers", asthma foundation, Retrieved 19/5/2021.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Asthma", mayo clinic, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Reduce Asthma Triggers", lung, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Asthma Triggers", get asthma help, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  6. ↑ "Air Pollutants and Asthma", asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  7. ↑ "PETS CAN OFTEN TRIGGER ASTHMA SYMPTOMS. HERE’S WHY − AND WHAT YOU CAN DO ABOUT IT", asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Common Asthma Triggers", CDC, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "What Causes Asthma? Common Triggers Explained", WebMD, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  10. ↑ "WHAT IS EXERCISED INDUCED BRONCHOCONSTRICTION?", asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "What are asthma triggers?", national asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  12. ↑ "Drugs & Asthma", asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  13. ↑ "EMOTIONS, STRESS, ANXIETY & DEPRESSION – HOW IT MAY TRIGGER YOUR ASTHMA", asthma, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج "Asthma", NHS, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  15. ↑ "Living with -Asthma", nhs, Retrieved 13/6/2021. Edited.