ما هو السعال الديكي؟

يُعرّف السعال الديكي (Whooping Cough) بأنّه حالة طبية تنفسية شديدة العدوى، يعاني المصاب بها من سعال قوي وعنيف لا يمكن السيطرة عليه؛ مما يجعل التنفس صعبًا في كثير من الأحيان، وبعد نوبات السعال يحتاج المصاب بالسعال الديكي غالبًا إلى التنفس بعمق؛ مما ينتج عنه صوت يُشبه "صوت الديك"، وقبل تطوير اللقاح كان السعال الديكي مرضًا من أمراض الطفولة، بينما أصبح اليوم مرضًا يؤثر في المقام الأول على الأطفال الأصغر سنًا الذين لم يكملوا دورة اللقاح الكاملة، والمراهقين والبالغين الذين انخفضت مناعتهم ومقاومتهم للمرض.[١][٢]

أعراض وعلامات السعال الديكي

يستغرق ظهور الأعراض والعلامات المصاحبة للسعال الديكي من 7 - 10 أيام بعد الإصابة بالعدوى، علمًا أنها من المُمكن أن تستغرق وقتًا أطول في بعض الأحيان، وعادةً ما تكون الأعراض خفيفة في البداية ومشابهة لأعراض نزلات البرد،[٢] وفيما يلي توضيحًا لأهمها:


وبعد أسبوع أو أسبوعين من العدوى تزداد الأعراض والعلامات سوءًا؛ إذ يتراكم المخاط السميك داخل الممرات الهوائية، مما يسبب سعالًا لا يمكن السيطرة عليه،[٢] وقد تؤدي نوبات السعال الشديدة والمستمرة لمدة طويلة إلى ما يلي:

  • تحفيز القيء.[٢]
  • يُصبح الوجه أحمر أو أزرق اللون.[٢]
  • التعب الشديد.[٢]
  • بعد انتهاء النوبة يُصبح صوت تنفس الهواء التالي مرتفع النبرة.[٢]
  • تزداد نوبات السعال سوءًا، وتبدأ في الحدوث كثيرًا خاصةً في الليل، وقد تستمر لمدة تصل إلى 10 أسابيع أو أكثر.[٤]




اتصل بالطبيب إذا كنتَ تعتقد أن طفلك يعاني من السعال الديكي، أو تواصل مع شخص مصاب بالسعال الديكي حتى لو حصل مُسبقًا على جميع اللقاحات المقررة ضد هذا المرض.




أسباب السعال الديكي

يحدث السعال الديكي نتيجةً للإصابة ببكتيريا البورديتيلة الشاهوقية (Bacterium Bordetella pertussis - B. pertussis)، ويُعدّ هذا المرض شديد العدوى، ويمكن أن يُصاب به الشخص من خلال:[٥]

  • انتقال البكتيريا المسببة للمرض من شخصٍ لآخر من خِلال تطايُر الرّذاذ من أنف أو فم الشخص المصاب.
  • يمكن أن يصاب الآخرون بعد ذلك بالمرض عن طريق استنشاقهم لقطرات هذا الرّذاذ المُنتشِر أو تلوّث أيديهم بها، ثم لمس أفواههم أو أنوفهم بأيديهم.
  • يكون الأشخاص المصابون بالمرض أكثر عدوى خلال المراحل الأولى منه، والتي تصل مدتها إلى أسبوعين تقريبًا بعد بدء السعال.


تشخيص السعال الديكي

عادةً ما يتمكن الأطباء من تشخيص السعال الديكي عن طريق الفحص البدني، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إجراء المزيد من الاختبارات التشخيصية التالية:[٣]

  • اختبار زراعة مسحة من الحلق أو الأنف: (Throat or Nose Culture Test)، يأخذ الطبيب مسحة أو عينة شفط من الحلق أو الأنف، ثم تُرسل إلى المختبر لفحصها بحثًا عن بكتيريا البورديتيلة الشاهوقية المسببة للسعال الديكي.
  • تحاليل الدم للكشف عن مُستوى خلايا الدّم البيضاء: قد يحتاج الطبيب لتحليل الدم لمعرفة عدد خلايا الدم البيضاء، والتي تُشير قيمها المرتفعة إلى وجود عدوى.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: (X-rays)، يُطلَب إجراء هذا التّصوير في حال اعتقد الطّبيب أنّ هناك أي التهاب أو سوائل في الرئتين.


علاج السعال الديكي

يعتمد علاج السعال الديكي على عدد من العوامل منها عمر المصاب، ومدة الإصابة بالعدوى، وللتوضيح أكثر، إذا كان السعال الديكي شديدًا، أو إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر، وكان مصابًا بالسعال الديكي فسيحتاج عادةً إلى العلاج في المستشفى، أما إذا تم تشخيصه في غضون 3 أسابيع من الإصابة، فسيتم إعطاؤه مضادات حيوية للمساعدة على منع انتشار العدوى للآخرين، علمًا أنه قد لا تُقلل المضادات الحيوية من الأعراض، وإذا كان قد عانى المصاب من السعال الديكي لأكثر من 3 أسابيع، فحينها سيُصبِح غير معد ولا يحتاج إلى المضادات الحيوية.[٦]


التوصيات الإرشادية للعِلاج في المنزل

في الواقع لا تُعطى أدوية السعال إلا إذا أوصى الطبيب في ذلك؛ إذ إنه من المحتمل ألّا يساعد دواء السعال على علاج الحالة، وغالبًا ما لا يوصى به للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وهُناك عدّة توصيات وإرشادات مُهمّة لإدارة حالة السعال الديكي في المنزل، وفيما يأتي توضيح لها:[٧]

  • الإكثار من شرب السوائل بما في ذلك الماء، والعصائر، والشوربات، وتناول الفواكه لمنع الجفاف.
  • الحفاظ على المنزل نظيفًا وخاليًا من المُهيجات التي يمكن أن تؤدي إلى السعال قدر الإمكان، وتشمل هذه المهيجات الدخان، والغبار، والأبخرة الكيميائية.
  • استخدام أجهزة التّرطيب التي توضَع بالغُرف، وذلك للمساعدة على تفكيك المخاط وتهدئة السعال.
  • غسل اليدين جيدًا.
  • تناول وجبات صغيرة كل بضع ساعات لتجنُّب حدوث القيء.




يمكن أن يصاب البالغون الذين انخفضت مناعتهم وتلاشت بالسعال الديكي، ولهذا السبب من المهم جدًا أن تتلقى النساء الحوامل وكذلك الأشخاص الآخرون الذين هم على اتصال وثيق بالرضيع اللقاح المقرر ضد السعال الديكي.




هل يمكن الوقاية من السعال الديكي باللقاح؟

نعم، يمكن أن يساعد لقاح "DTaP" والذي يرمز إلى الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي على حماية الأطفال من السعال الديكي، ويجب أن يحصل الرُّضع على جرعة كل شهرين خلال الستة أشهر الأولى، وجرعة أخرى بين 15 - 18 شهرًا، وجرعة أخيرة بين سن 4 - 6 سنوات، وفيما بعد يحصل الشخص على جرعة معززة كل 10 سنوات لأن اللقاح يمكن أن يضعف بمرور الوقت،[٨] كما يمكن لبعض التدابير الوقائية أن تُساعد على منع انتشار السعال الديكي وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، وتشمل هذه التدابير:[٤]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، ويمكن استخدام منظف اليدين الكحولي في حالة عدم توفر الماء والصابون.
  • تجنّب لمس الوجه بأيدٍ غير مغسولة.
  • تنظيف وتطهير الأسطح التي تُلمس كثيرًا بما في ذلك الألعاب.
  • تغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس بمنديل ورقي أو بأكمام القميص وليس اليدين.
  • البقاء في المنزل عند المرض.
  • تجنّب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين بالمرض.


المراجع

  1. "Pertussis (Whooping Cough)", cdc, 18/11/2019, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Whooping cough", mayoclinic, 9/10/2019, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Tim Newman (19/5/2017), "Whooping cough: What you should know", medicalnewstoday, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Whooping Cough", medlineplus, 22/6/2021, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  5. Elana Pearl Ben-Joseph (1/2/2016), "Whooping Cough (Pertussis)", kidshealth, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  6. "Whooping cough", nhs, 13/11/2019, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  7. "Pertussis (Whooping Cough)- Diagnosis and Treatment", cdc, 7/8/2017, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  8. Hansa D. Bhargava (18/6/2020), "Whooping Cough", webmd, Retrieved 16/8/2021. Edited.