تعد الرئتين العضو الأساسي في الجهاز التنفسي، وهي المسؤولة عن إدخال الهواء الذي يحتاجه الإنسان إلى الجسم، وتعّد أن الحويصلات الهوائية هي الجزء المسؤول عن تبادل الغازات، تعرف في هذا المقال على الحويصلات الهوائية، ووظيفتها، والأمراض التي تصيبها.[١][٢]

الحويصلات الهوائية: مركز تبادل الغازات في الرئة

تعد الحويصلات الهوائية الوحدة الأساسية للتنفس، وتوجد على شكل أكياس هوائية صغيرة ومجوفة في نسيج الرئة، ويتم فيها تبادل الغازات، وتقع الحويصلات الهوائية ضمن المنطقة التنفسية، والتي تتكون من القصيبات الهوائية، وقنوات الحويصلات الهوائية، وأكياس الحويصلات الهوائية، إذ تتواجد الحويصلات بكثافة في نهاية القصيبات الهوائية، حيث تنقسم نهايات القصيبات الهوائية إلى قناتين أو أكثر تمتد منها الحويصلات الهوائية، والتي تتجمع على شكل عناقيد وتسمى أكياس الحويصلات الهوائية، حيث تتصل كل قناة ب 5 أو 6 أكياس، ويغطي هذه الأكياس شبكة من الأوعية الدموية وهي المسؤولة عن نقل الغازات.[٣][٤]



تزداد أعداد الحويصلات الهوائية خلال أول سنتين من حياة الإنسان بسرعة كبيرة، ثم تستمر بالازدياد خلال فترة المراهقة ولكن بمعدل أقل.




كيف تتم عملية تبادل الغازات عبر الحويصلات الهوائية؟

يدخل الأكسجين إلى الجسم خلال عملية الشهيق مع الهواء الذي يستنشقه الإنسان إلى الحويصلات الهوائية، ثم ينتقل عبر الأوعية الدموية من الرئة إلى أنسجة الجسم المختلفة، وبنفس الطريقة ينتقل ثاني أكسيد الكربون من أنسجة الجسم إلى الحويصلات الهوائية ليتم إخراجها من الجسم عبر عملية الزفير.[٥][٦]


تشريح الحويصلات الهوائية

تقع الحويصلات الهوائية في نهاية المجرى التنفسي في الرئتين، حيث تتفرع القصيبات إلى حويصلات هوائية عديدة، إذ يتراوح قطر أكياس الحويصلات الهوائية بين 0.2 إلى 0.5 مليمتر، وتنتفخ خلال عملية الشهيق نتيجة امتلائها بالهواء، وتنكمش خلال عملية الزفير وإخراج الهواء، ولنقل وتبادل الغازات بين الحويصلات والشعيرات الدموية الموجودة على جدارها، فإن للحويصلات غشاء يفصل بينها وبين الشعيرات الدموية يدعى الغشاء التنفسي، ويتكوّن من تجمّع خلايا الحويصلات الهوائية الحرشفية، والخلايا الطلائية الحرشفية للشعيرات الدموية، والغشاء القاعدي المشترك بينهما، وتبلغ سماكة الغشاء التنفسي 0.5 مايكرومتر، بينما يبلغ قطر خلايا الدم الحمراء في الشعيرات الدموية 7.5 مايكرومترا.[٧][٢]



يُشبّه تشريح الحويصلات الهوائية عادة بعنقود العنب، أو بجذور النباتات، وعلى الرغم من كون أجزاء الجهاز التنفسي أصغر حجما في الواقع، إلا أن القصبات تشبّه بالجذور الكبيرة الممتدة فوق سطح الأرض، والقصيبات والحويصلات الهوائية بالجذور الأصغر الممتدة تحت الأرض.




ممّ تتكون الحويصلات الهوائية؟

تتكون الحويصلات الهوائية من ثلاثة أنواع من الخلايا، ولها وظائف مختلفة، وهي:[٨]

  • الخلايا الطلائية الرئوية من النوع الأول: (بالإنجليزية: Type I pneumocyte)، تعد هذه الخلايا المسؤولة عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
  • الخلايا الطلائية الرئوية من النوع الثاني: (بالإنجليزية: Type II pneumocyte)، لهذا النوع من الخلايا وظيفتان مهمتان، وهما ترميم أي ضرر يصيب بطانة الحويصلات الهوائية، وإفراز المؤثرات السطحية، والتي تحافظ على شكل الحويصلات الهوائية، وتقلل من التوتر السطحي لها، بحيث تمنع التصاق جدار الحويصلات الهوائية خلال عملية التنفس.[٨][٤]
  • الخلايا البلعمية: (بالإنجليزية: Alveolar macrophages)، وهي خلايا مناعية مسؤولة عن تنقية الجهاز التنفسي العلوي من أي جزيئات عالقة في المخاط أو الأهداب، بالإضافة لتنقيته من البكتيريا والخلايا الميتة.[٨]


كم عدد الحويصلات الهوائية؟

يبلغ عدد الحويصلات الهوائية في جسم الإنسان البالغ ما يقارب 480 مليون حويصلة تقريبا، حيث يتفاوت عددها في الجسم بين 274-790 مليون حويصلة بحسب السعة الكلية للرئة، وتبلغ المساحة الكلية التي تغطيها الحويصلات الهوائية ما يقارب 75 مترا مربعا.[٧]


أمراض رئوية مرتبطة بالحويصلات الهوائية

تنشأ أمراض الحويصلات الهوائية نتيجة لامتلاء الحويصلات بمواد تعيق أداءها وظيفتها التي تتمثل بتبادل الغازات والتنفس، وقد تؤثر هذه الأمراض بالحويصلات الهوائية نفسها فقط، أو قد تنتشر إلى باقي أجزاء الجسم، ومن هذه الأمراض نذكر ما يلي:[٩]

  • الوذمة الرئوية: إذ يصاب الشخص بالوذمة الرئوية نتيجة لامتلاء الحويصلات الهوائية بالسائل المصلي، وعادةً ما يكون مرتبطاً بالإصابة بأمراض القلب أو غيرها من الأمراض.
  • النزيف الرئوي: وهو امتلاء الحويصلات الهوائية بالدم، ويظهر نتيجة لالتهاب الأوعية الدموية كما في متلازمة تشيرغ ستراوس (بالإنجليزية: Churge-Strauss syndrome).
  • ذات الرئة: عند الإصابة بهذا المرض تمتلئ الحويصلات الهوائية بالقيح.
  • الداء البروتيني للحويصلات الهوائية: وينتج هذا المرض عن امتلاء الحويصلات الهوائية بالبروتينات.
  • الداء النشواني: أو كما يدعى بداء ترسب الأميلويد، وينتج هذا المرض أيضاً بسبب امتلاء الحويصلات بالبروتينات.
  • سرطان القصبات والحويصلات الهوائية: ويتمثل هذا المرض بانتشار الخلايا السرطانية في الحويصلات الهوائية.
  • حصى الحويصلات الهوائية: وهي حالة تظهر نتيجة لامتلاء الحويصلات الهوائية بالكالسيوم.



تؤدي الإصابة بأمراض الحويصلات الهوائية إلى نقص الأكسجين في الأنسجة أو ما يعرف بنقص التأكسج، مما يؤدي إلى تضرر كافة أعضاء الجسم الرئيسية.




تأثير التدخين على الحويصلات الهوائية

يعد التدخين أحد أهم العوامل التي تتسبب بأمراض الرئة كافة، وكذلك أمراض الحويصلات الهوائية، فإنه يؤثر في آلية عملها، ويسبب ضرراً في جزيئاتها، فعلى سبيل المثال، فإنه يقلل من قدرة الجسم على استعادة طبيعته بعد الإصابة بالعدوى، أو الصدمة، وبالتالي فإن الضرر الذي يصيب الحويصلات الهوائية نتيجة التدخين يجعلها عرضة دائماً للإصابة بالأمراض عند التعرض للدخان والأبخرة الضارة.[٨]


المراجع

  1. "Medical Definition of Alveoli", medicinenet, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Do the Alveoli Do?", healthgrades, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. "Alveoli", physiopedia, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Functions of the Respiratory Portion", The Histology Guide, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  5. "alveoli", cancer, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. "Anatomy and Physiology: Gas Exchange", visiblebody, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "alveoli", kenhub, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Function and Disorders of the Alveoli", verywellhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  9. "Alveolar Lung Diseases", ncbi, Retrieved 27/5/2021. Edited.