يحدث التهاب القصبات الهوائية عندما تتورّم المسالك التنفسية التي تحمل الهواء إلى الرئتين، وعندما تستمرّ أعراضه لفتراتٍ قصيرة يُطلق عليه التهاب القصبات الهوائية الحاد، أمّا في حال استمرّت أعراضه لفتراتٍ أطول فيُطلَق عليه اسم التهاب القصبات الهوائية المزمنة، وعادةً ما تتمثّل بعض الأعراض باحتقان الصدر، والسّعال المصحوب ببلغمٍ أصفر أو أخضر، بالإضافة إلى ضيقٍ في التنفس، وحمّى.[١]

علاج التهاب القصبات الهوائية

عادةً ما تختفي الحالات الحادّة من التهاب القصبات الهوائية والتي سببها فيروسي خلال أسبوعين دون أيّ تدخّل علاجي، مع الإكتفاء باستخدام بعض مسكنات الألم إلى جانب بعض التدابير المنزلية لتخفيف الأعراض، بينما يتمّ علاج الحالات الأكثر حدة باستخدام المضادات الحيوية وموسعات القصبات،[١][٢] ويمكن تفصيل علاج التهاب القصبات الهوائية على النحو التالي:


العلاجات المنزلية

يمكن أن تكون العلاجات المنزلية مساعدةً للتخفيف من حدّة أعراض التهاب القصبات الهوائية، والتي نوضّحها على النحو التالي:[٣][٤]

  • أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة: يمكن أن يسبب السعال المستمرّ تعبًا شديدًا، لذلك فإن النوم لفتراتٍ كافية بمعدل 7-8 ساعات للبالغين، و10-12 ساعة للأطفال بشكلٍ يومي يمكن أن يعزز قوة الجهاز المناعي، ويساعد على التّعافي من العدوى وتجديد الطاقة، وللنوم بطريقةٍ جيدة يمكن وضع وسائد إضافية تحت الرأس، فهذا يهدّئ السعال وقد يزيل المخاط المتراكم في الصّدر.
  • شرب كمياتٍ كافية من السّوائل: قد يُصاحِب التهاب القصبات الهوائية الجفاف بسبب فقدان السوائل الناجم عن الحمّى والتنفس السريع والسّيلان والتقيؤ والإسهال، لذلك فإن شرب كمياتٍ كافية من السوائل مثل الماء والعصير وشاي الأعشاب والشوربات يساعد على ما يلي:
  • الحدّ من احتمالية الإصابة بالجفاف.
  • تقليل سماكة المخاط.
  • ترطيب الحلق.
  • استخدام أجهزة الترطيب: تزيد أجهزة الترطيب مستويات الرطوبة في جو الغرفة، عن طريق انبعاث بخار الماء أو البخار في الغرفة، فانخفاض الرطوبة أو درجات الحرارة الباردة تزيد من سوء التهاب الجهاز التنفسي، وقد تؤدي إلى تهيّج الأنف والحلق، وقد تسبب الحكّة في العين وجفاف الجلد، وفي سياق الذكر يجدر التأكيد على أهمية التحقق من نظافة جهاز التّرطيب بشكلٍ دوري، منعًا لتراكم العفن ونمو الفطريات والبكتيريا فيه.
  • الإقلاع عن التدخين، وتجنّب أماكن تواجد المدخنين: فقد يؤدي استنشاق الدخان أو المهيّجات مثل الغبار والمواد الكيميائية إلى زيادة حدّة السعال.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يُوصَى بإجراء تغييرات في الأسلوب الغذائي خلال فترة الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية، فهو يُساهم في الحصول على المغذّيات والطاقة التي يحتاجها المريض للتعافي، والذي يجب أن يتكون من:
  • الفواكه والخضراوات.
  • الحبوب الكاملة.
  • اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك.
  • البيض.
  • المكسرات.
  • منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون.
  • تناول المكملات الغذائية: يمكن أن تساعد بعض أنواع المكملات الغذائية على التّعافي، والحدّ من سوء أعراض التهاب القصبات الهوائية، ومن الأمثلة عليها مكمّلات البروبيوتك.


العلاجات الدوائية

يساعد عدد من الأدوية على تخفيف حدّة أعراض التهاب القصبات الهوائية وعلاجها، وتستخدم هذه الأدوية لفتراتٍ قصيرة، وبعد استشارة الطبيب، نفصّلها على النحو التالي:[٢][٥]


أدوية دون وصفة طبية

  • مزيلات الاحتقان: تخفف هذه الأدوية سماكة المخاط المتراكم في الأنف، وتُسهّل التنفس، ومن الأمثلة عليها السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine) كالسودافيد (Sudafed)، أو أوكسي ميتازولين (Oxymetazoline).
  • مسكّنات الألم: يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تخفيف ألم الصدر الناجم عن السعال وخفض الحمّى، مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والآيبوبروفين (Ibuprofen)، ويجدر التّنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، والالتزام بالجرعة المُوصَى بها.
  • أدوية السعال: تستخدم مثبّطات السعال أو طاردات البلغم في حالات السعال المستمرّ، والمُصاحِب لالتهاب القصبات الهوائية المزمن.
  • مضادات الحساسية: تقلل هذه الأدوية من رد الفعل التحسسي الذي يُصاحب التهاب القصبات الهوائية، وتساعد على النوم براحة، ومن الأمثلة عليها سيترازين (Cetirizine).


أدوية بوصفة طبية

  • المضادات الحيوية: تستخدم في الحالات الحادّة أو المزمنة من التهاب القصبات الهوائية البكتيري، والتي يُوصَى بإكمال تناولها بشكلٍ كامل، حتى وإن شعر المريض بتحسّن الأعراض، ومن الأمثلة عليها الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، والأموكسيسيلين (Amoxycillin).
  • موسّعات القصبات الهوائية: ترخي هذه الأدوية العضلات المحيطة بالقصبات الهوائية، وتوسّعها، فيصبح من السّهل التخلّص من المخاط المتراكم في الصدر، ويخفف ضيق التنفس المصحوب بأزيز بشكلٍ مؤقت، وتتوافر هذه الأدوية على صورة بخاخات يتمّ استنشاقها، ومن الأمثلة عليها:
  • ألبوتيرول (Albuterol)، مثل فنتولين (Ventolin).
  • ميتابروتيرينول (Metaproterenol)، مثل ألوبنت (Alupent).
  • الكوتيزون: يُؤخَذ عن طريق الفم لعلاج الأعراض الشّديدة في حالة التهاب القصبات الهوائية المزمن، ثم يتمّ التحوّل إلى بخاخات الكورتيزون عندما تستقرّ الأعراض أو تتحسّن قليلاً، مثل البريدنيزون (Prednisone) تحت الاسم التجاري دلتازون (Deltasone).


إجراءات علاجية لتخفيف حدة الأعراض

تساعد هذه العلاجات على تخفيف حدّة أعراض التهاب القصبات الهوائية المزمن، والتي يمكن توضيحها على النحو التالي:

  • العلاج الفيزيائي للصدر: (بالإنجليزية: Chest physiotherapy)؛ هو عبارة عن مجموعة من الحركات الجسدية التي تحسّن وظائف الرئة، وتساعد على التنفس بصورةٍ أفضل، فضلاً عن دورها في تقوية العضلات المُساهمة في التنفس، والمساعدة على تصريف المخاط المتراكم في الصدر.[٦]
  • النزح الوضعي: (بالإنجليزية: Postural drainage)‏؛ تساعد هذه الطريقة على تصريف المخاط المتراكم في الصدر والمسالك التنفسية، والذي يعتمد على إمالة الصدر نحو الأسفل لخروج المخاط المتراكم بتأثير الجاذبية الأرضية.[٧][٨]
  • أجهزة تنظيف الصدر: تستخدم هذه الأجهزة لتنظيف المسالك التنفسية من المخاط المتراكم، وتتوافر بعدّة أشكال وأنواع، فبعضها يستخدم ضغط الهواء العالي، أو الموجات الصّوتية، ومن الضّروري استشارة الطبيب لتوضيح كيفية استخدامها بطريقةٍ صحيحة،[٩] ومن الأمثلة عليها هي:
  • جهاز ®Lung Flute: هو جهازٌ يُنتج موجاتٍ صوتية منخفضة التردد، يساعد على تكسير المخاط، ويُستخدم بواقع مرتين يوميًا عند مرضى التهاب القصبات الهوائية.[١٠]
  • جهاز يُصدِر ذبذباتٍ عالية التردد عبر جدار الصّدر: هو جهاز مكوّن من قطعتين؛ مولّد للهواء وسترة قابلة للنفخ، يتمّ توصيلها عن طريق خراطيم بالمولّد، إذ يتمّ نفخ وتفريغ السترة بسرعةٍ تصل إلى 20 مرة في الثانية، فتخلق ضغطًا على الصّدر أشبه بالتدليك، وهذا يساعد على تصريف المخاط الزائد من الصدر، ويُوصَى المريض بارتداء السترة عادةً لمدة 5 دقائق، وتستغرق الجلسة الواحدة 20-30 دقيقة.[١١]
  • جهاز ضغط الزفير الإيجابي (PEP): هو عبارة عن قناعٍ يرتديه المريض، فيتمّ تشغيل تدفق الهواء خلاله للتنفس بحرية عند الشهيق، ومن ثم سيقوم الجهاز بسحب الزفير، فقد يحتاج الشخص إلى زفر الهواء بقوةٍ كبيرة للحفاظ على المسالك التنفسية مفتوحة.[١٢]


العلاج بالأعشاب

يمكن أن تساعد الأعشاب والعلاجات التّكميلية على تخفيف حدّة أعراض التهاب القصبات الهوائية، لكن لا بدّ من استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ منها، وهذه العلاجات هي:[١٣][٢]

  • العسل: يساعد العسل على التخلّص من السّعال، ويهدّئ التهاب الحلق الذي يُصاحِب التهاب القصبات الهوائية.
  • الزيوت العطرية: يمكن تنفس زيت المنثول لتهدئة أعراض التهاب القصبات الهوائية، وذلك بإضافة بضع قطراتٍ منه إلى بخار الماء.
  • عشبة الدردار الزلق: يتمّ تحضير الشاي الدافئ من هذه العشبة لتخفيف التهاب الحلق المُرافق لالتهاب القصبات الهوائية.


لماذا يزداد التهاب القصبات الهوائية سوءاً؟

يزداد سوء وحدّة أعراض التهاب القصبات الهوائية في بعض الحالات وقد يكون ذلك محبطًا للمريض، ومن هذه الحالات نذكر:[١٤]

  • الإصابة بعدوى بكتيرية، التي تكون بحاجةٍ إلى العلاج بالمضادات الحيوية.
  • التعرّض إلى المهيّجات، مثل الغبار والدخان.


هل تختفي أعراض التهاب القصبات الهوائية دون المضادات الحيوية؟

نعم. ففي العادة لا يتمّ وصف المضادات الحيوية في حالات الالتهاب الفيروسي للشعب الهوائية، فلا تؤثر المضادات الحيوية على الفيروسات أبدًا، ويتمّ وصفها في حالات الالتهاب البكتيري للشعب الهوائية فقط.[١٥]


هل يتحوّل التهاب القصبات الهوائية إلى التهابٍ رئوي؟

يتشابه هذين المرضين في الأعراض من حيث السّعال والحمّى والتعب، وقد يتحوّل التهاب القصبات الهوائية في بعض الأحيان إلى التهابٍ رئوي، وهو مرضٌ ذات أعراضٍ أسوأ بكثير من التهاب القصبات الهوائية، وقد يكون مهددًا لحياة بعض الفئات العمرية، مثل كبار السن والذين يعانون من ضعفٍ في مناعة الجسم.[١٦]


الوقاية من التهاب القصبات الهوائية

ليس من الممكن دائمًا الوقاية من التهاب القصبات الهوائية، إلا أنه يوجد عدّة أمورٍ تقلل من احتمالية الإصابة بالعدوى، وهي:[١٧]

  • تجنّب أو الإقلاع عن التدخين.
  • تجنّب مهيّجات الرئة، مثل الدخان والغبار وملوّثات الهواء.
  • ارتداء الكمامة لتغطية الأنف والفم عند ارتفاع مستويات التلوث.
  • غسل اليدين بشكلٍ جيد للحدّ من التعرّض إلى الجراثيم والبكتيريا.
  • أخذ اللقاحات اللازمة للوقاية من الالتهاب الرئوي والإنفلونزا.


دواعي مراجعة الطبيب

هنالك عدد من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب فور حدوثها، والتي تتمثّل بسعال يتّصف بما يلي:[١٨]

  • يستمرّ لأكثر من 3 أسابيع.
  • يمنع النوم.
  • ترافقه درجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية.
  • يخرج معه مخاط متغيّر اللون أو دم.
  • يرافقه صفير أو ضيق في التنفس.

المراجع

  1. ^ أ ب "Bronchitis", www.webmd.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How Bronchitis Is Treated", www.verywellhealth.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  3. "Ten home remedies for bronchitis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  4. "Bronchitis", www.nhsinform.scot, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  5. bronchitis can be treated,or drinking tea with honey. "Bronchitis Treatments and Medications", www.singlecare.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  6. physiotherapy is a group,drainage of thick lung secretions. "Chest Physiotherapy", www.healthgrades.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  7. "Postural drainage", medlineplus.gov, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  8. drainage is a technique,via huffing or coughing techniques. "Postural Drainage", www.physio.co.uk, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  9. "Airway Clearance Devices for Pulmonary Disease", www.verywellhealth.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  10. "Lung flute improves symptoms and health status in COPD with chronic bronchitis: A 26 week randomized controlled trial", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  11. "High-Frequency Chest Wall Oscillation (the Vest)", www.cff.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  12. positive expiratory pressure (PEP,mask or a handheld mouthpiece.&text=It takes about four times,from lung and airway walls. "Positive Expiratory Pressure", www.cff.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  13. "Do Any Bronchitis Home Remedies Actually Work?", health.clevelandclinic.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  14. "Why is My Bronchitis Getting Worse", www.centennialmedical.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  15. "Bronchitis", www.nhs.uk, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  16. "Bronchitis", my.clevelandclinic.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  17. "Symptoms and treatment of bronchitis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  18. "Bronchitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.