الرّغامى

تُعرف الرّغامى أو القصبة الهوائيّة (بالإنجليزية: Trachea) أو (بالإنجليزية: Windpipe) بأنّها أنبوب كبير يعمل على نقل الهواء من المجاري التّنفسيّة العلويّة والتي تتضمّن الممرّات الأنفيّة والحلق والحنجرة، إلى الشّعب الهوائيّة والتي هي عبارة عن ممرّين هوائيّين كبيرين يتفرّعان إلى أجزاء أصغر في الرّئتين، وخلال نقل الرّغامى الهواء إلى الرّئتين، تعمل على تدفئة الهواء وترطيبه، والتقاط الأجسام العالقة في الهواء ومسبّبات الأمراض قبل دخول الرّئتين، وتُعدّ الرّغامى جزءًا من المجاري التّنفسية السّفليّة إلى جانب الرّئتين، الشّعب الهوائية، القصيبات (بالإنجليزية: Bronchioles) والحويصلات الهوائيّة (بالإنجليزية: Alveoli).[١]

موقع الرّغامى

تقع الرّغامى عند نهاية الحنجرة السّفليّة في قاعدة العنق، وتمتدّ على طول خطّ الوسط من الجسم أمام المريء بعيدًا عن سطح الجلد، لذا من الممكن أن يشعر الفرد بالحنجرة من خلال سطح العنق، ومن حيث تنشأ من نهاية الحنجرة، ستمتدّ إلى أسفل الصّدر لتمرّ خلف عظمة القصّ، وتنتهي عند تفرّعها إلى الشّعب الهوائيّة اليمنى واليسرى والتي بدورها تكمل باتّجاه الرّئتين.[٢]



تركيب الرّغامى

تُعدّ الرّغامى عضوًا ليفيًّا غضروفيًّا وهي على شكل حرف D، وتتكوّن المنطقة الأماميّة والجانبيّة من 16- 20 حلقة غضروفيّة، فيما يكون جدارها الخلفيّ ليفيًّا عضليًّا، وتكون الغضاريف الرّغامية هيالينيّة شفّافة وتتّصل ببعضها البعض بنسيج ليفيّ مرن، وتساعد الغضاريف على بقاء الرّغامى مفتوحة عند تعرّضها للتّغير في الضّغط المرافق لعمليّة التّهوية، وأمّا الجدار الخلفيّ فيتكوّن من العضلة الرّغاميّة ممّا يجعل الغضارف الرّغاميّة غير مكتملة وتظهر بشكل حرف C، ويكون الجدار الخلفيّ مرنًا بما فيه الكفاية ليسمح للمريء بالتّمدّد عند ابتلاع الطّعام، ويبلغ عدد الطّبقات النّسيجيّة للرّغامى أربع طبقات، وتكون على النّحو التّالي:[٣]

  • الطّبقة الأولى: وهي الطّبقة المخاطيّة الدّاخليّة الأكثر عمقًا، ومبطّنة بنسيج ظهاريّ عموديّ مهدّب كاذب.
  • الطّبقة الثّانية: هي الطبقة تحت المخاطية، وتتكوّن من نسيج ضامّ يحتوي على غدد مخاطيّة، عضلة ملساء، أوعية دمويّة، أعصاب، وأوعية ليمفاويّة.
  • الطّبقة الثّالثة: هي طبقة عضلية غضروفيّة، وتتمثّل بالحلقات الغضروفيّة والعضلة الملساء المتداخلة بينها.
  • الطّبقة الرّابعة: هي الطّبقة الخارجيّة اللّيفيّة المرنة.



التّغذية الدّمويّة والعصبيّة للرّغامى

تغذّي الشّرايين الدّرقية السّفلية الرّغامى، فيما يتم تصريف الأوردة من خلال الأوردة الدرّقية السّفلية، ويُصرف السّائل اللّمفاوي إلى العقد العنقيّة، والعقد ما قبل الرّغامى، والعقد المجاورة للرّغامى، وأما التّغذية العصبيّة فتحصل عليها الرّغامى من العصب الحنجري العائد المتفرّع من العصب الحائر، إضافة إلى إمداد من المسار الودّي من العقدة العنقية الودّية.[٤]



وظيفة الرّعغامى

يُعدّ نقل الهواء من وإلى الرّئتين الوظيفة الرّئيسيّة للرّغامى، فبدونها لا يستطيع الإنسان التّنفّس، إلى جانب ذلك تقوم الرّغامى بما يلي:[٥]

  • حماية الجسم من الأمراض وذلك من خلال المخاط الذي يبطّن جدارها، إذ يعمل على التقاط الميكروبات كالفيروسات والبكتيريا ومنع دخولها إلى الرّئتين.
  • تنظيم درجة حرارة الهواء الدّاخل والخارج من الرّئتين، ففي الأيّام الباردة تعمل الرّغامى على تدفئة الهواء وترطيبه قبل دخول الرّئتين، أما في الأيّام الحارّة، فتعمل على تبريد الهواء من خلال التّبخّر.



أمراض الرّغامى


تليّن الرّغامي - Tracheomalacia

هي حالة يحدث فيها انهيار غضروف الرّغامى على نفسه ممّا يجعله ليّنًا ضعيفًا، ويؤثّر تليّن الرّغامى في عمليّة التنفس ويحدث لعدّة أسباب منها، خضوع المريض لجراحة في الرّغامى، أو عدوى تنفّسية في الشّعب الهوائية، أو إصابة خارجيّة في الحلق أو الصّدر، ويعاني المصاب من مشاكل في التّنفس مثل قصر التنفس، والصّفير، والسعال الذي قد يكون مصحوبًا أحيانًا بالدّم، وصعوبة في بلع الطّعام.[٥]



تضيّق الرّغامى - Tracheal Stenosis

يحدث تضيّق الرّغامى نتيجة تكوّن النّدب فيها، والتي تنشأ بدورها بسبب عدة أمراض مثل سرطان الرّئة، أو سرطان الغدّة الدّرقية، أو بسبب وجود الأورام الحميدة في الأحبال الصوتية، أو الإصابة بالدّاء النشواني وغير ذلك، ويؤدّي تضيّق الرّغامى إلى صرير وضيق التّنفس، خاصّة عند بذل الجهد، ويمكن علاج تضيّق الرّغامى بوضع دعامات وتوسعة الرّغامى، فيما قد تطلّب الحالات الشّديدة التدخل الجراحي.[١]



التهاب الرّغامى - Tracheitis

يحدث التهاب الرّغامى نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وهو شائع عند الأطفال ويسبّب صعوبة في التّنفس، ويعاني المصاب من السعال الذي قد يكون مصحوبا بالإفرازات، وصرير عند التّنفس، وارتفاع درجة الحرارة، وتُعالج في الحالات البكتيريّة بالمضادات الحيويّة، فيما قد تستدعي الحالات الشّديدة والتي يعاني فيها المصاب من صعوبة التنفس إلى إدخال أنبوب التّنفس الصّناعي.[٦]



الاختناق - Choking

يحدث الاختناق حين لا يستطيع الجسم قذف الجسم الغريب الذي يعلق داخل الرّغامى بواسطة السّعال، ممّا يؤدي إلى انسدادها وعدم وصول الأكسجين الكافي للدماغ وباقي أجزاء الجسم، وبالتّالي قد يتعرّض الشّخص إلى الإغماء وفقدان الوعي، وفي الحالات الشّديدة قد يؤدي إلى الموت.[١]



أورام الرغامى - Tracheal Tumors

تُعدّ أورام الرّغامى نادرة جدًّا، وغالبًا ما تُشخّص بشكل خاطئ في بادئ الأمر، ومن أشهر أنواعها سرطان الخلايا الحرشفيّّة، والسرطان الكيسي الغداني، وغالبًا ما يعاني المصاب من السّعال، والذي قد يكون مصحوبًا بالدّم أحيانًا، الصّفير، والصّرير، ويمكن استئصال الأورام الممتدّة والتي لا يمكن إزالتها بالجراحة باستخدام تقنيات ميكانيكية أو اللّيزر أو غيرها من التّقنيات التي تستخدم شعاع الأرجوان أو العلاج بالتّبريد.[٧]



النّاسور الرّغامي المريئي - Tracheoesophageal Fistula

هو ممرّ غير طبيعيّ ينشأ بين المريء والرّغامى كنتيجة لمضاعفات إدخال أنبوب التّنفس الصّناعي، أو بسبب إصابة أو جراحة مثل استئصال المريء، إذ يصبح المريض متعبًا جدًّا بسبب تلوّث السّائل من المريء إلى الرّئتين، ومن مضاعفات الحالة حدوث التهاب رئويّ وضعف التّغذية، ولذا قد يُعالج المريض بعد التّعافي من المضاعفات باستئصال الرّغامى وإعادة ترميمها ليتمكّن المريض من التّنفس وتناول الطعام بشكل مريح.[٧]

وللاطلاع أكثر على أمراض الرغامى انقر هنا.


أبرز فحوصات الرّغامى

يمكن إجراء أحد الفحوصات التّالية للكشف عن أمراض وحالات الرّغامى، مثل:[٨]

  • تنظير القصبات المرن: يُستخدم في هذا الإجراء أنبوب مرن تتّصل في نهايته كاميرا مضيئة، ويُدخل من الأنف أو عبر الفم ليصل إلى الرّغامى، ممّا يتيح للطّبيب معاينتها والكشف عن تفرّعاتها أيضًا.
  • تنظير القصبات الصّلب: يُستخدم في هذا الإجراء أنبوب صلب معدنيّ، بحيث يتم إدخاله عبر الفم ليصل إلى الرغامى، ويتّصف بـأنّه أكثر فعالية من المنظار المرن في معظم الحالات، لكنّه يحتاج إلى التّخدير الكامل.
  • التصوير المقطعي المحوسب: تُؤخذ أثناء هذا الإجراء سلسلة من الأشعّة السّينية بواسطة الماسح المحوسب المقطعيّ، ومن ثم ينشئ الحاسوب صورًا مفصّلة للرغامى والأجزاء المحيطة بها.
  • تصوير الرّنين المغناطيسي: يُستخدم في هذا الإجراء موجات إشعاعيّة ضمن مجال مغناطيسيّ لإنشاء صور للرّغامى والأجزاء المحيطة بها.
  • تصوير الصّدر بالأشعة السينية: يساعد هذا الإجراء على تحديد ما إذا كانت الرّغامى تنحرف إلى جانبيّ الصّدر، كما قد يكشف عن وجود الكتل والأجسام الغريبة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Lynne Eldridge (19/3/2020), "The Anatomy of the Trachea", verywellhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  2. Tim Taylor, "Trachea (Windpipe) ", innerbody, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. Adrian Rad, "-trachea", .kenhub, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. "Trachea and Larynx", physio-pedia, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Jenna Fletcher, "Trachea: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. Kristin Hayes,, "Tracheitis Symptoms, Diagnosis and Treatment ", verywellhealth, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Diseases of the Trachea and Airway", med.stanford, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  8. Matthew Hoffman, "picture-of-the-trachea", webmd, Retrieved 27/5/2021. Edited.