يعدسرطان الرئة أ حد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا حول العالم،[١] وينشأ هذا السرطان عندما تتغير أو تتحور خلايا الرئة نتيجة حدوث طفرات، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى حدوث مثل هذه الطفرات، وسنتحدث في هذا المقال حول أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة.[٢] 



أسباب الإصابة بسرطان الرئة

يحدث سرطان الرئة عندما تنمو الخلايا الموجودة في الرئة بشكلٍ غير طبيعي وخارج عن نطاق السيطرة لتشكل ورمًا، وفي كثير من الحالات، تموت هذه الخلايا المتحورة والمتغيرة أو تتعرض للهجوم من قبل الجهاز المناعي، إلا أن بعض هذه الخلايا تستمر بالنمو بشكلٍ غير طبيعي وخارج عن السيطرة لتشكل فيما بعد ورمًا خبيثًا في الرئة.[٣]


عوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة

في حين أن السبب الرئيسي والدقيق لإصابة أي شخص بمرض سرطان الرئة قد لا يكون معروفًا، إلا أن هناك عوامل خطر محددة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذا المرض؛ وبخاصة التدخين،[٣] وبشكلٍ عام يُمكن تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الرئة بالسيطرة على عوامل الخطر القابلة للسيطرة عليها؛ كالإقلاع عن التدخين، في حين أنّ هناك عوامل أخرى لا يمكن السيطرة عليها، ويمكن ذكر أبرز عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة على النحو التالي:[٤]


التدخين

يعد التدخين المسبب الأول والرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، فهو المسؤول عن إصابة ما يقارب 90% من حالات سرطان الرئة بحسب جمعية الرئة الأمريكية (American Lung Association)،[٢] ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر التي يدخنها الشخص وعدد سنوات التدخين،[٥] وبالرغم من أن معظم سرطانات الرئة مرتبطة بالتدخين، ولكن لا يُصاب جميع المدخنين بسرطان الرئة.[٦]


التدخين السلبي

يعد التدخين السلبي من عوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة؛ ويتمثل التدخين السلبي باستنشاق غير المدخنين لدخان السجائر نتيجة تشاركهم مع المدخنين في بيئة السكن أو العمل، وتعد أحد عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسرطان الرئة،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ مضار التدخين السلبي تعد أقل خطورة مقارنة بمضار التدخين على المدخن ذاته.[٧]


التعرض لغاز الرادون

غاز الرادون هو غاز طبيعي يشع من الصخور والأتربة العالقة في المنازل والمباني، فهو عديم اللون والطعم والرائحة، وبحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن غاز الرادون يسبب ما يزيد عن 20 ألف حالة لسرطان الرئة سنويًا، مما يجعله ثاني أكثر المسببات لسرطان الرئة بعد التدخين.[٨] 


التعرض لمادة الأسبستوس

تم استخدام مادة الأسبستوس سابقًا في مجال البناء، ويعد الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه المادة لفترات طويلة أو على اتصال مباشر بها مُعرضين لمخاطر أكبر للإصابة بسرطان الرئة،[٧] حيث إنه وعند التعامل مع مادة الأسبستوس، فإنها تتحلل إلى ألياف دقيقة جدًا مما يسهّل استنشاقها مع الهواء لتستقر في الرئتين، ومع التعرض الطويل لهذه المادة تتراكم داخل الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وأضرار صحية أخرى،[١] وهذا بحد ذاته يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة، وتجدر الإشارة إلى أن احتمالية إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مع مادة الأسبستوس بسرطان الرئة تزداد بصورة أكبر إذا كانوا مدخنين أيضاً.[٧]


التعرض للمواد الخطيرة

قد يتعرض الشخص لغازات أو مواد كيميائية أثناء العمل أو تواجده في بيئة معينة بما قد يزيد من فرصة إصابته بسرطان الرئة، وفي بعض أنحاء العالم، قد تزيد فرصة الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يتعرضون للهيب الطبخ الناجم عن الفحم أو الخشب، كما أن الأدخنة المنبعثة عن وقود الديزل أو عملية لحام المعادن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، ومن الجدير ذكره وجود عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة؛ والتي تشمل التعرض للإشعاع، أو الزرنيخ، أو النيكل، أو الكروم.[٩]


تلوث الهواء

تلوث الهواء هو حالة من وجود مزيج من الأحماض، والمواد الكيميائية، والغبار، والمعادن في الهواء، وإنّ حجم هذه الجسيمات متناهي في الصغر بحيث تكون أصغر من حجم حبيبات الرمل، وأثناء عملية التنفس تدخل هذه الجسيمات إلى الرئة وتستقر بداخلها، وذلك بدوره يزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة.[١]


أمراض الرئة

يرتبط وجود بعض أمراض الرئة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، حتى بعد استبعاد التأثيرات المصاحبة لتدخين السجائر، كما قد يؤدي وجود تشخيص مسبق بمرض التليف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis) إلى زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الرئة.[٥]


العامل الجيني

بغض النظر عن التدخين فإنّ البعض يمتلك استعدادًا وراثيًا للإصابة بسرطان الرئة، بحيث يكون لديه تاريخ عائلي كإصابة أحد الوالدين أو الإخوة أو الأخوات بسرطان الرئة، وهذا بحد ذاته يجعله أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة نظراً للتغيرات الجينية التي يمتلكها.[٩]


ضعف المناعة

يعد ضعف المناعة الناجم عن الإصابة بمرض أو علاج معين من الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وعادةً ما يُصاب الشخص بنقص في المناعة إذا كان مصابًا بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز، أو عند أخذ الأدوية المثبطة للمناعة بعد الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء.[٧]


تلقي علاجات السرطان في وقتٍ سابق

توجد فرصة ضئيلة للإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين خضعوا سابقًا للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر لعلاج سرطان الغدد اللمفاوية، أو سرطان الخصية المنتشر، خاصة في حال كان الشخص مدخنًا، ولكن تجدر الإشارة إلى أن فوائد تلقي علاج السرطان تفوق بكثير مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.[٧]


وجود تاريخ مرضي سابق لسرطان الرئة

الناجون من سرطان الرئة لديهم فرصة أكبر للإصابة مرة أخرى بسرطان الرئة مقارنةً بأولئك الأشخاص الذين لم يُصابوا به من قبل.[٥] 


التعرض للفيروسات المسببة للأورام

هناك العديد من الفيروسات التي تُحفز تطور السرطان، وتشمل فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-bar virus)، وفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus)، وفيروس التهاب الكبد الوبائي "ب" و"سي".[١٠]


كيف يمكن السيطرة على عوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة؟

ليس هناك طريقة مضمونة ومؤكدة للوقاية من مرض سرطان الرئة، ولكن يمكن التقليل من خطر الإصابة عند الالتزام بما يلي:[٤]

  • الإقلاع عن التدخين، وعدم تجربته أبداً في حال لم يكن الشخص مدخناً، وبشكلٍ عام توجد عدة خيارات للإقلاع عن التدخين؛ منها منتجات النيكوتين البديلة، وأدوية الإقلاع عن التدخين التي تُستخدم بعد استشارة الطبيب، والانضمام إلى مجموعات الدعم للمساعدة على ذلك.
  • تجنب التدخين السلبي، من خلال تجنب الأماكن التي يتواجد بها المدخنين والبحث عن أماكن خالية من التدخين.
  • تجنب التعرض للمواد المسرطنة في مكان العمل، وذلك من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من التعرض للمواد الكيميائية السامة في العمل.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضار، وينصح بالحصول على الفيتامينات والعناصر الغذائية من المصادر الغذائية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب تناول جرعة زائدة من هذه الفيتامينات على شكل مكملات غذائية لأنها قد تكون ضارة.
  • ممارسة التمارين الرياضية، حيث إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطانات، ويُنصح معظم البالغين بممارسة ما لا يقل عن ساعتين ونصف من التمارين الهوائية متوسطة الشدة في الأسبوع الواحد.[١١] 
  • إجراء فحص للكشف عن وجودة غاز الرادون في المنزل، حيث يمكن القيام بهذا الفحص باستخدام معدات سهلة الاستخدام ويمكن الحصول عليها من متاجر بيع المعدات.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Causes Lung Cancer?", webmd, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Lung Cancer Causes & Risk Factors", lung, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Risk factors for lung cancer", cancercenter, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Lung cancer", mayoclinic, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Lung Cancer: SCLC and NSCLC", medicinenet, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  6. "Lung cancer – causes, symptoms, treatment", southerncross, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Causes and risk factors of lung cancer", macmillan, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  8. "What Are the Risk Factors for Lung Cancer?", cdc, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Lung Cancer - Non-Small Cell: Risk Factors and Prevention", cancer, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  10. "Lung Cancer in Non-Smokers", ncbi, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  11. "Lung cancer prevention", nhs, Retrieved 3/6/2021. Edited.