يعد النفاخ الرئوي، أو النفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema) من الأمراض التنفسية التي تستمر في التفاقم بمرور الوقت، ممّا يُضعف جدران الحويصلات الهوائية، ويقلل من قدرة الرئتين على أخذ الأكسجين وإطلاق ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فهو يحتاج إلى علاج ومتابعة كبيرين للحد من تفاقم أعراض ضيق التنفّس لدى المريض.[١]

طرق علاج النفاخ الرئوي

على الرغم من أن مرض النفاخ الرئوي يعد من الأمراض المزمنة، إلا أنّ هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن تطبيقها وتسهم بشكلٍ فاعل في تخفيف الأعراض، وتحسين القدرة على التنفّس، بالإضافة إلى التقليل من المضاعفات وعدد مرات الدخول إلى المستشفى،[٢] ويمكن للطبيب أن يقترح عليك البدء بواحدة أو أكثر من العلاجات الآتية:[٣]


تغيير نمط الحياة

تغيير نمط الحياة والعلاجات المنزلية قد تقلل من تطور المرض ومضاعفاته، وكما أنها تحسّن من جودة حياة المريض في الفترات القادمة، ومن الجدير بالذكر أنه كلّما سارع المريض في الأخذ بهذه الخطوات والالتزام بها كان التحسّن والسيطرة على تقدم المرض ملحوظ بشكل أكبر، ومن التغييرات التي يوصي بها الأطباء عادةً ما يأتي:[٤]

  • أقلع عن التدخين: هذه الخطوة أساسية في العلاج بما توفره من حماية للرئتين وتقليل الضرر الناجم عن التدخين، ومهما ظننت أن هذه الخطوة كان عليك أخذها سابقاً، فإن هذا الوقت هو المناسب كي تقلع عن التدخين، ويمكنك في هذه الحالة الرجوع إلى الطبيب، ليساعدك على إيجاد حلول مناسبة وطرق عديدة للتغلّب على عادة التدخين.
  • تجنّب المهيجات التنفسية: ينصح دائمًا الأطباء بتجنب التخدين، والدخان المنبعث من عوادم السيارات، والمصانع، ورائحة العطورالقوية، والغبار، وروائح مواد التنظيف القوية، والطلاء، بالإضافة إلى بعض حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة.[٥]
  • مارس التمارين بشكل منتظم: تساهم التمارين الرياضية المنتظمة والنشاط البدني في تقوية العضلات المسؤولة عن التنفس بشكل كبير وفاعل، ويمكنك الرجوع إلى الطبيب والاستفسار عن إمكانية تطبيقها وكيفية ذلك.[٦]
  • احمِ نفسك من الهواء البارد: يعمل الهواء البارد على انقباض القصبات الهوائية والشعور بأعراض انقطاع النفس، لذا يُنصح أن ترتدي وشاحاً دافئاً أو كمامة تغطي به الأنف والفم قبل أن تخرج من منزلك في الأجواء الباردة كي لا يدخل الهواء البارد إلى رئتيك.
  • احرص على الوقاية التامّة من الالتهابات والعدوى التنفسية: حاول أن تبتعد قدر الإمكان عن أي شخص مصاب بالرشح أو بإحدى الالتهابات التنفسية، وذلك باستخدام الكمامة لتجنب انتقاله العدوى بالرذاذ، والقفازات عند لمس الأسطح المشتركة، ومطهّر اليدين لاستخدامه عند الحاجة.[٧]
  • اشرب كميات وفيرة من الماء: حيث يساعد الماء على التقليل من كثافة المخاط الموجود في المجرى التنفسي، وبالتالي يسهل طرد البلغم وفتح المجرى التنفّسي.[٨]
  • تدرّب على ممارسة تمارين التنفس العميق: ويتم بعدة تقنيات عبر أخذ نفس بطيء وعميق بالأنف وإخراجه عن طريق الفم بهدوء، مثل: ممارسة التنفس البطني (بالإنجليزية: Diaphragmatic Breathing) وهذا من خلال التنفس العميق والبطيء مع وضع اليد على البطن وملاحظة تحرّكه بمزامنة مع تحريك القفص الصدري في منطقة الصدر، والتنفس بضغط الشفتين (بالإنجليزية: Pursed Lip Breathing).[٩]


العلاج الدوائي

قد يصف لك الطبيب إحدى العلاجات الدوائية اعتماداً على حدة الأعراض التي تعاني منها، ومن هذه الأدوية:[١٠]

  • الستيرويدات المستنشقة: تعمل على هذه الأدوية على تقليل التهابات المجرى التنفسي، ولها القدرة أيضًا على منع حدوث تفاقم للأعراض مع مرور الوقت، ومع ذلك ، قد يكون لها آثار جانبية، وقد ينتج عن استخدامها ظهور كدمات، وحدوث التهابات بالفم وخشونة في الصوت.[١١]
  • المواد الحالّة للمخاط: تسهّل هذه الأدوية طرد البلغم، وبالتالي تقلل من مقدار الانسداد في القصبات الهوائية، واستخدام هذه الأدوية قد يقلّل من احتمالية ظهور الأعراض التنفسيّة ومضاعفاتها، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من نفاخ رئوي شديد.[١٢]
  • موسّعات الشعب الهوائية: تقلل هذه الأدوية أعراض النفاخ الرئوي بتوسعة الشعب التنفسية وفتح مجرى الهواء، وتوجد هذه الأدوية إما على شكل حبوب تؤخذ بالفم أو بخاخات يتم استنشاق الرذاذ منها.
  • المضادات الحيوية: تعمل على مكافحة العدوى الشائعة لدى مرضى النفاخ الرئوي، مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية الحاد والرشح،[١٣] ومن الأمثلة على المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها في هذه الحالات الأزيثرومايسين والكلاريثرومايسين.
  • المطاعيم: يجب على مرضى النفاخ الرئوي تلقي مطعوم الإنفلونزا سنوياً، ومطعوم الالتهاب الرئوي كل 5-7 سنوات،[١٤] وكما يجب تنبيه المريض على ضرورة أخذها لأن الإصابة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي قد تسبّب المزيد من المضاعفات التي قد تكون خطيرة.[١٥]


العلاج الجراحي

قد يلجأ مرضى النفاخ الرئوي الشديد إلى عملية جراحية لإزالة الأنسجة التالفة في الرئة وتقليلها لتحسين عملية التنفس،[١٦] وهناك ثلاثة أنواع من العمليات الجراحية التي يمكن اللجوء إليها في معالجة النفاخ الرئوي:

  • إزالة الفقاعات الهوائية المتوسّعة: نظراً لتمزق جدران الحويصلات الهوائية وتدميرها عند مرضى النفاخ الرئوي، فإن حجم المساحات الهوائية يزداد وتعرف بالفقاعات (بالإنجليزية Bullae)، وتزداد هذه الفقاعات الهوائية في حجمها ممّا يقلّل من المساحة اللازمة لتبادل الغازات، ويعيق حدوث التنفس، لذا تأتي بدورها هذه العملية لإزالة الفقاعات أو الفقاعة الهوائية المتوسّعة والتي تزداد في حجمها لتشمل حوالي الثّلث من حجم الرئة الكلّي.[١٧]
  • جراحة تقليل حجم الرئة: تتضمن هذه العملية إزالة الجزء التالف من أنسجة الرئتين ثم ضمّ الأنسجة السليمة إلى بعضها، وبهذا يقل الضغط الكبير عن العضلات التنفسّية وتتحسّن مرونة الرئتين وقدرتهما على التمدّد.[١٨]
  • زراعة الرئة: قد تكون الزاعة لرئة واحدة فقط أو رئتين، وعلى الرغم من وجود بعض المخاطر من زراعة الرئة كالإصابة بعدوى، إلا أن هذه الجراحة بيّنت فعاليتها في رفع نمط حياة المريض وتحسينها.[١٩]


علاجات لتحسين حياة مرضى النفاخ الرئوي

تتضمن العلاجات الأخرى التي قد يلجأ لها الطبيب في حالات النفاخ الرئوي ما يأتي:

  • إعادة التأهيل الرئوي: من خلال برنامج يقلل من حدّة الأعراض المزمنة التي يعاني منها مريض النفاخ الرئوي والتي تؤثر سلباً على نمط حياته اليومي، ويشمل هذا البرنامج التمارين الرياضية والنشاط البدني، والإرشاد النفسي والسلوكي، وتطوير قدرة المريض على التعامل مع الأعراض التنفسية بشكل مناسب.[٢٠]
  • العلاج الغذائي: ينصح بالعودة لتوصيات الطبيب حول التغذية المناسبة في جميع مراحل النفاخ الرئوي، حيث يحتاج المريض في المراحل الأولى من المرض أن يفقد من وزنه، بينما يحتاج الكثير منهم إلى زيادة في وزنهم في المراحل المتقدمة.[٢١]
  • العلاج بالبروتينات: يعاني بعض المرضى من نقص في مضاد التريبسين ألفا 1 (بالإنجليزية: Alpha-Antitrypsin Deficiency) ويعد هذا النقص من أسباب النفاخ الرئوي، لذا قد يُعطى هذا البروتين ليقلل من سرعة تطور الضرر في الرئتين.
  • العلاج بالأكسجين: تزداد صعوبة التنفس مع تقدم المرض وبالتالي قد يلجأ بعض المرضى للعلاج بأكسجين إضافي، يتوفر الأكسجين بأشكال متنوعة يوجد بعضاً منها في العديد من الأجهزة والتي يمكن استخدامها في المنزل،[٢٢] عادةً ما يتم إعطاء الأكسجين من خلال أنابيب ضيقة مناسبة في الحجم لتدخل فتحتي الأنف.[٢٣]


تقنيات حديثة لعلاج الحالات الشديدة من النفاخ الرئوي دون جراحة

يقوم الباحثون بتطوير طرق جديدة لعلاج الحالات شديدة من النفاخ الرئوي دون اللجوء لإجراء العمليات الجراحية، وتشمل الآتي:

  • تقليل حجم الرئة باللفائف: (بالإنجليزية: Lung volume reduction coil treatment) في هذه الطريقة يقوم الطبيب بإدخال لفائف من التيتانيوم والنيكل إلى الرئتين، فإنها تجمع المناطق التالفة من الرئة إلى بعضها وتجعلها أصغر حجماً،[٢٤] وهذه الطريقة تزيد من حجم الرئة والقدرة على ممارسة الرياضة، وكما أنها تقلل من أعراض ضيق النفس، وتحسّن من مستوى حياة مرضى النفاخ خاصّة من هُم في مرحلة متقدّمة من المرض ولم يستجيبوا للعلاج الدوائي.[٢٥]
  • الصمامات الأحادية الاتجاه: (بالإنجليزية One-way valves) تعد هذه العملية بسيطة ويتم إجراؤها باستخدام منظار القصبات، الذي يقوم الطبيب بإدخاله إلى المجرى التنفسي ثم يضع صمامات متعددة وصغيرة الحجم في الرئتين؛ لتقوم بإغلاق مجرى الهواء نحو الأنسجة التالفة من الرئتين، وبهذا تزداد كفاءة المناطق الصحيّة وتتوسّع مما يحسّن تنفس المريض ويساعده على تحقيق نمط حياة أفضل.[٢٦]
  • الاستئصال بالبخار الساخن بواسطة منظار القصبات: (بالإنجليزية: Bronchoscopic thermal vapor ablation (BVTA)) تستخدم هذه الطريقة للأشخاص الذين يعانون من نفاخ رئوي حاد في الأجزاء العلوية من الرئتين، وتتم هذه العملية باستخدام بخار الماء الساخن لإحداث جروح في الرئة وبالتالي التقليل من حجمها.[١٢]
  • مجازة مجرى الهواء: (بالإنجليزية: Airway bypass) في هذه الطريقة يقوم الأطباء بوضع أنبوب في الممرات الهوائية شديدة النفاخ والسماح للهواء المحتجز بالعبور من خلالها والخروج من الرئتين، وقد يحتوي هذا الأنبوب على دواء الباكليتاسيل (بالإنجليزية: Paclitaxel) وذلك لمنع نمو الأنسجة في الشعب الهوائية.[٢٧]

المراجع

  1. "Emphysema", Harvard Health Publishing, 22/3/2021, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  2. "Emphysema", Better Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  3. "Emphysema", Temple Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  4. "Emphysema", Medical News Today, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  5. "Emphysema", Cleveland Clinic , Retrieved 22/5/2021. Edited.
  6. "Emphysema", MedlinePlus, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  7. "Emphysema", Mayo Clinic, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  8. Markus MacGell (29/9/2020), "Emphysema", Medical News Today, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  9. Markus MacGill (29/5/2021), "Emphysema", Medical News Today, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  10. "Emphysema", Mayo Clinic, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  11. "Emphysema", Temple Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "What Are the Treatments for Emphysema", WebMD, 18/3/2021, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  13. "Emphysema ", UCSF Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  14. "Emphysema", UCSF Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  15. "Emphysema", Temple Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  16. "Emphysema", Medical News Today, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  17. "Emphysema", Temple Health, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  18. "Emphysema", Cleveland Clinic, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  19. Markus MacGili, "Emphysema", Medical News Today, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  20. "Emphysema", Medline Plus, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  21. "Emphysema", Mayo Clinic, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  22. "Emphysema", UCSF Health, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  23. "Emphysema", Mayo clinic, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  24. "Emphysema", Web Med, 18/3/2021, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  25. Fidan Yildiz (3/3/2021), "The Efficacy of Lung Volume Reduction Coil Treatment in Patients with Severe Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD) Type II Respiratory Failure", NCBI, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  26. Bob Shepard (14/4/2015), "Living with COPD", National Emphysema Foundation, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  27. "Emphysema", Web Med, Retrieved 24/5/2021. Edited.