قد يؤدّي استنشاق غبار السيليكا إلى إصابة الرّئة بأمراض خطيرة ودائمة، تؤدي إلى مشاكل تنفسية مهددة للحياة، وهنا نخصُّ بالذّكر العاملين في البيئات الصناعيَّة التي توجد بها هذه المادة، وذلك لأنهم الأكثر عرضة للتعرّض لهذا الغبار، وبالتالي يجب حماية هؤلاء العاملين وفحصهم باستمرار، كما يجب زيادة الوعي بخطر غبار السليكا.[١]


أمراض الرِّئة النّاتجة عن غبار السيليكا

عند استنشاق غبار السيليكا تدخّل بلّورات السيليكا صغيرة الحجم إلى الرِّئة، ومع تكرار الاستنشاق على فترات متواصلة، تستقرّ تلك البلورات في عمق الرِّئة، مسبّبة أمراض الرِّئة الخطيرة، مثل السَّحّار السّيليسيّ، وداء الانسداد الرِّئويّ، وسرطان الرِّئة.[٢]


السَّحّار السّيليسيّ

يعرف السَّحّار السّيليسيّ على أنه مرض يصيب الرِّئة، ويؤثّر في الجهاز التنفسيّ بشكل مباشر، وينتج عن استنشاق كمية كبيرة من غبار السيليكا، كما قد يعاني الشخص من السَّحّار السّيليسيّ المزمن حيث تظهر الأعراض بعد مرور 10-20 سنة، وذلك عند تعرض الشخص إلى كميات كبيرة على فترات زمنيّة طويلة.[٣]


  • أعراض السَّحّار السّيليسيّ: أعراض تنفسية أهمها:[٣]
  • السعال الجاف.
  • ألم في الصّدر.
  • الصفير.
  • ضيق في النّفس، خصوصًا عند القيام بجهد جسدي.


  • علاج السَّحّار السّيليسيّ: يعتمد علاج السَّحّار السّيليسيّ، على التقليل من شدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، حيث لا يوجد علاج محدّد للتخلص من الضّرر الذي حدث للرِّئة، وبالتَّالي الهدف الوحيد من العلاج هو تحسين حالة المصاب،[٤] ويمكن تعزيز حالة المريض الصحيّة، من خلال الاستعانة بما يلي:[٥]
  • العلاجات الدّوائيَّة: إذ يستخدم الستيرويد المستنشق لتقليل المخاط في الرِّئة، بالإضافة إلى إمكانية استعمال موسعات القصبات لتوسيع القصبات وتسهيل عملية التّنفّس.
  • العلاج بالأكسجين: يهدف لتقليل الجهد أثناء التنفس.
  • زراعة الرِّئة: يمكن في بعض الحالات الاستعانة بزراعة رئة للمريض.


داء الانسداد الرِّئويّ

يعرف داء الانسداد الرِّئويّ على أنه مرض رئويّ مزمن تزداد شدّة أعراضه وتحديداً ضيق التنفس مع مرور الوقت، مما يسبّب التهاب مزمن في القصبات الهوائية، وقد يسبّب أيضًا الإصابة بمرض النفاخ الرِّئويّ.[٦]


  • أعراض داء الانسداد الرِّئويّ:[٧]
  • الصفير.
  • ضيق في التّنفّس.
  • كحّة مستمرَّة مع إفرازات مخاطيَّة، أو بلغم قد يكون شفّاف، أو أبيض، أو أصفر، أو أخضر اللون.
  • الإصابة بعدوات متكرّرة في الجهاز التّنفّسيّ.
  • ضعف جسدي عام.
  • فقدان وزن الجسم، وتحديدًا في المراحل المتقدِّمة من المرض.
  • انتفاخ في الكاحلين، والقدمين، والسَّاقين.


  • علاج داء الانسداد الرِّئويّ: يدمِّر داء الانسداد الرِّئويّ أنسجة الرِّئة، حيث لا يمكن شفائها، وبالتَّالي لا يوجد علاج محدّد، ولكن يتوفر علاج مساند يضمن تخفيف الأعراض، وتحسين نوعيَّة الحياة، والعيش لفترة أطول، ومن تلك العلاجات:[٨][٩]
  • موسعات القصبات: حيث يصف الطبيب هذه الأدوية لفتح الشعب الهوائية، وعادة ما يكون هذا الدواء على شكل بخاخات
  • العلاج بالأكسجين: يوصف هذا الدواء للأشخاص الذين يعانون من نقص في الأكسجين بالدم.
  • أدوية الكورتيكوستيرويد: عادة ما يعطى هذا الدواء على شكل بخاخ للتقليل من الآثار الجانبية المرتبطة به، ويصف الطبيب هذا الدواء للتقليل من التهاب وتورم أنسجة الرئة.


سرطان الرِّئة

يُعرف مرض سرطان الرِّئة، بأنَّه انتشار للخلايا غير الطبيعيّة في الرِّئة، ما يسبب تدميرها ومنعها من أداء وظائفها بشكل سليم، ويمكن لسرطان الرئة أن يتنشر إلى أماكن أخرى في جسم الإنسان، وبالتالي يعتبر مرض خطير.[٢]


  • أعراض سرطان الرِّئة: عادة ما يتمُّ الكشف عن الإصابة بسرطان الرِّئة، من خلال تقنية تصوير الصّدر بالأشعّة السّينيَّة، ولكن في حالات معيَّنة قد يصاب الإنسان بسرطان الرِّئة، من دون ظهور أي أعراض، وفي أحيان أخرى، قد تظهر أعراض معيَّنة، مثل:[١٠]
  • ألم في الصّدر، مع عدم الشّعور بالرَّاحة.
  • سعال شديد ومستمرّ.
  • مشاكل في التّنفّس.
  • الصفير.
  • إفراز دم مع البلغم الذي يخرج من الرِّئة.


  • علاج سرطان الرِّئة: يوجد العديد من العلاجات التي يمكن اتباعها لسرطان الرِّئة، والتي تهدف إلى تحقّيق الأمان والشِّفاء للمريض وذلك بحسب ما يناسب حالته، ومن هذه العلاجات:[١١][١٢]
  • الجراحة: تتمثل في إزالة جزء معيَّن من الرِّئة.
  • العلاج الكيماويّ: يهدف لاستخدام أدوية تقتل الخلايا السَّرطانيَّة.
  • العلاج الإشعاعيّ: يتمثل باستخدام أشعة لقتل الخلايا السَّرطانيَّة.
  • الاستئصال بتردُّدات موجات الرَّاديو: وهي عبارة عن تقنيَّة تدمر الخلايا السَّرطانيَّة، باستخدام إبرة دقيقة وتيَّار كهربائيّ.
  • العلاج المناعيَّ: يهدف لتعزيز مناعة جسم الإنسان لتمكينه من الدفاع عن نفسه.
  • العلاج التَخفيفيّ: ويتمثل باستخدام الأدوية المسكنة للألم، كذلك العلاج بالأكسجين.
  • العلاج الموجَّه: يساعد على منع الورم من النُّموّ والانتشار.


من هي الفئات المعرَّضة لخطر استنشاق السيليكا؟

تتحرّر بلَّورات السيليكا من مصدرها إلى الهواء الجوّيّ من مصادر متعددة، ومنها الأحجار، والصّخور، ومادَّة الجرانيت، وبالتَّالي فإنَّ التَّعرُّض والتَّعامل معها بشكل مباشر من خلال نقلها، أو تقطيعها، أو طحنها، أو شحنها، يعرض الإنسان إلى خطر التعرض لغبار السيليكا، وفيما يلي ذكر للفئات الأكثر عرضة لخطر استنشاق السيليكا:[١٣]

  • عمّال البناء.
  • العاملون في صناعة السّيراميك والإسفلت.
  • العاملون في التعدين، والتَّكسير.
  • العاملون في الأنفاق.


الوقاية من غبار السيليكا

اتّبع النَّصائح التَّالية للوقاية من غبار السيليكا:[٥]

  • قلّل وقت التَّعرّض لمصدر غبار السيليكا، قدر الإمكان.
  • امتنع عن تناول الطَّعام، أو شرب المشروبات في مكان العمل.
  • نظّف يديك ووجهك بعد الانتهاء من العمل، وقبل تناول الطَّعام.
  • احرص على الاستحمام، وتبديل الملابس بعد الانتهاء من العمل.
  • ارتدِ ملابس واقية، وقناع واقي للوجه، وأدوات التهوية المناسبة، التي تساعد على تقليل استنشاق غبار السيليكا أثناء العمل.
  • استبدل موادّ التَّفجير المستعملة بالعمل والتي تحتوي على سيليكا بموادٍّ أخرى.


المراجع

  1. "Inhaling Silica Dust Can Cause Deadly Lung Disease ", cdc, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Silica, Crystalline", osha, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Silicosis?", verywellhealth, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  4. "Silicosis", nhs, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What Is Silicosis?", webmd, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  6. "Silica, Crystalline", osha, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  7. "COPD", mayoclinic, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  8. "Lung conditions - chronic obstructive pulmonary disease (COPD)", betterhealth, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  9. "Lung conditions - chronic obstructive pulmonary disease (COPD)", betterhealth, Retrieved 11/8/2021. Edited.
  10. "Lung Cancer", medlineplus, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  11. "What to know about lung cancer", medicalnewstoday, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  12. "Targeted therapy for lung cancer", cancercouncil, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  13. "Learn About Silicosis", lung, Retrieved 8/7/2021. Edited.