ما هو الربو؟

يعد الربو أحد الأمراض المزمنة التي تؤثر في المجرى التنفسي، والتي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً وخاصة عند الأطفال، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 262 مليون شخص حول العالم أصيبوا بالربو في عام 2019، وعلى الرغم من عدم وجود علاج تام للربو، إلا أنه يمكن ضبط الأعراض التي يصاب بها الشخص، للمحافظة على نوعية الحياة، والتقليل من نوبات الربو الحادة، والتي تظهر نتيجة لتشنج القصبات الهوائية، أو التهابها، أو نتيجة لزيادة إفراز المخاط الذي قد يغلق المجرى التنفسي،[١][٢] وللربو أنواع عديدة بحسب نوع المسبب، وهي:[٣]

  • الربو الناجم عن ممارسة الرياضة: حيث تزداد أعراض الربو عند ممارسة الرياضة، وخاصة في الطقس البارد والجاف.
  • الربو المرتبط بنوع المهنة: يظهر نتيجة التعرض لبعض المواد بحسب طبيعة العمل، كالتعرض للمواد الكيميائية والأبخرة.
  • الربو المرتبط بالحساسية: ترتبط نوبات الربو بالتعرض للعوامل التي تسبب الحساسية، مثل: التعرض للملوثات، أو الحيوانات الأليفة، وغيرها.



أعراض الربو

تتفاوت أعراض الربو بين أعراض طفيفة وأخرى شديدة في بعض الأحيان، كما تختلف الأعراض التي تظهر في بداية المرض عن الأعراض التي تظهر خلال النوبات،[٣] وفيما يلي توضيحا لها.


الأعراض الشائعة للربو

يواجه مرضى الربو في الحالات الشديدة صعوبة في التنفس في أغلب الوقت، وفي الحالات الأخرى قد تظهر أي من الأعراض الشائعة التالية نتيجة التعرض لمحفز ما، وهي أعراض تظهر بشكل متكرر، وتزداد سوءًا في أوقات المساء والصباح الباكر، وهي:[٤]

  • الصفير، الذي يترافق مع أخذ النفس.
  • انقطاع النفس.
  • الشعور بضيق في الصدر.
  • السعال.


الأعراض السابقة لنوبات للربو

يمكن للشخص تجنب النوبات الحادة للربو عبر ملاحظة العلامات والأعراض الأولية له، حيث تعتبر هذه الأعراض خفيفة ولا تؤثر في ممارسة الأنشطة اليومية، ومنها:[٤]

  • السعال المتكرر، وخاصة ليلًا.
  • ضيق التنفس.
  • الصفير بعد ممارسة التمارين.
  • الشعور بالتعب بسرعة.
  • أعراض مشابهة لنزلة البرد، مثل: العطاس، وسيلان الأنف، واحتقان الأنف، والتهاب الحلق، والصداع.
  • مواجهة صعوبة في النوم.


دواعي مراجعة الطبيب

تكون الأعراض في حالة نوبات الربو مفاجئة، أو تظهر تدريجيا وتستمر لأيام قليلة، إلا أنها تكون أكثر حدة، وتستدعي مراجعة الطبيب، ومن هذه الأعراض ما يلي:[٥]

  • زيادة حدة الصفير والسعال وضيق الصدر، واستمرارها.
  • صعوبة تناول الطعام والشراب، أو النوم بسبب ضيق النفس.
  • التنفس بشكل سريع.
  • ازدياد سرعة النبض.
  • الخمول والارتباك، والشعور بالتعب.
  • ملاحظة تحول لون الشفتين أو الأصابع إلى اللون الأزرق.
  • الإغماء.


أسباب الربو

تساهم العديد من العوامل في الإصابة بالربو، إلا أنه ما زال سبب الإصابة غير معروف، وقد يختلف ذلك من شخص إلى آخر، ويظهر الربو غالبا نتيجة لإظهار الجسم لرد فعل مناعي شديد، لدخول بعض المواد إلى الرئتين، حيث يؤدي ذلك إلى التهاب وتضيق في المجرى التنفسي، بالإضافة إلى إنتاج المخاط، مما يجعل من التنفس أمراً صعباً، وعلى الرغم من كون السبب غير واضح،[٦] إلا أننا نذكر فيما يلي بعض العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بالربو:[١]

  • العامل الجيني: حيث لوحظ ازدياد احتمال الإصابة في حال وجود تاريخ مرضي للإصابة بالربو.
  • العوامل البيئية: قد يؤدي تعرض الأطفال للمواد والعوامل التي تسبب الحساسية لتهيج المجرى التنفسي، وزيادة احتمال الإصابة بالربو، ومن الأمثلة عليها، التعرض لدخان السجائر والإصابة بالعدوى الفيروسية، حيث أن الجهاز المناعي للطفل في هذا العمر يكون غير مكتمل تماما.
  • الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي: قد تؤدي بعض أنواع العدوى، مثل: عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory syncytial virus)، إلى إلحاق الضرر في رئتي الطفل خلال نموهما.
  • الحساسية: بحسب ما أشارت إليه دراسة نشرتها مجلة (Annals of Allergy, Asthma & Immunology) عام 2013 أن ما نسبته 60-80% من المصابين بالربو من الأطفال والمراهقين يعانون من الحساسية تجاه نوع واحد من المواد على الأقل.[٧]


تشخيص الربو

يعتمد تشخيص الربو على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب، حيث يسأل عن التاريخ المرضي للشخص والعائلة، كما يسأل عن الأعراض التي تظهر على المريض، والعوامل التي قد تسبب الربو مثل: وجود حساسية أو الإصابة بعدوى فيروسية، بالإضافة لذلك فإن الطبيب يجري بعض الفحوصات التشخيصية، مثل:[٨]

  • فحص التنفس: ويجرى للتحقق من وظائف الرئة، حيث يُطلب من المريض التنفس داخل أداة كالأنبوب، ومقارنة النفس بعد إعطائه دواء موسع للقصبات الهوائية، فإن لاحظ الطبيب تحسّن في وظيفة الرئة يتثبت من إصابة المريض بالربو.
  • فحص أحادي أكسيد النيتروجين: خلال هذا الفحص تقاس قيمة النيتروجين الصادر خلال عملية الزفير بطريقة مشابهة لفحص التنفس، حيث يدل ارتفاع النسبة على وجود التهاب يسبب بعض أنواع الربو.
  • اختبارات حساسية الجلد: يجرى هذا الفحص للكشف عن وجود حساسية اتجاه العوامل البيئية المحيطة بالشخص، كما يمكن أن يجرى الفحص عن طريق أخذ عينة من الدم، إلا أن فحص الجلد يعتبر أكثر دقة.
  • فحص البلغم للخلايا الحمضية: وهو فحص يجرى للكشف عن ارتفاع الخلايا الحمضية (بالإنجليزية: Eosinophiles)، وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء، ويكون ارتفاعها مؤشرا على الإصابة بالربو.[٣]
  • اختبار الميثاكولين: (بالإنجليزية: Methacholine challenge)، يُعطى المريض خلال الفحص مادة الميثاكولين لاستنشاقها، وهي أحد محفزات الربو، وفي حال إظهار المريض ردة فعل يشير ذلك إلى إصابته بالربو.[٣]
  • الفحوصات التصويرية: تجرى فحوصات التصويرية، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية، للكشف عن وجود أي مشاكل هيكلية، أو أمراض في الرئة مثل الإصابة بالعدوى، والتي قد تسبب أو تحفز مشاكل التنفس.[٩]


علاج الربو

تتوفر علاجات عديدة للربو، ويختار الطبيب العلاج الأنسب منها بحسب حالة المريض، وبما يناسب الأعراض التي يظهرها، ويهدف العلاج لتحسين تنفس المريض، وتقليل عدد نوبات الربو، وتمكنه من ممارسة أنشطته بشكل مريح، وفيما يلي توضيحا لأنواعها:[١٠]

  • موسعات القصبات الصدرية: والتي تساعد على استرخاء العضلة المحيطة بالمجرى التنفسي، مما يسمح بمرور الهواء بشكل أكبر إلى الرئتين، ولها نوعين، هما:
  • موسعات القصبات الصدرية قصيرة الأمد: وهي سريعة المفعول، لذا يمكن أخذها لتخفيف الأعراض بشكل سريع، وفتح مجرى التنفس.
  • موسعات القصبات الهوائية طويلة الأمد: يمتد مفعولها لوقت طويل، ولا تصلح لتخفيف الأعراض بشكل سريع في حال الحاجة إلى ذلك.
  • الكورتيزون: التي تعمل كمضادات التهاب، فتساعد على تقليل الانتفاخ، وتقليل إفراز المخاط في المجرى التنفسي، مما يسهل عملية التنفس، وتتوفر على شكل بخاخات للاستنشاق مضافة إلى موسعات القصبات الهوائية، أو تؤخذ فموياً، أو وريدياً لتعطي تأثيراً سريعا في الحالات الشديدة.[١٠][٦]
  • مضادات الكولين: تمنع هذه الأدوية انقباض العضلة المحيطة بالمجرى التنفسي، ولها تأثير سريع، كما تضاف لخطة العلاج بالإضافة للأدوية السابقة لتخفيف الأعراض الأخرى، مثل: السعال، وإفراز المخاط، والصفير، وضيق الصدر.[٦][١٠]
  • المضادات الحيوية: يلجأ إليها الطبيب في حالة النوبات التي يكون سببها الإصابة بالعدوى البكتيرية أو قد يصف مضادات الفيروسات إن كان السبب فيروسياً.[١٠]
  • العلاجات المناعية: أو كما تعرف حقن الحساسية، هي إبر تعطى لتقليل رد الفعل التحسسي في الجسم اتجاه مادة معينة، وتؤخذ الجرعات بشكل تدريجي وعلى فترات ممتدة.[٩]
  • معدلات الليكوترايين: تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وفتح المجرى التنفسي، وتؤخذ الحبوب شهرياً، لوحدها أو بالإضافة للكورتيزونات.[٦]


الوقاية من نوبات الربو

يمكن للشخص المصاب بالربو اتباع النصائح الآتية للوقاية من الإصابة بالربو:[١١]

  • اتبع تعليمات الطبيب وإرشاداته: ويتضمن ذلك الالتزام بتناول الأدوية، وتجنب العوامل المحفزة.
  • احرص على أخذ اللقاحات الموسمية: قد تسبب الإصابة بالعدوى الفيروسية ظهور نوبات الربو، لذا فإن أخذ لقاحات الإنفلونزا الموسمية وغيرها من اللقاحات بشكل منتظم يساعد على التقليل منها.
  • احرص على تجنب محفزات الحساسية: حيث يسبب التعرض لمحفزات الحساسية الإصابة بالتهاب المجرى التنفسي، لذا يجب تقليل التعرض لهذه العوامل، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:[١٢]
  • احرص على تغيير ملاءات الفراش وغسلها بانتظام.
  • استعمل أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل.
  • استعمل الأجهزة المزيلة للرطوبة، لمنع تكون العفن في المنزل.
  • تجنب التعرض لدخان السجائر: إن كنت مدخنا فيجب عليك التوقف عن التدخين، كما يجب الابتعاد عن المدخنين، والتعرض لمناطق التدخين.[١٢]
  • مارس الرياضة بحذر: فعلى سبيل المثال يمكن ممارسة السباحة حيث تعد رياضة مناسبة للمصابين بالربو غالباً.[١٢]


الأسئلة الشائعة حول الربو

ما الذي يحفز نوبات الربو؟

يختلف الحال من شخص إلى آخر، ولكن هناك عوامل مؤكدة يمكن أن تحفز نوبات الربو، وعليك تحديدها لتحرص على تجنبها دائما، ومن هذه المحفزات ما يلي:[١٣]

  • دخان السجائر، أو الدخان المنبعث من حرق الأخشاب.
  • ملوثات الهواء.
  • عث الغبار، أو العفن.
  • الحيوانات الأليفة.
  • الإصابة بالعدوى، مثل الإنفلونزا.


هل يمكن الشفاء من الربو؟

حقيقة يعد الربو من الأمراض المزمنة، إلا أن اتباع العلاجات المناسبة يمكّن الإنسان من ممارسة حياته بشكل طبيعي، ودون ملاحظة أي أعراض، ولكن يتوجب على الشخص الالتزام بأخذ الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[١٤]


لماذا تزداد أعراض الربو مساءً؟

يرتبط ازدياد الأعراض مساءً بتغير هرمونات الجسم بحسب النظام اليومي للإنسان أو كما يعرف بإيقاع الجسم الطبيعي، ولكن المهم هو إعلام الطبيب بذلك والالتزام بالعلاج، لتجنب زيادة الأعراض.[١٥]



المراجع

  1. ^ أ ب "Asthma", clevelandclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  2. "asthma", who, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Asthma", mayoclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Asthma Symptoms and Signs", webmd, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  5. attacks,-Asthma% "Asthma", nhs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "asthma", NHLBI, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  7. "Characteristics of allergic sensitization among adult asthmatics >55 years: Results from the National Health and Nutrition Examination Survey 2005–2006", ncbi, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  8. "Asthma", medicinenet, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "asthma", mayoclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Understand Your Asthma Medication", American Lung Association, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  11. "What Is Asthma? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "7 Ways to Prevent Asthma Attacks", mountelizabeth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  13. "Learn How to Control Asthma", cdc, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  14. "Symptoms of asthma", The Asthma UK, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  15. "What Are the Symptoms of Asthma?", AAFA, Retrieved 21/5/2021. Edited.