قد لا يشعر المدخن بوجود ضرر في رئتيه خاصة إذا كان لا يعاني من أي مشاكل في التنفس، ومع ذلك فإنّ التدخين قد يتسبب بأضرار عديدة في صحة الإنسان وأعضائه؛ بما في ذلك تأثيره في الرئتين،[١] وسيدور الحديث في هذا المقال حول تأثير التدخين على الرئتين.[٢]


آثار التدخين على الرئتين

تتعرض أنسجة الرئتين للتلف نتيجة التدخين، بما يؤثر في كفاءتها وقدرتها على أداء مهامها، بالإضافة لذلك فإن التدخين يتسبب بحدوث مشاكل صحية خطيرة، ونذكر من أبرز التغييرات التي قد تحدث على الرئتين والمجاري التنفسية نتيجة التدخين ما يأتي:[٣][٤]


الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي وزيادة إنتاج البلغم

تزداد كثافة وكمية المخاط بسبب التدخين؛ وقد يعزى ذلك إلى زيادة حجم وعدد الخلايا المنتجة للبلغم الموجودة في الرئتين، وبذلك لا تتمكن الرئتين من تنظيف وطرد البلغم بشكلٍ فعال، مما قد يتسبب بانسداد المجاري التنفسية، وقد يترتب على ذلك أعراض عدة؛ من بينها السعال، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ وجود البلغم بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الرئتين بالعدوى، وشيخوخة الرئتين، وهذا بحد ذاته يتسبب بإعاقة آلية دفاع الرئة عن نفسها والتصدي لخطر العدوى.[٤]


التقليل من كفاءة الأهداب

تبطن المجاري الهوائية خلايا صغيرة تشبه الشعر تسمى الأهداب، وتقوم الأهداب بتنظيف الرئة من البلغم والأوساخ،[٥] ولكن فإنّه وخلال ثوانٍ من إشعال السيجارة يحدث تباطؤ في حركة الأهداب، كما أنَّ التدخين يقلل من عدد الأهداب الموجودة في الرئتين، وهذا يؤثر سلباً في قدرتها على تنظيف البلغم وإزالة الأوساخ بشكلٍ فعال.[٤]


انخفاض معدل تدفق الهواء في الرئتين

يُعاني المدخن من تهيج والتهاب في الرئتين، إضافة إلى السعال، وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى انخفاض معدل تدفق الهواء في الرئتين، ونتيجة لذلك ينخفض معدل تدفق الأكسجين إلى الدم، وقد ينتهي الأمر بحدوث تلف في الرئتين والأنسجة، فيؤدي ذلك إلى انخفاض الأوعية الدموية والمساحات الهوائية في الرئتين.[٦]


تندب الرئتين

كما ذكر سابقًا فإنَّ التدخين يتسبب بالتهاب في المجاري الهوائية وأنسجة الرئتين، وبالتالي قد يشعر المريض ببعض الأعراض المزعجة؛ كضيق الصدر، أو اضطراب في التنفس، أو خروج صوت صفير عند التنفس، ولنتيجة الالتهاب المستمر بسبب التدخين قد يحدث تندب في نسيج الرئة (بالإنجليزية: Scarred lungs)، ويظهر التندب على شكل تغيرات فيزيائية في الجهاز التنفسي تتسبب بصعوبة التنفس لدى المدخن، وقد يترتب على ذلك معاناة المدخن من سعال مزمن مصحوب بالبلغم.[٥]


النفاخ الرئوي

يحدث النفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema) كأحد آثار التدخين الناجمة عن تدمير الأكياس والحويصلات الهوائية المسؤولة عن عملية تبادل الأكسجين وإدخاله إلى الجسم، ومن الجدير ذكره أنَّ الحويصلات الهوائية لا تنمو من جديد عند تدميرها، لذلك فإنّه عندما يتم تدمير عدد كبير من الحويصلات الهوائية، فإنَّ ذلك يتسبب بتدمير دائم لجزء كبير من الرئة، وبالتالي قد يصاب المدخن بالنفاخ الرئوي، والذي يترتب عليه الشعور بضيق شديد في التنفس.[٥]


الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

يعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive pulmonary disease)،[٧] ويتسبب التدخين للمريض المصاب بالانسداد الرئوي المزمن بتهيج أعراض المرض، نظراً لكونه يتسبب بتدمير الأكياس والحويصلات الهوائية وبطانة الرئة، لذلك يعاني مريض الانسداد الرئوي المزمن من صعوبة في التنفس نتيجةً لصعوبة إدخال ما يكفي من الهواء إلى الرئتين، وكذلك صعوبة في إخراج كميات الهواء منهما.[٨]


مرض السل

يحدث السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) نتيجة عدوى بكتيرية تصيب الرئتين في معظم الأحيان، ويعد التدخين أحد العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض، إذ يتسبب التدخين بتدمير الرئتين، وبالتالي التقليل من كفاءة جهاز المناعة في الجسم، وقد ثبت وجود ارتباط وثيق بين مرض السل والتغييرات والعيوب العديدة التي تحدث في الخلايا المناعية والتي تؤثر في استجابة الجسم المناعية.[٩]


سرطان الرئة

يعد التدخين من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer)؛ سواء أكان تدخين مباشر أم تدخين قسري، ويعتقد الخبراء أن التدخين يسبب سرطان الرئة نتيجة للتلف الذي يُحدثه في بطانة الرئة، إذ يتسبب بحدوث تغيراتٍ فورية في الأنسجة عند استنشاق دخان السجائر المليء بالمواد المسرطنة، ومن الجدير ذكره أنه وفي بداية الأمر فإنّ الجسم يستطيع السيطرة على الضرر الذي يسببه التدخين، ولكن مع تكرار التعرض للمواد المسرطنة يزداد الضرر الذي يلحق بالخلايا الطبيعية التي تبطن الرئة، ومع مرور الوقت قد يؤثر هذا الضرر في قدرة الخلايا المبطنة للرئة على العمل بشكلٍ طبيعي، وقد يترتب على ذلك الإصابة بسرطان الرئة في نهاية الأمر.[١٠]


آثار أخرى للتدخين

بالإضافة لما تم الحديث عنه سابقًا فيما يتعلق بآثار التدخين على الرئتين، تجدر الإشارة إلى وجود آثار جانبية أخرى قد تؤثر في أعضاء وأنظمة الجسم المختلفة نتيجة التدخين، والتي نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • الدورة الدموية: قد يحدث تلف في نظام الدوران في الجسم نظراً لوصول مادة القطران الموجود في السجائر إلى الدم.
  • الدماغ: تزداد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخن بصورةٍ أكبر مقارنة بالشخص غبر المدخن.
  • الجلد: يساهم التدخين في زيادة معدل شيخوخة الجلد، فقد يلاحظ على الشخص المدخن وجود تجاعيد أكثر في وجهه مقارنة بالشخص غير المدخن.
  • المعدة: يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بارتداد أحماض المعدة، ويُعزى ذلك إلى ما يتسبب به التدخين من ضعفٍ في المريء.


هل يمكن إصلاح الأضرار التي تحدث بسبب التدخين؟

إجابة السؤال هي نعم، إذ يمكن إصلاح الضرر بشكلٍ فوري وبعد فترة من الإقلاع عن التدخين، وبشكلٍ عام فإنّه وخلال 12 ساعة من ترك التدخين ينخفض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم عائدًا إلى معدله الطبيعي، ويساهم ذلك في تعزيز تدفق الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى ذلك ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكلٍ كبير في السنوات التي تلي فترة ترك التدخين، وبالتالي تمنح الشخص حياة وصحة أفضل في المستقبل.[٣]


نصائح للمساعدة على الإقلاع عن التدخين

تتعدد أساليب الإقلاع عن التدخين، ويتضمن ذلك الطرق السلوكية والدوائية، ويمكن استشارة الطبيب بشأن الطرق الدوائية المعتمدة من مؤسسة الغذاء والدواء،[١١] ومن أهم النصائح التي قد تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين والتكيف مع ذلك بشكلٍ صحي بعد تركه التدخين ما يأتي:[١٢]

  • كتابة قائمة بالأسباب التي تدفع الشخص وتزيد رغبته في الإقلاع عن التدخين.
  • تحديد تاريخ البدء بالإقلاع عن التدخين، وتحفيز النفس على ذلك.
  • اختيار فترة زمنية ذات ضغوطات أقل للبدء خلالها بترك التدخين.
  • الحصول على الدعم والتشجيع من قبل العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.
  • البدء بممارسة التمارين الرياضية، أو زيادة النشاطات البدنية في حال كان الشخص معتادًا على التمارين الرياضية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا والمواظبة عليه.
  • تناول الأطعمة الصحية.


المراجع

  1. "Keep Your Air Clear: How Tobacco Can Harm Your Lungs", fda, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  2. "Health Effects of Cigarette Smoking", cdc, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "How Smoking Affects the Lungs", ccmhhealth, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "How Smoking Cigarettes Affects Your Lungs"، upmc، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Health Effects", smokefree, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "HOW SMOKING DAMAGES LUNGS", narayanahealth, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  7. "Chronic obstructive pulmonary disease (COPD)", nhs, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  8. "Smoking and COPD", medlineplus, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  9. "Association Between Tuberculosis and Smoking", ncbi, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  10. "Lung cancer", mayoclinic, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  11. "What are treatments for tobacco dependence?", drugabuse, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  12. "Smoking and Respiratory Diseases", hopkinsmedicine, Retrieved 8/6/2021. Edited.