يُعرف التدخين بآثاره السلبية على الرئتين وتأثيره في وظيفتهما، ويعتبر المسبب الرئيسي ل50% من أمراض الرئة المزمنة، حيثُ أنه يتسبب في تهيّج الحويصلات الهوائية وتورمها، وزيادة في إنتاج المُخاط وتراكم رواسب الكربون، مما يؤثر في كفاءة عملية التنفس،[١][٢] مع ذلك، نجد أنّ هناك شخص مدخن من بين كل 5 أشخاص حول العالم.[٣]



الفرق الوظيفي بين الرئة الصحيّة ورئتي المُدخّن

يظهر الفرق واضحاً بين رئتي الشخص المدخن وغير المدخن من الناحية الوظيفية، حيث تقل كفاءة رئة المدخن بشكل ملحوظ عن الطبيعي، وفي ما يلي نبذة عن العملية التنفسية لدى كل منهما:[٤]


التنفس خلال الرئتين السليمتين

تتم عملية التنفس لدى الشخص الصحي بفعالية تامة وسلاسة، حيث يتم استنشاق الهواء المحمل بالأكسجين، لينتقل بعدها عبر الشعب الهوائية إلى الرئتين، حيث تقوم الحويصلات الهوائية الموجودة بنقل الأكسجين إلى الدم، وتبديله بثاني أكسيد الكربون الذي يُرسل إلى الرئتين، لتتخلص منه الرئتين بالكامل من خلال عملية الزفير.[٤]


التنفس خلال رئتيّ المُدخّن

تتم عملية التنفس لدى الشخص المدخن بصعوبة، حيث أن التهاب أنسجة الرئة، وزيادة سمك الشعب الهوائية، يؤدي إلى نقص في كمية الأكسجين الداخل إلى الرئتين خلال عملية الشهيق، بالإضافة إلى عجز الرئتين عن إخراج جميع ثاني أكسيد الكربون من خلال الزفير، الأمر الذي يضع جهداً مضاعفاً على عضلات القفص الصدري لتعويض النقص، لهذا يشعر المدخن بضيق التنفس والتعب عند أي مجهود بدني يبذله.[٥]


اختلاف الشكل بين الرئة الصحية ورئة المُدخّن

 كما أُسلف الذكر يُحدث التدخين تغيرات تؤثر في مظهر الرئتين، ويمكن الكشف عنها من خلال التصوير المقطعي المحوسب (CT-scan) والأشعة السينية (X-ray) للصدر، وتتمثل التغيرات كالآتي:[٦]


أوجه الاختلاف
رئتين صحيتين
رئتيّ المُدخّن
اللون
وردي
رمادي أو أسود
الحجم
الحجم الطبيعي
منتفخة
وجود الاتهاب
لا يوجد التهاب
وجود بقع من الالتهاب
شكل عضلات الحجاب الحاجز
على شكل قبة
تفتقد لشكلها الطبيعي


ما التغييرات التي يُحدثها التدخين على رئة المدخن على المدى البعيد؟

تتعرض الرئتين لعدد من التغيرات على المدى البعيد بسبب التدخين، ومن هذه التغيرات ما يلي:[٧]

  • فقدان مرونة الرئتين، الأمر الذي يعيق إتمام عملية الزفير بشكل كامل.
  • تضخم الرئتين، نتيجة احتجاز الهواء فيهما، وذلك بسبب عدم إتمام عملية الزفير بالكامل.
  • تفلطح الرئتين، بحيث لا تسمح لِعضلات الحجاب الحاجز في العمل على أكمل وجه، مما يجهد عضلات التنفس الموجودة حول الصدر أثناء محاولتها لإدخال أكبر قدر ممكن من الهواء وإخراجه من الرئتين.


قياس كفاءة الرئة

ويسمى قياس السعة النسبية للرئة، والتي تعبر عن كمية الهواء الممكن إدخالها وإخراجها في عمليتي الشهيق والزفير، وتعد إحدى الطرق التي يتم من خلالها تمييز الشخص المدخن من غير المدخن، وتقاس بطريقتين:[٨]


السعة الكلية للرئة

تعني سعة الرئة الشاملة، وهي إجمالي كمية الهواء الذي يمكن استنشاقه لأخذ أعمق نفس ممكن في عملية الشهيق، ولأن التدخين بجميع أشكاله يؤدي إلى تلف عضلات الصدر، وفقدان مرونة العضلات الملساء في الشعب الهوائية وعدم تمددها بالقدر الكافي، الأمر الذي يحد من كمية الهواء التي يمكن استنشاقها.

 

حجم الزفير الإجباري (القسري)

ويُعبّر حجم الزفير الإجباري عن أكبر كمية من الهواء التي يستطيع الشخص أن يخرجها من رئتيه بعد أطول شهيق، ولأن التدخين يتسبب بانخفاض مرونة القصبات والحويصلات الهوائية، تصبح عملية إخراج ثاني أكسيد الكربون الذي ينتقل من الشعيرات الدموية إلى الحويصلات أصعب، وبالتالي يؤدي إلى احتباس الهواء داخل الرئتين.[٩][٨]


لماذا تبدو رئتي المُدخّن سوداء؟

تبدو رئتي المدخن سوداء أو رمادية اللون بسبب احتوائها على العديد من الجزيئات الضارة المبتلعة، ويحدث ذلك عند مرور هواء الدخان خلال الممرات الهوائية إلى الرئتين، ليصل بعدها إلى الحويصلات الهوائية، والتي تتواجد على سطحها خلايا الدم البيضاء الأكولة، والتي تتمثل وظيفتها ببلع أي مادة غريبة قد تكون ضارة بالرئتين، مما يجعل الرئتين تظهر بهذا اللون.[١٠][١١]


هل الإقلاع عن التدخين يُحسن من صحة الرئتين؟

نعم، فالابتعاد عن التدخين في غضون أقل من شهر واحد يُساعد على تحسين وظائف الرئتين ويقلل من أعراض السُعال وضيق التنفس، وتتمثل الفوائد الصحية العائدة على الجسم بعد الإقلاع عن التدخين بما يلي:[١٢]

  • انخفاض معدل ضربات القلب ليعود إلى معدله الطبيعي، بعد 20 دقيقة من الإقلاع عن التدخين.
  • انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى الحد الطبيعي، ويقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، خلال أول 12 إلى 24 ساعة من الابتعاد عن التدخين.
  • تَحسُّن في وظيفة الرئتين بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الابتعاد عن التدخين.
  • انخفاض أعراض السُعال وضيق التنفس بعد الإقلاع عن التدخين في غضون شهر إلى 9 أشهر.

المراجع

  1. "Emphysema", healthnavigator, Retrieved 29/8/2021.
  2. "Smoking", ourworldindata, Retrieved 26/09/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Healthy Lungs vs. Smokers’ Lungs: What You Need to Know", webmd, Retrieved 29/8/2021.
  4. "Smoking and COPD", verywellhealth, Retrieved 29/8/2021.
  5. "What are the differences between a smoker's lungs and healthy lungs?", medicalnewstoday, Retrieved 26/09/2021. Edited.
  6. "Emphysema", mylungsmylife, Retrieved 29/8/2021.
  7. ^ أ ب "Smoker's Lungs vs. Normal Healthy Lungs", verywellmind, Retrieved 30/8/2021.
  8. "Forced Expiratory Volume", ncbi, Retrieved 30/8/2021.
  9. "Defense Mechanisms of the Respiratory System", msdmanuals, Retrieved 30/8/2021.
  10. "Smoker's Lung Pathology Photo Essay", medicinenet, Retrieved 30/8/2021.
  11. "Benefits of Quitting", lung, Retrieved 30/8/2021.