إذا كنتَ تعاني من ضيق في التنفس (بالإنجليزية: Dyspnea - Shortness of Breath)، فإنك لن تتمكن من التقاط أنفاسك أو الحصول على ما يكفي من الهواء في رئتيك، ويُعدّ ضيق التنفس أحد الحالات الطّبية التي تحدث نتيجة أسباب عديدة تؤثر إما في ممرات التنفس، أو الرئتين، أو القلب، أو الأوعية الدموية.[١][٢]

أسباب ضيق التنفس

تحدث معظم حالات ضيق التنفس نتيجة الإصابة بأمراض القلب أو الرئة؛ إذ يشارك كلًا من القلب والرئتين في نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة، والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون، ويؤثر حدوث مشاكل في أي من هاتين العمليتين على تنفسك، وقد يكون الشعور بضيق التنفس حادًا ويستمر بضعة أيام فقط، بينما يمكن أن يكون في حالات أخرى مزمنًا ويستمر لفترة أطول تتراوح بين 3 - 6 أشهر.[٣][٤]


أسباب ضيق التنفس الحاد

غالبًا ما يكون ضيق التنفس المفاجئ وغير المتوقع ناتجًا عن الإصابة بإحدى الحالات الطّبية التالية:

  • نوبة الهلع أو القلق: يمكن أن تؤدي الإصابة بنوبة الهلع (بالإنجليزية: Panic attack)، أو القلق (بالإنجليزية: Anxiety) إلى أخذ أنفاس سريعة أو عميقة، وهو ما يُعرف طبيًا بفرط التنفس (بالإنجليزية: Hyperventilating).[٥]
  • الانصمام أو الانسداد الرئوي: (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، حالة طبية يعاني خلالها المُصاب من انسداد في أحد الأوعية الدموية في الرئة.[٥]
  • الحساسية: (بالإنجليزية: Allergies)، غالبًا ما يشعر الناس بضيق في التنفس كرد فعل تحسسي لشيء ما.[٤]
  • الاختناق: (بالإنجليزية: Choking)، يمكن أن يؤدي انسداد الحلق إلى صعوبة دخول الهواء إلى الرئتين وخروجه منهما.[٤]
  • النوبة القلبية: (بالإنجليزية: Heart attack)، يمكن أن يتسبب الانسداد الذي يوقف تدفق الدم إلى القلب في ضيق التنفس الخطير.[٤]
  • العدوى: قد تُنتج عدوى مثل التهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) مخاطًا يمنع تدفق الهواء إلى أجزاء من الرئتين.[٤]
  • التعرّض لإصابة: يمكن أن تؤدي الإصابة بكسر في الضلوع إلى جعل التنفس مؤلمًا وصعبًا.[٤]
  • تناول بعض الأدوية: يمكن أن تُسبب بعض الأدوية إحساسًا بالضيق في الصدر، ومن الأمثلة عليها الستاتين (Statins)، وحاصرات بيتا (Beta blockers).[٤]
  • درجات الحرارة المُفرطة: يمكن أن تُسبب الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة شعورًا بصعوبة التنفس.[٤]


أسباب استمرار ضيق التنفس

عادةً ما يحدث ضيق التنفس المزمن أو طويل الأمد نتيجةً للعديد من الأسباب، منها:

  • أمراض الرئة: تتسبب أمراض الرئة في حدوث التهاب الشعب الهوائية وتضيّقها، أو امتلاء الممرات الهوائية بالبلغم، مما ينتج عن ذلك صعوبة في دخول وخروج الهواء من وإلى الرئتين، كما يمكن لبعض أمراض الرئة أن تجعل الرئتين متصلبتين وأقل مرونة، مما يجعل من الصعب عليهما التمدد والامتلاء بالهواء، ومن أمثلة أمراض الرئة المزمنة ما يلي:[٦]
  • الربو (بالإنجليزية: Asthma).
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، واختصارًا "COPD".
  • التليف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis).
  • الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).
  • سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer).
  • انخفاض اللياقة البدنية: عندما تنخفض اللياقة البدنية فإن العضلات ستضعف، ويشمل ذلك العضلات التي تُستخدم للتنفس؛ إذ تحتاج العضلات الأضعف إلى مزيد من الأكسجين لتعمل، لذا كلما كانت عضلاتنا أضعف زاد شعورنا بضيق التنفس.[٦]
  • السمنة: إذا كنتَ تعاني من زيادة الوزن فإنك ستحتاج إلى مزيد من الجهد للتنفس والحركة؛ إذ إن زيادة الوزن حول الصدر والمعدة تحديدًا تحدّ من مدى قدرة الرئتين على الحركة.[٦]
  • فشل القلب: (بالإنجليزية: Heart failure)، إذا كان القلب يضخ الدم بشكل غير كافٍ عبر الرئتين، فإنه قد يُسبب تراكم السائل في الرئتين، وبالتالي ضيق التنفس الذي غالبًا ما يكون مصحوبًا بشعور بالاختناق أو ثقل في الصدر.[٧]


أسباب أُخرى لضيق التنفس

يمكن أن يحدث ضيق التنفس نتيجة أسباب أخرى، من أهمها:[٨]

  • فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
  • الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)، ويعني ذلك فقدان سوائل وأملاح الجسم.
  • الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis)، وهو أحد المضاعفات المحتملة لمرض السكري.
  • السوائل الزائدة.
  • فرط التنفس.
  • فشل الكلى أو الكبد.
  • الحمل، وغالبًا ما يحدث ضيق التنفس في الثلث الأول والثالث من الحمل.
  • الإنتان أو تعفّن الدم أو تسمم الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، وهي عدوى بكتيرية تُصيب الدم، وتُعدّ من الحالات الطّبية الجدية المُهددة للحياة.


عوامل تحفز من حدوث ضيق التنفس

يمكن أن يُسبب تعرّض الأشخاص الذين يعانون أساسًا من ضيق التنفس إلى الملوثات البيئية مثل المواد الكيميائية، والأبخرة، والغبار، والدخان إلى تفاقم حالتهم سوءًا.[٩]


نصائح للتخفيف من مشكلة ضيق التنفس

إذا كنتَ تعاني من ضيق التنفس بإمكانك أن تمنعه أو تُخفف من حدته بمفردك،[٤] وفيما يلي بعض الخطوات التي قد تُفيدك في ذلك:[١٠]

  • إذا كنتَ مُدخنًا فأقلع عن التدخين، وإذا لم تكن مُدخنًا فلا تبدأ.
  • تجنّب التعرّض للملوثات والمواد المسببة للحساسية والسموم البيئية، كالأبخرة الكيميائية أو التدخين السلبي.
  • تجنّب التعرّض لدرجات الحرارة المُفرطة، وممارسة الأنشطة في ظروف شديدة الحرارة والرطوبة أو شديدة البرودة، والذي قد ينتج عنه زيادة ضيق التنفس الناجم عن أمراض الرئة المزمنة.
  • مارس الرياضة بانتظام جنبًا إلى جنب مع فقدان الوزن إذا كنتَ تعاني من زيادة الوزن.
  • الالتزام بأخذ الأدوية الخاصة بالأمراض التي قد تتسبب في ضيق التنفس، كأمراض الرئة والقلب المزمنة.
  • إذا كنت تستخدم جهاز الأكسجين عليك أن تتحقق بانتظام من المعدات الخاصة بالجهاز، ويشمل ذلك التأكد من أن إمدادك بالأكسجين كافي، وأن الجهاز يعمل بشكل صحيح.


ما الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟

في بعض الأحيان يمكن أن يكون ضيق التنفس علامة على حالة تُهدد الحياة، وتتطلب علاجًا طبيًا طارئًا، ومن الأعراض التي يجدر بك مراجعة الطبيب في حال ظهورها ما يلي:[٩]

  • بداية مفاجئة لضيق التنفس الشديد.
  • فقدان القدرة على الأعمال اليومية بسبب ضيق التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • الغثيان.
  • تغيّر في القدرة على التنفس.
  • صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
  • تورم في القدمين والكاحلين.
  • حمى وقشعريرة وسعال.
  • أزيز أو صفير.


طرق تشخيص ضيق التنفس

لتشخيص ضيق التنفس يقوم الطبيب بفحصك والاستماع جيدًا إلى رئتيك، إلى جانب إجراء بعض الاختبارات، منها:[١]

  • اختبار قياس التنفس: (بالإنجليزية: Spirometry test)، يُستخدم هذا الاختبار الذي يُعدّ جزءًا من اختبارات وظائف الرئة لقياس كمية الهواء التي يمكنك نفخها داخل وخارج رئتيك، ومدى سرعة القيام بذلك، ويمكن أن يساعد ذلك على تشخيص بعض أمراض الرئة كالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • قياس النبض والأكسجين: يقوم الطبيب بتثبيت جهاز بالإصبع أو شحمة الأذن لقياس كمية الأكسجين في الدم.
  • تحاليل الدم: يمكن أن تُظهر تحاليل الدم ما إذا كنتَ مصابًا بفقر الدم، أو عدوى، أو جلطة دموية، أو إذا كان هناك تجمع سوائل في الرئة.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: تساعد هذه الاختبارات على معرفة ما إذا كنتَ مصابًا بالتهاب رئوي، أو جلطة دموية في رئتك، أو أمراض رئوية أخرى.
  • مخطط كهربية القلب "EKG": يقيس هذا الاختبار الإشارات الكهربائية من القلب؛ لمعرفة ما إذا كنت تعاني من نوبة قلبية، ومعرفة مدى سرعة ضربات قلبك، والتحقق مما إذا كانت نبضات القلب طبيعية.


المراجع

  1. ^ أ ب Brunilda Nazario (3/4/2020), "Dyspnea (Shortness of Breath)", WebMD, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. William C. Shiel Jr, "Shortness of Breath (Dyspnea): Symptoms & Signs", MedicineNet, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. "Shortness of breath", Mayo Clinic, 13/6/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Shortness of Breath (Dyspnea)", Cleveland clinic, 20/12/2019, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Shortness of breath", nhsinform, 14/2/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Breathlessness", blf, 1/11/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. Rebecca Dezube (1/2/2020), "Shortness of Breath", msdmanuals, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  8. William C. Lloyd III (17/2/2021), "Shortness of Breath", healthgrades, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Danielle Dresden (23/7/2018), "What is dyspnea?", medicalnewstoday, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  10. "Shortness of breath", Mayo clinic, 13/6/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.