تُصيب عدوى فيروس كورونا المُستجِد، أو كوفيد-19 (بالإنجليزية: Coronavirus - COVID-19) الجهاز التنفسي تحديدًا، أيّ يُهاجم الفيروس كُل من المجاري التنفسية والرئتين،[١] ولكن كيف يُهاجم فيروس كوفيد-19 الرئتين، وهل يُمكن أن يستمر تضرر الرئة بعد الشفاء؟

كيف يهاجم كوفيد-19 الرئة؟

بدايةً عندما يدخُل فيروس كورونا إلى الجسم، فإنّه سيُلامِس الأغشية المخاطية التي تبطن كُل من الأنف، والفم، والعينين، لينتقل بعد ذلك عبر الممرات الهوائية، وُصولًا للجزء العلوي أو السفلي من الجهاز التنفسي،[١] ونظرًا لكَونِ فيروس كورونا من الفيروسات التّاجيّة (يتّخذ شكل الكُرة الشائكة التي يُغطي سطحها عدّة بروتينات)، سترتبط البروتينات الموجودة على سطح فيروس كوفيد-19 مع المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا السليمة، وخصوصًا تلك الموجودة في الرئتين، ويُؤدّي هذا الارتباط إلى دخول البروتينات الموجودة في الفيروس إلى داخل الخلايا السليمة عبر مستقبلات تدعى "ACE2"، فبمجرد دخول هذه البروتينات، تُصبح الخلية السليمة تحت سيطرة الفيروس،[٢] كما يُعتقد أن فيروس كوفيد-19 أول ما يبدأ بمهاجمته، هو الخلايا الطلائية (بالإنجليزية: Epithelial Cells) التي تبطن الممرات الهوائية، والتي لها دور مهم وفعال في التقاط الشوائب والجراثيم، عند مرور الهواء من خلال المجاري التنفسية.[٣]


كيف تدافع أجسامنا ضد فيروس كورونا؟

يُعد فيروس كورونا كغيره من مسببات الأمراض الأخرى، إذ يُحفَّز الجهاز المناعي خلال دقائق من وقت دخوله إلى الجسم،[٤] ويقوم الجهاز المناعي بإرسال مجموعة من الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibody) لتحارب فيروس كورونا وتلتصق به، لينتج عن هذا الارتباط مُقاومة وإعاقة لقُدرة الفيروس على الارتباط بالخلايا السليمة، كما تجعل الأجسام المُضادّة هذا الفيروس مميزًا من أجل تدميره بواسطة خلايا أخرى يحفزها الجسم لمواجهة الفيروس،[٥] ولكن في بعض الحالات قد تُسبب هذه الاستجابة المناعية نفسها التهابًا مفرطًا، أو تُلحِق الضّرربالأسنجة.[٦]


هل جميع الأجسام توفر نفس الاستجابة المناعية لفيروس كورونا؟

في الواقع لا، إذ قد تختلف الاستجابة المناعية من شخص لآخر بعد الإصابة بفيروس كورونا، فبعض الأشخاص تنتج أجسامهم استجابة مناعية فعّالة جدًا ضدّ الفيروس، الأمر الذي يمنع إصابتهم مرة أخرى بالفيروس، كما أنهم لن ينقلوا الفيروس إلى أي شخص آخر، بينما البعض الآخر، تصنع أجسماهم أجسامًا مضادة لتحميهم من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن قد يُصابون به مُجددًا وينقلون الفيروس إلى الآخرين فيما بعد.[٦]


هل يمكن أن يستمر تضرر الرئة بعد الشفاء؟

نعم، إذ قد ينتج عن الإصابة بفيروس كوفيد-19 بعد الأضرار الرّئويّة حتى بعد الشفاء التام من الفيروس، وتحدث هذه الأضرار والمضاعفات على المدى البعيد بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات الرئة المزمنة،[٧] فبعد التعرض لإصابة شديدة بكوفيد-19، لا تتعافى الرئتين بشكل مباشر بعد تخلص الجسم من الفيروس، بل يحتاج ذلك بعض الوقت، وذلك لأن الرئتين عند تعرضها للفيروس، قد تُصابان ببعض الندب الناتجة عن وجود أضرار أو إصابات في الرئة، ومع مرور الوقت، تبدأ هذه الندب والإصابات بالتعافي والالتئام، وقد يحتاج ذلك ما يُقارب 3 أشهر إلى سنة أو أكثر كي تعود الرئة للعمل بشكل طبيعي وتقوم بوظيفتها على أكمل وجه، كما كانت عليه من قبل الإصابة بكوفيد-19،[٨] ومن الجدير بالذكر، أن التئام هذه الندب، وتعافي الرئة بعد الإصابة، قد يُسبب بعض الأعراض، إلى أن يحدث الشفاء التام للرئتين.[٨]


ما هي العوامل التي تتحكم بمقدار تضرّر الرئة الناجم عن فيروس كورونا؟

يُذكر من العوامل التي تتحكم بمقدار تضرُّر الرئة الناجم عن فيروس كورونا كُل مما يأتي:[٨]

  • شدة المرض: فالإصابة الخفيفة بفيروس كورونا، تُقلل من فُرَص تكوّن الندب وتضرُّر أنسجة الرئة.
  • الحالة الصحية للمريض: فإنّ وجود أمراض القلب، أو الانسداد الرئوي المزمن يزيد من خطر تضرُّر الرئتين، بالإضافة لتقدم العمر الذي يُضعف الجهاز المناعي ويزيد من مقدار الضّرر أيضًا.
  • سرعة تلقي العلاج: إذ إنّ العناية السريعة والجيدة للإصابات الشديدة من المرض، تُقلل من حجم تضرُّر أنسجة الرئة.


كيف يمكن التقليل من مخاطر فيروس كورونا على الرئتين؟

يُمكن التقليل من مخاطر فيروس كورونا المُستجِد على الرئتين من خلال اتباع كُل مما يأتي:[٧]

  • الحفاظ على تناول ما يكفي من الأغذية الصّحيّة التي يحتاجها الجسم.
  • الحفاظ على رطوبة الجسم.
  • التأكد من الحصول على المطاعيم الدورية، كمطعوم الإنفلونزا، ومطعوم الالتهاب الرئوي للحالات التي تستدعي تلقيه.
  • السيطرة والتحكم بالأمراض والحالات الطبية المزمنة إن وجدت، كمرض السكري، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو أمراض القلب، وذلك من خلال تناول الأدوية كما يصفها الطبيب، ومراقبة نسبة السكر في الدّم، بالإضافة لمراقبة ضغط الدّم بشكل دوري، ومُراقبة العمليّات الحيويّة الأُخرى بالجسم باستمرار، مثل التّنفس.


المراجع

  1. ^ أ ب "What Does COVID-19 Do to Your Lungs?", webmd, 23/9/2020, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  2. "Coronavirus: What Happens When You Get Infected?", webmd, 3/2/2021, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  3. "Learn About COVID-19", lung, 14/4/2021, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  4. Ariel Bleicher, Katherine Conrad , "We Thought It Was Just a Respiratory Virus", ucsf, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  5. Brian Owens (11/5/2021), "New Clues Show How the Immune System Fights COVID-19", medscape, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Immunity and COVID-19: What do we know so far?", immunology, 3/2/2021, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Short- and Long-Term Lung Damage from COVID-19", uchealth, 8/11/2020, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت Panagis Galiatsatos, "COVID-19 Lung Damage", hopkinsmedicine, Retrieved 7/6/2021. Edited.